رواية لاتتحدى الصقر الفصل الحادى عشر11بقلم اسماء عبد الهادي

روايةلاتتحدى_الصقر  

الفصل الحادي عشر



وسط ظلام القلوب الدامس،وسط غيابات ظلمة النفس ،بين اربعه جدران بائسه تكتظ برائحة انفاسهم الخبيثة 


كان يجلس الى جوار شريكه بالزنزانه وينظر له بشر_ها، نويت على إيه ،مبقاش الا كم شهر ونخرج 


ليبتسم الاخر بشر ونظرة أكثر خبثًا_نويت أقلبها على دماغه ،هندمه على اللى عمله معايا،مش أنا جمال الزينى اللى أترمى الرمية دى 


ليقول الاخر بوعيد _هندمه على اللى عمله كويس اوى زى ما عملنا مع صاحبه اللى كان هيودينا فى داهيه لما اكتشف...


_____


بمرور الايام بدأت صحة مريم تتحسن شيئاً فشيئا وبدأ يحيى يتعلق بها أكثر فأكثر،كيف لا يحب ذلك الملاك البرئ كما يسميها ،لكنه كان حزيناً لانه يعتبر نفسه يخدعها ،يجعلها تعيش كذبه يخشى أنها ستؤتى بنتائج عكسية إذا ما علمت الحقيقه 

زفر بضيق وأبعد كل شىء عن تفكيره ووضع أمام نفسه هدف واحد عليه العمل عليه،هو مساعدة مريم على أن تُشفى تماما وبعدها يقرر ماذا يفعل بعد

...

ذهب الى غرفتها بالمصحة فى موعده المحدد الذى يأتى لها فيه ،ليجدها على أتم الاستعداد وتجلس فى إنتظاره،لا يستطيع أن ينكر كم هى جميلة حقاً ،فالوردة الزابلة قد عادت للحياة من جديد وبدا جلياً على وجنتيها اللتان تخضبتا بالحُمرة الممزوجة بالخجل ،وتلك اللمعه فى عينيها التى باتت تأسره ،ظل محدقاً بها لفتره لاعناً ذاك الصقر الذى طلب منه أن يفتح قلبه لها،وها هو ينفتح على مصرعيه ولا يستطيع أن يغلقه ،فهو فقد زمام التحكم به وخرج الامر منه عن السيطرة


كان يسعد عندما يرى تلك الابتسامه الواسعه وتلك النظرات العاشقه لكنه كان ليكون أشد سعادة لو كانت موجهه له "يحيى"وليس"بلال"


سمع صوتها تناديه _بلاال ،وبعدما وجدها تفتح فمها تريد ان تقول شيئا آخر 


فهز رأسه لها مشجعاً _كملى يامريم،اتكلمى ،ها  ،انتى خلاص بقيتى كويسه ،اتكلمى 


فتحت فمها وقالت بتلعثم _بلال،و..حش..تنى 


إبتلع يحيى ريقه بإرتباك وحاول رسم إبتسامة زائفة على محياه_برافو يا مريم أخيرا اتكلمتى ،حمدا لله على السلامه


لتبتسم مريم له وتلقى بنفسها فى أحضانه بشوق واحتياج بالغ 

لم يدرى يحيى ماذا يفعل ،رفع ذراعيه جانباً وتسارعت ضربات قلبه فالموقف الذى هو به ليس هيناً أبدا،ظل يدعوا الله فى نفسه_أن يثبته فلا يقع فى ذنب.


حاول إبعادها عنه،لكنها كانت متشبثه به بشدة وكأنها تبثه إشتياق سنوات حرمان ولوعه عاشتها 


سمعها تقول_أنا مبسوطة أوى يابلال 


ليقول  هو بتلعثم ،فهو يريدها أن تبتعد فالوضع ليس جائزاً هكذا_ربنا... يسعدك.. يارب


فكر قليلا ثم قال_مريم ممكن اتكلم معاك 


لتبعد رأسها عن صدره وترفعه ناظره إليه بإبتسامة _ممكن


أشار بعينه إلى الكرسى _تمام اتفضلى أقعدى 

إستجابت لكلامه وجلست فى الكرسى ،فتنهد هو بارتياح من إبتعادها فقُربها هذا يهلكه 


نظرت اليه بتساؤل،ليجلس هو على الكرسى جواره ومن ثم اعتدل ليكون فى مقابلتها_مريم إنتى حاسه إنى متغير،فيا حاجه مختلفه عن بلال بتاع زمان؟


لتهز رأسها بالايجاب،فنظر إليها بإهتمام،أهى تعرف أنه ليس بلال ،أكتشفت حيلتهم؟


لتردف هى_فى حاجات فى شكلك اتغيرت،ممكن يكون علشان كنت تعبان مثلا 


بس مش مهم الشكل ،المهم انك يابلال زى ما إنت متغيرتش من جوا ،وأعرف أفرقك من بين مليون شخص 


ليقول فى نفسه بسخريه_اه ما هو واضح،بدليل انك معرفتيش إنى مش بلال 


نظر لها ومن ثم ابتسم إبتسامة باهته لها 


لتردف هى بحزن _بس حاجه واحدة اتغيرت 


ليرمقها بإهتمام_هيه إيه؟


لتقول _مش شايفه بلال ،الشاب الطموح مش شايفه لمعه الامل فى عينيك زى زمان ،جايز لان اللى حصلنا مكانش سهل على حد فينا فانطفت اللمعه دى؟؟؟


ابتلع يحيى ريقه وهز رأسه عدة مرات_ااا.. أه اه 


لتخفض هى رأسها لاسفل وتتكتل

 الدموع بين أهدابها_انا أسفه كل اللى حصل بسببى ،ومن ثم دخلت فى نوبة بكاء شديد


ليقوم يحيى اليها بفزع،يحاول تهدئتها_مر..مريم إهدى،أنا ما صدقت إنك بدأتى تخفى ،اللى فات خلاص راح وانتهى ،مريم ارجوكى 


لتتشبث هى بملابسه كالطفل الصغير الذى يخشى ابتعاد امه عنه قائلة بين شهقاتها_اوعدنى متسبنيش تانى يا بلال ،ارجوك


نظر لها بأسى وضم شفتيه بمرارة_مش هسيبك يا مريم مش هسيبك .

____


أغمضت أعينها بضجر وهى تبرطم بعبارات الاستياء والسخط فها هو المتقدم لخطبتها رقم عشرون خلال يومين فقط_يووه هما مش بيزهقوا أنا تعبت من الموضوع ده

سمعها هو فنظر لها بحزن ،يتآكل قلبه خوفاً عليها يريد أن يطمئن عليها فهو إذا ما حدث له مكروه سيكون مطمئن عليها مع زوجها يهتم بها ويرعاها ،أما على وضعها هذا ستكون ضعيفه وحيدة بلا أحد جوارها،كما أنه كان يحلم أن يرى أحفاده يمرحون هنا وهناك يبعثرون ألعابهم بالجوار يملأون المكان صخب بدلا من كونه مقفر ممل لا حياه له  وخاصه مع قضاء ياسمينا معظم الوقت خارجه.


رأت سحابة الحزن تلك تغيم على وجه والدها وهذا ما لا تحبه أبداً ،هو واالدها ،كان لها طوال حياته الاب والام والصديق معاً لذا إقتربت منه يربت على يديه بأسى_سورى ،دادى ،بليز مش عايزة أشوفك حزين ،سمايل بليز 


ليتكلم هو بعد أن زفر مخرجاً همه_رفضك لفكرة الزواج ،مش عارف أتقبلها يا ياسو 


فكرت كيف تخرج من ذلك المأزق وتجعل والدها يبتسم من جديد فقالت لاعطاءه بعض الامل ولنفسها فرصه للخروج من ذلك الامر ببساطه_يمكن يادادى ،مجاش اللى يخطف قلبى ويخلينى أوافق عليه غصب عنى وبدون إرادة منى ،يمكن لسه مظهرش اللى يخلينى أغير رأيي 


لوى شفتيه فى عدم إقتناع_العشرات اللى بيتقدموا يومياً  معقوله مفيش ولا واحد فيهم عجبك


رفعت كتفيها مع إبتسامة خفيفه بمعنى انه ليس بيدها حيلة ،فلا أحد منهم جعل قلبها يتحرك نحوه قيد أُنملة 


فقال برجاء_ياسو بليز افتحى قلبك المقفول ده ،وإسمحى للحب يدخل جواه علشان خاطرى أنا دادى حبيبك


فقالت بحب_قلبى إكتفى بحبك إنت وبس يادادى ،محدش يقدر يحل مكانه 


تنهد هو_حب دادى غير الحب اللى أنا بتكلم عنه،ياسو انا عايز أحفاد ،معقوله هموت من غير ما أشوف حفيدى وأشيله بين إيديا 


لتقترب منه مختضنه إياه_دادى متقولش كده بليز ،أى ويل كراى(أنا هبكى)


____

كالعادة تلتقط الصاعد والهابط لا تتركه وشأنه حتى تعرف من أين جاء وإلى أين يذهب ،تستفسر عن أخباره لا من باب الاهتمام بأحواله وإنما من باب الفضول والتدخل فيما لا يعنيها 

نسيت حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم"من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه"


أوقفتها كعادتها عندما كانت عائدة من الجامعه قائلة بإبتسامتها السمجه_مودة إزيك


وقفت مودة وبادلتها إبتسامة خفيفه_الحمد لله ،ازيك ياطنط


حسنية_سمعت أن مريم بدأت تتحسن 


مودة بسعادة من أجل مريم فما حدث معها درب من الخيال_الحمد لله ياطنط أنا مبسوطة أوى عشانها 


وقفت رامقه مودة بنظرات متفحصه_ألا صحيح يامودة إنتوا بقالكم ٣سنين متجوزين ولسه لحد دلوقتى مفيش حتة عيل يملى عليكم البيت ،هو فى مشكلة عند حد فيكم ولا إيه 


أصابت كلماتها تلك نفس مودة بالحزن فهى  تعانى مش مشكلة تمنعها من الانجاب ،وكانت قد بدأت فى العلاج منذ بداية الزواج ولكن ما حدث ل بلال ومريم أنساهم ذلك ولم تداوم على علاجها ،ولم تفكر فى الامر منذ ذلك الحين ،لكنها ردت عليها بهدوء شديد_لما ربنا يريد ياطنط ،عن إذن حضرتك


لتقترب منها حسنيه تقول بصوت خفيض تظن بكلامها هذا أنها تنصحها_الراجل من دول لازم تربطيه بالعيال علشان ميطرش منك ،إسمعى منى أنا عايزة مصلحتك 


هزت رأسها ببطىء وحاولت رسم إبتسامة باهتة على شفتيها _شكرا يا طنط على النصيحه 


صعدت إلى شقتها بضيق  لا تدرى أثارت كلمات السيدة حسنية هموماً كامنه فى نفسها ،هى تريد أن تنجب طفلاً لصقر ،ليست خائفه من أن يتركها صقر فهى على ثقه أنه لن يفعلها مطلقاً فهو متيم بها،لكنها حقاً تشتاق لطفل منه ،طفل يجمعهما معاً يحمل ملامح أبيه وصفاته من الحنية والطيبة والرجولة ما يسع العالم بأكمله 


يبدو أن كلماتها قد قلَّبت عليها مواجع كانت باطنة فى نفسها ،كانت تدفنها عمداً حتى لا تصاب بالهم ،لكنها لم تفقد يقينها بالله يوماً 


جلست إلى أقرب أريكة تفكر بهدوء،وبعدها عزمت النية على مفاتحة الصقر من جديد بأمر إكمال علاجها حتى تستطيع الانجاب 


__

فى طريق دخولها المطبخ سمعته يتحدث فى الهاتف مع فتاة ما كعادته 

_اه يابيبى ،لا طبعاً وحشتينى جداً ،فين صورتك اللى قلتى هتبعتيها أشوفها؟


....

_حالاً هفتح الفيس أشوفها،أكيد قمر من قبل ما أشوفها 


..

_ماشى ،باى ،نتكلم ماسنجر ياروحى 


لتتجهم تعابير وجه أميرة  وتضع يدها على فمها بصدمة عن  أى صور يتحدث ،هل وصل به الامر إلى ذلك الحد ،وما نوعية تلك الفتيات هل يرسلون صورهم هكذا إلى الشباب بهذه السهولة ألهذه الدرجه هن ساذجات حتى يثقن فى شاب غريب لمجرد أن أغدق عليها بالمعسول من الكلام ،يالا السخف فما أسهل الكلام وما أقبح الذنب وما أشقى تلك الانفس 


دخلت غرفه أخيها بلا إستئذان وجدته يجلس على الحاسوب يضع سماعات على أذنه ويثرثر مع إحداهن فى الشات وأمامه صورة لفتاة ما  قد أرسلتها له ،كيف لا ترسلها وهو بات صديقها الان ومن حقه أن يراها وقتما يريد 

فقالت بإستنكار وهى توزع نظراتها بين الصورة وبين أخيها_عادل إنت بتعمل إيه ،ليه كده 


إنزعج عادل من دخول أخته دون إستئذان فأبعد السماعات عن أذنه قائلا بحدة_إنتى إزاى تدخلى من غير إستئذان ؟


تجاهلت كلامه عمداً ،قائلة بعتاب_عادل اللى بتعمله ده غلط ،بنات الناس مش لعبه تتسلى بيهم وتضحك عليهم  شويه وتسيبهم 


ضحك عادل بتهكم وأعاد رأسه للحاسوب_يابنتى هما اللى عايزين كده 


رفعت أميرة إحدى حاجبيها ووضعت إحدى يديها على خصرها_ياسلام!!!،هما اللى عايزين حد يخدعهم ويضحك عليهم؟


عادل بغرور ونبرة خيلاء_يابنتى البنات اللى بتجرى ورايا وتكلمنى 


أمالت رأسها قليلا بعدم تصديق ما يقوله أخوها ،فأردف قائلا _البنت من دول تدخل على صفحتى تقولى"دى صورتك بجد؟،شكلك كيوت اوى،عجبنى الكومنت بتاعك ،ممكن أعملك فولو"


أصدرت أميرة ضحكة سخريه خفيفه من كلامه_وطبعا إنت ما صدقت وقمت بالواجب 


وضع عادل قدما فوق أخرى _طبعا يا بنتى أنا عندى دلوقتى الفين صديق ومعظهم ان مكانش كلهم بنات 


اتسعت اعين أميرة وهزت رأسها باستنكار ما للذى يفخر بيها أخيها المعتوه هذا_يانهار ألوان ألفين ياعادل ،حرام عليك بجد 

عادل ناظراً لصورة الفتاه أمامه و التى أرسلتها للتو بإعجاب_جد يقول للجمال لا 


أميرة _اتقى الله ياعادل ،إنت مهما كان عندك اخت ،خاف عليا ،من اللى بتعمله فى بنات الناس 


ليهدر بها عادل_بعمل ايه يعنى،انا عمرى ما جريت ورا بنت كويسه او حاولت اوقعها ،كل اللى بكلمهم واقعين لوحديهم وبيتكلموا معاي ومع غيرى ،يعنى من الاخر هما اللى ملومين مش أنا 


لانت أميرة بالحديث قليلاً_حتى لو كانوا كده فعلا ،كان لازم تصدهم ،تقفل باب الكلام معاهم من أصله ،ده باب شر ممكن يوقعك فى مشاكل انت فى غنى عنها 


شعر عادل بالضجر من أخته وأن حديثها لا يعنيه فى شىء_بقولك إيه يا أميرة ،قلتى الكلمتين بتوعك ،يلا اطرقى بقا ،مش عايز أزعلك وأنا مزاجى رايق دلوقتى ،فأخفى ،ولا أقولك روحى شوفى سلمى فين 


فى هذه الاثناء سمعوا طرقات سلمى المزعجه فلوى عادل فمه_أهى جت على السيرة،يلا ياماما ،بدل ما تيجى تدخل هنا بزاعبيبها 

تنهدت أميرة بضيق_مش هيأس منك ياعادل ،وهفضل أحاول معاك وأدعى ليك علشان تبطل الطريق ده.


عادل بتهكم _ماشى يا ستنا الشيخه 


لتزفر أميرة بضجر _يووووه ،قلتلك متقوليش كده 

عادل لاثارة غضبها_امشى بقا يا ستنا الشيخه بدأت أزهق منك 


لتدب أميرة الارض بقدمها وتخرج حانقة على أخيها ،وتتوجهم لتفتح الباب لسلمى الذى يعرف الجميع طرقاتها الشديدة والمتواصله على الباب 


لتراها سلمى على ذلك الوجه المتجهم ،فتقول بمرح مخمنه سبب تجهمها_استنى سيبنى اخمن ،هوا عادل بغباوته ،صح 


لتبتسم أميرة رغماً فسلمى قادرة على قلب مزاج أميرة ١٨٠درجه 

ليأتى هو مربعاً ذراعيه أمام صدره وعلى وجهه أمارات الغضب قائلا بحدة_بقا أنا غبى  ها؟؟

لتقول سلمى بهمس لأميرة _إيه ده هو سمعنى ،وقعتى طين النهاردة


لتضحك أميرة بخفوت وتظل صامته 


ليهدر هو بها _سلممممى


فتنظر سلمى له ولعلامات وجهه الغاضبه ،فتقول بمحاولة إستجماع شجاعتها_ما خلاص بقا يا عادل عديها،أصلك بصراحه بقى بتعامل أختك وحش أوى ،على الاقل اعتبرها بنت من البنات اللى بتكلمها وعاملها كويس شويه ولا هيه ملهاش نفس 


رمقهم عادل بنظرة إستخفاف ومن ثم تركهم وغادر متوجهاً إلى المطبخ 


لتقول سلمى بغيظ_غبى وهيفضل طول عمره غبى ،ده مشى ومهتمش لكلامى


_____

طرقت على رجلها بأطراف أصابعها وهى تقضم  شفتيها بأسنانها كعادتها فعرف على الفور أنها تريد قول شيئاً ،فرفع رأسه لاعلى جاعلاً إياها تنظر إليه_ادخلى فى الموضوع علطول ،أنا سامعك 


تنهدت مطولاً قبل أن تتكلم 


ليقول بمزاح_يااه الموضوع عويص كده!


قالت مودة بجديه _صقر إنت بتحبنى!!


أمسك صقر يدها ناظراً فى عينيها متعمقاً بهماً _ودى عايزة سؤال يا مودة ،بحبك وعمرى ما شفت فى الدنيا دى غيرك ولا هشوف ،إنتى حياتى ودنيتى كلها ياروح قلبى 


لتلين ملامح مودة وتبتسم له بحب هى الاخرى

ليضع يده أسفل ذقنها_ممكن أعرف حصل منى إيه خلاكى تشكى فى حبى ؟


لتقول هى بنظرة عاشق_عمرى ماشكيت فى حبك ليا لحظة واحدة ،أنا بس حبيت أرجع ثقتى لنفسى مش أكتر 


لينظر لها بإهتمام_وايه اللى هز ثقتك بنفسك وازاى تسمحى بده 


لتنظر له بحزن_إنى عندى مشاكل وممكن مش أخلف ياصقر 


ليقول صقر بغضب_وحد قالك انى متضايق من الموضوع ده ؟ 

لتضم مودة شفتيها بحزن_صقر إن أكيد نفسك فى طفل وبتحلم تكون أب 


ليقول صقر بجديه_صحيح منكرش ده ،لكن لو ربنا ما أرادش أنا راضى ،إنتى كفايا عندى بالدنيا يامودتى


لتمسك هى يده برجاء_بس أنا عايزة ياصقر عايزة يكون عندى طفل منك ،طفل يكون نسخة منك فى الشكل والملامح وكل حاجه 


ليضحك صقر ليخفيف جو التوتر الذى أصابها_كده يابنتى هيكره نفسه ،شبهى إيه بس وأنا فيا كل العِبَر


لتقول مودة بإصرار _لا أنا فعلا عايزاه شبهك ياصقر 


ليقول صقر بهدوء_خلاص ياقلبى شبهى شبهى اللى يريحك ياروحى 


لتضيع مودة أعينها وتقول بضيق_صقر إنت بتأخدنى على قد عقلى؟


 تنهد صقر قائلا _مودة مالك بس مش عارف ليه الصعبيه دى مش من عادتك تكونى كده.


لتقول مودة بصوت متحشرج _مش عارفه ياصقر ،مش عارفه 

ليحيطها زوجها بحنان محاولا إحتواء حزنها_حبيبتى مش عايز أشوفك حزينه،من بكرة نروح نستأنف العلاج من تانى ،لو كان ده هيريحك 


لتنظر له بفرحه وعدم تصديق_بجد ياصقر 


ليبتسم لها فرحاً برؤيتها سعيدة_بجد ياعيون الصقر❤

_____

فاض به الكيل ولم يستطع الاستمرار أكثر  فى خداعها فترك مكتبه متوجهاً إلى مكتب الصقر ليقتحم الغرفه دون أن يطرق الباب أولا قائلا بعزم عما نوى فعله _صقر أنا نويت على شىء مهم ولازم تعرفه 


ليرمقه صقر باستغراب _خير!!!


ليقترب منه قائلا بجديه_أنا هقول لمريم على الحقيقه 


قام من مكانه رامقاً إياه بحدة_يحيى أوعى تعمل كده ،مريم لسه مخفتش كلياً ،لسه محتاجه وقت .


جلس يحيى بغضب _وبعدين بقا ،أنا مبقتش متحمل 


ليجلس صقر على الكرسى رامقاً يحيى بنظرات ثابته قائلا بمكر_مبقتش تتحمل إيه بالظبط ،أنها بتحب بلال!!


لينظر إليه يحيى بإضطراب فصديقه إفتضح أمره فقال حانقاً_إنت اللى فضلت تقولى إفتح قلبك يا يحيى ،أهو إتفتح وحبها وهيه مش شايفه غير زوجها اللى مات ،أنا مش عارف إيه كمية الحب اللى كانت بتحبها ليه دى ،مفيهوش حاجه مميزة يعنى 


ضحك صقر قائلاً يقصد إثارة إستفزازه_شايفك غيران يعنى


ليلوى يحيى شفتيه بتبرم_هغير من واحد ميت ،إنت كمان 


قال رامقاً إياه بنظرة مطولة_ده اللى أنا شايفه قدامى 


ليغتاظ منه يحيى ويقوم من مكانه قاصداً مكتبه_أنا رايح مكتبى ،بدل ما أزعلك 

فى حقيقه الامر كان يحيى يهرب من الحقيقه التى يقولها صقر فهو حقا يغار.


ليتهند صقر مستندا رأسه على يده_وبعدهالك يا بلال ،مش ناوى ترجع ،اعمل ايه أكتر من كده علشان الذاكرة ترجعلك ....


                  الفصل الثاني عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>