رواية لاتتحدى الصقر الفصل الثاني عشر12بقلم اسماء عبد الهادي


 رواية لاتتحدى_الصقر 

الفصل الثاني عشر


دخل مكتبه تعلو ثغره إبتسامة واسعة قائلا بصوت غناء _ص..ق..ر 

صقر باشا أبشر أبشر ،عندى ليك خبر جميل 


بادله  صقر بإبتسامة خفيفه فرحاً برؤيته سعيد فظن الامر يتعلق بمريم فقال_إشجينى 


جلس فى مقابلته مشيرا إلى الحاسوب الشخصى الخاص بالصقر الموضوع جواره ع المكتب _افتح حولتلك  الرسالة اللى جت للمكتب على الميل بتاعك 


تفآجأ الصقر فهو لم يكن ينتظر سماع هذا ففتح حاسوبه وقرأ الميل ولكن ظلت تعابير وجهه ثابته 

فأستغرب يحيى_إيه يابنى مش شايفك فرحان 


صقر ءهدوء _وأفرح ليه، ما أنا سبق وقلت لك مش عايز اتعاقد مع شركات للسياحه 


يحيى بنظرات متفائلة_يابنى دى الشركة اللى طالبانا بنفسها بعد ما سمعت عننا وعن شغلنا اللى سمعته مسمعه البلد كلها ،يعنى فرصه متتعوضش،الشركة ضخمة والشغل معاهم هينقلنا نقلة تانية خالص


ليتهند صقر بحيرة فهو لا يريد التعاقد مع شركات ،قد تود منه إنشاء ملاهى أو بارات او ما إلى ذلك من المحرمات 


فقال يحيى لاقناعه_ممكن نشترط فى العقد معاهم إننا مش هنمسك أى شغل يتعلق بالبارات وغيرها 


هز صقر رأسه وبدا مقتنعاً بفكرته _ممم تمام، رد عليهم وشوف هيبعتوا مندوب ولا هنروح إحنا نتفق على العقد


قام يحيى من مكانه متحمساً _عُلم ويُنفذ وانطلق الى غرفة مكتبه ليرسل ميل لشركه السياحه 


ليشرد صقر فى الفراغ_اه يا دكتور بلال ،هل لو رجعتلك ذاكرتك كنت هشوفك مبسوط بالشغل ده كده؟؟


____

فى النادى 

حيث يجتمع الجميع ،ياسمينا مع الشلة الخاصه بها من بنات وفتيان  على نفس شاكلة ياسمينا وليان بل ربما أسوء يرتدون ثياباً تظهر أكثر مما تُخفى ،حتى إنضمت لهم صديقه أخرى لتقول بوجه متهلل ويبدوا أنها أتت لإعلامهم عن شىء ما هام _هاى ،هو ار يو 


ياسمينا_نانا ،ميس يو ،شو ماتش ،فينك يا بيبى 


نانا_ياسو ،مى تو وقبلت الفتاتان بعضهما،نانا بسعادة وهى تعلم أن ياسمينا ستتحمس للعرض_عندى ليكم خبر يجنن ،مش هتصدقوا 


ليان بحماس_ها ،قولى ،نانا


نانا وهى تنظر فى وجوه الحاضرين وخاصه ياسمينا التى تحب السفر _النادى عامل رحلة للندن لمدة أسبوع إيه رايكم

ليهلل الجميع وخاصه ليان ،رافعين أيديهم لأعلى وبأصواب صاخبه_ااوه يس 


_أحلى خبر سمعته

_هنتشرك طبعاً 

_أنا متحمسه أوى 

 فى حين أن ياسمينا لم تبدى أى رد فعل 

أكملت نانا _والمفآجأة مش هتصدقوا 

ليقول الجميع بحماس _إيه ،قولى بقا!!

لتقول نانا بصوت عالى مستعدة لتلقى عليهم القنبلة التى ستجعلهم يصرخون فرحاً وخاصه الفتيات_ميدو الكيلانى ،هيطلع الرحلة دى 


لتصيح الفتيات وتقمن لتقف جوار نانا _واااااو ،ميدو لا مش ممكن 


_أيام سو إكسيتيد (أنا متحمسه)


لنقول ليان لياسو_ياسو ،إيه مش شايفه إنك متحمسه 


ياسو بملل_عادى ،يعنى ،كل الحكاية إنى مش حابة اطلع الرحلة دى 


ليان وقد بدا عليها الاحباط فهى كانت متحمسة لوجود ميدو فى الرحلة الشاب التى أعجبت به كل فتيات النادى ،ماعادا ياسمينا فهى تراه شاباً سمجاً ،مغرور 


_ليه بس يا ياسو دى فرصه مش هتتعوش ،وخاصه ميدو هيكون معانا دى هتكون فسحه تجنن 


لتوى ياسمينا شفتيها فى ضجر_أهو علشان ميدو أنا مش حابه اروح ،أقولك ،خلينا إحنا نطلع لوحدنا 


لتقول ليان برجاء وهى تمسك كلتا يديها_لا ياسو بليز أنا لو مروحتش لندن مع ميدو،ممكن يجرالى ،مش هينفع أضيع الفرصه دى من ايدى 


ياسو بهدوء _تمام ليا ،روحى إنتى ،وانا هفضل هنا مع بابى ،حاساه متضايق اليومين دول 


لتقترب منها ليان أكثر _ياسو ،إنتى عارفه اونكل ذكى زعلان لانه عايز يطمن عليكى ،إنتى حتى معندكيش بوى فريند تفضفضى معاه 


لتزفر ياسمينا بضيق_يوووه وبعدين 

لتقول ليان لمحاولة إقناعها_ياسو إحنا نروح نغير جو ،يمكن لما ترجعى تغيرى رأيك ، او يمكن هناك تغيرى رأيك 


لتتنهد ياسو بقلة حيلة_أوكى موافقه 


لتقف ليان بفرحه ،تثنى ذراعها _أووه يس أقنعتها ،ومن ثم تتوجه إلى نانا التى كانت تكتب أسماء الراغبين فى الاشتراك  وتنتظر موافقه ياسمينا فميدو أعلن رغبته فى الاشتراك فقط لانها اخبرته أن يااسمينا أولى المشتركات _نانا ،أنا وياسو ،إعملى حسابنا 


نانا  بفرحة_تمام ،الاشتراك ب٣٠الف جنية،أظن مش كتير 


لتهز ليان رأسها بفرحة_نو ،ذاتس جود(كويس) ،هكلم دادى يحولى المبلغ فوراً ،أيام سو هابى(سعيدة)


نادت ياسمينا "ليان"تخبرها أنها شعرت بالضجر وسوف تتوجه إلى الشركه _ليا ،أنا مليت،هروح عند بابى ،سى يو 


ليا_أوك باى ،هعرف أيه بروجرام (برنامج)الرحلة وأبلغك

ياسمينا _اوك

___

تمشى بضجر تشعر بالسخط من كثرة ما يطلبه الاساتذة من أبحاث ومشاريع  مكلفه،ومن إرتفاع أسعار الكتب أيضاً لتقول_والله حرام عليهم اللى بيعملوه فينا 


أميرة_لازم يراعوا الطالب ،شويه،مش كل الطلبة يقدروا يتحملوا المصاريف دى 


لتقول مودة مؤكدة كلامها متفقه معها فى الرأى_معاكى حق ،فى شباب بتشتغل وبتدرس علشان تصرف على نفسها وعيلتها كمان ،كان الله فى عونهم 


سلمى بامتعاض _إتكلمنا كتير مع الدكاترة ينزلوا سعر الكتب،بس قليل جدا اللى إستجاب ،والباقى لا حياة لم تنادى 


أميرة بضيق_هتعملوا إيه ،هنشترى الكتب؟


مودة_أكيد ،إنتى عارفه إننا بنأخد الكتب ونحاول نلخصها ونطبعها علشان نساعد بيها الطلبة اللى متقدرش على تكلفه الكتب 


لتفتح سلمى حقيبتها تبحث عن محفظتها ،لكنها لم تجدها_ياربى الظاهر نسيت  محفظتى فى البيت 


أميرة بضيق وهى تكز على أسنانها_سلمى،أنا نبهتك أكتر من مرة ،ياسلمى حطى المحفظة فى الشنطة ،وانتى تقولى _حاضر يا ميرا ،وبردو نسيتها ،وفلوسى معاكى يازفته 


لتنفخ سلمى _خلاص بقا يا ميرا،نسيتها إيه يعنى 


لتقوم أميرة بتوبيخها_لا ده إهمال منك يا أستاذة،أنا قلت لك حطيها فى الشنطة وإنتى فضلتى تطنشى وأهو نسيتيها ،أنا غلطانه إنى قلتلك تحتفظى بفلوسى معاكى 


 نظرت لها سلمى بضجر_ماخلاص بقا يا ميرا هتفضلى تبكتينى كده ،مش تحطى فلوسك  تانى معايا ياستى ارتحتى


لتقول أميرة بغضب_سلمى إنتى عارفه إنى مبحبش أحتفظ معايا بمبلغ كبير ،أخاف يتسرق منى

سلمى_خلاص أسكتى ،بتتكلمى ليه


لتقف مودة بينهم لتحول بين تحول الامر لشجار فعلى _بااس،خلاص،انتوا نسيتم نفسكم ،إحنا فى الجامعه يا أنسة إنتى وهيه ،لعب العيال بتاعكم ده فى البيت مش هنا 


ىتزفر أميرة بضيق _هيه اللى مستفزة يا مودة ،النهاردة مفيش محاضرات كتير ،كنت حابة نستغل الفرصه ونروح نجيب الكتب 


لتقول سلمى _خلاص ياستى أستنونى هنا ونص ساعه بالكتير أكون جبت الفلوس 


لتقول أميرة بإستنكار_هتروحى البيت وترجعى ؟؟

سلمى _لا طبعاً المسافه مش قليلة 


هزت مودة رأسها _طيب ،هتعملى إيه؟


سلمى وقد عزمت على أن تذهب لوالدها فى مكان عمله فالشركة التى يعمل بها ليست ببعيدة عن الجامعه _هروح لبابا ،شغله مش بعيد عن هنا 


أميرة_ماشى هنيجى معاكى 


سلمى فهى تشعر ان بها خطب ما_لا خليكى إنتى مع مودة ،هروح مسافة السكة وارجع 


مودة كعادتها تخاف على صديقتيها _سلمى خدى بالك من نفسك 


أشارت لها سلمى بعينيها أنها ستفعل ،وانطلقت مبتعدة عنهن لتذهب الى والدها 


___

وصلت الى شركة السياحة ،حيث يعمل والدها موظفاً هناك 

ذهبت إلى حيث يقف موظف الاستقبال _لو سمحت ،استاذ عبدالله محمد موجود فى اى دور؟


 بحث الموظف عبر الحاسوب أمامه عن بيانات عبدالله محمد ومن ثم قال  بجديه شديدة _الدور الثالث يافندم ،مكتب٢b على الشمال 


سلمى _تمام شكرا لحضرتك 


استقلت المصعد الكهربائي لتصل الى وجهتها ،ليفتح المصعد عندما يصل بها إلى حيث تريد ،خرجت منه لتجد الموظفون وجميع من يقف فى الرواق ،يتهامسون بأحاديث لم تستطع تفسيرها،ويتطلعون إلى النظر إلى شىء ما ،لتقول سلمى بتعجب لحالهم_مالهم دول وبيبصوا هناك على إيه 


هزت كتفها بلا مبالاة _وأنا مالى ،هشوف مكتب٢bده فين 


وكعادته حذائها دائما ينحل عقدته ،فإضطرت إلى  أن تقف جوار الحائط و تنخفض لكى تربط تلك العقدة من جديد وتقول بتبرم_مش كل مرة تنفك بقا 


لم تنهى كلمتها حتى وجدت من يصطدم بها من الخلف فسقطت على الارض متأوهه


لتجد أحداً يمد يده إليها يعاونها  على للقيام مرة أخرى _ااوه أيام سو سورى ،إيدك أساعدك


لترفع سلمى يدها وتضعها فى يد من تسببت فى سقوطها _حصل خير ،بس من فضلك إنتبهى المرة الجايه ،فترفع بصرها نحوها لتقول سلمى بتعجب_مش معقول ياسمينا 


لتقول ياسمينا بتذكر،فهى تنسى الوجوه والاسماء الجديدة بسرعه_اووه ،مم سلمى ،صح 


لتبتسم لها سلمى_اه صح ،مبسوطة اننا اتقابلنا تانى 


لتبادلها ياسمينا الابتسامه _مى تو ،هاو أر يو (وأنا كمان ،اخبارك)


سلمى_كويسه الحمد لله ،


ثم أردفت مازحة_دى تانى مرة نخبط فى بعض 

لتضحك ياسمينا واضعه يدها على فمها _ايام سو سورى (أسفه جدا)


ضحكت سلمى أيضا_ههه،ولا يهمك يابنتى ،

إنتى بتعملى إيه هنا 


إنتظرت سلمى أن تقول أنها مالكة الشركة أو ابنة مالها ،أو أحد اقربائه


لكن ياسمينا قالت بهدوء_بشتغل ،هنا ،وانتى بتشتغلى ،هنا؟


سلمى _لا أنا لسه بدرس،بابا اللى بيشتغل هنا 


ياسمينا _اها ،جود لك فور يو(حظ سعيد ليكى)


سلمى بإبتسامة _جزاكى الله خيرا


ياسمينا وهى تخرج هاتفها_اوك ،اعطينى رقمك نكون على تواصل ،اى لف يو سو ماتش 


سلمى بحبور _وأنا كمان على فكرة،رغم إنى نادر لما أرتاح لحد غريب ،إلا إنى ارتحت لك اوى 


تبادلتا أرقام الهواتف و حسابات السوشيال ميديا 

ياسمينا مودعه إياها ،مستغربه إرتياحها لتلك الفتاة المحجبة فهى لم تتحدث أبداً مع تلك النوعية من الفتيات ،لكن كان هناك شىء يشدها نحو سلمى،تلك الهاله الجميلة والنور اللذان يشعان من وجهها فيشعرك بالراحه  والسكينه وهو الشىء التى تفتقده ياسمينا رغم توافر سبل تحقيقهما إلا إنها تشعر دائما أنها تفتقد لشىء ما ،شىء ليس مادياً ،شىء معنوى لا يُرى ،شىء يضفى معنى لحياتها ،لوجودها لا تعرف ما كنه ولا ماهيته،لكن كل ما تعرفه أنها إطمئنت لسلمى وودت فى التقرب منها أكثر

_سورى ،سلمى ،أنا مضطرة أمشى ،عندى شغل ،أشوفك على الانستا 


لوت سلمى شفتيها بمرح_يبقى مش هتشوفينى خالص


ياسمينا باستغراب _واى


سلمى بإبتسامة سخيفه_ معنديش انستجرام 


رفعت ياسمينا حاجبها_نو ،فى حد لسه مش موجود على الانستا ،ده عالم تانى خالص 


لتحك سلمى رأسها _ممم أصله بيسحب الباقه،ولو خلصت قبل الشهر  البت ميرا هتولع فيا


لتضحك ياسمينا بتفهم وضعها المادى_هه ذاتس اوك ،الفيس تمام ولا فى مشكله 


لتهز سلمى رأسها _تمام ،يلا اتفضلى علشان مأخركيش ،وبصى قدامك كويس علشان مش تخبطى فى حد تانى 


لتضحك ياسمينا _ههه دونت ورى (متقلقيش)


لم تنهى سلمى كلمتها حتى وجدت نفسها تدخل في الحائط لتستلمه بوجهها ،فتتأوه بألم 


لتضحك ياسمينا أكتر وترفع حاجبها_أعتقد إنك اللى محتاجه النصيحه دى 


لتقول سلمى وهى تمرر أصابعها على جبينها لتخفف الالم_لا  على فكرة هو اللى اعترض طريقى 


لتهز ياسمينا رأسها _انتى مشكلة ياسلمى 


لتضحك سلمى_اه أميره ومودة بيقولوا عليا كده بردو 


ياسمينا لمزاح_ يبدو أن فى اتفاق على كده.


سلمى بإدعاء البراءه_أبدا والله ده أنا وديعه خالص 


ياسمينا _أى سى(واضح)،


__

كانتا تجلسان منتظرتان عودة سلمى..

ارتشفت جرعة من العصير أمامها ونظرت لصديقتها تسألها ما بها تراها مهمومة اليوم على غير عادتها فهى من بعد بدء تحسن حالة مريم ،أصبحت تشعر بتحسن فى نفسيتها _مالك يا مودة ،شكلك مش عاجبنى 


لتخفض مودة رأسها وتقول بتنهيدة طويلة _الحمد لله 


لتقلق أميرة أكثر بعد رؤيتها تتنهد هكذا_مودة ،احكيلى ،فى حاجه حصلت؟


لتقول مودة بخفوت _إمبارح روحت مع صقر نستأنف علاجى من جديد


أميرة بتساؤل_علشان الحمل مش كده؟


هزت مودة رأسها بنعم 


أميرة_كويس ،وبعدين 


مودة _الدكتورة طلبت تحاليل وأشعه ،علشان تشوف العلاج اللى هأخده ممكن يجيب فايدة ولا لاء


نظرت لها أميرة_بإذن الله بفايدة مفيش حاجه بعيدة عن ربنا يامودة ،خلى عندك ثقه فى ربنا


مودة بيقين _الحمد لله ،عمرى ما فقدت الامل وواثقه أن ربنا زى ما رجع مريم للحياة من تانى،قادر على إنى اخف وأحمل كمان 


أميرة_تمام ايه المشكله بقا


مودة_الدكتورة قالت لو طلعت نتيجة التحاليل زى ما توقعت مش هيكون قدامنا غير الحقن المجهري وكمان إحتمالية النجاح ضعيفه 


مدت أميرة يدها تربت على ظهر يد مودة_اللى عايزه ربنا هيكون يامودة ،مينفعش نستبق الاحداث،إستبشرى خير وربنا هيكرمك إن شاء الله 


مودة بحزن_يااارب يا أميرة ،إنتى مش متخيلة أنا نفسى فى طفل قد إيه ،أنا كنت بنت وحيدة ،وصقر كمان ملوش إخوات ،علشان كدة بتمنى من ربنا طفل يكون شبه صقر بالظبط 


تبسمت أميرة ضاحكة _إشمعنى ما كفايا باباه؟


مودة_لما تحبى بجد يبقى نفسك فى كل حاجه فيها منه ،تبصى على أى حاجه تلاقى صورته فيها ،علشان كده نفسى أطفالى يكونوا نسخة من أبوهم 


لتعيد أميرة ظهرها لخلف_والله يا باشا مجربتش الاحساس ده قلب كده 


لتقول مودة _ربنا يرزقك ياحبيبتى إنتى وسلمى الازواج الصالحة 


لتقول سلمى التى إستمعت لبعض حديثهم_ياعينى على الرومانسيه,كل ده حب ،إحنا كده هنقُر


ضحكت مودة_جيتى إمتا؟


سلمى بمزاح_من ساعه،ما نفسك تشوفى صورة صقر على عيون البوتجاز 


لتضيق مودة عينيها_أنا قلت كده 


لتضحك سلمى_ياستى بهزر،أنا لو اتجوزت مش عايزة عيالى شبه أبوهم اللى لسه مش عارفاه أصلا ،بس أعتقد هكون عايزاهم غير ،كفايه واحد ،التغيير مطلوب بردو 


لتضحك كل من مودة واميرة


لتمد سلمى يدها تحيط بها مودة_حبيبتى،ربنا يقر عينك بطفل تسعد به نفسك 


مودة بإمتنان_ربنا يباركلى فيكم حبيباتي 


لتلاحظ مودة ،كدمة بسيطه على جبين سلمى فتقول بقلق_سلمى ،إيه اللى فى وشك ده خير 


لتقول أميرة بعدم اكتراث _لا متخديش فى بالك تلاقيها دخلت فى عمود نور زى عادتها ،بفكر نركب لها نظارة خشب 


لتقول سلمى بإدعاء الضيق_ بس يا خِفه 


مودة بإهتمام_لا بجد ،من إيه دى 


سلمى وهى تنظر لأميرة وتخشى أن تضربها فقالت بسرعه وهى تحتمى فى مودة _دخلت فى حيطة لما كنت بكلم ياسمينا


لتقوم أميرة من مكانها بغية الوصول الى سلمى لتضربها_مش قلتلك يا مودة ،دى متخلفه،بتمشى تخبط فى أى حاجه 


فتحاول مودة أن تحول بينهم كعادتها

لتقول سلمى بتبرم_وأنا مالى هما اللى بيظهروا فجاءه 


لتمسك أميرة يد مودة_يلا نروح نجيب الكتب ،بدل تضيع الوقت ده ،لأننا مش هنخلص من سلمى 


سلمى بإدعاء الحزن _هتمشوا من غيرى


أميرة بسخريه_لا هنأخدك معانا ،أخاف أسيبك تمشى لوحدى تدخلى فى ترلة .


وضعت سلمى يدها على خصرها  بضجر _بقى كده 


لتقول مودة بجديه_كفاية يابنات بقى ،يلا 


لحقت بهم سلمى وتوجهن ثلاثتهم إلى حيث المكتبة لابتياع الكتب ولم يخل مشوارهم من مناقرات أميرة وسلمى المحببة لقلوبهن.


__


دخل صقر مكتب يحيى 

فعندما رآه يحيى هب واقفاً وهو ينظر فى ساعته_كويس إنك جيت،علشان توصلنى اروح لمريم 


تنحنح صقر بجديه _احم ..مهو ..أنا كنت جاى علشان كده 


يحيى وهو يضع هاتفه فى جيبه _تمام ،،يلا


ليقول صقر بهدوء_لا ما هو إنت خلاص مهمتك انتهت مع مريم 


ليفتر وجه يحيى عن تعابير متجهمه رامقا إياه بإستغراب _ده اللى هو إزاى مش فاهم،الدكتور بيقول لسه مريم محتاجه متابعه كمان.


ليقول صقر مترقباً رد فعل يحيى _لا أصلى قررت أعفيك من المهمه التقيلة على قلبك دى،قلت كفاية حرام أشيلك ذنوب أكتر ،فمن النهارده هشوف حد تانى يشبه بلال يقوم بدورك


ليرمقه يحيى بحدة _نعم ياخويا،حد تانى مع مريم !! ده أنا كنت أدبحه 


ليقول صقر _مالك يابنى ،أنا اهم حاجه عندى صحة مريم 


ليهدر به يحيى _تقوم تدخل مع مريم رجل غريب!!


صقر بلا إكتراث_ما إنت غريب وقاعد معاها عادى 


إرتبك يحيى ولم يدرى ما يقول فحك رأسه _أه ،بس أنا غير 


أراد صقر أن يضيق عليه الخناق أكثر عله يتخذ أى خطوة إيجابيه فى إتجاه عودة ذاكرته_غير إزاى يعنى مش فاهم ،تقدر تقولى إنت تقرب إيه لمريم ،زوجها!! حبيبها!!! 

هز صقر كتفه مردفاً_لا متقربش ليها حاجه ،يبقى متضايق ليه 


يحيى بغضب من كلام صقر_بس أنا حبيتها 


صقر _وبعدين 


يحيى _وبعدين إيه 


صقر_حبيتها،وبعدين ،خطوتك الجاية إيه 


تنهد يحيى بتخبط_ما أنا مش عارف إحساسها ناحيتى إيه ،طول الوقت شايفانى بلال ده ،لدرجة إنى كرهته وكرهت إسمه 


ليغمض صقر أعينه فى ألم فعلى ما يبدو أن يحيى لن يتذكر بسهولة فى الوقت الحالى فهو  كأنما يتهرب من حقيقته وما حدث له فيضعه فى طى النسيان 


___

لم يأبه يحيى بكلام صقر ولن يرضى أبدا بما يقوله ،فمريم لن تجلس مع غريب غيره ،فهى ملكه وحده ،خاصته ولا أحد سيشاركه فيها ماسته الرقيقه المتلألأة،عندما ينظر إليها يتوهم أنه يعرفها منذ زمن،أن ما يربطه بها ليس مجرد كونه شبيهاً لزوجها الراحل ،وإنما يشعر بوجود رابطة أخرى تجمعهما ،شعور خفى يتملكه عندما ينظر فى عينيها وكأنما هنالك وصلة ما تصل قلبه بقلبها لتجعلهما رابطة واحدة ،يشعر بإرتجافة قلبها نحوه ،صوتها عندما تناديه ،رغم انه يتمنى أن تناديه بإسمه"يحيى" إلا إنه يجعله يشعر فى اعماق نفسه أنه صوت مألوف محبب يريد سماعه دائما ،صوتها يُحيِى شيئا ما داخله ،شىء ما يومض ومضات بسيطه ومن ثم تختفى قبل أن يعرف كنته ،شىء يصيبه بألام الرأس والدوار ولا يرتاح إلا إذا تناول الحبوب الذى يعطيها له الصقر بحجه انها تريحه ولا يعرف أنها فى الحقيقه أدوية خاصه به قد وصفها الطبيب لحالته .


___


ما إن طرق الباب ودخل حتى إستقبلته مريم بشوق ولهفه حبيب غائب ،إضطربات قلوب متبادلة ،يكاد يُجزم أنه يشعر بنفس الاحساس التى تحسه مريم تجاهه او تجاه بلال بالاخص

يبادلها نفس الاحاسيس والمشاعر ،لذا خاف على نفسه من الوقوع فى الفتن وقرر مصارحتها بالحقيقه وإعلامها فى رغبته بالزواج بها وأنه لن يتخلى عنها ،أجل لا داعى للتأجيل أكتر،هو إذا ما تأخر أكتر ،يقترب نحو الهاوية أميالاً،هو الان يشعر أنه يقف على شفا جرف هار ،إما ينهار به نحو الهاوية وإما أن تمسك مريم بيده وتأخذه إلى بر الامان بموافقتها على الزواج به وإلا فسيختفى من حياتها للابد ويعود كما جاء


__


مريم_بلال وحشتنى ،إتأخرت أوى 


تجبس يحيى مكانه ولم  يرد عليها ،لتذهب هى نحو درج الكومود وتخرج ورقه فى يدها قائلة بفرحه_بلال بص،ك...

ليقاطعها يحيى  هادراً بها فاقداً القدرة على التحكم فى زمام نفسه_كفااايه بقا ...كفايااا


لترتد مريم للوراء خوفاً عليه وليس منه


ليردف هو بعصبيه _لحد إمتا هتفضلى تنادينى بلال ..ها 


لترمقه بإستغراب _بلال مالك ،انت تعبان؟؟


ليقترب منها ماسكاً ذراعها بحدة _بلال تانى ..متقوليش بلال ..أنا مش بلال فاهمه 


لترتجف مريم بين يديه وتسقط دموعها رغماً عنها وتقول بصوت خافت_مش ..فاهمه 


ليقول هو بسخرية منها ،وعقله مغيب تماما فاقدا السيطرة على إنفعالاته بعدما ترك ذراعها_بتقولى إنك تعرفى تميزى زوجك كويس ،بس إنتى للاسف مش عارفه حاجه وإنطلت عليكى الحيلة بسهولة ،انا مش بلال ،أنا يحيى شبيه زوجك بلال ،بلال ده إنسيه ،بلال راح خلاص مااات.... سيبك بقى من الخيال وعيشى الواقع 


لتهز مريم  رأسها يمنة ويسرة بعدم تصديق تشعر أنه رماها بسهم من جليد فأصاب قلبها فى مقتل فسحب منها الروح دفعه واحدة ليترك جسدها خاويا مرة أخرى ،ها هى تقلى الصدمة مرة أخرى بنفس القسوة ونفس الحدة 

كيف لهم أن يفعلوها بها ،ألا يرقون لحالها ،أيقتلون حبيبها مرتين ،ايحيون قلبها بعد موته ليردوه قتيلا مرة أخرى بتلك البشاعه ،يالهم من قساة لا يفهمونها لا يشعرون بها ،لا حياة فى قلوبهم ولا رحمة ،نعم هى مختلفه عنهم هى لا تنتمى لذلك العالم ،هى من عالم آخر موازٍ عالم متففٍ بين العوالم ،عالم حيث لا موت ولا حياة ،لا ظلام ولا نور ،لا صدمات هناك ،لا فقد لا ألم ،هناك أفضل بكثير من هنا،لماذا تعيش هنا ،حتى يقتل الانسان أخيه الانسان،حتى يسفك دمائه بكل جبروت فلا نزعة رحمة ولا شفقه ولا دين تردعه عما يفعل .

اتعيش وسط أناس يدنسون بعضهم بعضاً يفرحون بسقوطهم ،يرقصون على أطلالهم ،يدسون أنوف الضعفاء منهم فى التراب ،فى الوحل غير آبهين سوى لمصالحهم الدنيئه ورغباتهم الشيطانية 

لا وألف لا لن تبقى فى هذا للعالم ثانية أخرى 

لتعود إلى حيث كانت ،لكن هذه المرة عودة للابد لن تسمح لهم بالمزيد فلتذهب إلى هناك مغلقه على نفسها كل الثغرات فلا تسمع نداؤهم ولا ترى نورهم ولا تأكل طعامهم ولا حتى تشم هواءهم 


ستذهب نعم ستذهب الى هناااك...بعيدا...شيئا...فشيئا... الى حيث ..لن تكون..يوما...وكأن لا وجود لها على أرض الواقع ..

           الفصل الثالث عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>