رواية لاتتحدى الصقر الفصل الثامن8بقلم اسماء عبد الهادي

روايةلاتتحدى_الصقر 

الفصل الثامن



غابت عن العالم الخارجي الواقعى لتدخل إلى عالمها الخاص هناك حيث تكون مع زوجها 

،لا تتألم بفقده ولا تخشى أن يضيع منها ،تعيش معه أحلاماً قد نسجها عقلها بإحتراف 

،أحلاماً جميلة تود ألا تفيق منها ،أن تظل بها للأبد ،ففى الخارج عَاَلمٌ ظالم بغى عليها وسلبها أقرب الناس إلي قلبها


ظلت فى نومها يوماً كاملاً لم تستيقظ تخشى أن تفعل فلا تجده ،لذا قضت أكبر قدر إلى جواره فى أحلامها

___

فى صباح اليوم التالي


ذهبت مودة لزيارتها قبل الذهاب إلى جامعتها ،فالدراسة قد فتحت أبوابها من جديد بعد إجازة طويلة 

فأخبرتها الممرضات أنها مازلت نائمة لم تستيقظ بعد فخافت عليها 

فطمئنتها الممرضه_متخافيش الدكتور بيقول عادى فى حالتها وممكن تصحى على أخر النهار او بالليل 

فهدئت نفس مودة وذهبت إلى جامعتها بارتياح حيث أوصلها الصقر إلى هناك.

وهناك تقابلت مع صديقتيها (سلمى و أميرة) واللتان تعرفت عليهما فى أول عام دراسى لها بالجامعه وجدتهم مثلها فى الطباع والاخلاق والالتزام ،لذا كانتا خير صحبة لها 


فى كافيتريا الجامعه

إحتضنوا بعضهمن البعض في إشتياق 

سلمى_وحشتينى أوى يا مودى ،الاجازة كانت وحشه من غيرك 

مودة _وانتوا كمان وحشتونى جداً،كنت محتاجاكم جنبى 


أميرة_حبيبتى إحنا معاكى أهو ،وإن شاء الله مريم ترجع لينا وتكمل شلتنا من جديد 


سلمى بمكر وتسلية كعادتها_محتاجانا جنبك إيه ،ما إنتى معاكى زوجك ،أكيد مكنتيش فاكرانا من أصله 

لتلكزها مودة فى كتفها بخفه_لا طبعا ،أنا عمرى ما أقدر أنساكم أبداً


أميرة بمزاح _إحنا الحته اللى فى الشمال مش كده 

ضحكت  سلمى و قالت مودة وهى تضحك _أينعم 


 وحظيا بوقت ممتع إلى أن جاء موعد المحاضرة توجهن الى مدرجهن 

___

كانت تجلس فى مكتبها تتابع عملها باهتمام لتدلف السكرتيره الخاصه بها_مستر هانى برا وعايز يقابل حضرتك 

ضيقت عينيها لتحاول أن تتذكره ،هى تظن أنها إستمعت لذلك الاسم من قبل لكنها لم تستطع تذكره فقالت بلا مبالاه_تمام دخليه 


فمجرد أن دخل حتى هزت ياسمينا رأسها بتذكر _ااها افتكرته 


ليدلف بإبتسامة واسعه مسلطاً نظره عليها وفى كل مرة يراها فيها يزداد اعجاباً وتعلقاً بها فقال بنظرات أعين تفضح ما فى قلبه من إعجاب_صباح الفل على احلى وأرق بنت فى العالم


ابتسمت له ياسمينا _صباح النور ،يا هانى نورت ،إتفضل 


ليمد يده ليلتقط يديها يقبلها بسعادة بالغه_أخبارك الياسمين إيه 


ياسمينا _I'm fine(انا بخير )


ليجلس هانى مخرجاً من جيب جاكيته ،علبة قطيفة زرقاء اللون ،ويفتحها ليظهر انسيال رقيق جداً ويبدو أنه باهظ الثمن ويناولها إياه لتراه قائلا بحب_ممكن تقبلى الهديه المتواضعه دى منى 


لتأخذه ياسمينا وتنظر اليه فيظهر على تعابير وجهها أنه اعجبها فقال بسعادة_ها إيه رأيك؟


لتقول بصوت رقيق ناعم كعادتها وليس إصطناعاً_so cute,thanks  


ليُسر هانى بأنه نال إعجابها فيقول بسعادة_مبسوط إنه عجبك ،حاجة بسيطه كده ،لملكة قلبى 


لتبتسم له ياسمينا _ميرسى يا هانى ،بس إيه المناسبه 


هانى ناظراً لها بهيام_من غير مناسبة حبيت أهدى الانسانه اللى خطفت قلبي ،هدية بسيطة كتعبير عن حبى 


صمتت ياسمينا لانها خافت أن يكون ما تفكر به صحيحاً ،فهو مهما حاول أن يقترب منها فسوف يُقَابل بالرفض 

قطع شرودها قيامه من مكانه ووقوفه جوارها قائلا _خلينى ،اساعدك تلبسيه 

مدت ياسمينا يدها فقام هو بإلباسها إياه برفق شديد وكأنها شىء رقيق هش يخشى كسره ، وبعد أن إنتهى ،قبّل يدها للمرة الثانية (ما تتلم  ياهانى بدل ما أجيب القمشة وعلى دماغك)


ياسمينا وهى تنظر ليدها ويزينها الانسيال ومن ثم نظرت له بأعين تسحره _ميرسى مرة تانية يا هانى ،تعبت نفسك 


لم يستطع هانى التحمل أكثر وقرر أن يفاتحها فى الامر فهو يريدها له _تعب إيه بس ده أنا أشيلك فى عينينا، ثم قال فجأة _ياسمينا تتجوزيني؟


لتجفل ياسمينا من طلبه فهى لم تتوقع أن يطلب طلباً كهذا وبهذه السرعه فهو لم يرها سوى مرتين

فقال هو واقفاً يغلق زر جاكيته_خدى وقتك فى الرد ،أنا عارف إنى طلبى جه مفاجىء وبسرعه وإنك لسه معرفتنيش كويس،بس أنا كنت عايزك تعرفى إنى راجل دوغرى ومليش فى اللف والدوران ،أسيبك تكملى شغل 


لتنادى عليه ياسمينا_هانى إستنى 

وتنزع الانسيال لتضعه فى علبته وتضعها فى مقدمة المكتب_أنا أسفه يا هانى مقدرش أوعدك بحاجه ،موضوع الزواج ده أنا لاغياه من تفكيرى خالص 


ليصاب بصدمة من فعلتها فيقول بصوت مختنق_إيه!! ،ياسمينا ،أنا عارف إنى طلبى كان متسرع ،ارجوكى خدى الوقت اللى تحدديه فى التفكير ،ده أنا حتى لسه مكلمتش والدك ،انا بس مقدرتش أمسك نفسى ومقولكيش 


ياسمينا _مستر هانى حضرتك من أول يوم شفتك فيه وانت إنسان كويس ومهذب ،لكن صدقنى أنا  هكون بظلمك لو قلت لحضرتك هفكر،لان الموضوع نفسه أنا مش بفكر فيه،انا مش بفكر إنى ارتبط او اتجوز نهائى وأعتقد ده من حقى ،اتمنى لحضرتك تلاقى الانسانه اللى تناسبك ،إنت إنسان تستاهل كل خير 


هانى بضيق_أفهم من كلامك ،إنى ممكن أعيد المحاولة بعدين ،يمكن لما نتعرف على بعض أكتر رأيك يتغير


ياسمينا بهدوء _إحنا طبعا هنفضل أصدقاء ،لكن صدقنى مقدرش أوعدك بحاجه ،أنا مش عايزة أرتبط  لا دلوقتى ولا بعدين 


ليقول هانى بغضب_ياسمينا فى حد فى حياتك ،ممكن كنتى تقولى ده وانا أنسحب بهدوء


لتقول _بقول لحضرتك مش بفكر فى الارتباط ،يبقى إزاى فى حد حياتى ،كلهم مجرد أصدقاء عاديه وبس 


ليتنهد هانى بحزن _طب ليه


ياسمينا _ليه إيه؟


هانى مقترباً من المكتب مرة اخرى ناظراً لها بعتاب_ليه مش عايزة تفتحى قلبك لأى راجل يدخل فيه؟


ياسمينا _أظن دى حياتى وأنا حرة فيها 

ليعيد هانى ظهره للخلف وينتصب فى وقفته بضيق وحزن 


لتقول ياسمينا بأسى من اجله وفى يدها تناولة العيلة خاصته_سورى يا هانى ،مش قصدى أزعلك 


فنظر الى يدها التى تحمل العلبة القطيفه_عايزة تزعلينى منك أكتر ،الانسيال ليكى ومش معنى إنك رفضتي طلبى إنى أسترده تانى أنا لو أطول أجيبلك نجمة من السما كنت عملت ده ومتأخرتش 


ياسمينا _مش عارفه اقولك ايه يا هانى ،ميرسى بجد 


ليبتسم لها هانى بقلب موجوع فهو أحبها بصدق_متقوليش حاجه ،حتى لو رفضتى طلبى انا مش هستسلم وهطلب تانى وتالت لحد ما توافقى ،سلام 

مدت يدها تجاهه _بس يا هانى ا....

لكنه غادر فاراً إلى أسفل يشعر بالهم الشديد 


___

بعد انتهاء دوامها 

أتى إليها الصقر كى يذهبا إلى مريم قبل عودتهما للمنزل 

ودعت الفتاتان مودة قبل أن تركب مع زوجها_سلام مودة

مودة _ماتيجوا نوصلكم فى طريقنا 


أميرة بإحراج_لا يابنتى نيجى فين ،مش هينفع طبعاً 


مودة بإصرار_ليه بس ما انا هكون راكبة معاكم  ،مش هتكونوا لوحديكم 


لتقول سلمى بمزاح_يلا يابنتى طريقك ذراعى ،ورانا ميكروباص عايزين نلحقه 


مودة _يعنى بردو مصرين مش تركبوا 


أميرة_معلش يا مودى خلينا على راحتنا 


إستسلمت مودة _ماشى ،اشوفكم بكرة على خير 


سلمى_سلامى لمريم وبوسيهالنا كتيير 


ابتسمت لها مودة_حاضر


إبتعدت عنهم لتستقر بالسيارة بجوار زوجها ،الذى قال _ها أخبار اليوم إيه 


مودة بفرحة_كان كويس الحمد لله ياصقر،متتصورش البنات كانوا وحشنى قد إيه 


ابتسم لها صقر_مبسوط إنى شايفك سعيدة يا روحى ،ده عندى بالدنيا وما فيها 


مودة_ربنا يخليك ليا يا حبيبى


ثم إنتبهت أنهم يتخذون طريقاً مغايراً لطريق المصحه فقال بإستغراب_صقر إحنا رايحين فين 


ليقف صقر عند احد المطاعم _رايحين نتغدى طبعاً مش عايز اتعبك من اول يوم دراسه 


لتبتسم لزوجها بسعادة_حبيبى يا صقر ربنا ميحرمنى منك ابدا 


ليرمقها بنظرة هائمة _ولا منك أبداً يا مودتى 

___

إنتهيا من الغداء وتوجها إلى المصحة ليسمعا صوت صرخات مريم تأتى من أول الرواق 

فنظرا لبعضهما البعض فى قلق شديد وهرولا تجاه غرفتها


كانت قد استيقظت من نومها فلم تجده معها فظلت تصرخ بحثا عنه ،تريد أن تتأكد مما إستمعت له من الممرضات هل عاد بلال للحياة من جديد ولكنها لا تستطيع ترجمة ما تريده سوى بالصراخ 

دخلا الغرفه بهلع شديد وانطلقت نحوها مودة تحيطها بيدها تهدئها _مريم حبيبتى ،مالك فى إيه 

لتسكن مريم بين يدى مودة وتشير بيدها نحو الباب باحثه عن بلال


ليقترب صقر من إحدى الممرضات التى كانت تعمل على تهدئة مريم_إيه اللى حصل 


لتقول الممرضه _فاقت من لحظات من النوم لقيناها بتصرخ مرة واحدة 


ليقول صقر بقلق_ومبلغتوش الدكتور بتاعها ليه 


الممرضه _كلمناه يا فندم وطلب مننا نهديها 


زفر صقر بضيق_هو فين أنا عايز أكلمه 


الممرضه _فى المكتب 


خرج صقر بعدما ألقى نظرة على مريم الساكنة بين يدى مودة التى كانت ترتل عليها بعض ايات القران 

وخرجت خلفه الممرضات 


بعدما انتهت مودة من ترتيل ما تيسر من الآيات لمريم طبعت قبلة حانيه على رأسها_مريم حبيبتي ،سامعانى أنا مودة 


لترفع مريم يدها لتشير إلى الباب بيد مرتعشه ،فتنظر مودة نحو الباب بعدم فهم 


مودة_ماله الباب يامريم ،إنتى محتاجه حاجه 


__

يذهب الصقر إلى الطبيب فيراه يتابع مريم من خلال الشاشه الخاصه فيرمقه باستفسار 

فيقول الطبيب مشيرا للشاشه_بص يا صقر ،مريم بدأت تستجيب لكلام مدام مودة ،سألتها وردت عليها بإشارة 


صقر ببريق أمل_فى أمل يادكتور ،صح 


الطبيب _باذن الله ،ممكن تكلم مدام مودة وتقولها...

__

كانت مريم تنظر للباب بأعين ذائغة تريد ان تسألها عن بلال لكنها لا تستطيع الكلام فهى فقدت النطق منذ سنوات ،احتارت مودة فى فهمها_عايزة تخرجى يا مريم؟


لتظل مريم تشير للخارج 

فى هذه الاثناء هاتَف صقر مودة 

فقالت مودة_تمام فهمت ،سلام 


لتنظر مودة الى مريم_مريم إنتى عايزة بلال؟؟

لتنظر لها مريم بلهفه وصدرها ينهج بسرعه كبيرة وبدأت اعينها تفيض بالدمع تريد ان يطمئنها أحد عليه ،هى تُكَّذِب خبر موته وتنتظر أى خبر عنه ،بامل كاذب تعشم نفسها به ،لكن ما إستمعت إليه من الممرضات بالامس أعاد اليها الامل من جديد 


لتقول مودة لطمئنتها كما طلب منها الصقر ولكن من داخلها كانت تشفق عليها فما عودة بلال إلا مجرد كذبة إختلقوها لتتعافى وتخرج من المصحة _بلال عايش يا مريم ،بلال هيرجعلك تانى يا حبيبتى 


لتنتبه لها مريم بأعين متسعه من الفرحة تشير للباب بلهفه تريد رؤيته 


لتقول مودة كما اخبرها الصقر عبر الهاتف_هيجى يا مريم وهتشوفيه يا حبيبتي،بس يرضيكى يجى يشوفك يلاقيكى بحالتك دى 


لتصمت مريم وتخفض يدها فتردف مودة قائلة _إنتى عايزة بلال يزعل لما يشوفك مش بتتكلمى ودبلانه بالشكل ده ؟

شردت مريم ولم ترد 

  فقالت مودة_عايزة بلال يتعب تانى يا مريم 


لتهز مريم رأسها بسرعه بنفى ذلك


فتقول مودة مقبلة وجنتها_يبقى لحد ما بلال يجى ويسترد صحته ،إنتى كمان لازم تستردى صحتك يا مريم،لازم تنتظمى فى ادويتك واكلك ،علشان تخفى بسرعه وتشوفيه 


لتنظر لها مريم بدموع وعدم تصديق 

لتقول مودة بألم فهى تكذب عليها لمصلحتها _اوعدك أنك هتشوفيه بس حاولى تخفى يا مريم 

لتشير مريم إلى الباب وكأنها لا تصدق كلامها تريد أن تراه بالفعل 


لتتنهد مودة بحزن_حاضر هكلم صقر ،واطلب منه يجيبه،تعالى أول ءاكلك علشان تأخدى العلاج

لتهز مريم رأسها بالنفى ،فتقول مودة_مريم إحنا إتفقنا على إيه هتتحسنى علشان بلال 


كانت بمجرد ذكر إسمه يرتعش قلبها ،يكاد يخرج من مكانها ،تشتاق إليه ،نعم لم يغب عن مخيلتها يوماً لكنها تريد أن  تراه أمام عينها تريد أن تطمئن عليه فما رأته أمام أعينها لم يكن سهلا أبداً،ليس هينا أن ترى من تحب غارق أمامك فى بركة من دماءه ،أن يفخر قاتله بقتله امام عينيك دون اى ذرة ندم،أن تقف مكتوف الايدى دون أن تساعده 

فأخذت تشير نحو الباب بزمجرة ،ولسان حالها يقول ،ارونى إياه ،خذونى إليه ،أريحوا قلبى المكلوم ،أريد أن تظمأ عينى ويطمئن قلبى برؤيته سالماً،لم افقد الامل يوماً أنى فقدته رغم أن الجميع يؤكد ذلك ،فكنت احييه بداخل قلبى بداخل عقلى وتفكيرى ليشغل هو كل وجدانى وكيانى فلم أعد أريد عالمكم ذاك ،أريد عالماً حيث يوجد هو ،ارجوكم اريحونى لن استطيع الانتظار حتى اتعافى ،لن اتعافى إلا به 


__

كان صقر قد ركب سيارته لاصطحاب يحيى كما طلب منه الطبيب،فهو علم أن مريم فى أمس الحاجه اليه فى ذلك الوقت 


زفر يحيى بضيق وهو يركب السيارة مع صقر_إيه يابنى ما إحنا خلصنا شغل عايز إيه ،هو أنا معرفش أرتاح شويه 


لم يرد عليه الصقر وساق سيارته نحو المصحة 


فقال يحيى بضجر_ما ترد ياصقر انت أخدنى على فين،وإيه الهدوم الغريبه اللى انت ملبسهالى دى 


لينظر له صقر _مالها ،ماهى شيك جدا اهى 


ليمسك يحيى بطرف قميصه_اه شيك وجميلة مقلناش حاجه، بس اسود،أنا البس كله إسود فى إسود ليه ،رايح عزا؟


ليقول صقر بألم_بلال كان بيحب اللون الاسود ،كانت معظم هدومه لونها اسود ،كان اللون مناسب جداً عليه على عكس بياض قلبه 


ليضم يحيى شفتيه بأسى_الله يرحمه ،بس إنت ملبسى كده ليه وواخدنى على فين ،أوعى تقول رايحين لمريم ؟


ليهز صقر رأسه بإيجاب 


ليبتلع يحيى ريقه ويصاب قلبه بالاضطراب ويقول بتوتر_صقر أنا خايف أعك الدنيا والبنت المسكينه متقتنعش إنى بلال 


لينظر له صقر _بعد ما ظبطك كده هتقتنع متقلقش 


وصلا الى المصحة ليقول يحيى بارتباك ويحك يده ببعضها _صقر أنا مش عارف هقول إيه،أنا فعلا نفسى أساعدها بعد ما سمعت معاناتها،بس حقيقى مش عارف لما أشوفها هقولها إيه ،انا مش متخيل إنى هدخل على واحدة هشوفها لاول مرة وهقولها أنا زوجك ،مش هكون مقنع أبداً،هبوظ الدنيا أنا متأكد 


ليقول صقر_اهدى يايحيى ،إنت مش هتعمل حاجه ،هيه اللى هتعمل 


يحيى بتوجس _هتعمل إيه؟


ليدفعه صقر ليمشى_ده الى إحنا منتظرينه ،عايزين نشوف لما تشوفك هتعمل إيه ،إمشى يلا 


تنهد يحيى بوجل_ربنا يستر 


 طرق صقر باب الغرفه وقال بنبرة صوت عالية كى تسمعه مريم _إتفضل يا بلال 


كانت تنتحب بين يدى مودة وعينها معلقه على الباب لا تبرحه وما إن إستمعت إلى لفظ إسمه حتى إنتفضت مكانها 


لينفتح الباب ويقول صقر مشيراً بعينيه لمودة أن تغادر الغرفه ففعلت بهدوء ،ليقترب صقر من مريم_مريم ،بلال رجعلك تانى يا مريم ،بلال رجعلنا ،لتنظر له مريم بفرحه تعانق قلبها وتبدل نظراتها بين صقر والباب 


فقال صقر ناظراً تجاه الباب _تعالى يا بلال 


ليتقدم يحيى للداخل يقدم رجل ويؤخر الاخرى  ،لتهب مريم من مكانها ووتتصنم واقفه وعينها معلقه على ذلك الماثل أمامها ،على ذلك الذى أُعديت إليه الروح من جديد لتعود إليها روحها هى الاخرى 


تسحب صقر خارجاً ،رمقه يحيى بهمس وغيظ لتركه وحده معها_رايح فين وسايبنى 

بحث صقر عن اى حجه للذهاب_هشوف مودة راحت فين وراجعلك 


رفع يحيى رأسه ليرى تلك الفتاة التي فقدت زوجها بطريقه بشعه مؤلمة،ليجدها كالملاك البرئ ،كالوردة الرقيقه ولكن فقدت رونها وذبلت اوراقها ،رأى  بعينيها كمية الحب التى بقلبها لزوجها الفقيد فتألم لحالها


كانت مريم لا تصدق عينيها تقف محلها  متخشبه افقدتها الصدمة القدرة على التحرك ،تنظر له بعدم تصديق أهو أمامها ،أعاد بلال إليها ألم يتخلى عنها ،ألم يتركها ،أغرورغت أعينها بالدموع بنظرات ملتاعة وقلب هائم على وجهه 


كانت تتابع ما يحدث  مع الصقر والطبيب عبر الشاشه وتبكى هى الاخرى تنهمر دموعها على خدها،كيف لها أن ترضى بأن تخدع ابنة عمها بهذا الشكل ،كيف لها أن تمنحها سعادة مؤقته،زائفة  ومن ثم تسحبها منها بكل قسوة مرة اخرى فقالت وهى تمسك بذراع صقر _لا ياصقر اللى بنعمله ده غلط ،حرام علينا مريم ،ليه نعشمها وبعد كده نكسر بقلبها تانى ،اكيد مش هتتحمل دى ممكن تنتكس أو تروح فيها 


ليقول صقر بغموض وكأنه رتب لكل شىء_لما تخف هيكون ليا تصرف تانى متقلقيش انا والدكتور مخططين لكل حاجه 

إضطرت مودة لان تصمت وتتابع ما يحدث


كان يقف دون حراك هو الاخر ،لا يدرى ما يفعل لم يقل له صقر شيئا وكيف يتعامل معها ،ليجفل محله وتتسع أعينه على وسعها عندما يجد مريم تترك مكانها وتتجه نحوه ،ليجدها تعانقه وبشده وتبكى بحرقه بين يديه وهى تحاول أن تتحدث بصعوبه _ب..ى..ا..ل 


تخشب جسده وأصابته رعشة مفآجئة إثر عناقها له ،لم يتوقع أبدا أن يوضع فى ذلك الموقف ،أن تقترب منه فتاة لا تحل له بهذا الشكل الذى يغضب ربه ،هو ليس زوجها وهى تعده كذلك ،هو رد فعل طبيعى لفتاة ترى زوجها يعود للحياة من جديد 


لعن فى نفسه الصقر الذى وضعه فى ذلك الموقف الحرج _يخربيتك يا صقر ،هتودينى فى داهيه ،إحنا متفقناش على كده 


مع اصابته بالارتباك والحرج مما هو به بقى كالصنم لا يُحرك ساكناً

لتبتعد عنه مريم ناظرةُ لعينيه بفرحه تسع العالم بأكمله قائلة بصعوبه _بل..ال


ومن ثم تقع بين يديه مغشياً عليها ليحول هو برد فعل سريع منه بينها وبين الاصطدام بالارض ،وينظر حوله لا يدرى ما يفعل ،ما يجب عليه فعله هو يمسكها بحرص وحذر شديد فهو لا يجوز له لمس فتاة أجنبية عنه ،لكنها الان فاقدة وعيها فإضطر إلى حملها برفق ليضعها على الفراش 


ليدخل الصقر الغرفه ومعه مودة والطبيب 

فبمجرد أن يراهم يحيى حتى يغادر دون أن ينثب بكلمة واحدة منطلقاً كالسهم للخارج كمن أصابته لعنه للتو فلم يعد يطيق البقاء 

لحق به الصقر منادياً عليه بالرواق_يحيى إستنى بتجرى كده ليه 


لم يرد عليه يحيى وهروح للخارج بسرعه ،إضطر صقر أن يجرى هو الاخر ليجاريه ويلحق به حتى إقترب منه_يحيى مالك بتجرى ليه

ليرمقه يحيى بغضب ومن ثم يلكمه فى وجهه بحدة وحركة مفآجئة لم يتوقعها صقر أبداً_أنا تعمل فيا الموقف ده وبعدها ينطلق بعيدا عن الصقر 


ليضع صقر يده على فكه ومن ثم يحاول اللحاق به_يحيى استنى بس  


ليقف يحيى وينظر للصقر_إخفى من قدامى يا صقر دلوقتى ،مش عايز اشوف خلقتك 


ليتفهم صقر ما به_أنا اسف يا يحيى 


ليصيح به يحيى مبتعدا عنه_قلتلك إخفى من قدامى 


ليقول صقر وهو يشاهده يبتعد_طب استنى اوصلك ،يحيى !!!!


__

علق الطبيب بعض المحاليل لمريم 

لتقول مودة بقلق_خير يا دكتور مريم كويسه 


ليطمئنها الطبيب_هى بخير ،اطمنى مريم نائمة مش أكتر ومش هتقوم الا بكرا الصبح ،تقدرى حضرتك تتفضلى ملوش لزوم قعدتك هنا حاليا


                    الفصل التاسع من هنا

 لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>