روايةلاتتحدى_الصقر
الفصل السابع عشر
عادت للخلف خطوتين محاولة وضع الهاتف مكانه أسفل الوسادة كما كان ودون أن يلحظ
أعاد على مسامعها مرة أخرى _أميرة انطقى بتعملى إيه فى أوضتى؟
بعدما تأكدت أنها أعادت الهاتف مكانه قالت بإرتباك وأعينها تجوب الغرفه_ككك...كنت بشوف الهدوم اللى محتاجه تتغسل
وخطت بسرعه محاولة التوجه خارج الغرفه
لكنه أوقفها قائلاً_ما إنتى لسه غاسلة الهدوم امبارح.
إبتلعب هى ريقها وقالت بصوت خائف_اااه ..اه صح ما أنا ملقتش حاجه ،،،عن إذنك..ههروح أعملك الاكل
عرف أنها تُخفى شيئاً ما فإستوقفها _أميييرة استنى هنا
وقفت محلها دون أن تنظر إليه وهى تلوم نفسها _إيه اللى خلانى أفكر فى الفكرة دى بس ،كنت غبية يوم ما فكرت أعمل كده ،فينك ياسلمى
امسكها هو من ملابسها من أسفل عنقها من الخلف_تعالى هنا يا زفته ،إنطقى إنتى مخبية عنى إيه
رفعت أميرة يدها بخوف تجاه وجهها_مم... مش مخيبة حاجه يا عادل،سيبنى بقا
ضيق عادل عينيه بمكر_على أساس إنى مش عارفك ،مش بتعرفى تكدبى وباين أوى إنك عاملة عاملة ،فانطقى بدل ما أزعلك
إبتلعت ريقها مرة أخرى ولم تدرى ماذا تقول،هى أوقعت نفسها بين براثن الوحش دون أن تدرى
أنقذها من قبضته رنين هاتفه
ففرت هاربه نحو غرفتها ،فمد يده يلتقطه من أسفل الوسادة ليجده رقم غير مسجل بهاتفه ،فرفعه نحو أذنه _ألو مين
_أنا يا دولا
لم يستطع عادل التعرف على صاحبة الصوت_مين إنتى!!!
قالت بإدعاء الضيق_يخص عليك يا عادل ،إنت نسيتنى ولا إيه ،أنا نوجا
إستغرب عادل كثيرا فرقم هاتف نوجا هو يحفظه عنده بالهاتف ،فابعد الهاتف عن أذنه ناظرا للرقم مرة أخرى فقال بإبتسامة عريضه_اااه نوجا ،اخبارك ياقمر،غيرتى رقمك ولا إيه
_لا يادولا ،أكيد لو كنت غيرته كنت أول واحد هتعرف ده ،إنت زعلان منى ولا إيه
بدأ الشك يتسرب إلى صدره ليعلم ما فعلته أخته فقال وهو يبحث فى قائمة الاسماء المسجلة بهاتفه فكان ما توقع ،معظم ارقام البنات المسجلة على هاتفه قد تم محوها فقال وهو يكز على اسنانه _لا ياروحى مش زعلان ،أنا بس مشغول شويه ،هكلمك وقت تانى ،سلام
وانطلق نحو غرفة اخته تلمع أعينه بالشرر يود أن يلقنها درساً قاسياً على تعديها على خصوصياته ...
___
وصلا الى المركز وتحديداً إلى مكتب الطبيب المختص "عرفة"
كان المركز فخماً من الخارج والداخل ومكتب الطبيب واسع للغاية وأكثر فخامة من ردهه الاستقبال بالخارج
قابلهم الطبيب الكبير نسبياً فى العمر يبلغ من العمر حوالى خمسة واربعون عاماً -بالترحاب الشديد _أهلا وسهلا بحضراتكم ،شرفتكم المركز
رمقه صقر بإبتسامة خفيفه_اهلا بحضرتك يادكتور
ضغط الطبيب على زر لتدلف السكرتيره التى بالخارج _تحت أمرك يادكتور
عرفه _تشربوا إيه؟؟
رفض صقر بأدب _لا ،شكرا لحضرتك.
عرفه باصرار _لا طبعا ،إزاى بس ،ليمون كويس؟
لم يرد صقر أن يحرجه فهز رأسه بالموافقه _تمام مفيش مشكله
ليقول الطبيب السكرتيره _٣ليمون من فضلك يا هانم
هانم_تحت امرك يادكتور
نظر عرفه إليهم_ها ،خير إن شاء الله
أخبره الصقر بكل ما قالته الطبيبة التى كانا يتابعان عندها وأعطاه التحاليل والاشعه التى معه
فى حين كانت مودة تجلس بصمت ويبدو على ملامحها التوتر
نظر الطبيب فى الاشعه والتحاليل فى يده قائلا _تمام ،
ثم نظر إلى مودة بإبتسامة _محتاج كمان شويه فحوصات ونقوم بالترتيبات استعدادا للعملية ان شاء الله
تكلمت مودة اخيرا وهى تنظر لزوجها قائلة بخفوت_كانت الدكتورة بتقول أن حتى الحقن نتيجته مش مضمونه
أعاد الطبيب رأسه بثقه_لا حضرتك مش جاية أى مركز ،عايزك تطمنى ،العملية هتم بنجاح متخافيش ،هنا أحدث الاجهزة والتقنيات المتقدمة
صقر بهدوء_ طبعا ده شىء أكيد ،علشان كده دكتورة نهال ،رشحتلنا المركز عند حضرتك هنا
تنهدت مودة بارتياح وهى تمتم فى نفسها بالشُكر
عرفة موجهها حديثه لمودة_عايزك تكونى مطمنة على الاخر يا مدام مودة ،أهم شرط من شروط نجاح العملية،هى ثقه الام بنفسها وروحها المعنوية العاليه ،مش عايزك تخافى وان شاء الله الامور تعدى على خير
صقر _بإذن الله ،نيجى لحضرتك تانى إمتا؟
الطبيب_أول ما تنهوا الفحوصات اللى طلبتها
هنا دخلت السكرتيره وفى يدها اكواب العصير
وقدمتها للجميع
صقر _كنت عايز اعرف العملية هتتكلف كام علشان اكون عامل حسابى
عرفه_فى العادى العمليات دى مكفله لان زى ما حضرتك عارف إنها دقيقه ومش سهلة
هز صقر رأسه بتفهم ،فأردف الطبيب_ وفى حالة مدام مودة الموضوع هيزيد شويه ،يعنى ممكن أكتر من ٥٠ ألف جنية
رفع صقر حاجبه بصدمة فهو يعلم أن تلك النوع من العمليات مكفله لكنه لم يتوقع هذا المبلغ الضخم وخاصه أنه لا يملكه كله
أصيبت مودة هى الاخرى بالصدمة فهى تعلم أن زوجها لا يمتلك ذلك المبلغ
عرف الطبيب بحنكته أن صقر ربما لا يمتلك المبلغ فقال_خد وقتك يا أستاذ صقر فى التفكير وأنا مع حضرتك فى أى وقت
وقف صقر ممسكاً بيد زوجته يهم بالخروج فقال شاكراً الطبيب_تمام ،شكراً لحضرتك
عرفه_نورتونا يا أستاذ صقر ،مع السلامة
___
كانت فى غرفتها تتآكل من الخوف تقضم أظافرها فى توتر _ربنا يستر ،ياريتنى ما فكرت فى الفكرة الغبية دى ،لم تنهى كلامها حتى انقض عليها أخيها بداخل غرفتها ممسكاً بذراعها بقوة قائلا بنرفزة شديدة _إنتى إتجننتى يا متخلفة إنتى ،إزاى جتلك الجرأة تتعدى على حاجه متخصكيش
صرخت أميرة من الالم فأخيها أحكم قبضته على ذراعها بقوة _أه ياعادل دراعى
ليزيد عادل من لى ذراع أخته قائلا بغضب _فكرك يعنى لما تمسحى الارقام إنك هتجبرينى إنى مش هكلمهم ،يبقى بتحلمى
لتقول هي بألم_أاانا خايفه عليك يا عادل ،عملت كده علشان مصلحتك والله
ليقول هو بغضب أعمى _بتلوى دراعى يا أميرة ،لا وبتمسكى موبايلى من غير إذنى!!!
لتصرخ أميرة من الالم _عادل إيدى هتتكسر فى إيدك،حرام عليك
ليقول هو بضيق منها_علشان تحرمى بعد كده بس تفكرى تيجى جنب شىء ميخصكيش ،مالك إنتى باللى بعمله ،تانى مرة لو أتكررت هقطملك رقبتك فاهمه!!!
هزت راسها بألم وحزن على قسوة أخيها وغفلة قلبه التى تعميه عن الصواب
ترك يدها عائدا إلى غرفته ليتحدث مع نوجا مرة أخرى وكأنه لم يفعل شيئا بأخته للتو
أمسكت أميرة يدها وجلست على طرف الفراش تبكى فذراعها يؤلمها وبشدة ولا تستطيع حراكه ،كان الالم لا يُحتمل فأصبح أنينها يعلو شيئاً فشيئا
__
انهت سلمى محادثتها مع ياسمينا وتوجهت للاسفل لشقه عمتها ،لتلحق بأميرة وترى أين وصلت فى خطتها،طرقت الباب بشدة كعادتها ولكن لم يجيبها أحد
فأستغربت ذلك فطرقته بجديه هذه المرة
إنزعج عادل من تلك التى تطرق على الباب هو يعرفها جيدا فذهب لفتح الباب بتبرم وهو يتمتم_أهى الغبية التانية جت علشان تكمل عكننه اليوم
استغربت سلمى ،عندما وجدت عادل هو من يفتح الباب وليس أميرة مثل كل مرة ولكنها لم تعلق
فقال هو بضيق_إدخلى ما هو كام اليوم ناقصك إنتى كمان
لترمقه سلمى بضيق_أنا مش هرد عليك ،وإنطلقت نحو غرفة أميرة مباشرة حتى لا تشتبك مع ذلك الفظ .
فوجدت أميرة تجلس على الارض تأن من الالم ،فأقتربت منها سلمى بخوف شديد _أميرة مالك ياحبيبتى فيكى إيه ،وعاونها على القيام
أميرة ببكاء_إيدى ياسلمى ،الالم هيموتنى
فحاولت سلمى وضع يدها عليها فصرخت أميرة من الالم
سلمى بخوف_ربنا يستر ومش تكون انكسرت،طب جربى تحريكها بشويش!
هزت أميرة رأسها ببكاء _مش قادرة يا سلمى بتوجعنى اوى
لتقول سلمى بأسف من أجلها _طب إيه اللى حصل ،إنتى وقعتى ولا إيه!!
أطرقت أميرة رأسها بأسف_عادل
ليعتلى وجه سلمى تقاسيم الغضب الشديد _
الغبى ،إزاى يعمل حاجه زى كده ،والله ما هعديها ليه بالساهل
أميرة بحزن_أنا اللى غلطانه ياسلمى ،واستاهل اللى حصل،مكانش ينفع اللى عملته ،أنا فعلا أتعديت على خصوصياته ،الاسلوب اللى أتبعه كان غلط
لتقول سلمى والغضب يكسو خلجات وجهها_حتى لو غلطانه،يقوم يكسر إيدك بالشكل ده ،ده بنى آدم معندوش دم ولا إحساس ،والله لو شفته لهنفجر فى وشه
بس الاول
تعالى هساعدك تلبسى علشان ننزل نطمن على دراعك
عاونتها سلمى على ارتداء ملابس مناسبة للخروج وهى تمتم بغضب من عادل_حسبنا الله ونعم الوكيل فيك يا عادل يامتخلف إنت
إستندت أميرة على ذراع سلمى وهمت كلتاهما بالخروج من المنزل
فشاهدهما عادل فقال بحدة_رايحه فين إنتى وهيه بدون إذنى
فهبت به سلمى فهى تكاد تنفجر غيظاً منه_إنت تسكت خالص ،مش كفايا اللى حصل لأميرة بسببك
لينظر عادل إلى سلمى شزراً_بنت إنتى إتكلمى معايا كويس ،إنتى فاهمه!!
رمقته سلمى بحدة وأكملت سيرها مع أميرة التى تكتم آلامها بصعوبه
فأقترب عادل من أخته ماسكاً ذراعها المصابة بحدة _إستنى هنا رايحه فين
لتصرخ أميرة بألم فعو أمسك يدها المصابة
لتصيح به سلمى_لا عادل إنت زودتها أوى ،هو فى إيه للدرجه دى مفيش عندك قلب ولا رحمة
ليقول عادل بعدم فهم _قلب إيه ورحمة إيه ،ما تنطقى إنتى وهيه خارجين فين ومش عاملين إعتبار ولا كأنى موجود
سلمى بضيق_رايحين نطمن على إيد أميرة اللى تقريبا كده إتكسرت علشان كان فى واحد طور معندوش قلب كسرها
ليرمقها عادل بضيق_ما تلمى نفسك ياسلمى بدل ما أزعلك
لتقول سلمى بغضب_إيه هتكسرلى إيدى أنا كمان !!،إبعد بقا علينا نمشى
ليقترب عادل من أخته فتتراجع هى بخوف ،فيقول بهدوء_أميرة إيدك أتكسرت فعلا؟
لتقول سلمى بإستياء_ما إحنا رايحين نطمن ،منه لله اللى كان السبب
زفر عادل _إستنوا هغير هدومى وجاى معاكم
لتصيح به سلمى_لا شكرا مستغنين عن خدماتك ،إحنا هنتصرف ،يقتل القتيل ويمشي فى جنازته،إنسان متخلف
تجاهل عادل ما قالته وقال بحزم _قلت إستنوا جاى معاكم
إضطرت الفتاتان إنتظاره ومن ثم توجهوا الى المشفى للاطمئنان على ذراع أميرة ،والذى كان بالفعل به كسر وعمل الطبيب على تضميده بالجبس وأمرها بألا تفكه قبل اسبوعين من الان
عادا إلى المنزل مرة أخرى ،كان الجميع صامتاً لا يتحدث
وبمجرد دخولهم المنزل هرول عادل إلى الخارج مرة أخرى
أجلست سلمى "أميرة"برفق على الفراش ومن ثم ضمتها بحزن_حبيبتى ألف سلامة عليكى، كسر رقبته البعيد
لتقول أميرة بخفوت_لا حرام ياسلمى متدعيش عليه
لتهز سلمى رأسها _خايفه عليه بعد اللى عمله فيكى
أميرة بألم_عادل مهما كان اخويا ياسلمى،ومهما يعمل لازم اتحمله
لتضم سلمى شفتيها بأسف_ياريت كل الناس بطيبة قلبك يا ميرا
___
ركبا السيارة بصمت قطعته مودة ،فقد كان صقر منشغلاً بكيفية تدبر المال الازم _صقر
إنتبه لها _نعم ياحبيبتى
مودة بتقبل الامر فهى لا تريد ان ترهق زوجها بما لا يطيق _خلاص أنا صرفت نظر عن فكرة الحقن ،وربنا كريم ،ممكن فى يوم من الايام يرزقنا من فضله
أمسك صقر يدها فهو فهم لماذا تقول ذلك فقال بحزم_العملية هتم بإذن الله ،متشليش هم
مودة بحزن_صقر،المبلغ كبير أوى وأنا عارفه انك مش معاك المبلغ ده ومش مستعد ليه
صقر بهدوء _صحيح ،انا متوقعتش المبلغ ده كله ،بس بإذن الله هتصرف متشغليش بالك ياحبيبتى
لتتنهد هى وتضع يدها فوق يده_مشغلش بالى إزاى بس ياصقر،أنا مش حابة أشيلك هم جمع المبلغ ،بلاها الفكرة علشان خاطرى
صقر_مودة حبيبتي قلتلك هتصرف متقلقيش،أنتى عارفه إنى محوش مبلغ كده وكمان داخل فى تعاقد جديد وبإذن الله يتم وأقدر اكمل المبلغ المطلوب
لتنزع مودة سوار يدها وتضعه فى يد زوجها_طيب خد ده بيعه ولما نروح هجيب لك بقية دهبى
ليمحلق بها صقر بضيق_بتعملى إيه يا مجنونه ،مش هاخد حاجه من حاجتك دى أبداً،دى بتاعتك وعمرى ما هفكر فى كده مهما يكن
مودة_ليه بقا ياصقر ،إحنا مش شركا فى كل حاجه ،وأنا مش زعلانه أبدا بل بالعكس،هكون مبسوطة لانى بساعدك
ليمسك صقر يد مودة يلبسها سوارها قائلا بغضب_إوعى تكرريها تانى يامودة علشان هزعل بجد
تنهدت مودة _بس ياصقر
صقر بحزم _مفيش بس، عارف إنك عايزة تساعدينى ومقدر ده يا حبيبتي،ربنا يباركلى فيكِ
فكرت مودة فجال بخلدها فكرة_صقر طب إيه رأيك،إنت ليك فلوسك فى الصعي....
قاطعها صقر بضيق _متكمليش يامودة،أنا قلت لك هتصرف ومش هحتاج لحد خلاص بقا
لاحظت هى الحزن البادى على وجهه _صقر أنا آسفه والله مقصدش ،أنا بس حبيت أ..
احاطها صقر بذراعه_حبيبتى الرقيقه ممكن متشلش هم وتنسى بقى وتبتسم شوية،هتتحل بإذن الله
ابتسمت له مودة _بإذن الله ،ربنا ييسرلك امرك ياحبيبى .
صقر بمرح_أنا بقول نتغدى فى مطعم النهارده ،مبحبش الاكل المسخن
لوت مودة فمها ورمقته بضجر_صقر!!!! إنت اللى قلت لما نرجع نسخنه.
صقر لمحاولة جعلها سعيدة _فكك ياروحى ،انا عايزة أخرج معاكى النهاردة ،إيه بقا
لتهز رأسها بإبتسامة _ماشى موافقه
ليبتسم صقر هو الاخر_اه كده إبتسمى ياروحى،مفيش عندى أغلى من إبتسامتك دى ،ربنا يقدرنى وأخليكِ سعيدة طول العمر
مودة بحب_أنا فعلا أسعد واحدة فى الدنيا بوجودك جنبى ياصقر
قبَّل صقر ما بين حاجبيها _ربنا يباركلى فيكى يأ احلى حاجه حصلتلى
___
اعتدلت فى وقفتها قائلة بنبرة تحذيريه_أومال إيه ،قلتلك مريم دى حبيبتى ،ولو إستعدى الامر ممكن هتلاقينى على قلبك جوا فى الشقه كمان ،أنا مش ورايا حاجه
ليفتح يحيى فمه بزهول_نعم!!
ومن ثم نظر لمريم قائلا بعدم تصديق تصرفات تلك السيدة _يلا يا مريم إتفضلى إدخلى ،إيه اللى خرجك بس
لتقول مريم بخفوف_مش أنا السبب على فكرة،إنت اللى قلت هتروح تشوفها مشيت ولا لا
ليقول بضجر_أنا اللى غلطان إتفضلى بقا
لتدخل مريم مرة أخرى فيقول هو بإبتسامة سخيفه إلى السيدة حسنية _ها كده حضرتك مبسوطة !!
لينفرج وجه حسنية بإبتسامة واسعه_طبعااا أنا عايزة إيه غير إنى أشوفكم مبسوطين ،إياك تزعلها تانى ،أنا عينى عليكم اهو
ليزفر يحيى بضيق_ماشى ،شكرا ،عن إذنك
حسنية_إذن معاك يا داكتور .
___
أغلق الباب يضرب كفيه ببعضهما لا يستطيع أن يصدق ما تفعله تلك السيدة
فضحكت مريم _مالك بس
يحيى بضيق_بتسألى مالى ،إنتى مش شايفه الست دى بتعمل إيه
مريم _بتعمل إيه بس ماهى مفكراك بلال
يحيى وهو يتخيل منظرها لو علمت الحقيقه_دى لو عرفت إنى مش بلال هتقيم عليا الحد
مريم بتساؤل_صحيح إنت ليه مقلتش لها الحقيقه من الاول مكانش الوضع بقا كده!!
ليضيق يحيى عينيه بضيق _ياسلام عايزانى أقولها علشان ،تانى يوم ألاقيها جايبالك عريس وعايزة تجوزهولك!!
لتقول مريم لاستفزازه لترى ردة فعله_وفيها إيه ،أنا لسه صغيرة وأكيد يعنى مش هكمل حياتى لوحدى
ليصيح بها يحيى بغضب_إنتى بتقولى ايه إنتى التانيه
مريم بهدوء_إيه إنت مش كنت من شويه بتسألى إذا كنت ممكن احب تانى بعد بلال
اه يا سيدى ممكن أحب تانى لو لقيت الشخص المناسب ،أنا مش هفضل طول عمرى عايشة فى حزن كده،انا بفكر أستعين بطنط حسنية
علشان....
لم تكمل كلامها حيث هدر بها يحيى فقد وصل لاقصى غضبه _مررريم ،إياكى أسمع الكلام السخيف ده تانى مفهوم
مريم ببرود شديد _إيه بس يا يحيى ،هو إنت تكره ليا أكون سعيدة
ليمسح يحيى بيده على وجهه وشعره محاولا التحكم فى انفعاله_مريم إنتى واعية إنتى بتقولى إيه،بسهولة كده هتنسى بلال
لتعمق مريم نظرها بأعينه وتكمل إستفزازها له عله يتذكر_هو فين بلال ده،سابنى ومشى ومش راضى يرجع تانى ،عارف إنى محتاجه ليه ومع ذلك مُصر يبعد
يحيى _مش بإيده يعمل إيه !!
مريم ومازالت معلقه بصرها على أعين يحيى_لا بإيده ،لو كان عنده قوة إرادة وعزيمة ،كان هيقاوم علشانى
يحيى _يمكن ملقاش حد يساعده علشان يقاوم
لتصيح به مريم وقد اوشكت على البكاء _لا كلنا جنبه ومادين إيدنا ليه بس هو رافض يشوف الايدين دى
لينتبه يحيى لمريم التى تبكى فيقترب منها بلوعه_مريم إنتى بتبكى !!
لتمسح مريم دموعها لتخفى حزنها_لا انا كويسه عن إذنك ،تركته وتوجهت نحو غرفتها
ليجلس هو محله واضعا يده على راسه بتيه _أعمل إيه بس يارب ،عايز أفاتحها بس مش عندى الجرأة لده
اخرج هاتفه ليحادث الصقر
كان الصقر يتناول طعامه مع مودة بالمطعم فقال والطعام فى فمه_ايوة يايحيى
ليصيح به يحيى بغضب_إنت السبب فى اللى أنا فيه ،إحمد ربنا إنك مش قدامى والله ما كنت هرحمك
ليضحك صقر _ايه يابنى مالك داخل فيا قفش ،كل ده علشان بقولك خد بالك من مريم شويه
يحيى بغيظ_ماشى إضحك ياصقر ،يومك مش معدى معايا
صقر بجديه _مالك بس فيه إيه لكل ده
يحيى_فى إنى بحبها يازفت ومبقدرش قادر اتحمل أكتر ومش عارف اعمل ايه
صقر ببرود_إعمل شاى يا حبيبي
يحيى_إنت هتهزر يازفت
صقر بضيق_يحيى ،لاحظ انك عمال بتغلط وأنا ساكتلك ،بتحبها ما تقولها يااخى ،صعبه يعنى
يحيى _هقولها إزاى وهيه مش شايفانى غير بلال وبس ،دى ساعات بتغلط وتقولى يا بلال
صقر_خلاص إنت حر ،إستنى لما تروح منك
يحيى بغضب_إنت بتقول إيه إنت التانى
صقر_إيه يابنى أمال هسيب مريم كده أكيد هجوزها علشان اكون مطمن عليها
صاح به يحيى فهو كاد أن يجن_صقر متجننيش وإتكلم كلام معقول
صقر ببرود _هو فى هزار فى الكلام ده ياصاحبى
إغتاظ منه الصقر فقال بضيق_إقفل ياصقر ،أنا غلطان اللى كلمتك
لينهى يحيى المحادثه بضيق شديد
بينما يضحك صقر بتسلية ويكمل طعامه بهدوء
لتقول مودة بإشفاق_حرام عليك يا صقر ،زمانه دلوقتى هيتجنن
زفر صقر _ياريت بقا يمكن الذاكرة تتحرك شويه ،أنا مبقتش عارف أعمل إيه تانى علشان أخليه يفتكر
مودة_كل حاجه بوقتها ،إن شاءالله الذاكرة ترجعله فى اقرب وقت
___
فى المساء
إجتمع كل الشباب والفتيات بالخارج فى حديقه الفندق المقيمون به يتدفئون حول نار أشعلوها يلتفون حولها ،بعد أن قرروا اختيار لعبة مسلية ،لتمضية الوقت
إختاروا لعبة الصراحه وهى عبارة عن زجاجه تلتف وعندما تقف عند أحدهم يتم سؤاله عدة أسئلة (لا أحبذ تلك النوعية من الالعاب يا شباب فهى فى رأيى الشخصى ماهى جهر بالمعاصى علناً بسبب أسئلتها الجريئة نوعا ما _الا إذا كانت الاسئلة فى حدود وعدم تجاوز للخصوصيات)
كان الجميع متحمس فهم جميعا يحبون ذلك النوع من الالعاب التى تكشف الاسرار
أخذت الزجاجه تدور وتدور ،حتى وقفت عند ياسمينا فسألها أحد الشباب_بتحبى!!،إنتقلت الانظار كلها نحو ياسمينا منتظرون إجابتها ،لكنها خيبت آمالهم
فأجابت بثقه _لا
فعلت الهمهمات الكثيرة
_معقولة ؟؟؟
_لا مش ممكن فى حد مبيحبش؟
_أكيد ياسو بتحب ومخبية علينا
ومع إستمرار تلك الهمهمات إستقروا على سؤال ياسمينا سؤال آخر
فسألت إحدى الفتيات
_فى حد فى حياتك
لوت ياسمينا شفتيها فى تبرم ،لماذا يصرون على الاسئلة من هذا النوع فأجابت بملل_لا
فتعالت الهمهمات لكنهم صمتوا جميعا عندما نظرت لهم ياسمينا بضيق
لفت الزجاجه مرة أخرى وبدأ الجميع يجيبون على الاسئلة حتى جاءت مرة أخرى تجاه ياسمينا
فقرر ميدو سؤالها هذه المرة
ميدو_مستعدة للسؤال
ياسمينا_اوك يلا
ميدو _تتجوزينى يا ياسو !!!
فتح الجميع أفواههم من الصدمة وعلت الهمهمات أكثر والصفير مشجعين ومنتظرين رأى ياسمينا ،ونظرة الفتيات المغتاظة لانها كانت تود أن تُسأل هى هذا السؤال لكُن أَجَبنَ بنعم على الفور ،فمن يرفض شاب مثل ميدو ابن أحد أكبر رجال الاعمال وأكثر الشباب وسامة ،لكنه فى نظر ياسمينا ماهو ألا شاب عادى لا يستحق كل هذا الاهتمام فما كان منها إلا أن أجابت بهدوء رغم الضيق الذى يعتلى صدرها من كثرة سؤالها هذا السؤال_نو،سورى ميدو
فصرخ ميدو عاليا_واى ياسو ،واى(ليه)
وفرحت الفتيات بردها فهن حظين بفرصه للتقرب من ميدو
زفرت ياسمينا وسأمت اللعب معهم فقالت وهى تغادر المكان_أنا حرة ،أنا مليت كملوا لعب إنتم باى
لحقت بها ليان_ياسو مالك مشيتى ليه
أجابت وهى تتوجه داخل الفندق _زهقت من أسئلتهم المملة اللى مش بتدور غير على حاجه واحدة وكأن العالم كله ملوش إهتمام إلا بالحب والجواز وبس
تنهدت ليا_ياسو ،أوك ،روقى ،إحنا مشينا خلاص
فى طريقهم إلى أعلى ،تقابلت ياسمينا مع فتاة تعرفها من قبل هى وزوجها فرحبت بهم وسُعِدت برؤياهم ،هى عائلة من لندن تعرفت عليهم ياسمينا خلال إحدى الزيارات السابقه
_ياسو ،مس يو سن ناتش(وحشتينى)
ياسمينا_مونى ،أنا مبسوطة اوى إنى شوفتك ،هاى جيمس هاو ار يو (كيف حالك)
رحب بها جيمس كثيرا وكذلك مونى
مونى_ سورى ياسو ،عندنا معاد مع الدكتور رايحين نطمن على الجنين
ففرحت ياسمينا بهذا الخبر فهى تعلم أن مونى لديها مشاكل هى وزوجها ولا ينجبون فقالت بسعادة_اااوه أيام سو هابى يو فيانلى هاف أبيبى(أنا سعيدة أوى ،أخيرا عندك بيبى؟)
فأشارت مونى إلى فتاة تقف معهم لم تنتبه لها ياسمينا_يس،ماى بابى هير (البيبى بتاعى هنا)وأشارت إلى تلك الفتاة التى تقف على مقربة منهم
هزت ياسمينا رأسها بعدم فهم
فقالت مونى_يو نو(إنتى تعرفى) إنى مش ينفع أحمل ياسو ،علشان كده أجرنا رحم البنت دى ودلوقتى رايحين نطمن على البيبى
إعتلت الصدمة قسمات وجه ياسمينا_رايلى(حقا) ينفع؟
مونى_يس ،ده شىء عادى عندنا هنا
هزت ياسمينا رأسها بتفهم وودعتهم وهى شاردة فعلى ما يبدو ،قد منحتها مونى فكرة ستفيدها وستخلصها من إلحاح والدها الدائم .....
