رواية لا تتحدي الصقر الجزء الثاني2الفصل السابع عشر17بقلم اسماء عبد الهادي


 

رواية لاتتحدي الصقر ج٢

بقلم اسماء عبد الهادى 

الفصل السابع عشر



لحظات من عدم الاستيعاب والتصديق وكأنها أعوام مرت عليه, لحظات مريرة جف فيها حلقه ودارت به الدنيا وزاغت أعينه وارتخى فيها جسده ليهوى بكامل جسده على كرسي المكتب,



 تشتعل أعينه الحمراء شررا كالجحيم لذلك الذى دبر لحادثة موت زوجته بهذه الطريقة, حدث نفسه – معقولة طول السنين اللي فاتت وأنا مفكر انه حادث عابر, قضاء وقدر!



-معقول انا قاعد طول السنين دي من غير ما انتقم من اللي كانوا السبب في موت روحي وابني؟

 تحامل على نفسه وقام من مكانه يبحث في أنحاء الغرفة عن أى رسائل تهديد أخرى قد تكون تلقتها مودة أيضا, بحث في كل مكان كالمجنون في الادراج وفي خزانة الملابس وفي حقائب مودة في كل شىء لكنه لم يجد شيئا,



جلس مرة أخرى على الكرسى وأخرج هاتفه ليطلب من بلال المجىء اليه في الحال, أخذ يحرك أرجله بعصبية شديدة ومن ثم امسك بأحد الكتب الموضوعة على المكتب يقلب فيها



 بعشوائية الا انه لمح ورقة غريبة بين طيات الكتاب لينظر فيها ليعرف أنها رسالة تهديد أخرى, لم يستطع تمالك نفسه أكتر من ذلك فخرج خارج الغرفة مسرعا حتى لا يتسبب في دمار



 الغرفة رأسها على عقب وهو الامر الذى لا يريده, لا يريد ان يخفي أى ذكرى فيها لمودة  



خرج للردهة وجلس على الاريكة واضعا وجهه بين يديه يبكي بوجع , الى ان وصل بلال ليجد باب شقته مفتوحا ليعلم انه بالداخل واخيرا دخل الى شقته الذى ابتعد عنها منذ وفاة



 مودته , ليجده على هذا الحال مطأطأ رأسه فأشفق عليه وعلم انه في امس الحاجة لان يكون بجواره فجلس جواره يربت على كتفه 

ليجد الصقر ينظر اليه بلوعة ويمد يده اليه بإحدى رسائل التهديد التي كانت تتلقاها مودة,

أخذها بلال مستغربا وما ان قرأ فحواها, حتى فتح فمه على وسعه واتسعت أعينه ؟؟؟



لم يكن يتوقع أبدا ان شيئا كهذا ممكن ان يحدث وان يكشف بعد هذه السنوات فقال بصدمة- رسايل تهديد ؟ من مين وليه؟



قال صقر وهو يعتصر قلبه من الألم وبصوت مخيف ينذر بالهلاك – قتلوها علشان ينتقموا مني اكيد مفيش تفسير غير ده. 

حاول بلال ان يفكر بعقلانية فقال- بس ياصقر لو فعلا زي ما بتقول مكانوش عملوا الانفجار الكبير ده وتسببوا في أذية طلبة كتير بدون ذنب, اعتقد ان رسايل التهديد ملهاش علاقة بالانفجار وموت مودة 



قبض الصقر على يده وهدر بقوة –لا انا متأكد ان الانفجار ده المقصود بيه قتل مودة, مودة في الاونة الاخيرة مكانتش على بعضها علطول خايفة وماسكة فيا ومش عايزة تسيبني, وانا فكرتها تعبانة من الحمل لانها كانت في الشهور الاخيرة 




تعجب بلال مما يسمعه وقال بحيرة –طيب ليه مودة مجابتش سيرة عن الرسايل دي ؟



مسح الصقر وجه بيده بحرقة- مودة كانت بتخاف عليا جدا وطبيعي عمرها ما كانت هتقولي حاجة زي دي لانها عارفه انى  مكنتش هسكت أبدا .



صمت بررهة يلتقط انفاسه المختنقة – ياريتك كنتي قلتيلي يامودة مكانش ده حصل, مكانوش قدروا يفرقوني عنك ياحبيبتي 



تحشرج صوته واختلج قلبه وبدأ ينتفض بحزن وغضب في آن واحد 

اقترب منه بلال بحزن على حاله وبألم مما عرف من حقيقة, ليرمقه صقر بنظرات حادة بعد ان تحوله اعينه لنيران تلتهم ما تطاله قائلا بنبرة حادة وبصوت الانتقام- مصرين يخرجوا



 الوحش اللي جوايا,  صقر بتاع زمان اللي الكل بيعمله الف حساب هيرجعلهم تاني, وأقسم بالله ما هسيب حد فيهم الا لما أدوقه من نفس الكاس وأدوقه نفس الالم اضعاف 



تنهد بلال بقلة حيلة وهو يرى صديقه يتحول لوحش ثائر سينقض على فريسته بلا رحمة لكنه معه كل الحق بما فعلوه ليس بهين أبدا 



هتف الصقر ببلال بنبرة آمره- دورلي عليهم الكلاب دول في كل حتة لحد ما تجيبهم لحد عندي فاهم يا بلال. 

أومأ بلال برأسه – حاضر ياصقر هبعت رجالتنا يدورا على جمال وبدير في كل مكان متقلقش



لم يبرح الصقر شقته ذلك اليوم وقرر الجلوس مع ذكرايته مع زوجته الراحلة, يبكيها كما لم يبكي أحد فقيده قط, فلقد كان متيما بحبه لزوجته, فهو كان يظن ان موتها كان طبيعيا لكنه ما ان علم انه مدبر حتى أحس ان قلبه يكتوي بنيران لا مثيل لها .




تبدل حاله من يوم وليلة ولم يعد ذلك الصقر الذي اعتاد الجميع ان يرونه, بدا اكثر تجهما وأكثر حدة وطبعا, لم يعد ذلك الصقر الطيب الحنون التي كانت تعمل مودة على ترويضه وانما انقلب لذلك الوحش الهمجي الذي يخشى الناس الاقتراب منه ..



قرر الا يترك شقته الا عندما يعرف طريق ابن عمه فيقتص منه لكن مودي ابنته لم تتحمل ابتعاده ليومان عنها فهو وعدها انه سيعيش معهم لكنه لم يفعل لذا هاتفته من خلال هاتف جدها.



كان مُلقلا على الاريكة بإهمال وتعب فجفونه لم تذق طعما للنوم منذ يومان ينتظر رجاله ان يخبروه بمكان جمال وبدير,




 استمع لرنين هاتفه فانحى نجزعه ليتلقط الهاتف الموضوع على الطاولة أمامه ظنا أنه أحد رجاله او بلال لكنه لم يكن سوى ذكي الذي يطلبه, لذا لم يرد وألقى الهاتف جواره باهمال



 واعاد ظهره للخلف مرة اخرى, ليستمع لرنين الهاتف مرة واثنان وثلاثة فزفر بضيق وقرر ان يجيب ليعلم ماذا يريد, رفع الهاتف الى أذنه  يقول بملل–خير يا ذكي بيه 



ليستمع على الطرف الاخر-بابي .. انت فين ... مس يو كتيير 

لوهلة تذكر الصقر ابنته التي نسيها بعدما فجع بالحقيقة الصادمة.. احس بحاجته الى ان يراها الى ان ينظر الى وجهها



 الذى هو نسخة من مودته, الى ان يضمها الى صدره عل النيران التي بقلبه تخمد ولو قليلا فقال باشتياق- حبيبة بابا.. انا جايلك حالا .



التقط هاتفه وقام مسرعا ليذهب الى ابنته فاصطدم ببلال الذى كان يدلف للتو , فقال بلال مستغربا- صقر انت رايح فين 

اجابه الصقر على عجلة من امره – رايح لبنتي يابلال 

اشار بلال الى هيئته المزرية وملابسه الغير مهندمة – هتخرج كده بمنظرك ده!!



نظر الصقر الى حاله في المرآة الموضوعة بجوار الباب ليجد ازرار قميصه ليست في مكانها الصحيح وشعره مشعث يحتاج الى ان يمشطه فنفخ بضجر 



فقال بلال- ادخل ياصقر خد دش وغير هدومك وبعدين كل الاكل اللي انا جايبهولك ده انت مكلتش بقالك يومين..بعدين روح لمودي 



توجه الصقر للحمام ليغتسل ويبدل ملابسه ليكون مناسبا لمقابلة ابنته, ورفض أن يتناول الطعام فلا شهية لديه في الوقت الحالي

---------------

هتفت بحماس شديد تطلب من والدتها أن تسرع في وضع ربطة شعرها الحمراءفهي تتجهز من اجل لقاء والدها الذي تشتاق اليه كثيرا – هاري مامي " بابي" زمانه جاي.




امتعض وجه ياسمينا عندما سمعت اسمه فلوت شفتيها بتبرم فهي كانت مرتاحة منه في اليومين الذي غاب فيهما ولكنها حاولت رسم بسمة خافتة على وجهها من أجل ابنتها.




بعد ان انتهت أمها من وضع ربطة الشعر , ركضت مودي بأقصى سرعتها نحو الحديقة تنتظر والدها لتكون في استقباله.




اما ياسمينا فطلبت من الخادمة ان تحضر لها قهوتها الخاصة وتأتي لها بها بالأسفل في الطابق السفلي من الفيلا في الجزء المطل على حمام السباحة والحديقة.

----------------

ما ان وجدت والدها يدلف من بوابة الفيلا حتى ركضت نحوه بفرحة شديدة ترتمي بين ذراعيه-بابي حبيبي وحشتني أوي




دفن الصقر رأسه في شعر ابنته وهو يحيطها بذراعيه بحنان بالغ فهو ايضا كان بحاجة لذلك العناق عله يربط على قلبه ويخفف عنه بعض آلامه, ظل على وضعه يحتضن ابنته لبعض الوقت وهو يقول- وحشتيني ياروح قلب بابا وحياته كلها.




ابتعدت هي قليلا عنه وأدعت انها غاضبة منه – بس أنا زعلانة منك, كده يا بابي توعدني انك هتفضل معايا وتسيبني يومين من غير ما اشوفك؟



أمسك يديها الصغيرتان بين يدها ومن ثم قبلهما وهو يقول- حبيبة معلش غصب عني, اوعدك مش هسيبك تاني ابدا.



رفعت هي سبابتها امامه وهي تقول له – وعد يا بابي ؟

اجابها بابتسامة من قلبه- وعد ياروح بابي.

أخذها أبيها الى الارجوحة الموضوعة على الجانب الأيسر من الحديقة ليمرحا لبعض الوقت معا يتجاذبا أطراف الحديث.



-------------

في هذه الاثناء وصل حاتم الى الفيلا والذي ما ان عاد من السفر وسمع بخبر عودة ياسمينا هي الاخرى من الخارج حتى جاء ليراها فما زال بعد هذه السنوات يحبها ويريد ان يتزوجها

فهو ما زال ينتظرها ولم يتزوج بعد .





دلف للداخل ولم ينتبه له الصقر الذي كان منهمكا في اللعب مع ابنته على الارجوحة ،يدفش هو الارجوحة بهدوء، لتضحك هي بسعادة فرحة بوجود والدها إلى جوارها

_____

سأل حاتم احد الخدم عن مكان ياسمينا ثم ذهب الى حيث تجلس، وجدها تجلس واضعة قدما فوق أخرى وتتصفح مجلة



 خاصة بالازياء والموضة وفي يدها الاخرى فنجان من القهوة وترتدي فستانا قصيرا يصل الى ما بعد الركبة بقليل من اللون الكافيه الهادئ والذي كان مناسبا تماما للون شعرها ولون بشرتها البيضاء.


وقف حاتم يتأملها للحظات مشدوها بجمالها الآخاذ ومن ثم قال بإعجاب شديد _ياسو حبي،لسه قمر زي ما انتي، السنين اللي فاتت مازدتش فيكي الا جمال فوق جمالك 


انتبهت هي له فوضعت المجلة والفنجان على الطاولة الدائرية الشكل أمامه وقالت مبتسمة_ حاتم!!

____

تعب من دفع الارجوحة فجلس جوارها واضعا رأسها فوق صدره يسألها عن اخبارها _مودي حبيبتي، أخبارك إيه ،احكيلي مبسوطة!!


هتفت بسعادة_يس بابي ،مامي وجدو بيعملوا كل اللي بطلبه وبيحبوني جدا ،وكمان بقيت سعيدة اكتر لما حضرتك رجعت ليا تاني 


تنهد الصقر بتعب فهو لم يأكل أو ينام جيدا منذ يومان وحاول إغماض أعينه قليلا ،لكن مودي هتفت بمرح _بابي، تعالي معايا انت مسلمتش على مامي ،أكيد وحشتك زي ما أنا وحشتك مش كده؟ 


فتح أعينه ينظر لابنته باندهاش فهو لا يطيق أن يسمع اسمها حتى فكيف يشتاق إليها وقال محاولا التهرب_ اه اه ،بس خليني أعد معاكي شوية.



لكن مودي كانت مصرة أن تصطحبه الى حيث أمها، فقامت من مكانها وامسكت بيده تسحبه معها الى الداخل _يلااا بابي ،تعالى 


فما كان من الصقر الا انه دخل معها مضطرا .


___

 تقدم مقتربا منها بهيام_ياسو، وحشتينى أوي ،عاملة ايه يا بيبي؟


وقفت هي قبالته_أيام فاين حاتم هو آر يو ،مس يو سو ماتش (انا كويسة يا حاتم ،اخبارك ايه وحشتني أوي)




اقترب منها حاتم اكثر بغية أن يقبلها من وجنتها فهذه هي عادتهم دائما وهذه هي طريقتهم المعتادة في السلام. 😑 وهو يقول _وانتي أكتر يا روحي



لكنه فجأة وبدون سابق انذار وجد من ينقض على ملابسه من الخلف يحول بينه وبين اقترابه من ياسمينا ويقول بصوت هادر حاد _انت بتعمل إيه يا متخلف إنت ،هيه وكالة من غير بواب؟


ليقول حاتم بغضب_مين ده وإزاي يمسكني بالشكل ده 


لتهتف به ياسمينا بغضب هي الاخرى_ انت اتجننت يا صقر ، سيبه 


ليرمقها صقر بحدة_مين ده !!! وبيعمل إيه هنا 


لتقول ياسمينا _ده حاتم ابن ط....


قاطعها صقر بتهكم_والله ده حاتم !!!!, صدقي مكنتش أعرف ،إزاي تسيبيه يقرب منك بالشكل ده !!



ليقول حاتم محاولا التحرر من قبضة الصقر _وفيها إيه عادي ،دي ياسو ح...

لم يكمل حاتم كلمته لأن الصقر قد لكمه بقوة في وجهه فسقط على الارض فأنى له من قوة الصقر 

هدرت به ياسمينا وهي تقترب من حاتم تحاول أن تتفقده_انت عملت ايه انت مجنون؟


وقالت لحاتم الذي افترش الارض ولم يستطع الحراك _حاتم أر يو أوك 


ليقول بألم_مين البني آدم الهمجي ده ،ده ده بيئة أوي 


اشتعل الصقر غضبا فهو بمزاج سىء لايسمح له بمرور ما يحدث مرور الكرام بما كان منه الا أن أبعد ياسمينا عن طريقه وانحني بجزعه يمسك حاتم من تلابيبه ليجبره على الوقوف



 بالقوة وهو يقول_ إنت جيت في ملعبي وبصراحة بقا أنا مخنوق وعايز أطلع خنقتى أستلم بقا علشان تبقا تقل أدبك تاني 


لتقف ياسمينا أمامه محاولة أن تمنعه وهو تصيح به بغضب_سيبه يا صقر ،انت جرى لعقلك ايه 



ليهدر بها الصقر بصوت مخيف حاد_إطلعي على فوق ومشوفش وشك دلوقتي والا مش هيحصلك كويس ،أنا ماسك نفسي عنك بالعافية 



لم تتحرك ياسمينا قيد انملة بل ظلت ترمق الصقر بغضب وعِند 

ليرمقها بنرفزة واضحة ويصيح بها مرة أخرى_قلت اطلعي حالا


في هذه اللحظة جاء ذكي ،وشاهد ما يحدث فخاف على ابنته من غضب الصقر،فاقترب منها لتقول هي_بابي تعالي شوف المجنون ده عمل ايه في حاتم 

ليقول ذكي بخفوت_ياسو ،بليز اطلعي أوضتك دلوقتي 


شبكت ياسمينا ساعديها_نو دادى انا مش خايفة منه 


لكن ذكي أصر عليها لأن تصعد لأعلى_ياسو بليز ، علشان خاطرى اطلعي 


نفخت هي بضيق وهي ترمق الصقر الذي يمسك بحاتم بنظرات غاضبة _اوك دادي،هطلع اوضتى ،بس بليز اتصرف والحق حاتم من إيدين المجنون ده 


ذكي وهو يدفعها كي ترحل _اوك اوك 


في هذه الاثناء كان الصقر يقول لحاتم وهو يستعد أن يسدد له لكمة أخرى_ أنا مش بسيب حد يهيني وأسكتله لازم أعلمه الادب وانت غلطت فيا مرتين ،يبقى لازم تتأدب 


ليقول ذكي قبل أن يسدد الصقر لكمته_حقك عليا أنا ياصقر ،معلش سيبه


ليقول حاتم بصوت أشبه بالبكاء _انكل ذكي الحقني ،مين ده ،ده عايز يموتني 


حاول ذكي أن يتحدث بهدوء فالصقر لم يفلت حاتم بعد_علشان خاطرى ياصقر سيبه يمشى 


ليقول صقر بغضب_انت مش عارف المتخلف ده كان عايز يعمل ايه!!


زم ذكي شفتيه بحرج _ معلش ،خليه يمشى .

دفشه الصقر بعيدا وهو يرمقه بحنق ،فما كان من حاتم الا أن فر بجلده مبتعدا عن الفيلا بأكملها .


زفر الصقر بضيق وأمسك بيد ابنته التي كانت تشاهد الموقف باستغراب لما يدور حولها_ عن اذنك يا ذكي بيه ،انا هاخد بنتي وماشى 


_تأخدها وتمشى تروح فين ياصقر،استنى بس 


أجابه الصقر وهو يسحب ابنته_أنا من النهاردة مش هينفع أسيب مودي هنا ولا دقيقة واحدة 


_ليه بس إيه اللي حصل 


التفت إليه الصقر قائلا بنرفزة واضحة _بتسألني إيه اللي حصل!!، انت عايزني اسيب بنتي بتشوف امها سايبة واحدة غريب يبوسها عادى ،علشان تطلع بعد كده الامر ده عادى بالنسبالها ،وتقولي ايه اللى حصل 




لا والمتخلفة بنتك ،بتقولي، ببساطة كده ده حاتم ، دي معتوهه ،أنا أسف يا ذكي بيه ،عن اذن حضرتك 


لحق به ذكي ليعوق طريقه _استنى بس ياصقر ارجوك ، ما انت عارف أن ياسمينا متربية على كدا من صغرها  وأنا طلبت منك تيجى هنا علشان تغير ده ، وتقوم سلوكها ،انا للأسف مهتمتش




 بتعليم بنتي الحاجات دي لان زي ما انت شايف الطبقة اللي احنا عايشين فيها عندنا الحاجات دي كلها عادي 


لكني حاسس فعلا بالذنب، أنا خلاص كبرت ولو جرالى حاجه دلوقتي هقابل ربنا أقولك ايه، ارجوك يا صقر انا بحملك



 مسؤلية بنتي، مقدرش أءتمنها على حد غيرك ،محدش هيعرف ياخد باله منها ويراعيها غيرك ، معلش اتحمل شويه وعلمها الصح من الغلط 


لاحظ ذكي تردد الصقر فقال برجاء_ صقر إنت دلوقتى أب وعارف يعني إيه يكون عندك بنت وتخاف عليها من الهوا



 الطاير ، ارجوك يا صقر انا نفسى أشوف بنتي عارفة أمور دينها وعارفة الصح من الغلط، أنا مش عارف أعلمها لإني أنا كمان محتاج أتعلم ، ها يا صقر هتساعدنا


أغمض صقر أعينه هينهه ثم قال بهدوء_ماشي يا ذكي بيه 


ذكي بفرحة وامتنان_أنا متشكر جدا يا بني مش عارف اقولك ايه 


صقر بتعب_متقولش حاجه من فضلك أنا محتاج انام 


أشار له ذكي الى غرفته بالاعلى _تعالى اتفضل أوضتك فوق جاهزة


لكن الصقر رفض أن يكون فى الاعلى لان غرفة ياسمينا تقع بالاعلى أيضا_لا من فضلك أنا عايز أوضة تحت هنا 


ليقول ذكي بحيرة_مفيش تحت هنا غير أوضة صغيرة للضيوف 


وافق الصقر عليها فلا يهمه حجم أو شكل الغرفة_مفيش مشكلة ،هيه فين 


أشار ذكي لأحد الخدم بإيصال الصقر للغرفة وقال وهو يشكره للمرة الثانية_أنا متشكر ليك مرة تانية ياصقر 


دخل الصقر مع ابنته للغرفة وهو يقول بارهاق شديد _مودي أنا محتاج انام ممكن تنامي معايا !


احتضنت مودي والدها بحب_طبعا يا بابي 


حملها الصقر وقبلها بحنان _حبيبتي ،ربنا يبارك فيكي ، نفس حنية أمك بالظبط 

بالطبع هو يقصد مودة ،لكنها ظنته يتحدث عن ياسمينا 

فقالت _يس مامي ياسو ،حنينة أوى ولطيفة 


امتعض وجه الصقر فلا سبيل للمقارنة لديه فهذه وتلك الاختلاف بينهما كاختلاف الارض عن السماء ،فلا احد يجابه مودة في نظره .


فتمدد على الفراش بألم ينخر قلبه ونام من التعب ضاما صغيرته الى صدره والتي سكنت هي الاخرى بين يدي والدها ،تنعم بحنانه التى كانت تفتقده .


____


صعدت إلى أعلى تتآكل من الغيظ والغضب ،ومن ثم فتحت الحاسوب اللوحي الخاص بها لتتحدث الى صديقتها ليان

لاحظت ليان عبر الكاميرا، تجهم وجه ياسمينا وسألتها ما السبب_إيه ياسو ،في إيه بتنفخي ليه!!


هتفت ياسمينا بحنق واضح_ المتخلف اللي تحت اللي اسمه صقر ، هجم على حاتم وضربه تصوري اتهجم عليه بدون سبب 


رفعت ليان إحدى حاجبيها _ مش ده بابا مودي !! 


لتقول ياسمينا بنزق_هو بغباوته ، يارب يختفي أنا زهقت منه ده انسان همجي.


لتحك ليا ذقنها بإستغراب _بس غريبه انه يضربه من غير سبب ،أكيد في سبب يخليه يعمل كده 


ردت ياسمينا باستياء_لا مفيش اي سبب يبرر اللي عمله ده ،تصوري بيزعقلى أنا ويقولي أطلعي فوق !! أنا ياسمينا ذكي اللي كل الرجالة تتمنى بس نظرة رضا مني ،يجي ده ويزعقلي !!


وضعت ليان يدها على وجهها تقول بهيام _ااووه ،شوقتيني أشوفه اوي ،معقوله شافك ومنبهرش بجمالك ياسو ؟ ده أكيد حد ديفرانت(مختلف) أنكل ذكي بيقول أنه صعيدي ،ياسو أنا لازم اجيلك اتعرف عليه


ضيقت ياسمينا حاجبيها بحنق_انتي بتقولي إيه انتي كمان ، هتسيبى كل الرجالة وتتعرفي على الهمجي ده ،ده لا يطاق ،أنا متحملاه بس علشان مودي متعلقة بيه.


زفرت ليان بضيق_ياسو ، انتي اصلا مفيش ولا راجل قابلتيه وعجبك. فكيها بقا وشوفي اللى عندك في البيت ده ،اوصفيلى شكله ياسو علشان لو مش عاجبك أخده أنا 


ردت ياسمينا بلا مبالاة _أقولك تعالي خديه من دلوقتي وريحيني من رخامته .


___


بعد أن انهوا العمل وسارا في طريق العودة للمنزل قال أسامة بنبرة بدت هادئة_ايه ياعادل بقالى كم يوم منتظرك تعزمنى على خطوبتك، اوعى يالا تكون عملتها من غير ما تعزمني،


تنهد عادل بحزن من أجل صديقه _لا لسه مفيش خطوبة دلوقتي


توقف أسامة عن السير وقال بجديه_ليه يا بني انت مش بتقول اتفقت مع خالك على كل حاجة 


_منتظر، يمكن أميرة توافق ونعمل خطوبتنا سوا ،بحاول أقنعها


أخفض أسامة رأسه لأسفل وقال بأسى_ لا يا عادل الجواز مش بالغصب، ربنا يسعدها يارب 



تنهد عادل _أسامة سعادتها في أنها ترتبط بيك ،صدقني ،أنا مشفتش حد في شهامتك ولا رجولتك و أميرة مش هتلاقي حد يحبها زيك


رفع أسامة رأسه نحو صديقه_الله يكرمك يا صاحبي، الظاهر مش مكتوبلي أفرح  دلوقتي.


تظاهر أنه يبتسم وقال بصوت جعله سعيدا _المهم تتفق مع خالك نروح نجيب الشبكة بكرا والخطوبة بعد بكرة عايزين نفرح بقا 


هتفت عادل بحزن_بس يا أسامة...

قاطعه أسام واضعا يده على كتف عادل_مفيش بس أسمع كلامي ،انا عايز افرح بيك 


ابتسم له عادل ومن ثم أمسك يده وشدد على قبضته_ متحرمش منك يا صاحبي 


___


لزمت ياسمينا غرفتها طوال فترة وجود الصقر بالاسفل فهي كانت تسأل الخادمة باستمرار هل رحل ام مازال في الفيلا .


استيقظ الصقر من نومه لا يعلم كم ساعة استغرقها في الوقت ،فنظر جواره فلم يجد ابنته ،فمجد يده ناحية الكومود لينظر كم الساعه فى هاتفه ليجدها العاشرة مساء والعديد من المكالمات الفائتة من بلال



_ياااه أنا نمت كل ده .

رفع الهاتف الى اذنه ليسمع بلال يقول_ صقر برن عليك مش بترد ليه يا اخي !


قال الصقر بإهتمام _خير وصلت لحاجة!!

_لا لسه الرجالة مش سايبين مكان مش بيدوروا فيه ،بس انا كنت عايز اطمن عليك 


_أنا كويس ،ركز انت بس مع الرجالة ،أنا عايز الكلاب دول ف أقرب وقت 

_ماشى يا صقر ،هتسمع أخبار عنهم قريب 


أنهى حديثه ليجد ابنته تدلف ومعها صينية بها كويا من الشاي وبعض المعجنات وتمشى بحذر شديد وهي تنظر الصينيه كي لا تفلت منها ،فاقترب منها مسرعا يحمل الصينية عنها_حبيبتي ليه تاعبة نفسك ،الصينية تقيلة عليك


أجابة مودي بابتسامة _أنا روحت لدادى عفاف المطبخ وطلبت منها تحضر لحضرتك العشا ده ووصلتني بنفسها لحد باب الأوضة 


داعب هو شعرها بحب _حبيبة قلب بابا ربنا يخليكى ليا، بس عرفتي منين إني بحب الشاي!!


لتقول مودي_بابي اللي بيحب حد بيعرف عنه كل حاجة 


ابتسم الصقر لتلك الفتاة التى عقلها يسبق سنها بكثير وقال ممازحا  _يعني انتي بتحبيبني زي ما بحبك ،طب تعالي بقا ،وجرى خلفها في الغرفة يمازحها ويلاطفها ومن ثم أجلسها جواره على الفراش ليتناولا العشاء معا 


صقر_مودي 


رفعت رأسها لابيها_يس بابي!!

_فين كوباية اللبن بتاعتك 


هزت رأسها بالنفي _نو بابي مش بحبها ،أنا بهرب من ماما كل يوم علشان مش اشربها 


تذكر مودته عندما كانت تأبى شرب اللبن فهي أيضا لم تكن تحبه وتشربه فقط لأن الصقر يجيرها على ذلك 


تنهد وهو يقول _مودي , اطلبي من دادة عفاف تجيبلك كوباية لبن ،يلا 


هزت مودي رأسها بالنفى


فقال الصقر_مودي شطورة وهتسمع كلام بابا مش كدا!!!


وضعت مودي يدها أمام صدرها ورمقت والدها بضجر 


فضحك هو وقرص وجنتيها بخفة_ها !!


قامت مودي من مكانها متوجهة للخارج وقالت بتبرم_اوك 


____

أستاءت ياسمينا من الجلوس وحدها بالاعلى فهي ليست معتادة على ذلك فقررت النزول والجلوس مع أبيها بالحديقة 


قابلت مودي في طريقها وتحمل في يدها كوبا من اللبن 

فقالت ياسمينا _مودي برافو أخيرا هتشربي اللبن


زفرت مودي بضيق_بابي طلب مني اشربه 


هتفت ياسمينا بقلق من أن يكون الصقر قد قسى على ابنتها_مودي صقر زعقلك أو زعلك علشان تشربيه؟؟


هزت مودي رأسها بالنفي_ نو مامي ،بابي مش بيزعقلي 


تنهدت ياسمينا براحة_اووك ،هتيجي معايا للحديقة عند جدو!!


مودي_اوك هخلص عشا مع بابي وأجي 


ياسمينا _اووك يا روحي انتي 


_____


انهى الصقر عشاءه مع مودي وسأل مودي عن مكان جدها فهو يريد ذكي في أمر هام جدا 

مودي_جدو ومامي ،برا في الحديقه، يلا نخرجلهم يابابي 


زفر الصقر وحدث نفسه _ والغبية دي هناك ،انا مش ناقص تعكير مزاج 


فقال لمودي _ممكن تطلبي من جدو إني محتاج اتكلم معاه ضروري!!


لتدفش مودي والدها للخارج_بابي بقولك كلهم في الحديقة يلا 


الصقر_استنى بس يا مودي 


مودي _يلا دادي 


انتبهت ياسمينا قدوم الصقر مع ابنته نحوهم فزفرت بضيق سمعه والدها_ اوف ايه اللى جاب البني آدم ده هنا دلوقتي ،هو أنا مش هعرف آخد راحتي في بيتي!!!


هز ذكي رأسه باستياء_ ياسو متنسيش انه والد مودي 


هتفت ياسمينا بحنق _مش ناسية دادي مش ناسية ، أنا داخلة جوا ولم يمشى هرجع تاني اوك


وقفت هي بينما اقترب منهم فتقابل الإثنان معا فظلوا يتبادلون النظرات المتجهمة والغاضبة لبعضهما البعض ومن ثم رحلت ياسمينا من أمامه

هتفت بها مودي_مامي رايحة فين!!


ياسمينا _رايحة اتفرج على التي في ،تعالي معايا.


حثها صقر على الذهاب ليكون وحده مع ذكي _روحي معاها مودي، وتعالي بعد شويه


مودي_اوك بابي مش هنتأخر 


أشار ذكي للكرسى_اتفضل يا صقر اقعد شكلك عايز تقول حاجه 


صقر _في الحقيقه يا ذكي بيه ،أنا مش هينفع اقعد هنا 


اعتدل ذكي في جلسته وقال بنبرة متسائلة_صقر انت مش كنت وافقت ،ليه غيرت رأيك


تنهد صقر _مش هينفع أقعد هنا وحضرتك تصرف عليا، أنا وبنتي مسؤليتي ،فلو حضرتك عايزني أقعد هنا يبقى هدفع تكاليف كل شىء حتى الأوضة اللي أنا نايم فيها 


ذكي_ انت بتقول ايه يا صقر,  الفيلا هنا فيلتلك مفيش فرق


أجابه الصقر بنبرة ثابتة_أنا متعودتش أعيش عالة على حد يا ذكي بيه ، لو حضرتك موافقتش على شروطي يبقى مش هينفع اقعد هنا ثانية واحدة 


هز ذكي كتفة بقلة حيلة_خلاص اللي تشوفه مادال ده اللي هيريحك .


____

في اليوم التالي 

وبينما الصقر يتناول فطوره مع ذكي وابنته بينما ياسمينا مازالت نائمة لم تستيقظ بعد .


جاءه اتصال من بلال 


 _خير يابلال في جديد

بلال_ صقر ملهمش أثر ف القاهرة وبعت الرجالة يدورا في الصعيد ،احتمال كبير يكونوا هناك.


حملق الصقر في الفراغ_في الصعيد!!!!!



                 الفصل الثامن عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

ولقراءة الجزء الاول جميع الفصول من هنا 



تعليقات



<>