لا تتحدي الصقر ج2
#أسماء_عبد_الهادي
الفصل الثلاثون
أنهي عمله وتوجه لمكتب زميلته "قمر" والتي تجلس معه في نفس الغرفة واثنان آخران من الموظفون
وجدها تتحدث في الهاتف ..فعمد الى اشياءه ينظمها حالما تنتهي, وما ان رآها انتهت حتى جلس قبالتها على الكرسي
تنحنح قبل ان يتحدث ثم هتف قائلا
-قمر انا كنت عايز أتكلم معاكي في موضوع معهم .
كانت قمر تعدل من حجابها الصغير والذي بالكاد يغطي شعرها في مرآة صغيرة معها, وعندما سمعته يتحدث اليها وضعت مرآتها جانبا ونظرت اليه تتحدث بجدية
-مفيش مانع يا ايمن انا كمان كنت عايزة اتكلم معاك
-تمام .. ايه رايك نتغدى في المطعم اللي جنب الشركة واحنا بنتكلم
أجابه وهي تضع حاجياتها في حقيبتها استعدادا للخروج معه
-ماشي .. مفيش مشكلة
----------
في المطعم
طلبا الطعام وانتظرا الى ان يأتي
فرك أيمن أصابعه من القلق يخشى ان يكون ما يقدم عليه الان مجرد تسرع سيندم عليه فيما بعد, لكنه فكر كثيرا طوال الليل لذا لن يتراجع
انتهى من حديثه لنفسه ثم رفع بصره تجاه قمر والتي لأول مرة تكون معه وتتصرف بجمود وجدية مثل اليوم
سبقته هي في الحديث
-اتفضل يا ايمن قول كنت عايزني في ايه؟
-لا لا قولي انتي الأول اللي عايزة تقوليه وبعدين أنا
اخذت هي نفسا عميقا ثم تحدثت
-ايمن انا امبارح بالليل اتقدملي عريس والمفروض هيجي النهارده علشان أقعد معاه.
دهش ايمن مما يسمع فهو كان يود التقدم لخطبتها لذا اجفل قائلا
-عريس!!
اردفت هي كلامها
-اه والدته كلمتني امبارح بالليل بعد ما سبتني وعرفتني كل ظروفه ..فدخلت على حسابه وشوفته وتقريبا هو شخص كويس.
بدا أيمن كالأبله وقال وهو يفتح فمه – اه
كانت قمر قد يأست منه, حاولت معه كثيرا لأن يلين قلبه لها ..لكنه كان مغلق فقط الا مع هنا ولا يرى غيرها .. لذا قررت أن تبتعد عن ملاحقته وخاصة عندما هاتفتها تلك السيدة بخصوص خطبتها لابنها
..فكرت ربما هي فرصة جيدة طالما ان ايمن بعيد المنال .. لا تدري انه في اليوم التي ستيأس هي منه .. كان اخيرا قد قرر في الزواج منها
لذا هتفت بهدوء رغم انها تشعر بالغيظ من ايمن
-ايه مش شايفاك فرحان ليا .. اظنك عارف ظروفي واني عايشة من زمان لوحدي.. اتمنى ان الجوازة المرة دي تتم .. مامته بتقول انه شاف صورتي وعرفته ظروفي وهو كمان موافق عليها.
خرج صوته متلعثما فربما هذه اشارة تخبره ان ما كان سيقدم عليه خاطىء بالفعل لذا حمد ربه انه لم يبدأ بالحديث بعد
-ربنا يتمم لك على خير يا انسة قمر
أجابته بغيظ
- الله يبارك فيك
رأته يهم بالذهاب ...فرمقته باستغراب
-على فين ..الاكل لسه مجهزش
تنهد ايمن وود الفرار من ذلك المكان وطي هذه الصفحة من حياته بما فيها من ذنوب والانابة الى الله بنفس تائبة, فهو يحمد الله ان هنا لم تعلم بهذا الجزء السىء من حياته والذي قرر أن لا يكرره ثانية
-أنا أسف يا استاذة قمر لازم امشي والف مبروك مرة تانية
قالها وهو يخرج من جيبه ثمن الطعام الخاص بهما ويضعهما على الطاولة ويرحل سريعا.
جلست هي تسب وتلعن بغيظ
-حتى مشوفتش على وشك أي اثار للصدمة او الضيق.. معقول الفترة اللي فاتت دي كلها معرفتش اوقعك...ماشي يا ايمن ..اللي رحمك مني العريس اللي متقدملي ده .. لولاه كنت بنفسي خربتلك بيتك اللي متمسك بيه اوي ده
-------------------------------
دلف بخطوات ثابتة و بثقته المعهودة غرفة المكتب بعدما اذن له العسكري بالدخول
وما ان رآه المأمور حتى هب واقفا من مكانه يستقبله بالترحاب
-يا اهلا وسهلا صقر باشا .. عاش من شافك يا اخي .. كل دي غيبة؟
مد صقر يده ليلتقط يد المأمور يبادله السلام
-اهلا بحضرتك يا سيادة المأمور.. اخبارك ايه؟
-ماشي الحال زي ما أنت شايف..اتفضل اقعد
جلس الصقر وهو يقول
-اسف ان كنت هعطلك عن شغلك
-لا لا عطلة ايه .. انت واحشني من زمان... بس اكيد ورا مجيتك دي حاجة مهمة اوي.
تنهد الصقر قبل ان يجيب.. ثم اردف بتساؤل
-ليه محدش بلغني ان رشاد خرج من السجن؟
ضيق المأمور ما بين حاجبيه
-هو انت مكنتش تعرف... عامة رشاد الزيني طلب مننا منقولش لحد خبر خروجه.. بس انا اتوقعت انك اول واحد تكون عارف بالموضوع ده .. بس الظاهر خبر موت زوجتك مكانش سهل عليك علشان كده معرفتش بأمر خروجه من السجن.
أعاد صقر ظهره للخلف وقال بنبرة جادة
-بس اللي عرفته انه خرج قبل موت مودة مش كده؟؟
حرك المأمور أصبعه بالنفي
-لا انت غلطان ..صحيح كنا عملنا التصريح بخروجه.. لكنه مخرجش الا يوم موت بنته .
زهل صقر مما يسمعه وتعجب من كيفية تخطيطه لواقعة الانفجار وتنفيذها بهذا الشكل المتقن وهو بداخل السجن, لكنه علم انه فعل ذلك كي يبعد الشبهات عنه
لذا هتف بتساؤل..
-السؤال اللي منتظر اسمع اجابته بفارغ الصبر ...ازاي رشاد يطلع من السجن قبل معاد خروجه ..المفروض انه كان فاضله خمس سنين .. يعني زي دلوقتي المفروض رشاد يكون لسه خارج من السجن؟.
-في حاجات اسمها حسن سير وسلوك.. وانت عارف ان عمك رشاد كان واصل جدا..المحامين اللي وكلهم عرفوا يخرجوه بكفالة كبيرة جدا وكمان كان طول السنين دي كان تحت المراقبة
والشهادة لله رشاد طول الفترة دي كان ماشي جنب الحيط.
ابتسم صقر في سخرية فعمه استطاع خداع الشرطه بدهاءه وخبثه واوهمهم انه الحمل الوديع طوال هذه السنوات بينما هو ذئب ماكر طليق يدبر المكائد دون رادع له.
استغرب المأمور ملامح الاستيلاء البادية على وجه الصقر فسأله باستفسار
-في حاجة انت تعرفها عنه ولا ايه؟
كور الصقر قبضته وهتف بجدية
-هتأكد منها بنفسي ولو صح هبلغ حضرتك بكل حاجة .. انت عارف اني مش هتأخر عن كلمة الحق .
رمقه المأمور بامتنان
-عارف يا صقر باشا ..وممنونين جدا باللي بتعمله .
طرق الصقر بأصبعه على طرف المكتب .. ثم هم بالانصراف...لكن حديث المأمور استوقفه ..فجلس مرة اخرى يسمع بوضوح لما سيقوله
-رشاد الزيني جالنا من يومين وطلب مننا اننا ندعمه في انتخابات العمودية ورئاسة البلد الجاية..وطلب اننا نكون جنبه ونقدمه بنفسنا للناس .. علشان صورته اللي اتهزت بدخوله السجن
-ورد حضرتك ايه؟
-طلبنا منه مهلة نفكر .. انت ايه رايك .. انا شايف انه الفترة اللي قضاها في السجن غيرته كتير وكمان موت بنته كسره وعرفه ان الله حق .. هو بنفسه كان
باين عليه انه اتغير ومكسور بموت بنته ..علشان كده شايف اننا نعطيه فرصة ولا انت ليك كلام تاني.
غامت أعين الصقر وهتف بغموض
-وماله نعطيله فرصته طبعا.. خلي الفار يقع في المصيدة بنفسه
لم يفهم المأمور ما قاله الصقر
-بتقول حاجه.؟
- لا لا متاخدش في بالك...اللي حضرتك شايفه اعمله ..انا معاك فيه.. بس عندي طلب
- طلب ايه؟
صقر- .......................
اتسعت اعين المأمور بفرحة
-انت بتتكلم بجد ؟
عمّق الصقر من نظراته وهتف قائلا
-جد الجد كمان
--------------------------------------------
رقد جوارها على الفراش ومسد على شعرها بحنان وقال بنبرة صوته الحزينة القلقة
-ماما فوقي بقا
اخذ يمشي بأنامله الصغيرة على وجنتها ببطىء
احست بحركة لطيفة على وجهها ففتحت أعينها بثقل شديد إلى ان اتضحت الرؤية أمامها ووجدت صغيرها يرمقها بنظرات متلهفة لأن تستيقظ.. هتفت بتعب باسم ابنها
-شاهين
انفرجت أسارير شاهين برؤيته أمه تستيقظ أخيرا فعانقها بشدة وهو يهتف بفرحة
-ماما
نظرت حولها بعدم استيعاب ما حدث لها .. لتجد نفسها ترقد في فراشها في غرفتها وتذكرت انها احست بالدوار بعد انصراف الصقر مكسور بدونهما ..
لتفهم انها قد اغشي عليها وتم نقلها لغرفتها.. فمدت يدها تضم ابنها لصدرها تطمئنه فهو يبدو قلقا عليها لكن صوتها خرج متألما على فراق زوجها
-حبيبي, انا بقيت كويسة مخافش.
قبّل شاهين وجنة أمه
-حبيبتي يا ماما . ثم هتف بغضب- شوفتي صقر عمل فيكي ايه؟.. كل مرة يزعلك يا ماما .. لا انا ولا جدو هنسامحه ابدا
حركت مودة رأسها ترفض ما يقوله ابنها
-لا يا شاهين انت غلطان ..بابا صقر مش هو السبب في تعبي.. باباك.. عمره ما كان السبب في زعلي في يوم من الايام.. انت فاهم غلط
لم يهتم شاهين بما قالته أمه بشأن والده وابتعد عن الفراش متوجها نحو الكومود ليعطي لأمه دواءها
-ماما انتي لازم تاخدي الدوا.. الدكتور اللي جابه جدو قالي كدا.
ابعدت مودة الدواء جانبا فليس هذا وقته..فهي يجب ان تتحدث مع ابنها بجدية ليفهم حقيقة والده وان كل ما يظنه في حق والده ليس له أساس من الصحة
-شاهين سيبك من ده دلوقتي ..واسمعني كويس
لكن شاهين أصر على أمه ان تشرب دواءها وقال وهو يتوجه لخارج الغرفة ليحضر الماء
-بعدين يا ماما .. لما تاخدي دواكي الاول نتكلم.
تنهدت مودة فقلة حيلة فهي تعلم ان ابنها لن يستمع اليها بسهولة ووالدها لن يسمح لها بذلك
لذا نظرت لسقف غرفتها برهة ومن ثم أغمضت اعينها بألم تفكر في روحها المسلوبة منها ..فصقر كان نبض قلبها وسكناته.
-------------------------------------------------
جلس الزيني في الاستراحة الخاصة به بجوار أرضه وحوله العديد من الرجال يتحدثون في بعض الأمور الهامة بالبلدة
وعندما رأوه يتوجه نحوهم ..تهللت أساريهم بقدومه وقام أحد الرجال يجلسه مكانه ليكون جوار والده
شكره الصقر ورمقه بابتسامة ممتنة
-شكرا يا عم عتمان .. ومن ثم ألقى السلام على الرجال الذين يجلسون مع والده
-السلام عليكم.. ازيكم يا رجالة
رد الرجال عليه السلام ورحبوا به كثيرا كيف لا وهم يحبون الصقر فهو يشبه والده في الطيبة وسعة الصدر فهذا الشبل من ذاك الأسد.
جلس الرجال معه لبعض الوقت يتجاذبون اطراف الحديث ومن ثم انصرف كل الى عمله
ليتبقى الصقر فقط مع والده ...الذي نظر اليه ينتظر ما الذي يقوله
-اتكلم سامعك يا ولدي
ابتسم الصقر لوالده الذي عرف انه يريده في شىء هام دون ان يصرح هو بذلك حتى
-انا كنت عايز اتكلم معاك في موضوع يمكن جه وقته دلوقتي
- كنت عارف يا ولدي انك عايزني في موضوع مهم والا كنت انتظرت لما اعاود الدار وتكلمني...جول يا ولدي سامعك.
-أنا موافق أمسك العمودية يا بويا.
اتسعت أعين الزيني بفرحة فهذا ما ينتظره منذ وقت طويل
-وأخيرا يا ولدي ..لينت راسك وهتجعد اهنه وسط أهلك وناسك وتحامي عنهم.
أردف الصقر بوجه خال من التعابير غير مفصح عما ينوي فعله.
-مش عايزك يا بويا تقول لحد دلوقتي على القرار ده ... في الوقت المناسب انا بنفسي اللي هقوله للبلد كلها
رمقه الزيني بشك
-بتفكر في ايه يا ولدي؟
صمت صقر قليلا ثم قال
-أخوك رشاد بيفكر في رئاسة البلد هو كمان
حملق به والده بصدمة
-هتجول ايه يا ولدي؟. وانت عايز تجف جصاد عمك الكبير .. انا ذات نفسي مجدرش اعملها ..ده اخوي الكبير مهما كان.
صمت الصقر ولا يدري ما يقول لأبيه
ليردف الزيني قائلا بجدية
-ايه اللي بينك وبين عمك يا ولدي ...بلغت عنيه ودخلته السجن ومحدش يعرف السبب ؟
ودلوقتي تكتشف ان مودة وابنك لسه عايشين وجاعدين معاه طول السنين دي.. ورحت علشان ترجعهم جيت بايديك فاضية؟... في حاجة واعرة جوي بتحصل وأني مش دريان...مآنش الأوان يا ولدي تحكي لأبوك الحجيجة؟
-صدقني يا بويا .. لسه مجاش الوقت المناسب علشان احكيلك
-منتظرك يا ولدي.. وواثق فيك
----------------------------
طرق باب غرفة اخته بسعادة عارمة ..ففتحت هي باب غرفتها لتجده يحيطها بذراعيه وهو يهتف بفرحة
-أميرة انتي احسن اخت في الدنيا ... هاتي راسك أبوسها
أستغربت أميرة فعلته ورمقته بتساؤل
بينما تلك التي تجلس على طرف الفراش تحاول ان تكبت ضحكاتها على منظره ولكنها فشلت فخرج صوته ضحكاتها عاليا
زم عادل شفتيه ورمقها باستياء
-ممكن اعرف انتي بتضحكي ليه ؟ شايفة اراجوز قدامك
لتضحك سلمى اكثر وتحاول ان تتحدث وسط ضحكاتها
-بصراحة شكلك يضحك اوي.. أصلك اول مرة تعملها
سحب عادل كرسي المكتب ليجلس عليه بينما جلسن أميرة جوار سلمى
ليهتف عادل بحماس
-الأخبار اللي انا جايبها النهاردة تفرح جدا
تحمست أميرة فهي علمت ان الامر متعلق بأسامة.. لذا ارهفت السمع
عادل موجها كلامه لأخته
-كل شكوكك كانت في محلها يا أميرة.. وبعد التحريات اكتشفوا ان كان فيه عداء قديم بين المأذون والعامل اللي بيشتغل عنده يعني العامل بقى محل شك ودخل في دائرة المشتبه بيهم.
تنهدت اميرة براحة وقالت بفرحة
-طيب كويس الحمد لله .. دي اخبار كويسة جدا ... ها وأسامة يعرف بده
عادل –مش عارف .. لسه معاد الزيارة بعد بكرة .. بس اكيد المحامي بلغه
هتفت سلمى- طيب وعملوا ايه مع العامل .. حققوا معاه
عادل – لا هما حطوه تحت المراقبة ومحدش وجه ليه أي تهم علشان يتحرك براحته واكيد هيقع .
اميرة- صح كدا .. لو عرف انه محل شك .. ممكن يتخلص من أي شىء يدينه .. لكن كده هيتصرف بطبيعته ويمكن يمسكوا دليل يدينه
هتف عادل باعجاب
-بت يا ميرا انتي بتدرسي قانون من ورانا ولا ايه ؟
ضحكت أميرة وقالت
-لا ..ده بفضل الروايات البوليسية اللي بقرأها .. يعني وسعت مداركي شوية
رمقها اخيها باعجاب بما يسمع ثم نظر الى مخطوبته
-وانتي يا سلمى .. نظامك ايه انتي كمان
وضعت سلمى رجل فوق الاخرى
-لا يا سطا انا انا ليا في الرومانسي وبس
عقد عادل حاجبيه باستنكار
-لا واضح جدا .. قمة الرومانسية يا سلمى
وضعت سلمى يدها بخصرها وقالت باستهجان
-ايه مش مصدقني؟
هتف عادل بتهكم
-لا ازاي.. بدليل يا سطا اللي لسه قايلاها من شوية
ثم نظر الى اخته وقال بمزاح
-أميرة انا باين اتدبست تدبيسه سودا
اعادت سلمى قدمها بجوار الاخرى وهتفت بغضب
-قصدك ايه يا استاذ عادل .. هو حد ضربك علي ايدك .. ولا كنت انا جيت اتحايلت عليك علشان تخطبني.. لا حاسب على كلامك
وقف عادل مكانه ورفع يده تجاهها ليجعلها تكف عن الكلام
-ايه يا بنتي حيلك ماسورة واتفتحت.. اقفلي يا ماما اقفلي .. انا خارج رايح اوضتي
هتفت به سلمي بضيق
-عادل استنى هنا .. انا لسه مخلصتش كلامي
ابتسم لها عادل بسماجة
-وانا خلصت . سلام يا بنت خالى يا مجنونة .. يا بتاعة الرومانسي .. قال رومانسى قال .. يا شيخة .. ده انتي اخرجك اكشن ...ولا اكشن ايه .. سلمى .. يا ريت تبطلي روايات افضل .
طالعته سلمى وهو يغادر الغرفة باستغراب وهي تهز كتفيها
-ماله ده ؟
-----------------------------------
في المساء عاد ايمن الى منزله بعد ان قضى طيلة اليوم بالخارج
ليتفاجىء بوالد زوجته هنا .. ينتظره في ردهة المنزل
وما ان يراه حتى قام ليقف قبالته
-انت جيت يا ايمن.. كنا بنتظراك من بدري؟
هتف ايمن بتعجب- كنا؟
حرك والد هنا رأسه- ايوة يا بني .. انا جبتلك زوجتك بنفسي لحد البيت علشان تصفوا حسابتكم مع بعض بهدوء ومن غير ما حد يتدخل.. هنا جوا في اوضتها.. اتكلم معاها بهدوء لحد ما توصلوا لحل يرضيكم انتم الاتنين.. سلام عليكم يابني
سعد ايمن بما يسمعه ولحق بحماه – استنى يا بس يا عمي.. اشرب حاجة على الاقل.
-ملحوقة يا بني.. كتر خيرك ..ملكش بركة الا هنا .. هنا بتحبك وباقية عليك.. اه من حق جنى هسيبها عندنا كم يوم.
هتف عادل بسعادة- مش عارف أقولك ايه يا عمي .. انا متشكر جدا
----------------------------
التف الجميع حول المائدة لتناول العشاء
فلاحظت مريم انها لم ترى ياسمينا طوال اليوم فسألت تستفسر غيابها
-ياسمينا فين .. مشفتهاش طول اليوم
هتفت مودي بعد ان ابتلعت قضمة من الساندويتش في يدها
-مامي في الأوضة فوق
هتفت مريم بقلق ونظرت لرباب
-خير يا خالتي هيه تعبانة ولا ايه؟.. انا اتلبخت مع ماما علشان الفحوصات بتاعتها
رباب- مفيش حاجة يا بنتي.. هيه بس اتناجرت الصبح مع صقر ومن ساعتها مش حابة تنزل تحت وانا سايباها لراحتها
حركت مريم رأسها باستياء
-ربنا يهديهم ... صحيح يا خالتي.. الحمد لله مودة طلعت عايشة.. مصير ياسمينا ايه مع ابيه صقر؟
-العلم عند الله يا بنتي.. صقر ولدي ..محدش خابر دماغه فيها ايه.
ولقراءة الجزء الاول جميع الفصول من هنا
