رواية لاتتحدي الصقر الجزء الثاني2الفصل الثالث والثلاثون33بقلم اسماء عبد الهادي



لا تتحدي الصقرج٢

#بقلم أسماء_عبد_الهادي

الفصل الثالث والثلاثون


إرتباك وتوتر سيطرا عليها بمجرد أن سمعت أن أسامة سيزورهم اليوم،  خفقت أوتار قلبها بشدة حتى ظنت أن من بخارج غرفتها يسمعه وضعت يدها على قلبها تهدئة لا تدري ما حالة السعادة العجيبة التي سيطرت عليها لطلب أسامة رؤيتها والجلوس لبعض الوقت معها ...





دخلت سلمى غرفتها لتراها هل استعدت أم ليس بعد

هتفت وهي تحمل في يدها حجابا رأته سيكون أجمل عليها فأرادت أن تجربه أميرة لترتديه أثناء مقابلة أسامة

_ ميرا شوفي ده كدا هيكون أحلى عليكي 

انتفضت أميرة من مكانها وهتفت بارتباك 

_إيه!! ده إيه!؟ 

ضحكت سلمى على هيئتها المتوترة




 _إيه يا بنتي مالك اتخضيتي كدا 

ثم نظرت لها بمكر واردفت قائلة

_ يقطع الحب وسنينه اللي عامل في البنات كدا 

ضربتها أميرة بمزاح في كتفها

_انتي بتقولي إيه يا زفتة حب إيه اللي بتتكلمي عنه


غمزت لها سلمى قائلة بابتسامة

_عليا أنا بردو ... ده انتي مش على بعضك من الصبح.


هتفت أميرة لتداري حرجها

_عادي توتر زي أي بنت بتتوتر في اللقاءات اللي زي دي 


وضعت سلمي يدها على فمها بتفكير 

_ممم ماشي هعمل نفسي مصدقة ... هستنى لما تقعدي معاه وبعد كده هقررك على كل حاجة .

قالتها وهي تضع الحجاب على شعرها

_يلا جربي الطرحة دي هتكون أحلى ... هروح أشوف خالتي محتاجة مساعدة ولا لا لحد ما تجهزي


رمقتها أميرة بابتسامة ممتنة وهمت بلف الحجاب حول وجهها.

_______

ما إن خرجت من الغرفة حتى نزلت بالأسفل تبحث عن ابنتها فهي لم تنم معها بالأمس وكانت في أشد حالاتها قلقلا ... وبمجرد أن رأت ابنتها هرولت نحوها تقبلها

_مودي ماي لاف... عاملة إيه يا روحي .

_أيام فاين مامي ... أول مرة أشوف حضرتك متعصبة كدا

 زفرت ياسمينا بحنق متزكرة ما فعله بها الصقر ثم سألت باهتمام

_مودي نمتي فين امبارح

_نمت مع بابي يا مامي ...تعرفي يا مامي .. بابي علطول أشوفه متعصب وبيزعق لكن معايا بيكون مبتسم وهادي جدا ...بيعجبني أوي كدا ... عمره ما زعلني أو اتنرفز عليا ... أنا بحبه أوي يا ماما 

 

عانقها ياسمينا وهتفت متسائلة

_طب ومامي ياسو مش بتحبيها

طبعت الصغيرة قبلة على ناصية أمها

_لف يو سو ماتش مامي إنتي وبابا 

صمتت مودي قليلا ثم هتفت بتذكر

_تعرفي يا مامي ..بابي قالي إني ليا أم تانية اسمها مودة وأنها أمي الحقيقية .. وشاهين يبقى أخويا ... أنا مبسوطة أوي لأن بحب ألعب معاه


ابتسمت لها ياسمينا دون أن تعلق ... لتهتف مودي متسائلة  

_ طيب ليه مش بيجوا هنا يعيشوا معانا ... وشاهين وحشني أوي .. مامي خليهم يجيوا بقا.


مسدت ياسمينا على شعرها بحنان

_قريب ان شاء الله هيجيوا وهتشوفيهم .


في هذه الاثناء اقترب منهم يحيى قائلا بأدب

طنط ياسمينا .. ممكن آخد مودي علشان نلعب ؟


ابتسمت له ياسمينا بحنان

_ممكن أوي .. روحي يا مودي إلعبي مع يحيى .. بس بلاش تبعدوا عن البيت .


جلست ياسمينا تفكر في خطتها التي تنوي  تنفيذها .. إلى أن جاءت رباب من الخارج تهتف باستعجال

_ياسمينا .. اطلعي بسرعة صقر رجع البيت وزمانه داخل على هنا.


زفرت ياسمينا بتزمر للوضع 

_يووه ...إيه اللي رجعه بدري كدا 


ناولتها رباب المفتاح

_معلش يابنتي استحملي اليومين دول بس، صقر أعصابه مشدودة.. وخدي ده مفتاح الاوضه خليه معاكي... بس اطلعي يلا مفيش وقت.


أخذت ياسمينا المفتاح وصعدت للغرفة وهي تشعر بالحنق من الصقر..وقررت إشغال نفسها بالاعداد لمخططها .


______

جلس الصقر مع بلال يقص عليه ما ينبغي عليه فعله

_ها فهمت هتعمل إيه والرجالة هيعملوا إيه؟

حرك بلال رأسه بالايجاب

_فهمت ... فكرة حلوة انك تلاقي فرص عمل للشباب اللي مش لاقية شغل .


أومأ له صقر بعينية وقال أن كل شاب في البلدة مسؤليته

_إنت عارف ، أنا مش بعمل ده علشان انتخابات ولا عمودية ولا غيره، أنا نفسي بجد ألاقي شباب النجع هنا أحسن حاجة في الدنيا .. 

علشان كده عايز الرجالة تجمع كل أسماء الشباب العاطلة عن العمل في ملف ومكتوب قصاد كل اسم ..هما عايزين يشتغلوا إيه .. وإيه المجال اللي بيبرعوا فيه... الفكرة دي كنت بفكر فيها من زمان وكنت اقترحتها على مودة وعجبتها جدا واقترحت إننا نعملها مبادرة بس للأسف الفكرة متنفذتش لإني وقفتها لما وهمني رشاد بموت مودة ..فساعتها مكنتش قادر أفكر في حاجة خالص.

صمت قليلا ثم قال متنهدا براحة

_بس جه أوان تنفيذها ..الحمد الله رب ردلي روحي تاني ..ورجعت تاني قوي ومحدش هيقدر يقف في طريقي ولا رشاد نفسه.


ابتسم له بلال وقال ممازحا

_لا أنا هسيب مهنتي وأفضالك بقا .

رمقه صقر بضجر

_بقولك عايزين نشغل الشباب تقولي هسيب مهنتي ؟؟

ليهتف بلال مازحا

_ما انت ممشورني وراك في كل حتة ...يبقى هفضى أشتغل أنا إزاي؟؟


ليهتف صقر بغيظ

_صدق أنا غلطان اللي بطلب مساعدتك ... قوم إمشي مش عايز منك حاجة.


ليضحك بلال بقوة ويقول بغرض إثارة غيظه

_ياختي ..كملية وانت زعلان ومقموص كده.


ليرمقه صقر بغضب على طريقته الساخرة

_بلال متخلنيش أطلع غبائي عليك.


هتف بلال واضعا قدما فوق أخرى

_كويس إنك عارف إنك غبي.


ليهم صقر لمغادرة المكان

_لا أنا مش هخلص .. أنا قايم وسايبهاك.


ليلحق به بلال ويجلسه بالقوة مرة أخرى

_ اقعد بس يا بني... خلاص بطلنا هزار شوية جد من فضلك 

ابتسم له صقر محركا رأسه بأن لا فائدة من صديقه 

وبدئا يتحدثان بجدية في وضع مقترحاتهم لتنفيذ المبادرة على النحو الصحيح.


لتأتي مودي للداخل ويبدو على وجهها أنها تبحث عن شيء ما هام لكنها لم تستطع إيجاده


أخذت تذهب وتجىء في مكان جلوسهم تبحث خلف المقاعد التي يجلسون عليها تارة وعندما لم تجد شيئا تغادر لتبحث في مكان آخر ثم بعدها تعود ثانية لمكان جلوسهم وتبحث هذه المرة أسفل المقاعد لكنها لم تجده.


ليقاطع أبيها ما تفعله ويسأل باهتمام

_بتدوري على إيه يا مودي هنا؟


وقفت مودي وعقدت أحد ذراعيها أمام صدرها والآخر تحك به ذقنها بتساؤل

_بدور على يحيى ... كنا بنلعب الغميضة ومش لاقياه ..هو جه هنا يا بابي حضرتك شوفته؟؟


هز صقر رأسه بالنفي

_لا مجاش هنا .. أكيد متخفي منك في مكان تاني.


ليهتف بلال باستغراب

_غريبة يا مودى... رغم إنك  في اللعبة دي علطول بتلاقيه بسرعة.


هرت مودي رأسها بالايجاب

_يس آنكل.. بس المرة دي مش عارفة ألاقيه خالص ... كنا بنلعب قدام البيت وفجاءة اختفى، قلت أكيد دخل يتخفى في البيت هنا.


تسائل بلال 

_كنتوا بتلعبوا الغميضة برا البيت ؟.

_يس يا آنكل


_طيب ليه بتدوري هنا دوري برا البيت


هزت مودي كتفيها بقلة حيلة

_ما أنا دورت في كل مكان بنتخفى فيه  دايما مش لاقياه علشان كده جيت أدور عليه في البيت .


نظر بلال لصقر واللذان بدئا يشعران بالقلق 

فهتف صقر

_طب روحي دوري عليه في البيت كويس ولو ملقتيهوش تعالي بلغيني فورا.


قالت وهي تركض للبحث في مكان آخر 

_اوك بابي.


نظر صقر إلى بلال ليجده يجلس بقلق خائفا على ابنه

ليقول صقر لطمئنته

_أكيد متخفي المرة دي في مكان مودي مش متعودة عليه ..متقلقش هيظهر يحيى بيخاف يفضل في أي مكان كتير لوحده.


تمتم بلال وما زال قلبه منقبضا

_ربنا يستر.


أنشغلا بعملهما مرة أخرى ..لكنهما لاحظا أن مودي تأخرت هي الأخرى 

ليهتف بلال 

_هيه مودي مجتش تطمنا ليه؟


ليقول صقر ليبعد عنه القلق

_تلاقيها لقته وكملوا لعب.. أنا قلت لها لو معرفتش توصله تبلغني وأهي مجتش.


لكن بلال لم يستطع أن يبقى هكذا وقام من مكانه

_هروح أطمن عليهم وأرجع.


لينهض صقر معه ويذهبان للخارج حيث كانا يلعبان 

ليجدا مودي تجلس حزينة  أسفل شجرة أمام البيت 

فليقترب منها صقر بقلق

_مودي في إيه ..قاعدة ليه كدا وفين يحيى؟؟

لتقول مودي بصوت باكي

_مش لاقياه.. فقعدت انتظره هنا لحد ما يظهر .

ليتسرب القلق إلى قلب بلال وهيتف وهو يتوجه إلى الداخل باحثا عن زوجته

_هروح أشوفه يمكن جوا مع مريم 


بينما هتف صقر

_وأنا مودي هنشوفه هنا أو مع الحاج الزيني في الأرض.


___

هتف بلال مناديا على مريم التي لبت النداء قادمة من المطبخ

_نعم يا بلال .. تحب أعملك قهوتك

ليهتف بلال باحثا بعينيه عن يحيى

_هو يحيى مش معاكي هنا!!

حركت مريم رأسها بالنفي

_لا هو بيلعب مع مودي قدام البيت .. ملمحتوش هنا.. متقلقش يحيى مش بيبعد بعيد.


ليهتف بلال بقلق

_يحيى مش مع مودي .. هيه أصلا بتدور عليه .


لتبادله مريم الخوف

_يعني إيه الولد راح فين


تنهد بلال بحيرة

_مش عارف ...دوري كويس هنا في البيت ..وأنا هشوف صقر اتوصل لإيه.


بعد بحث دام لساعات ولم يتمكنوا من العثور عليه في أي مكان 

لتهتف مريم بلوعة وبكاء

_يعني هيكون راح فين... أنا هتجنن

حاولت رباب تطمئنتها

_هنلاقيه يا مريم .. المكان هنا أمان يا بنتي.


_____

هتف فيهم بغضب مشيرا لذلك الصغير الذي يجلس بخوف على أحد مقاعد الحديقة  ولم يكف عن البكاء


_إيه اللي أنتوا جايبينه ده يا فالح منك ليه؟؟؟ 


هتف أحد الرجال بخوف فهو فهم أن الكبير لم يعجبه ما فعلوه

_خطفنالك الواد ده تبعه يا باشا، ابن صاحبه وأكيد هيدور عليه معاهم وهينشغل عن الانتخابات.


ليهتف رشاد باستياء

_ومجتبوش بنته ليه يا حمار إنت وهو ..بنته كانت هتخليه يدور زي المجنون .


ليهتف الآخر بضيق منها

_حاولنا والله يا كبير... بس البت مبتبطلش حركة هنا وهناك معرفناش نتلم عليها خفنا تصرخ وتفضحنا.. الولد ده كان هادىء وسهّل علينا المهمة


ليهتف بهم رشاد غير راض عنا فعلوه

_علشان أنا مشغل معايا شوية عيال مش عارفين يخطفوا حتة طفلة.


___

كانت تقف مع ابنها بالشرفة فشاهدت طفل صغير يجلس وحده يبكي بخوف ، فاستغربت ذلك وقالت بصوت لم تقصد أن يكون مسموع

_مين الولد الصغير ده.


ليقول شاهين بلا مبالاة 

_أنا عارفه .. بس مبحبوش.


نظرت مودة إلى ابنها

_مين ده يا شاهين وليه بيعيط وكأنه خايف كدا

_ده يحيى قريب مودي صاحبتي


اتسعت عيني مودة بصدمة

_إيه !!! يحيى ابن مريم وبلال .. طب بيعمل ايه هنا!!.

شاهدت والدها والرجال يدخلون الجراچ ويتركوه وحده ليزداد خوفه وبكاءه ..فقررت استغلال الفرصة والنزول له لتعرف لما أتوا به إلى هنا.


_شاهين خليك هنا إوعى تنزل ورايا أنا راجعاك  حالا.


هتف شاهين بهدوء

_ماشي.


هرولت إلى أسفل سريعا واقتربت من الصغير واحتضنته بقوة لتهدىء من روعه

_يحيى إهدى متخافش أنا معاك يا حبيبي ..إهدى 


بدأ يحيى يستكين في ذراعي مودة وهتف بشهقات باكية

_أنا عايز أروح لمامي يا طنط .. وديني لماما.


تنهدت بحزن من أجله .. لما والدها قد يفعل هذا بطفل صغير

_حاضر يا حبيبي .. متخافش هوديك لماما بس اوعدني إنك تكون شطور وتبطل بكا .. 


حاولت الابتعاد عنه لتنظر ماذا ينوي أبيها بشأنه فهي ليست مرتاحة لحضوره هنا وتخشى أن يفعلوا به مكروه

_أنا راجعة ليك تاني .. اشش إوعى تعمل صوت


وحاولت أن تتسحب ببطىء نحو الجراچ لتسمع مايقولون


لتجد أحدهم يركب سيارة نقل صغيرة ..ورشاد يملي عليهم الأوامر

_خدوه على مخزن السكر القديم لحد ما أشوف هعمل معاه إيه

ليهتف الذي يقف جواره

_أنهي مخزن يا كبير.. عندنا مخازن سكر كتير 


ليهتف رشاد بغضب وهو يضربه بظهر يده على صدره

_اللي عند الكوبري يا بجم ..هو الوحيد اللي محدش يعرف إنه تبعي.

_علم يا كبير

_يلا اتحرك انت وهو وتفضلوا معاه هناك وانتظروا أي إشارة مني .. ومش عايز ولا غلطة.


ما أن رأتهم مودة يتوجهون للخارج ذهبت بسرعة لتقف جوار يحيى فهي لن تستطيع أن تعود للداخل دون أن يلمحوها فقررت أن تدعي أنها رأت طفلا صغيرا يبكي فنزلت لترى ما به


أحاطته بين يديها وقالت بصوت مسموع لتحبك خطتها في إيهامهم أنها لا تعرف شيئا


_إنت بتعيط ليه يا حبيبي.. وبتعمل إيه هنا.


ليرمقها أبيها بنظرات مشتعلة فهو يخشى أن تفشل خطته.

_إنتي اللي نزلك إهنة إيه من غير إذني؟


هتفت بخوف وقالت بتلعثم

_ااا.. أنا شفت الولد الصغير ده قاعد لوحده وبيعيط فنزلت أشوفه بيعيط ليه.


ليهتف رشاد بسخرية

_لا حنينة جوى إياك.. إنجري على جوا حالا وملكيش صالح بالواد 


هتفت برجاء علها تفلح في إقناعه أن يبقى معها ...فهي تخشى عليه البقاء وحده في ذلك المخزن


_خليه معايا هنا ارجوك... وأهو يسلي شاهين في اللعب .


لكن الفكرة لم ترق لرشاد وهتف رامقا إياها بنظرات صارمة

_مش هكرر كلامي مرتين.


لتبتعد عن يحيى بقلة حيلة لحتى تعود إلى أعلى لكن يحيى تثبش بها أكثر

_لا متسبنيش يا طنط.. أنا عايز ماما .عاااا

انفطر قلب مودة لأجل الصغير وسقطت دموعها 

_حضرتك عايز إيه من طفل صغير .. أرجوك خليه يرجع لأهله ..هو ملوش ذنب


ليهدر بها أبيها

_ملكيش صالح ... إمشي من جدامي ..ومتتدخليش في اللي ملكيش فيه


ثم أشار الى الرجل ليحمله

_وانت يلا خده من هنا اتحرك واياك حد في الطريق يشمله خبر أو يسمعله حس .


ابتعد مودة رغما عنها وتوارت خلف الباب لتشيعه بنظرات متألمة فهي لا تستطيع مساعدته .. ينفطر قلبها لرؤية الصغير فزع من هؤلاء الغرباء ولم يتوقف عن البكاء الا بعد أن كمموا فمه بالشريط اللاصق.


ما أن وضعوه بالسيارة وشاهدتهم يغادرون المنزل حتى صعدت إلى غرفتها تبكي بقهر على قلة حيلتها فلا مجال لها بمساعدة أحد لا زوجها ولا الصغير ولا حتى نفسها .

___


وصل أسامة الى المنزل وتناول الطعام مع عادل وخاله  عبد الله ..بعد إصرار أم عادل عليه بأن يأكل ما أعدته من أجله


وبعد الطعام تكلم أسامة بجدية

_بعد إذنك يا عمي .. أنا بكرر طلبي اللي عادل أكيد إدى لحضرتك خلفية عنه وبطلب إيد الأنسة أميرة 

كان الجميع على علم بذلك ومرحبون به أيضا لذا هتف عبد الله ببسمة

_إحنا يزيدنا الشرف يا بني.. انت طيب وابن حلال.

تكلم أسامة بحرج

_أنا آسف إني جاي لوحدي.. بس زي ما حضرتك شايف الحال 

أومأ له عبد الله بتفهم

_فاهم يا بني .. ربنا يصلح الحال... هقوم أنادي على أميرة تتكلموا شوية لوحدكم.


غمز له عادل وقال بمزاح

_أقوم أنادي المأذون شايفك طاير من الفرحة


ليهتف أسامة بتمني 

_ياريت

_فكرتك اتعقدت من  موضوع المأذون.


ليهز أسامة رأسه بالنفي

_لا أبدا ..اللي حصل ده أكدلي أن أميرة ممكن توافق عليا بس هيه مترددة وخايفة من التجربة مش أكتر.

رفع عادل حاجبيه بتعجب

_ياسلام واتأكدت إزاي يا فالح.


ليدفشه أسامة بضيق

_ لا الاجابة هقولها للأميرة نفسها مش ليك، بقولك إيه يلا قوم إستعجل أختك .


ليقوم عادل من مكانه 

_ماشي ..لما نشوف أخرتها معاك .. 


حضرت أميرة بصحبة والدتها وخالها وألقت السلام ليجلسا معها قليلا لدفع التوتر الذي بها ومن ثم تركاهما بمفردهما لبعض الوقت.


هم عادل بالخروج لتوقفه سلمى بتساؤل

_رايح فين 

هتف ببرود

_خارج

لوت ثغرها بضجر

_عادل مش وقت رخامة دلوقتي .. خارج فين وأسامة صاحبك هنا


ليقترب عادل منها مدعيا الضيق

_في وحدة تقول لجوزها إنه رخم.. ماشي هحاسبك على الكلمة دي بس مش دلوقتي


وقفت هي مدهوشة مما يقوله

_انت بتقول إيه!! ومين اللي جوزي .. انت هتنسى نفسك يا عادل ؟؟


هتف عادل بلا مبالاة وادعى عدم الاهتمام

_بقولك إيه فوكك مني .. أنا رايح أتسلى شوية عندك مانع؟؟


لترمقه بشك فتضيق إحدى عينيها

_عادل انت متأكد إنك طبيعي النهاردة 


ليهتف بسخافة لتظهر صف أسنانه البيضاء

_لا صناعي .. سلام .. عطلتيني عن معادي مع .. 


لينتابها الشك أكثر عندما قطع حديثه وما زاد تأكدها أنه ينوي مقابلة إحداهن.. هو رده على هاتفه الذي رن في تلك اللحظة 

لتسمعه يقول

_ماشي يا حبيبتي جايلك حالا.


لتقف تتآكل من الغضب فهي ظنت أن عادل قد عاد لسابق عهده .. ومواعدته للفتيات

لتقول بغضب

_يعني طلعت بتخدعني طول الفترة دي وانت زي ما انت لسه بتاع بنات.. لا وكمان بتكلمها قدامي!!

هتفت ببكاء مصحوب بالصدمة

_ماشي يا عادل 

__

ما خرج عادل من باب شقته حتى عدّل من نبرة صوته متحدثا في الهاتف

_لا لا يا عم الشيخ آسف من إنت ده أنا كنت بكلم أختي.. أنا نازلك أهوه .. أنت وصلت قدام البيت ولا لسه؟


كانت هذه خدعة من عادل ليخدع بها سلمى ليرى ردة فعلها عندما يفاجئها بأن اليوم عقد قرانهم وايضا سيفاجىء صديقه وأخته بعقد قرانهما أيضا فهو تأكد من موافقة أخته وقبولها بأسامة

لكن على ما يبدو أن سلمى أخذت الأمر على محمل الجد وظنته فعلا يهاتف الفتيات وصعدت إلى غرفتها بالأعلى ببكاء تلعن ابن عمتها وتلعن حبها له فهي تظن أنه يخدعها.


___

وجدها صامتة خجلة .. فافتتح كلامه

_إزيك يا أميرة؟

ردت بخفوت وصوت يكاد يكون مسموع

_الحمد لله 

ليقول أسامة بمزاح

_إنتي متأكدة إنك أميرة اللي كانت عندي في زيارة في السجن؟


اربكها سؤاله ورفعت رأسها تطالعه 

ليردف هو بابتسامة

_أميرة اللي جت لي هناك.. كانت بتتكلم بجرأة وثقة وشجاعة ولا أشطر محامي أو محقق .


تنحنحت بحرج وقالت بخفوت 

_لا ده بس تلاقيني كنت متحمسة علشان أساعد في حل القضية علشان نثبت براءتك


لينفرج فم أسامة عن ابتسامة واسعة


_أهو ده بقا اللي أكدلي إنك موافقة عليا 


ارتبكت أميرة وبدأت يدها تتصبب عرقا وتفركهما ببعضهما وتقول لدفع الحرج

_أنا بس كنت بساعد مش أكتر.


لينظر هو لها مباشرة فتتلاقى أعينهما ببعضهما

_متأكدة .. طب عيني في عينك كدا!!


لتخفضهما أميرة على الفور خجلا منه


ليهتف أسامة بجدية ولنبرة حزينة

_أميرة ممكن أسمعها منك .. إنتي بجد موافقة بيا رغم ظروفي .. انتي عارفة إني وحيد وبشتغل اليوم بيومه زي ما انتي



 شايفة وكمان رد سجون .. لو مش موافقة أنا مش هزعل صدقيني ..ده حقك .. ظروفي محدش يوافق عليها أنا عارف


لتهتف أميرة متناسية خجلها لترد على كلامه وتعلمه أنه خاطىء

_أنا مش شايفة ظروفك فيها أي مشكلة .. وانت كنت في السجن مظلوم مش أكتر والحمد لله طلعت براءة وده شىء ميعيبش أبدا .. كل ده ميهمنيش قد الأخلاق والطيبة يا أسامة والناس كلها تشهد بده فيك.


ليهتف أسامة بفرحة 

_أعتبر كلامك ده موافقة


لتتحرج أميرة وتعرف أنها اندفعت دون أن تنتبه فقامت من مكانها على الفور 




_ممكن تسأل خالي .. عن إذنك


لكن أسامة أستوقفها 

_أميرة أستني... علشان خاطري أسمعها منك 


لتصاب أميرة بالخجل الشديد وتتخضب وجنتاها كحبات الطماطم  وتهتف بخفوت

_أنا مش رافضة ...

تقولها وتهم بسرعة للذهاب .. ليوقفها عادل هذه المرة.

_استني يا أميرة.... اتفضل يا سيدنا الشيخ


ليتفاجىء الجميع بالمأذون يدلف خلف عادل 

فينشرح قلب أسامة ويذهب لعناقه فهو فهم أن صديقه سيعلن عقد قرانهم جميعا هذه الليلة


ليهتف  عادل بفرحة

_استنينا كتير خلي الفرح يخش بابنا بقا.


لتحتضن أم عادل أبنتها وتقول بفرحة

_مبرووك يا حبيبتي ..أخيرا هفرح ببناتي في يوم واحد.. يا من إنت كريم يارب.


ليقترب عادل من أخته 

_ادخلي نادي سلمى من جوه زمانها بتآكل في نفسها 


_____


كان البيت كله في حالة توتر ..الكل يضع يده على قلبه خوفا على ذلك الصغير الذين لا يعرفون مكانه حتى الآن 


ليقف صقر بغضب ويميز شرا من ذلك الذي تجرأ على الاقتراب من شىء يخص عائلة الزيني وهو على يقين بأن لا أحد يفعلها سوى عمه رشاد ..لكنه لم يفصح عن هذا أمام الجميع.


بينما تبكي مريم بين يدي زوجها خوفا على ابنها وتهتف ببكاء يدمي القلب فهي تشعر أنها ستجن



_هاتوولي ابني يا بلال ... أنا عايزة ابني.. مش هتحمل يجراله حاجة .

ليحاول بلال تحدىتها رغم ما يعتليه من قلق على ولده هو الآخر

_متخافيش يحيى هيرجع لنا بإذن الله .


لتهتف هي بلوعة

_يحيى لو جراله حاجة أنا مش هتحمل ممكن أموت فيها .. كفاية فجعتي فيك لما شوفتك بتتصفى قدام عيني.. كفاية فجعتي في أبويا الله يرحمه..كفاية فجعتي في مودة... والله ما هتحمل يجرى حاجة ليحيى .. خطفوه ليه كانوا يخوني أنا بداله.. يحيى يا بلال أنا عايزة ابنييي.


أحسن الجميع بالأسى من أجل مريم التي بدت منهارة بالكامل وبلال يقف مكتوب الأيدي لا يستطيع أن يجعلها تكف عن النحيب .


ليكور الصقر قبضة يده في غضب  ويخرج ليبحث عن يحيى مرة أخرى ليتأكد، قبل أن يذهب إلى عمه ليواجهه بخطف يحيى


__

كانت تتحدث في غرفتها في الهاتف الخلوي 

_ليو اتصرفي جمعي الشلة في أقرب وقت وتعالوا وهاتي حاتم ضروري معاكم


...

هتفت ياسمينا بغضب

_يعني إيه مش هتعرفوا توصلوا... النجع ميتوهش أول ما توصلوا وتسألوا عن بيت عيلة الزيني هتلاقي كل الناس هنا بتساعدك توصلي .

.....

_أوك منتظرة رد منك بكرا باي


ألقت بهاتفها على الفراش وابتسمت بمكر فهي تنوي إثارة غضب الصقر باستقبال شلتها في بيته.


أمسكت المفتاح وقررت النزول لأسفل فهي رأت سيارة صقر تغادر بينما كانت تتحدث في الهاتف


لتتفاجىء بالجميع يجلس في حالة حداد وما إن تعلم بالأمر .. حتى تتجه نحو مريم بسرعة تحيطها بذراعيها 

_هنلاقيه يا مريم متقلقيش إنتي طيبة وبلال كمان طيب.. وأنا على إعتقاد كامل أن الطيبين اللي زيكم .. ربنا مش هيضيعهم أبدا.


___

ذهبت مريم إلى الغرفة لكنها لم تجد سلمى فذهبت لتخبر أخيها ..الذي هتف بضيق

_المجنونة صدقت .. تلاقيها فوق هطلع اجيبها. 


صعد إلى الشقة وطرق الباب عدة مرات ليسمع صوتها تستعلم عن الطارق

_افتحي يا مجنونة أنا عادل 


لتهتف به بغضب

_عايز إيه يا عادل .. خلاص أنا نهيت أي رابط ما بينا خلاص 


اتسعت أعين عادل بصدمة

_انتي بتقولي إية يا بنتي.. اسمعي أنا هفهمك


لتصيح من خلف الباب بغضب

_مش عايزة أسمع حاجة خلاص .. اللي فيه طبع عمره ما هيغيره... إنت عمرك ما هتتغير


ليحاول عادل أن يجعلها تسمعه لتفهم الحقيقة

_يا سلمى بس اسمعي .


لكن على ما يبدو أن سلمى الغضب تمكن منها بالكامل

_مش عايزة أسمع حاجة أنا غلطانة اللي وافقت على واحد زيك .. صايع .. اللي ديله معوج عمره ما هيتعدل ومهما عملت مصيرك هترجع للي كنت عليه زمان 


ليحتدم تعابير وجه عادل بما يسمعه فهي أهانة كرامته وبشدة 

وهتف بقلب منكسر

_إنتي شايفة كدا يا سلمى .. شايفة إني صايع وبناع بنات!! لسه مش قادرة تنسي اللي فات يابنت خالي وتثقي فيا.


لتهتف سلمى بحزم

_خلينا قرايب وبس افضل يا عادل 


ليطأطأ هو رأسه ويقول بقلب محطم على كسر فرحته

_معاكي حق يا سلمى... احنا مننفعش لبعض.


             الفصل الرابع والثلاثون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

ولقراءة الجزء الاول جميع الفصول من هنا 



تعليقات



<>