CMP: AIE: رواية قيد انتقام المجروح الفصل الثالث3بقلم زينب سمير
أخر الاخبار

رواية قيد انتقام المجروح الفصل الثالث3بقلم زينب سمير


 

قيـد إنتقام المجروح:-

_الفصل الثالث .


الحيرة والتوجس.. الخوف والانتقام.. رغبة في الفراق والبُعد.. تلك الأحاسيس والمشاعر اذا كان يمر بهم انسانًا في الوقت ذاته، أعلم انه ليس مسئولًا عن تصرفاته، بل انه يتحرك وفقًا لأوامر شيطانه.. فحاول الا تسمح لشيطانه بابتزازه اذا استطعت!


دفع نور الدين اخيه سراج الي الداخل بعنف، وهو يضع يده علعلة فم الاخر مانعًا اياه من استرسال حديثه بصوت عالٍ بعد، اغلق باب المنزل خلفه، ليس بالقوة الكافية لذلك لم يُغلق تمامًا بل بقي متواربًا وراح يصيح فيه:-




_بلاغ اية اللي تقدمه وقضية اية اللي تفتحها، الحادثة دي تنساها سامع؟ تمحيها من دماغك خالص وكأنها محصلتش

نزع سراج يد اخيه عن فمه و:-

_لا حصلت وانا لازم ادفع التمن، انا وانتوا غلطنا وكلنا لازم نتعاقب

نور الدين بعصبية شديدة:-

_واحنا لما نتعاقب اللي مات هيرجع؟!

سراج بنرفزة:-

_لا مهيرجعش بس انا هرتاح، انا مهرتحش غير بكدا



وبعد ان كانت ملامح نور الدين محتادة جدا.. هدأت فجأة، بل ارتسمت على شفتاه بسمة واثقة وقد ربع يداه اسفل صدره 

نوى الدين بـ ببسمة هادئة.. واثقة:-

_روح افتحها، وكلامك قدام كلامي ونشوف مين هيصدقك

صمت قبل ان يتابع بنبرة اشـد ثقة:-

_انت ناسي ان مفيش ولا دليل واحد يقدر يدينك؟! انا عملت المستحيل علشان احذف كل ثغرة ممكن توقعك ياسراج، فمهما تقول هناك انا هكدبك، مش هخليك تدخل السجن حتى لو اتهمتك انك مجنون



دفع سراج اخيه في صدره عدة مرات متتالية بغضب وهو يصيح بمشاعر منفلتة:-

_مش انا اللي مجنون، انت اللي مجنون، ازاي مرتاح انت وفي رقبتك وزر زي دا، ازاي بتغصب عليا اسكت زيك وارتاح؟ انت



 مش معقول تكون نور الدين اللي انا اعرفه..مش معقول تكون انت اللي مربيني على ان الغلط.. غلط مهما الكل اصر انه صح



ارتبك نور الدين بداخله فها هو يخالف ما عمله لاخيه والاخر يواجه بذلك، يخالف مبادئه وكل دلالاته.. ولكنه سعيد بذلك.. فلأجل ذلك الابلة المدعو بأخيه هو مستعد ان يتخلي عن روحه هو شخصيًا


توجه سراج بلحظة شرود نور الدين ناحية باب الشقة وهو يردف:-

_انا هروح لهانيا واعرف ازاي هي عرفت اني قتلت اخوها، هي اكيد معاها الدليل، هاخده منها و...


قطع باقي حديثه دخول هانيا من باب المنزل التي بـدا على ملامحها انها استمعت لحديثهم، كان يظنها ستصرخ فيه لتذكرها بأنه قاتل اخيها، لكنها صدمته بل الجمته عن الحديث بعبارتها الهادئة التي قالتها

هانيا:-

_كان معايا الدليل، وانا اتخلصت منه ياسراج زي نور بالظبط، انت دلوقتي مش مدان



اقترب منها باندفاع امسكها من فتحة قميصها الأحمر الانثوي بعنف وهو يرفع وجهها قليلًا لتقابله، صاح فيها بجنون.. سافر:-

_انت مجنونة، اتخلصتي من الدليل الوحيد اللي تقدري تجيبي بيه حق اخوكي مني؟ انتي مجنونة



هتفت بينما تحاول ان تبعد يداه عنها بضراوة:-

_حقه منك يبقى ياخده في الاخره ياسراج، لكن دلوقتي انا مسمحاك علشان بحبك واخدت منك....



لم تكاد تكمل حتى وقعت يده بكامل قوتها على وجنتها اليمني بصفعة لاسعة، توسعت عينا نور الدين الذي اقترب منه سريعا يحاول ان يبعده عن تلك التي راحت تنظر لزوجعا بعيون دامعة

سراج:-

_انت واحدة معندكيش دم، ازاي مكنتش عارفك؟ سامحتي في حق اخوكي علشان بتحبيني! انتي واحدة قذرة



نظر الى نور الدين وهو يتابع بسخرية:-

_زيك زيه بالظبط، بتحاولوا تداروا حقيقكم ورا قناع مزيف، بتحاولوا تبانوا انكم اصحاب مبادئ وفجأة بتغيروها علشان



 مصلحتكم، في موج مشاعركم بتنسوا اية الصح واية الغلط.. انا كنت ممكن اسامحك لانك عملتي كدا فيا علشان اخوكي،



 صح اخدتي انتقامك مني بطريقة غلط بس.. انتي مسبتيش دمه يروح هدر، ياخسارة فعلا ياخسارة على الوقت اللي كنت شايفك في ملاك وانتي مجرد شيطان



دفعها فجأة ناحية باب المنزل و:-

_اطلعي برة.. اطلعي برة مش طايق اشوف وشك 

دفع اخيه خلفها وهو يتابع بأنهيار:-

_اطلعوا من حياتي انتوا دمرتوها ودمرتوا نفسكم قبلها اطلعوا بقى وريحوني


قال تلك العبارة ثم اغلق الباب بكل عنف خلفه، وتوجه داخل احدي الغرف واغلق بابها كذلك، متجاهلًا ندائاتها المتتالية عليه بلهفة وشوق، هرب منهم.. لكن لم يهرب من الذكريات، حيث



 وقعت انظاره على الفراش الذي جمعه بهانيا من قبل، حيث كان ينام جوارها قرير العين مطمئنا وهي كانت تكيد له الخطط، أبعد نظره عن الفراش فوقعت على حائط امامه عليه



 صورة له ولزوجته بلية العرس، حيث كانت ابتسامته واسعة الى حد لا يوجد بعده، لمعة عيناه تبدو ك لمعة نجم وحيد في السماء عليه ان يهدي البشر جميعا، لمعة في غاية الزهو!


بينما ابتسامتها..

ولأول مرة يقرأ ابتسامتها بطريقة صحيحة.. 

ابتسامة تشبة الذي يرمقها بها الان.. باردة.. مشمئزة.. منفرة وبالحقيقة يعلم ان كان معها حق، بالحقيقة ما يجعله يغضب



 من هانيا انها انتقمت منه بالطريقة الخطأ، استخدمت الكيد والخيانة وهذا ما لا يحبه هو، لو كانت اخذت حق اخيها عن طريق العدالة منه.. ما كان ليحزن ابدًا 

والأن.. 

الأثنان يقولان شيئًا واحدًا.. 

لن يدعانه يدخل السجن يوما..


ضحك بسخرية.. امس كانت تقتله لاجل اخيها واليوم تناست اخيها لاجله، لعن الله حب ك حبها ذلك، حب به تتناسي المبادئ



 وتتناسي المعارف، متخذًا عبارة لاجل الحب نفعل المستحيل، ولم يكن هو يومًا من اؤلئك الذين لاجل الحب يخسرون مبائدهم ابدا..


لن يصمت، سيوجعهم.. سيبحث عن الدليل.. سيكسرهم وليفعل ذلك.. أمسك هاتفه وضغط على زر الاتصال وعندما جاءه الرد.. جاء صوته هاتفا:-

_نجوان عايزك ضروري..


نظرت هانيا لنور الدين بنظرة منفرة بادلها الاخر اياه بنفس النفور والاشمئزاز، خرج صوتهم معًا:-

_اللي احنا فيه دا بسببك انتي

_لولا غلطك من البداية كان ممكن يبقى حالنا غير كدا


وبالنهاية.. خطائهم واحد، متقاسمين ثمنه معا، متقاسمين وزره معه، وعليهم ان يدفعوا الثمن معًا.. أيضًا


_سراج مش بيسامح بسهولة

نطقها نور الدين بشرود فأجابته:-

_عارفة، سراج بيحب اوي، وبيكره اوي، بمعنى انه بيعطي كل شخص حقه من المشاعر، لو حب بيعطي كل مشاعر الحب ولو كره.. بيتبدل الحب دا لكتلة كره عظيمة

نظر نور الدين لها واردف بتمني:-



_نفسي يفضل كارهك طول الوقت وميرجعش ليكي ابدًا

قالت بسخرية وهي تتفهم حالة نور الدين العاشق لاخيه:-

_علشان تبقى انت بس اللي في حياته؟! تبقى بتحلم مش هسيبوا ابدًا، انا هعمل المستحيل لحد ما اخليه يسامحني 


وقبل ان يرد.. وجدوا نجوان تقطع خلوتهم، نظر لها نور الدين بتعجب وهو يسألها:-

_نجوان؟ خير اية اللي جابك؟

وقبل ان تجيب انفتح الباب وظهر سراج من جديد:-

_انا اللي عايزها.. اتفضلي يانجوان

دخلت نجوان الذي ملائها التوتر والتحفز من حديث سراج وملامحه المشدودة التي تبين لها ان هناك امرًا ليس سهلًا أتي،



 تاركة خلفها زوجان من العيون تنظر الى الباب بمشاعر مختلفة ما بين حيرة.. فضول.. ضيق بيّن و... غيرة!!

                            *****

لقد مـرت ليلتين بعد تلك الليلة الحزينة على قلب نور الدين، وحتى اليوم لم يري اخيه ولا حتى نجوان، لحتي الان لم يعلم


 نور الدين بماذا ارادها اخيه وفيما، تنهد بسأم وهو يترك الأوراق التي بين يديه على مكتبه بعنف، حقا لا يوجد عقل له ليعمل، كل ما يشغل تفكيره الأن أخيه.. 

أخيه وفقط


لم يعد يعجبه ذلك الحال ابدًا، بل اقترب على ان يفقده عقله، نظر لصورة صغيرة موضوعة على مكتبه لسراج وامسكها،


 اشتعلت بعيناه مشاعر الاشتياق وهو ينظر لملامحه بحب وتدقيق كأنه يحاول ان يحفظ ملامح هي بالأصل موشومة


 بقلبه، لم تعد مشاعره نحو اخيه عادية ابدًا، بل هي باتت مشاعر شخص محب بجنون لاخيه، بات لا يفكر او يفعل شئ سوي بسراج، تذكر الماضي معه او التفكر في طريقة



 لمصالحته، يحاول فقط لينال رضائه لكن ذلك الأخر القاسي يرفض القرب للأسف، يعلم انه مخطئ لكن من مِنا لم يدنس بالخطأ؟! 

جميعنا مدنسون بالخطيئة و لولا الله لكنا أُفتضحنا..


تنهد طويلًا قبل ان يقول بتألم موجه حديثا لصورة اخيه:-

_قولي انت عايز اية وانا اعمله، لو طلبت روحي مش هتردد ثانية بس قبل ماتاخدها تخليني احضنك بس ياسراج


بخارج مكتبه..


وقفت سكرتيرته بتوتر على مكتبها، تمسك بيدها الاوراق المطلوب امضتها بأصابع مرتعشة بينهم اندست ورقة كما طلب سيدها الاخر منها، كانت تعلم ان ما حدث خطأ واذا اكتشفه نور الدين سيطردها بلا شك



لكن ذلك المجنون المدعو بسراج هددها بأنه سيقتلها دون ان يرف له جفن وعندما اعترضت ساخرة من انه بالتأكيد لن



 يفعل، اخرج مسدسا ووضعه على رأسها، وكاد يضغط على الزناد بالفعل لولا انها وافقت سريعا، وهي تفكر متى بات سراج اللطيف مجرما بذلك الشكل؟!


لا يهم.. هم اخوه في بعضهم، اذا اُكتشف امرها ستقول انها كانت مرغمة وبالاخير هم اخوة ولن يضر كل منهم الاخر بالتأكيـد..


وكانت مخطئة، فسراج لا يخطط سوي ليضر اخيه ياعزيزتي..


طرقت على باب الغرفة ودخلت، وجدته جالسًا كما هو معتاد بالايام الماضية؛ شاردًا في ملكوت اخر، تنهدت وهي تتقدم منه، منحته الأوراق و:-



_الأوراق دي محتاحه امضتك يافندم

امسك القلم وبلا اهتمام راح يمضي ورقة وراء الاخرى، بلا اهتمام عكس الماضي.. حيث كان لا يترك ورقة إلا بعد أن يدقق كل حرف فيها.. حرفا.. حرفا



تنهدت اخيرا، لا تعلم براحة او بخوف وهي تراه مض على الورقة المطلوبة، اعطاها الورق وسألها بأهتمام:-



_مستر سراج جه؟

وكالعادة اؤمات بنفي وهي تغادر المكتب، اجابة اخرى بالنفي تزيد هموما فوق همومه

متي سينحل الامر؟

متي سيعود الود بينهم كما كان يالله؟

                                *****

كان يجلس على اريكته واضعا طرفا قدميه على طاولة امامه، ينظر لشاشة التلفاز امامه بعدم تركيز، بينما كامل تركيزه موجه لتلك التي يحدثها على الهاتف، حيث قال بعدما اخبرته بالبُشرى:-



_عدي عليا بالورقة وانتي راجعة من الشغل ومتخفيش انتي بأمان من نور الدين

تنفست براحة قبل ان تتوقف تلك الانفاس عندما تابع بنبرة تحذير:-

_بس مش في امان مني.. فخلي بالك لو لعبتي بديلك هجيبك ووقتها مش هرحمك.. مستنيكي


واغلق الاتصال..


وانفتح باب المنزل ودخلت منه هانيا، نظر لها وهو يهمس بداخله بملل ألن تمل وتكف عن المجئ؟ اقتربت منه وعلى شفتيها ارتسمت بسمتها الواثقة.. الجميلة التي كان بالماضي لا يستطيع ان يفر من سحرها ابدًا، وبالحقيقة.. مازالت تؤثر به حتى تلك اللحظة



ياويل قلبه من تلك اللعينة هانيا وجمالها الفتاك، حيث كانت اليوم.. غير كل يوم فات، كانت بجمال خاص.. جرئ، وعلى شفتيها بسمة ساحرة وفي عيونها نظرة ناعسة يعشقها من عيونها..



أضطربت دقات قلبه، خفق قلبه بجنون وهو يعترف انه للاسف مازال عاشق لتلك الحية، وعلى اثر دقات قلبه الخافقة توتر كامل جسده وهو يلمح تقدمها البطئ منه وكلما تقدمت كلما ساء وضعه

 ماذا يفعل؟

يحاول ان يتذكر اي شى ليكرهها به لكنها لم تعطيه فرصة، قلبه لا يعطيه فرصة.. حتى عقله الصلب لا يعطيه، لقد توقفت حواسه ببساطة


و.. وصلت له، جلست جواره، تقدمت بجسدها منه وبلحظة واحدة أعلن الاستسلام المؤقت لها، حيث تواصلت لغة بينهم لم يستطيع هو ان يوقفها، ودقيقة بعد.. وكان يتوجه بها نحو باب غرفة نومهم مغلق خلفه بابهم



                    الفصل الرابع من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-