رواية اقبلني كما انا الفصل الحادي والعشرون21 بقلم فاطمة الزهراء عرفات

رواية اقبلني كما انا الفصل الوحد والعشرون


 
اقبلني كما انا 

(الفصل الواحد والعشرون) 


....................... 


صدمة هبطت على وجه بدر من كلام الرجل الوقور فعن اي صليب يتحدث لاحظ الرجل زهوله فتابع بجدية: مصدوم ليه؟


حاول بدر ان يخفي تعابير وجه التي ستفضحه عما قريب وقال له: وبعدين


واصل الرجل قوله بهدوء: لما اتكلمت مع الظابط فهمته على السلسلة الصليب الدهب وكان في حرق نار على صدره وقالي هما هيتصرفوا ولحد هنا مهمتي خلصت ومشيت


تنهد بدر بالتدريج ثم قال وهو ينهض: عن اذنك.. انا مضطر امشي


كان يود الرجل اكمال حديثه معه ولكن عندما وجده يريد الذهاب لم يضغط عليه وتركه ليذهب


أستقل بدر سيارته وانطلق بها ورأسه بها الكثير من الأسئلة التي لا يوجد لها اي تفسير من الصحة، شرد بعلوية مديرة الدار كانت دائمة قهره بأنه


أبن حرام والكلاب التي ساعدته ولكن لم تجلب اي شيئ عن القلادة، لم يفق من شروده وسيارته واقفة امام الدار الذي شهد قمعه وهو طفل صغير


نزل من سيارته ثم مظر على المبنى المتهالك نسبيا أقترب بخطوات حذرة ودلف للداخل ليرى الأطفال الصغيرة مرتدية ملابس بازدراء تلعب مع بعضها البعض رأى ايضا السلم الحجري المتهالك فتفاجأ


بطفلين جالسين برفقة بعض أبتسم بسخرية: مين فيكم سيف وبدر الدين؟ مين فيكم ابن الحرام اللي هيعيش طول عمره بذنب مش ذنبه؟


سمع صوت سيدة من خلفه تقول بجدية: انت بتعمل ايه هنا يا استاذ؟.. حضرتك عاوز تتبنى طفل؟


ألتفت لها ورد عليها بنبرة ثابتة: عاوز اقابل مديرة الدار


أومأت رأسها بتفهم وفردت ذراعها لغرفة ما وتابعت قولها: أتفضل حضرتك.. ست المديرة موجودة هنا


تبع بدر خطواتها، بادرت السيدة بقولها الهادئ: ست هناء


رفعت هناء وجهها من المكتب وتعجبت من الشاب الواقف نظرت له بفضول: نعم؟


قبل أن يتحدث أردفت بأسف: أتفضل أقعد


جلس بدر على المقعد فنظرت هناء للعاملة نظرة تحسها على الخروج وأستمعت لها ثم قالت بجدية: حضرتك هتتكفل بطفل؟


هز بدر رأسه بنفي وقال بعدم اكتراث: علوية فتحي مديرة الدار فين؟


عقدت هناء حاجبيها بدهشة وأجابته بتلقائية: علوية فتحي طلعت على المعاش من عشر سنين


أتسعت حدقتي بدر وأحس بأن فرصته قد ضاعت ثم سألها بجدية: طيب ماتعرفيش عنوان بيتها


أومأت رأسها وأمسكت بالقلم قائلة بجدية: هكتبهولك


دونت بعض الكلمات ومدت أصابعها الممسكة به ليأخذها بدر شكرها وعندما خرج من مكتبها وكان في طريقه للخروج أمسك طفل صغير بأصابعه


ألتفت بدر له ثم أنحنى قليلا ليصل لمستواه الضئيل همس الطفل: عمو أنت ليه مالعبتش معانا زي اي حد بيجي هنا ويجبلنا لعب وحلويات


أبتسم بدر بخفوت ثم داعب وجنته وأستطرد بتنهيدة: هجيلك تاني وهجبلك كل اللي نفسك فيه.. أنت اسمك ايه؟


أجابه الطفل بهدوء: زين


أردف بدر بأبتسامته الجميلة: عاشت الأسامي يا زين وأنا أسمي بدر الدين.. هبقا أجيلك تاني بس انا عاوزك راجل ماتخليش حد يهزك


.رفع بدر يده وأخرج الحظاظة من رسغه التي أخذها هدية من أحد الزائرين والتي كانت سبب لتعرفه على رفيقه عندما كبر


وضعها على رسغ الطفل يزن وقال بصدق: انا الحظاظة دي بحبها جدا.. وأخدتها هدية لما كنت في سنك وفي نفس الدار.. جايز ماتفهمش كلامي بس حافظ عليها


فرح الطفل بها كثيرا ثم أحتضن بدر ولف ذراعيه حول رقبته ربت بدر على ظهره ثم أبعده برفق وهمس بجدية: سلام يا زين


نهض بدر وسار في الرواق للخروج والطفل زين ينظر له بأبتسامة طفولية


.....................


أستقل بدر سيارته وقادها لعنوان علوية فتحي مديرة الدار، في غضون دقائق كان واقف أسفل بنايته المتهالكة هل يذهب لها؟ حسم أمره بالذهاب لها وبدأ في طرق الباب


..........


كانت علوية جالسة على المقعد الخشبي وفي يدها حمامة واليد الأخرى بعض حبات القمح وتضعها في فم الحمامة عندما سمعت كرق على الباب تعجبت كثيرا من الذي يأتي لزيارتها أولادها هجروها هل يعقل أن يأتوا أخيرا لها


نهضت بسرعة وأمسكت بالعكاز وهللت بفرحة: جاية يا حبايبي.. جاية


رغم قلة حركتها وضعف سيرها لكن سيرة أن أولادهت قد حضروا لزيارتها جعلتها تسير بسرعة عندما فتحت الباب تعجبت من الشاب الواقف أمامها سألته بتريث ممزوج بفضول: مين حضرتك؟


ألقى بدر نظرة عليها وأجابها بسخرية مغير للموضوع: الزمن هدك يا ماما علوية


زاد التعجب المرسوم على وجهها فتح بدر الباب ودلف للداخل يلقي نظرات على المنزل تابعت علوية حديثها بفضول: أنت مين يا ابني؟


جلس على المقعد وقال بجدية: طب أقعدي عشان الموضوع طويل في حكايته


جلست على مضض وهى مستمرة برمقه نظرات فضول وقالت قلق: اهيني قعدت.. انت مين؟ وتعرف اسمي منين؟


قرب بدر وجهه لها وقال بجدية: طالما انتي مش فكراني.. انا هسهلها عليكي وعليا.. أنا ابن الحرام اللي الكلاب دفتني وحمتني من البرد


شهقت علوية بصدمة كبيرة وهتفت بدون تصديق: بدر الدين.. أنت عايش مامُتش


هز رأسه لليمين ثم لليسار وأجابها بأبتسامة: عمر الشقي بقي.. اه انا عايش وجاي عشان أسألك على حاجة وياريت تجاوبيني من غير لف ودوران.. انا. وصغير لما الشرطة سلمتني ليكي كان معايا سلسلة صليب دهب؟


رمشت علوية عدة مرات ثم ردت بتعلثم: سلسلة صليب؟.. انا مش فاكرة حاجة.. الكلام ده بقاله اكتر من ٢٨ سنة هو انا مخي دفتر


رفع بدر حاجبه ونطق بصلابة: حاجة زي كدة ماتتنسيش.. قولي الحقيقة كان معايا ولا لأ


تنهدت علوية ببرود وعاودت امساك حمامتها ثم التقطت حبات من الوعاء وردت عليه بلامبلاة: لأ.. ماكنش معاك سلسلة.. ماكنش معاك حاحة اصلا كنت عريان وحرق نار على صدرك.. يعني ابن حرام


قبض بدر على ذراعه وهدر بها: بقولك ايه بدر العيل الصغير بتاع زمان ده مات اللي قدامك واحد تاني مش هيخاف منك


أستفزته بحديثها اللازع: اخبار الصرع معاك ايه؟ لسة بيجيلك ولا خفيت منه؟


أرتخت قسمات وجه بدر ثم أبتسم لها ورد عليها بأستفزاز: أنا لو قتلتك ودفنتك تحت رجليا ماهخدش فيكي يومي


أرتعتدت علوية وشحب وجهها ثم قالت بتوتر: ايه اللي انت بتقوله ده؟


أومأ رأسه وتابع حديثه بأبتسامة مستفزة: ما أنا عندي الصرع بقا اعمل اللي عاوز أعمله.. انطقي


نهضت علوية من مقعدها وقالت بنبرة مهتزة: وأنا اللي عندي قولته.. وأتفضل أطلع برا.. انا ست وحدانية مش حمل كلام الناس


رمقها بأزدراء لينهض هو الأخر فأستفزها مجددا: حاضر يا تيتة همشي.. بس هجيلك تاني


فتح بدر الباب وخرج منه بغضب الفرصة التي تمناها لعلها تكون سبب لأكتشاف من هى عائلته لم تصيب أستقل سيارته، هاتف رفيقه سيف وأخبره بما حدث له وأمره بأن يأتي لمنزله


ترجل بدر من سيارته امام منزل رفيقه سيف الذي كان بأنتظاره بالخارج في الحديقة جلس بجواره على الطاولة وقص عليه ما حدث بالتفصيل


أردف سيف بتساؤل: أنا اتلغبط.. ازاي الراجل بيقولك كان معاك سلسلة صليب وعلوية بتقول لأ


رفع بدر كتفيه بحيرة أكبر وردد: ماعرفش


تحدث سيف بتوجس: هو لو أنت أكتشفت ان عيلتك الحقيقية مسيحية أنت هتعمل ايه؟


حدجه بتهكم قائلا بسخرية على سؤاله: أكيد مش هرتد عن الأسلام.. بس مافيش دليل ان كان معايا صليب


حك سيف ذقنه وقال بتفكير: في دليل يا بدر.. مطعم الماريسكو عيلة السكندر الخواجة.. الأبن الكبير شبهك بالظبط بس هو عيونه سودة وأنت رمادية


تذكر اليوم الذي تناولوا العشاء في المطعم ومقابلته لجايدن الذي لم يأخذ باله وصدمة رفائيل عندنا قابله على الطريق، زفر بدر بشرود: مش دليل ان أحنا شبه بعض يبقا اخوات.. يخلق من الشبه اربعين.. وبقولك علوية قالتلي ماكنش معاك حاجة هتكدب ليه في كده؟


واصل بدر شروده نهض فجأة وقال بجدية: أنا همشي


أدار جسده سريعا فرد سيف بنبرة تساؤل من خلفه: هتمشي تروح فين؟


التفت برأسه له وأغمض مقلتيه ثم قال بشرود: عند اهلي


لم يمهله بدر فرصة لطرح سؤال أخر وخرج على عجالة


.......................


بمنزل (فارس هاشم)

جالس بجوار والدته التي تسأله في حيرة شديدة: يحيى فين؟


تنهد فارس وأردف بجدية مخيبا ظنها: ماسموش يحيى يا ماما.. اسمه بدر.. بدر الدين


تجمعت العبرات بمقلتيها تاركة لنفسها العنان في البكاء وهى تقول: مش قادرة أصدق يحيى اللي ربيته على أيديا لحد ما كبر يطلع في الأخر مش من لحمنا ودمنا.. عاصم شال في قلبه كتير يا قلب أخته... آآآه يا اخويا


لف فارس ذراعه حول والدته وقبل رأسها ليأتي صوت طرق بالخارج نهض وقام بفتح الباب


أتسعت مقلتيه عند رؤية بدر واقف أمامه قائلا بفتور: هتسيبني واقف على الباب كتير


هز فارس رأسه وسار بقول: ده بيتك يا يح..آآ.. اقصد يا بدر.. أدخل


رأى بدر عمته التي يعشقها ويعتبرها أمه بالفعل منهارة من البكاء ليسرع بالأقتراب منها وجفف عبراتها ثم قبل ظهر يدها وقال بخفوت: بتعيطي ليه؟.. عشان اللي كبر مع أبنك مش هو يحيى


وضعت كفيها حول وجنته وأجابته بحزن: لا يا حبيبي.. انا بعيط على أخويا عاصم واللي شافه في حياته.. مراته وأولاده ماتوا وكبت في نفسه


تابع بدر قوله بجدية: أنا جاي عشان أديكم حقكم من الورث


نهضت توحيدة بغضب لتهتف به بحزن: يا ابني انا مش عاوزة فلوس.. الفلوس هى السبب في كل مصيبة بتحصل.. أنا بس عاوزة أسألك سؤال وتجاوبني عليه وحياة الأيام الجميلة اللي عشتها معايا لتقولي مين اللي قتل منيرة ويحيى ومالك.. فعلا هو لطفي؟


زفر بدر على مهل وأومأ رأسه قائلا بصدق: اه هو اللي قتلهم وأنا متأكد وواثق انه ليه دخل في موت أبويا عاصم


رفعت توحيدة كلتا يديها للأعلى بعدم حيلة ونطقت بحزن: لطفي طول عمره اناني بس ازاي هان عليه أخوه ومراته وولاده.. حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا لطفي.. أسمعني كويس أنت وفارس.. أبعده لطفي عن المزارع والشغل ده ممكن يخرب الشغل اللي تعب فيه عوصم سنين عمره


جلس فارس بجوارهم وقال بمرح: عيب عليكي يا ست الحبايب.. ودي حاجة تفوت علينا برضو.. أنا وبدر واقفين في ضهر بعض وماهنسمحش لحد انه يضر المزارع


نهض بدر وقبل ان ينطق بحرف واصل فارس قوله: انت رايح فين؟


أستأنف بدر القول بهدوء: همشي


أمسكت توحيدة رسغه وقالت برفض: ده بيتك يا.. يا بدر يا ابني.. انت هتفضل ابن اخويا


أبتسم لها ورد عليها بنبرة ممتنة: وانتي هتفضلي عمتي وامي اللي بحبها.. بس انا لازم امشي في حاجات كتيرة لازم أعرفها


عقدت حاجبيها بعدم فهم ثم سألته بفضول: حاجات ايه اللي لازم تعرفها


نظر لها مطولا ولم ينطق بحرف لتواصل سؤالها بهدوء: طب يا ابني.. أنت اهلك فين؟


أجاب بدر بجمود: هى دي الحاجات اللي لازم أعرفها.. انا يتيم يا عمتي


لا يعرف لماذا لم يقل لها الحقيقة كاملة واصل قوله بلهجته الشاردة: هقولك كل حاجة بس لما أعرفها أنا الأول


رمقته ببلاهة وعدم فهم في النهاية أومأت رأسها بعدم حيلة وقالت بجدية: طيب خليك بات معانا النهاردة ومش هقبل اي اعذار


لم يقدر على رفض طلبها وقرر المكوث معها ومع فارس الليلة


....................


عند منطقة نائية أجتمع لطفي مع رجاله يخططون لإيقاع بدر الدين


هتف في بوعيد: المرة دي مش زي اي مرة.. محدش يقتله أنتوا أضربوه وعذبوه عشان ينضي على التنازل.. ومش عاوز جنس مخلوق يعرف


ليرد عليه أحد رجاله بثقة: ماتشلش هم يا لطفي بيه.. انا والرجالة رسمنا خطة ماتخرش المية بس كل حاجة بحسابها


أومأ لطفي رأسه وسحب حقيبة موضوعة على الأرض بجانبه وأعطاها للرجل بفخر: أعتبره عربون.. عارف لو الموضوع تم هغرقك فلوس


أجابه الرجل بسعادة وهو يعد المال: أكتر من كده يا بيه


أشعل سيجارته وأردف بتأكيد: دول نقطة في بحر فلوس عاصم.. بقا كل السنين دي مستغفلني يا أخويا.. انا هطلعه على ابنك اللي بتقول عليه ده


......................


في اليوم التالي أستيقظ بدر وقام بتغير ثيابه وفطر مع عمته وأبنها، شدد على فارس العمل بالمزرعة بينما هو قرر الأبتعاد عنها فترة، أزدادت حيرته من حديث الرجل وتناقض قول علوية


خرج من المنزل واستقل سيارته لا يعرف لأين يذهب، قاد سيارته ليصل امام مطعم الماريسكو عندما ترجل من السيارة وقف امام المبنى بشرود


تردد في خطواته ودلف للداخل يبحث عن ضالته جلس على الطاولة وطلب كوب من القهوة واستمر بالنظر على ارجاء المطعم شعر بأنه فقد الأمل بمقابلة الشاب الذي يشبه الى حد كبير قطع حبل


أفكاره صوت رفائيل بصدمة: يحيى؟


رفع بدر رأسه له وظل يرمقه نظرات تدقيق النظر به فتابع رفائيل بسعادة: فينك مختفي؟ بقالي ٣ شهور بتصل وبرن عليك وأنت قافل موبايلك.. أنت خليت وشي قدام ابويا وأخويا في الأرض


أستطرد بدر قوله بجدية قليلة: انا كنت عامل حادثة ووالدي توفى


ضغط رفائيل على شفته السفلية وتحدث بأسف: البقية في حياتك.. ربنا يرحمه


رد عليه بإيجاز: حياتك الباقية


جلس رفائيل بجانبه بينما تابع بدر القول: انا بعتذرلك على الموقف البايخ اللي حطيتك فيه


أبتسم بخفوت ورد عليه بمرح: مافيش اعتذار بين الصحاب.. مش احنا اصحاب؟


أومأ بدر رأسه مابدلا اياه ابتسامة خفيفه: اكيد


أخرج رفائيل هاتفه من جيب بنطاله وقال بحماس: طب ازاي اصحاب ومش متصورين مع بعض.. أضحك عشان الصورة تطلع حلوة


أبتسم بدر مجاملا اياه وتم أخذ صورة تجمعهم سويا، ظلوا معا لفترة يتحدثون ثم أستاذن بدر بالذهاب، نظر رفائيل للصورة مطولا ثم غادر هو الأخر لمنزله


.....................


في منزل (السكندر الخواجة)

وصل رفائيل بسرعة ودلف للداخل يهتف بأسم أخيه الذي خرج من غرفته بسرعة: في ايه؟


صاح رفائيل بأبتسامة: عارف يحيى القاضي اللي بتقول عليه نصاب كان مختفي فين التلت شهور؟ كان عامل حادثة ووالده توفى.. يعني مش بينصب علينا

ونرشح لكم او ابحث من جوجل باسم الرواية التى
تود قراتها علي مدونة كرنفال الرويات



حدثه السكندر بزهول: طب وانت فرحان اوي كده ليه؟ ربنا يرحم والده


جلست ماريا بجوار والديها ونظرت لجايدن الذي تحدث بدهشة: انا نفسي اشوف يحيى اللي طالع بيه السما ده


أخرج رفائيل هاتفه وقال بأبتسامة: غالي والب رخيص.. انا اتصورت معاه النهاردة.. شوف كده


أخذ جايدن الهاتف على مضض ملقي نظرة دون اكتراث ولكن تحولت للصدمة الكبيرة ثم نظر لأخيه الذي أومأ رأسه بأبتسامة: نفس الصدمة لما شوفته اول مرة


هتف جايدن بإنكار:انا مش مصدق عنيا


أخذ رفائيل الهاتف وأعطاه لوالده مرددا بمرح: بص يا بابا


نظر كل من السكندر وڤيكتوريا للصورة بصدمة كبيرة صاحت ماريا بسرعة: ايوة انا أعرفه يا رفاييل.. هو ده اللي جبت منه الورد لعيد جوازكم.. مكية قالتلي عليه


رمشت ڤيكتوريا بعدم تصديق وقالت بتوتر: شبهي اوي


أبتسم رفائيل وأجابها بمزاح: شبهك أكتر منا أحنا.. نفس العيون الملونة والشبه.. كنت بقول جايدن اللي شبهك وآآ


قاطع السكندر حديثه بجدية: اسمه بالكامل ايه يا رفاييل


رفع حاحبه وأجابه بهدوء: يحيى عاصم القاضي


لم تزحزح ڤيكتوريا نظراتها من الشاشة مثبتة على بدر الدين طال تحديقها فهمس جايدن بسخرية: هو حلو للدرجادي


أعطت الهاتف لأبنها ورمقت السكندر بعدم تصديق تجمعت عبراتها بمقلتيها ونهضت الى غرفتها تبعها السكندر بقلق جلي الأمر الذي سبب للأبناء الحيرة والتساؤل


تكلمت ماريا بدهشة: في ايه؟


رفع جايدن كتفيه بلامبلاة ودلف لغرفته حدق رفائيل بشقيقته بتعجب ممزوج بتساؤل


.........................


بعد مرور عدة أيام أتفقت مكية وتسنيم وماريا الذهاب لمطعم الماىيسكو نظرا لعدم وجود اي محاضرة بدأوا يومهم من الأول ثم خرجوا يتجولن بالشارع ويمزحن أرتجف قلب مكية وأتسع بؤبؤ مقلتيها عندما رأت بدر يتحدث مع شاب أخر


لمحتها ماريا وقالت بخبث: وقفتي ليه يا مكية ولا يمكن عشان ابو العيون الملونة


أكملت تسنيم القول بنفس النبرة: ايوة عشان ابو العيون الملونة ده


قلقت ممية عندما رأت بدر يحتد في القول مع الشاب ليأتي شابين أخرين يمسكانه من الخلف ويحكم المساك به ركل بساقيه للشاب الذي أمامه وزاد شاب أخر ليلكم بدر في فمه


صاحت مكية بحدة: يالهوي سيبه ياااض


وركضت بسرعة إليهم عندما رأها بدر هتف بها: الله يخربيتك أمشي من هنا بسرعة


لم تعيره اي انتباه واستمرت بالهتاف بالشاب، قلقت ماريا على رفيقتها وقالت بعزم: تعالي يا تسنيم نلحق المجنونة بنت المجانين


ركضت الفتاتان للحاق برفيقتهن وصاحت تسنيم بحدة بعد ان أمسكت بياقة الشاب: سيب صحبتي


هتفت ماريا بصوت عالي: ألحقونا يا ناس


حمل الشابان بدر على ولم يدعان له الفرصة على تحريك جسده ثم صرخ بالفتايات بغضب: هو انا قادر على مصيبة لما يزيدوا مصيبتين غوري يا بت منك ليها


جاء شاب أخر وقال بسرعة: أنتوا لسة ماتحركتوش بسرعة قبل ما حد ياخد باله ولا يشوفنا.. وهاتوا البنات دول معاكم لاحسن يبلغوا


توجه الشابان لأدخال بدر الدين بالسيارة الكبيرة واستمر بالسب واللعن ليأتي الثلاث شباب الاخرون منهم من امسك فتاة ومنهم من حملها عنوة ثم أدخلها بالسيارة وأنطلقت بهم بسرعة


........................


وصلت السيارة عند البحر الابيض المتوسط وأخرجوا بدر والفتايات المقيدين ومعهم أسلحة نارية، تحدث الشاب بسخرية: مش حارمكم من حاجة هتركبوا يخت عشان تصيفوا


صوب الشاب المسدس على رأس بدر وقال بغضب: أطلع وماتخفش البنات وراك


أمسك شاب أخر ببدر وسار به للركوب باليخت ليفعل كل شاب أخر مع فتاة وأمسكها بحرص كي لا تقع، عند وصولهم للداخل صعدوا على متن اليخت المكشوف وأنطلق بهم، كانت الثلاث فتايات منكمشين ببعضهم خائفين مذعورين من هول المنظر


تقدم شاب إليهم وجلس على الأرض بجانب بدر وقال بسخرية: ما شاء الله البنات دايبة فيك وفي دباديبك.. حتى المشهورة.. شوف أنا جبتكم على يخت وبحر أهو.. خطف على الطريقة الحديثة


هدر بدر به بعصبية: تعالى دوغري.. عاوز ايه؟


صفق الشاب له وقال بأبتسامة صفراء: مش انا اللي عاوز.. لطفي بيه اللي عاوز منك حاجات وأنت عارف.. قصر على نفسك وعليا وأمضي على التنازل ولا تحب تقعد هنا


أبتسم بدر بأستفزاز بعد أن تأكد من شكوكه ثم قال ببرود: انا بقول اقعد هنا ده بالمرة أصيف.. عندك مايوه؟


جز الشاب على أسنانه على الفور أردف بسخرية ناظرا للفتايات: مش خايف عليهم


حدثه بدر بلامبلاة: ماعرفهمش


أنكمشت الفتايات بعضها البعض فتابع الشاب بخبث: ماتعرفهمش ازاي؟ ده التلاتة شبطوا فيك


أتكأ بدر على المقعد الذي خلفه ثم أردف بفخر: ده عشان شكلي واحد عيونه ملونة وشكله حلو.. طبيعي يتهبلوا لما يشوفوني بتخطف.. فهمت؟


وضع الشاب المسدس على الأرض وأكمل قوله بخبث: لا مافهمتش.. انا عارف ان بينك وبنهم حاجة كبيرة عشان كده رفضوا انك تتخطف لوحد..  هنعمل أتفاق.. أمضي على الورق وأمشي انت والمزز اللي وراك


رمقه بدر بسخرية ليقول بلامبلاة: ولو مامضتش هتعمل ايه؟


دقق الشاب بالفتايات وعض على شفته السفلية بشهوة: هغتصب بت ورا بت قدامك عشان تمضي


أمتعض وجه بدر ثم أجابه بسخرية من حديثه: أنا عندك جفاف عاطفي... برضو مش همضي.. عشان دول مايلزمونيش انت اللي هتتعك في الموضوع


عاود أمساك مسدسه ونهض ثم قال بحزم: والله اشك انهم مايلزموكش.. استحمل اللعب مع لطفي بيه


وجه حديثه لأحد رجاله بأمر: عينك ماتتشلش منهم وممنوع اكل او شرب.. خليهم في الشمس عشان ياخدوا تان


دلف الشاب للداخل تاركا شاب اخر وبدر بصحبة الفتايات


حدج بدر الدين مكية نظرات غضب مغلفة بوعيد فأسرعت هى بقول: انت بتبصلي كده ليه؟


تلك كانت القشة التي قسمت ظهر البعير ليهتف بها بحدة: دي المرة التانية اللي تدخلي في حاجة متخصكيش وبرضو المرة التانية اللي ياخدوكي معايا فيها فوق البيعة


زمت مكية شفتيها وأردفت بضيق: والمرة التانية اللي أشوفك بتتخطف قدام عنيا.. عاوزني اسكت طب ازاي؟


هتف بها بعصبية خفيفة: بتخطف قدامك.. انتي فكراني عيل صغير مش هعرف أخد بالي من نفسي.. وانتي يعني لما بتحشري مناخيرك وتعمليلي فيها سبع رجالة في بعض هل كده عرفتي تخلصيني.. بالعكس زودتي الحمل عليا


أشاحت وجهها للجانب الأخر بضيق شديد ليأتي لهم الشاب الكبير ممسك بيده هاتف ويقول بسخرية: ايه الصوت العالي ده.. لحقتوا تتخانقوا مع بعض.. ده لسة القعدة مطولة اوي.. لطفي بيه عاوز يكلمك


رد عليه بدر على مضض: انا اللي عندي قولتوا ولا البعيد مابيفهمش


وضع هاتفه على اذن بدر وقال بصوت عالي: مع حضرتك يا لطفي بيه


تحدث لطفي ببرود: قالولي انك رافض تمضي على العقود


أردف بدر بسخرية: مش عيب يا عمي تخطف ابن أخوك عشان الورث.. يا راجل ده لسة ماكملش سنة ميت


جز لطفي على أسنانه بغضب شديد وأحتقن وجهه ثم أستطرد: أنت مش أبن أخويا.. أنت مش يحيى أنت اسمك بدر.. يحيى مات وانا اللي قتلته زي ما هقتلك لو مانفذتش اللي قولتلك عليه.. الرجالة قالولي ان معاك بنات فخاف عليهم لأحسن اديهم الأوامر ويغتصبوا حبايبك قدامك


لوى بدر فمه بسخرية فأستأنف بدهشة مصطنعة: ايه حكايتك انت والكلاب اللي هنا كل شوية أغتصب البنات أغتصب البنات.. محسسني اني ماعندكش بنت وممكن يحصل فيها كده


أتاه رد من لطفي بصوت ساخر: انا موافق يحصل في بنتي كده لو هاخد فلوس


رمش بدر بجفنيه ثم قال بفظاظة: أقف في حتة فيها رجولة مش سامعك


أبعد الشاب الهاتف من اذن بدر واكمل الحديث مع لطفي ليغلق هاتفه ويكرر كلامه: عينك عليهم


..................


بعد مرور خمس ساعات على اليخت وأشعة الشمس الحارة على فوقهم شعروا بالعطش والحر كأنهم سينصهرون حتى الشاب الذي يراقبهم شعر بالحر أخذ بكفه يلوح ويقول بحنق: انا عطشت.. انا حران اوي


أردف بدر باستهزاء: امال هتعمل ايه في جهنم


أمتعض وجه الشاب من حديثه ونهض يقول بغضب: هما قاعدين جوا في التكييف وانا متلقح هنا في الحر


كان بدر يحاول فك قيوده ونجح في ذلك ولكن أخفاه صاحت تسنيم بتعب: لو سمحت انا هموت عطش حرام كده


أجابها الشاب بتأفف: انتي مخطوفة يا سكر مش جاية هنا رحلة


مدت مكية يدها المقيدة وأكملت بتعب أكثر: طب فكني بالله عليك هموت حر


دلف الشاب للداخل بتعب ليبعد بدر الحبل المقيد به هتفت مكية بأرهاق فاردة ذراعيها له: فكني.. فكني بسرعة


جذبها بقوة لترتطم بصدره قاصدا لفعل ذلك تراجعت قليلا للخلف وقام بفك رسغها أسرعت مكية بفك قيود صديقاتها بتعب كانوا مرهقين من اشعة الشمس، خرج الشاب وهو ممسك بزجاجة ماء مثلجة يشرب منها وزجاجة اخرى وضعها على الطاولة


هتف بحدة قليلة: انتوا ازاي فكيتوا نفسكم


رد عليه بدر بسخرية: خليك في المية اللي بتشربها


أردفت مكية بتعب: حرام عليك اللي سقى كلب دخل الجنة


أرتشف قطرات ماء وقال لها بشماتة: كويس انك عارفة نفسك كلب


لم يترك بدر لها فرصو للحرج ليسرع بقول: لا وأنت اللي داخل الجنة حدف.. اعدل نفسك وأنت بتكلمها


سكب قطرات على بدر بسخرية وتابع بفخر: وبتقول انك ماتعرفهمش وانت مش حامل كلمة عليهم.. انا بتكلم كده.. واللي مش عاجبه يشرب من البحر اهو وراكم


أستهزء بدر بجملته: وماله.. بس شوف مين مش هيسمي عليك وهو بيقتلك


أحتقن وجه الشاب بغضب ليهدر به: هو ده اللي عندي ومافيش حد فيكم هيشرب بوق مية


خرج الشاب الكبير وقال بحدة: مالهم


جلس الشاب وقال ببرود: عطشانين


قهقه بسخرية وشرب مياه من زجاجته وبدأ يتحدث على المياه بغيظ للشاب الأخر ناظرين للهاتف بجدية: ده لطفي بيه بيكلمني


لمعت برأس بدر فكرة ثم نظر للزجاجة الموضوعة جانبا وقام بخلع قميصه على غرة لتشهق الفتايات صاح الشاب به: بتعمل ايه؟


أستمر بفك ازرار قميصه وهو يجيبه بلامبلاة: خلاص بقا ماقدرش اداري عليك اكتر من كده..  ده انت بقيت صاحبنا.. التلاتة دول مراتاتي


صدم الشاب منه وتنساى سب لطفي الذي يكلمه فوجه قوله لبدر: مراتاتك!!!.. يعني انت متجوز تلاتة


أجابه بدر بلامبلاة كبيرة: عندك مانع ولا اعتراض


تابع الشاب قوله بدهشة وعدم تصديق: مش مصدقك.. البنت دي لابسة سلسلة صليب


أبتسم له  بسخريةثم نظر لماريا وقال بنبرة تحمل التهديد كي لا تتحدث: ما هو انا مسلم.. ماتخدش بالك.. كمل كلامك مع لطفي بيه ومش هتسمع صوتنا


لم يكترث الشاب به لهتاف وسباب لطفي، تعمد بدر ألقاء قميصه على الزجاجة تحت نظرات  الفتايات وتعجبهم ثم أمسك الزجاجة الملفوفة بالقميص خلسة وأقترب من تسنيم بينما هى تراجعت قليلا للخلف بتعلثم: انا مخطوبة.. ابعد عني


همس لها بحدة خفيفة: انا مش عامل الفيلم ده كله عشان تقوليلي انا مخطوبة.. خدي اشربي


عند رؤيتها للزجاجة أخذتها منه بتلقائية ورفعتها قليلا وبدأت في الشرب ليقول بدر بهمس: كفاية عشان الباقي يشرب


أغتاظت مكية من المنظر الذي أمامها وجن جنونها كيف يحدث هذا لتبتعد عنهم قليلا


عاود بدر الأقتراب من ماريا التي هتفت بتوتر: أبعد عني أنا مسيحية مش أحللك حرام


مسح على وجهه بنفاذ صبر ليقول بهمس: اشربي زي صحبتك ومن غير صوت


مد يده بقميصه الملتف حول الزجاجة كانت ترتشف بسرعة، لاحظ الشابان ما يحدث ليقول الاول بسخرية: أنتوا بتعملوا ايه؟


أسرع بدر بالاقتراب من ماريا وكأنه يحتضنها وقال بسخط: بحمي مراتي من الشمس


أجاب الشاب الثاني بسخرية اكبر: سيبك منهم وخلينا نكمل كلامنا مع لطفي بيه


هتفت مكية بحنق: أنت لا عاتق مسلمين ولا مسيحيين .. هى حصلت لأصحابي.. وهما ماصدقوا انهم يحضنوك عمرهم ماشافوا واحد ملون؟


نظر بدر لها وقال بجدية: أجهزي عشان دورك جاي


أتسعت حدقتها وصاحت بضيق: نـــعــــم!!!


همس بدر لماريا بحذر: كفاية


أقترب من مكية التي زحفت على ركبها لتبتعد عنه وتقول بحدة: أبعد عني.. انا ممكن أرمي نفسي البحر ولا انك تحضنني


أمسك قدمها وجذبها إليه يقول بسخرية: تعالي هحضنك.. ده انتي مراتي


ضغط على رقبتها لتنام على الأرض ثم قرب رأسه منها وهمس بجدية: اشربي مية زي اصحابك من سكات وبلاش كلام كتير


عاود الشاب النظر لهم بعدم تصديق: هو العطش تأثيره وحش اوي


أمسك بدر برسغ مكية وعدلها في جلستها ثم أعطاها الزجاجة وقال بصوت خشن: طول عمرك ست بيت فاشلة مابتعرفيش تغسلي الهدوم كويس.. شوفي القميص مش نضيف ازاي


استأنف الشاب كلامه مع لطفي برفقه رفيقه، ارتشفت الكثير من الماء لا تريد ترك الزجاجة أحست ماريا بأن رفيقتها ستكشف أمرهم فأقتربت منها تقول بتوتر ملحوظ: كفاية يا مكية.. هنتكشف


أيدتها تسنيم القول بتعلثم ناظرة للشابان: الرجالة هياخدوا بالهم وممكن يقتلونا


حاول بدر أبعدا مكية المتشبثة بالزجاجة قبل أن ينكشف سره أقتربت الفتاتان منه وجذبن مكية


همست ماريا بحذر: أشرب مية بسرعة عشان محدش ياخد باله منهم


أردف بدر بسخرية هامسة: خلصت


قام بألقائها بالبحر وعاود ارتداء قميصه من البداية لاحظ الشابان عدم وجود الزجاجة ليصرخ بغضب شديد: أنت يا زفت ازاي تسمحلهم يشربوا


ثم أقترب الشاب من بدر وقال بوعيد: ده انت زوج عادل لما سقيتهم كلهك.. عارف لولا اني واخد أوامر مش أقتلك كان زمان جثتك السمك بيتغدا بيها


ثم وجه قوله اللازع للشاب الأخر بغضب: أنت يا حيوان خلي بالك منهم


أومأ رأسه بضيق ثم دلف الشاب للداخل وترك هذا معهم لم يطق بدر الأنتظار أكثر من هكذا لينقض على الشاب ويصوب له عدة لكمات فخارت قواه


أمسك بأحد الحبال الموضوعة وقام بتقيده وأخذ المسدس صوبه على رأسه وقال بحدة:لو صوتك علي هقتلك.. خليك شاطر وساكت


أومأ الشاب رأسه بينما نزل بدر للأسفل بحذر كان ثلاث شبان يشاهدن التلفاز ويضحكون صوب المسدس أمامهم وقال بحدة: أثبت ماحدش يقوم


تلفت الشاب لبعضهم وقبل ان ينطق منهم جملة اكمل بدر بجدية: أرجع للبر


صاح الشاب الكبير بغضب: ماينفعش انا واخد أوامر اني ماتحركش


أطلقبدر طلقة في السقف بغضب ثك قال بوعيد: المرة اللي جاية في راسك.. أنطق قولي ازاي تتحرك


دلفت مكية وخلفها تسنيم وماريا فتابع بدر بتصويب المسدس على رأس الشاب ليسرع الشاب بقول: خلاص هقولك.. في زرار أحمر عندك


ضغط مكية عليه بسرعة ليهتف الرجل بقلق: بتدوسي عليه ليه؟.. دي قنبلة


هتف بدر بعدم تصديق: قنبلة؟.. أنت هتصيع عليا يا روح امك


وقف الشاب وقال باهتياج: انا مابكدبش اليخت هينفجر في خلال عشر دقايق.. لازم نخلي


لمح بدر بسترتين نجاة فأمسكهم وخرج بهم للخارج مع الفتايات التي بدأن بالبكاء والعويل صرخ بهم بعصبية: اللي هسمع صوتها هسيبها هنا.. أكتمي يابت من ليها


لطمت مكية وقالت بقلق: يا نهار اسود.. انا مابعرفش أعوم


رد عليها بدر بسخرية: لو قعدتي على اليخت هينفجر وهتموتي.. عندك فرصة لما تنطي في البحر ممكن تعيشي.. مين فيكم يعرف يعوم


صاحت ماريا بتأكيد: أنا بعرف أعوم


أعطاها سترة نجاة واحدة لها والأخرى لتسنيم وقال بجدية: ألبسوهم وماتخفوش مش هتغرقوا


آجهشت مكية بالبكاء: طب وأنا اللي مابعرفش أعوم


ركض الشباب وقفز كل منهم من البحر خوفا من الأنفجار الذي سيحدث تابع بدر قوله بتأكيد: ماتخافيش أنا معاكي.. المهم دلوقتي أنتوا لازم تنطوا وحاولي انك تعومي بسرعة عشان الأنفجار وأمسكي صحبتك عشان ماتعرفش تعوم


أردفت ماريا بسرعة كبيرة مغلف بقلق: حاضر حاضر.. انا مش هسيب تسنيم بس أنت ومكية


دفع بدر ماريا وتسنيم للأقتراب من الخوفة وهن يرتدين السترة ثم قال بثبات: متخافوش على مكية.. المهم أنتوا نطوا بسرعة


أمسكت ماريا بكف رفيقتها لينظر الأثنين لمكية بحزن فقالت ماريا بصدق: هستناكي يا مكية.. سلام


تسنيم الخائفة التي تدع ربها بصوت عالي أن ينجيهم جميعا شددت على امساك كف رفيقتها وقفزوا بسرعة في المياه


تذكر بدر الشاب الذي فوق فركض له بسرعة ومكية خلفه منهارة من البكاء، فك قيوده وحدثه بسرعة: اليخت هينفجر أتصرف مع نفسك


نهض الشاب وقال بدون تصديق: هو مين اللي فعل القنبلة


هدر بدر به: مش وقت أسئلة يا غبي


هرول الشاب ليقفز من اليخت بسرعة فأمسك بدر مكية وحملها وقال بجدية: ماتخافيش يا مكية احنا قريبين من البر


وقفز هو الأخر من اليخت ومحكم أمساكها، في الماء لفت ذراعيها حول رقبته وبدأ في السباحة بسرعة مطلقة كانت مكية تصرخ بفزع من هول المياه بعد أبتعادهم بأمتار حصل الأنفجار لليخت


واصل بدر سباحته ومستمر ممسك مكية التى أغشى عليها كان لابد له ان يستمر حتى وأن تعب وانهكته المسافة لأن الفتاة التي يعشقها برفقته


اخيرا وصلوا للبر والان على الشاطئ الذي عليه الرمال كانت ماريا وتسنيم بأنتظارهم جذب مكية


على الرمل وهتفت تسنيم بقلق: مكية حصلها ايه؟


ضغط على صدرها بقوة لتزفر المياه أستمر بالضغط حتى بصقت مياه قليلة على وجهه عند رؤية وجه بدر يحدق بها وضعت راحة يدها على فمها وقال بفزع: أنت عملت ايه؟


لوى فمه بسخرية ثم أجابها بتهكم: عملتلك تنفس صناعي


أعتدلت مكية وهى مستمرة بوضع اصابعها على فمها وقالت بإنكار: انت ازاي تسمح لنفسك تعمل كده


أبعد أصابعها من فمها ورد عليها بسخرية: انتي اللي بتغرقي في شبر مية.. دي اسعافات أولية أكيد انتي عرفاها


خلعت ماريا وتسنيم سترة النجاة وأبتسمن على رفيقتهن البلهاء، تحرك بدر من أمامهم ينظر لشيء او شخص ينقذهم نظرت مكية لرفيقتيها وقالت بتعلثم: هو حصل ايه بالظبط؟


شهقت ماريا بأصطناع وقالت بخجل: قولي انتي يا تسنيم عشان انا بتكسف


أسرعت تسنيم في خطواتها وقالت بأبتسامة حاولت أخفائها: عملك تنفس صناعي يا مكية تخيلي كان شعوره ايه؟


ركضت مكية خلفهن بغضب: دافعوا عني يا اندال


..................


وصل بدر برفقة الفتايات الى المكان الذي أختطف فيه ترجل من سيارة شاب اخذهم في طريقه شكره بدر ليقترب من سيارته ويخرج من جيب بنطاله المفاتيح ومحفظته التي بلت والأوراق المالية ذابت من المياه تحدث بجدية: أركبوا هوصلكم


استقلت ماريا وتسنيم من الخلف ومكية بجواره أشاكت وجهها للجانب الأخر، أخبرته تسنيم عنوانها وأوصلها شكرت طوال الطريق ثم ترجلت وأبتعدت عنهم بينما أخبرت ماريا بدر عنوانها وها هو الأن


في طريقه لم تنزل عينيها من عليه شردت به وبالشبه الذي بينه وبين والدتها وأخيها جايدن


أفاقها من شرودها صوته الجاد: حمد الله على سلامتك


ردت ماريا عليه بخفوت: شكرا.. بس ممكن حضرتك تيجي تقول لبابا وماما اني كنت مخطوفة


ألتفت لها وقال بتفكير: هما مش هيصدقوكي؟


كذبت عليه مدعية الجدية: اه مش هيصدقوني


أومأ رأسه وترجل من سيارته وهى خلفه سلمت على مكية ولكن لم ترد عليها السلام نظرت لبدر ولماريا بغيرة: أهلك ازاي مش هيصدقوكي يا ماريا؟.. ولية بتبصي لبدر كتير


....................


بمنزل(السكندر الخواجة)

عاد جايدن ورفائيل من المطعم ليجد والديه قلقين بشدة، سأل جايدن بفضول: مالكم؟


أجابته ڤيكتوريا بحزن ممزوج بقلق: ماريا أتأخرت.. خرجت كون (مع) أصحابها وماجتش لسة بكلمها مش بترد


تسرب القلق عليهم جميعا هم رفائيل بالحديث ولكن قطع عليه رنين جرس الباب، أقترب من الباب ليفتحه معتقدا انها ماريا تفاجأ ببدر واقف امامه


أردف رفائيل بتعجب : يحيى؟!


ظهرت ماريا من خلف بدر وقالت بجدية: رفاييل


نظر لهيئتها المذرية ثم قال بقلق: ايه اللي حصل يا ماريا ومين عمل فيكي كده ماتردي كنتي فين؟


ركضت العائلة لماريا وأحتضانتها ڤيكتوريا ثم قالت بتوتر: مِي بوبر إيخا (ابنتي المسكينة) ايه اللي حصل؟


قبلت ڤيكتوريا أبنتها بينما دهش جايدن من منظر بدر الدين واستمر برمقه نظرات للتأكد، أشارت ماريا يدها على بدر وقالت بأبتسامة: هو هيقولكم كل حاجة


أقترب السكندر من بدر وظل ينظر له مطولا بدون تصديق صدمة حلت على وجهه، كذلك ڤيكتوريا التي شهقت بصدمة كبيرة قص بدر عليهم الحكاية بأختصار شديد لم تهتم ڤيكتوريا بحديثه بل أهتمت


بشكله ومقلتيه بعد أنتهائه أردف رفائيل بأبتسامة: شكرا يا يحيى انا مش عارف أقولك ايه بجد.. بس أنت لازم تبلغ عنهم دي ممكن تكون عصابة وآآ


قاطعته ڤيكتوريا بخفوت ناظرة لبدر: اسمك يخيى؟


عبس وجه بدر وقال بدهشة: يخيى؟


أسرع رفائيل بالحديث بأبتسامة: يخيى مين يا ماما قصدها تقول يحيى.. اصلها اسبانية فبتقول حرف ح.. خ.. قولي يهيى يا ماما بال ه‍ اسهل


أبتسم بدر مجاملا لها وقال بجدية: قولي بدر اسهل


نظر لڤيكتوريا وللشبه الذي يكاد يجزم انها من افراد عائلته ثم قال: انا لازم امشي.. حمد الله على سلامة ماريا


ألتفت ليعود للخروج ولكن أمسكته ڤيكتوريا من معصمه نظر لها بتساؤل فأحتضنته وهى تقول بتوتر: ابقا زورني تاني


رفع بصره لزوجها المنصدم به ومحدق به بعدم تصديق أحرج جايدن من تصرف والدته ليقول بجدية: احم.. ماما سيبي الراجل يروح


تركته ڤيكتوريا وهى مستمرة بالنظر لبدر حتى خرج جدق بها السكندر مطولا لم تعبأ بسؤال أبنتها عن التفاصيل ودلفت لغرفتها وزوجها خلفها


دلفت ماريا لغرفتها وجلس رفائيل على المقعد بدهشة: ازاي اسمه بدر.. ده قالي انه اسمه يحيى


جلس جايدن بجواره بشرود: هو في ايه؟ انا مش فاهم حاجة


بعد برهة خرجت ڤيكتوريا والسكندر مرتدين ملابس للخروج تسائل جايدن بشك: رايحين فين؟


أجابه السكندر على مضض: عند قبر ستيڤن


نهض جايدن بحدة وهتف بغضب: هو ايه كل يومين رايحين عند ستيڤن


فتح السكندر الباب وقال بلامبلاة لأبنه الثاني: رفاييل خد أخوك وروحوا المطعم


........................


وصل بدر الدين امام مبنى العمارة ونظر لمكية التي لم تنطق بأنش كلمة حدثها بسخرية: انتي عاملة بوز البطة ليه؟


هتفت به بحدة خفيفة: انت وصلت ماريا لبيتها ليه؟


لمح غيرة بنبرة صوتها فقال بتسلية: انتي بتغيري منها


لوت فمها بضيق وحدثته بحزن: وماغيرش ليه؟ دي مامتها اسبانية عرق اوربي ماعندهاش وحمة زيي


أبتسم لها ثم رفع وجهها وقال بصدق: انتي جميلة اوي يا مكية ووحمتك هى اللي مجملة وشك دي علامة من ربنا.. أنا حبيتك بيها ماتفكريش للحظة انها وحشة.. قبلتك زي ما انتي زي ما انتي قبلتيني زي ما أنا بمشاكلي


عارفة انتي بتشبهيني بمين؟ بالنجوم انا كأني في سفينة والسفينة دي في محيط واسع بالليل والدنيا ضلمة وفي عاصفة.. النجوم هى اللي بترشدني وبتخليني اكمل حياتي بتفائل لما بشوفها.. العاصفة والغيوم هى المشاكل اللي بتحصلنا


أنا حبيتك بوحمتك وبغبائك.. انتي بتجيبي الغباء ده منين؟


ردت عليه وهى عاقدة حاجبيها: مش فاهمة


رفع بدر حاجبه للأعلى ثم قال بأبتسامة مرحة: انا أعتقد انك عندك نقص من ڤيتامين بدر الدين طه محمود


أبتسمت له على مزاحه معها لتقول بأبتسامة: انا أول مرة اسمع بڤيتامين اسمه بدر الدين


أكمل أجابته لها: اكيد كنتي غايبة في اليوم اللي شرحه الدكتور فيه.. يلا انزلي انا متأخر


ترجلت مكية من السيارة وسألته بفضول: انت مش هتطلع لشقتك


أومأ رأسه بتنهيدة: مش دلوقتي انا عندي مشوار مهم.. سلام


ردت عليه السلام وابتعدت من أمامه، توجه بدر للمكان الذي حمل له سره عند المكان الذي وجد به


بحث عن الرجل لكي يسأله عن بضع أسئلة أخرى لربما هو مخطأ جلس على المقعد الخشبي وفي غضون دقائق أتى له الرجل بدهشة ثم قال له بأبتسامة: انا اسمي سمير.. عاوز تعرف ايه تاني؟


أردف بدر بتنهيدة طويلة: حضرتك متأكد انه كان معاه سلسلة صليب


جلس سمير بجواره وتابع بتأكيد: اه متأكد.. أنت المرة اللي فاتت ماخلتنيش اكمل كلامي.. في راجل وست بقالهم أكتر من ١٥ سنة بيجوا هنا في نفس المكان اللي أنت بتيجي فيه.. في الأول افتكرتهم عشان الخلفة.. بس دول مابيكملوش اسبوع ويجوا يزوروا المكان.. أنت ممكن تقعد شهر انما هما منتظمين


أبتلع بدر لعابه وقال بتعلثم: شكلهم ايه الراجل والست


نظر سمير لبدر وأبتسم له ثم قال بجدية: الراجل والست أهم اللي جايين علينا


رفع بدر عينيه بحذر شديد ما ان وقع نظره عليهم صدم بشدة كبيرة جعلته يقف ويحدق بهم

              الفصل الثانى والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>