رواية زوجة القيصر
بقلم رهف سيد
الفصل الثالث والرابع....
جلست كلتا الفتاتان بعيدتان نسبياً عنهم لتردف رحمه بصدمه
- اروح خمس دقايق ارجع الاقيكي مقعده ولد معاكي على التربيزة و ماسك ايدك يا روما
- والله يا بنتي انصدمت واتكسفت جدا والله وبعدين انتي عارفه ان ديه اول مرة ادخل مدرسه مختلطه
قالتها بيأس صمتت قليلاً ثم اردفت
- بابا طول عمرو موديني مدرسه بنات بس هي عمتو اللي اقنعتو بالعافيه وهو بيسمع كلامها وقالتلو اني اجي عشان إياد وحسام هنا وهيبقى عينهم عليا وميقلقش عليا
- خلاص خلاص بس المرة الجايه هنفضل مع بعض عشان منطورتش بس ايه يا عم الكلام الجامد اللي قولتيه لقريبك ده
قالتها رحمه بضحك وهي تلاعب حاجبيها ليأتيهم صوت اخر من جانبهم وهو يردد
- وقريبها ده هيطلع عينها بإذن الله الواحد الأحد
التفت روما الي حسام الذي كان يظهر عليه الحده صمت قليلاً ثم تابع مكملاً
- ينفع اللي حصل ده يا روما؟
شعرت باللوم الكبير عليها اعتدلت في جلستها بحزن وهي تردف
- اقعد يا حسام
سحب حسام احد كراسي الكافتيريا وجلس امامها مباشرةً لتردف مكمله بأسف
- انا عارفه انك زعلان مني عشان رديت على إياد و مكـ
قاطعها وهو يردد باستنكار
- عشان رديتي على إياد بردو؟
صمتت وهي تهبط رأسها بحزن شديد ليتابع حديثه
- انتي عارفه ان انا زعلان عشان قعدتي مع ايهاب
- والله اسمعني يا حسـ..
- استني اكملك انا زعلان عشان لقيتك قاعده مع إيهاب وفضل ماسك ايدك و إياد متعصب منك لولا الميس ندهتو كان زمانو عندك مطلع عينك
- والله يا حسام اسمعني بس انا كنت قاعده مستنيه رحمه لقيتو جه انـ
- انا فاهمك يا حبيبتي احنا متربين سوا وعارفك كويس
- طب انت يرضيك اللي قالهولي إياد ده!!
قالتها روما بحزن لتتابعها رحمه مصححه
- وكمان الفلوس اللي ادتهالو كانت بتاعتها مش من مامتو
نظرت لها روما بعتاب وحده ليردف حسام بثبات
- المهم دلوقت يا روما تسمعي كلامي كويس المدرسه ديه تلاته متجيش جنبهم إياد و ايهاب و شادي
- انا مليش دعوة بحد ولا ليا علاقه بخلافات إياد مع الناس
قالتها روما وهي ترفع يدها معلنه عدم تدخلها في أي من تلك الأمور قابلها
ليردف حسام بابتسامه :
- اتفقنا يا رومــا
..............................................
غفت بعد تلك المواجهه الهوجاء لمشاعره الحميميه
القى نظرة اليها وهي تستوطن ذراعه وتتشبث به كـ طفله صغيره تتمسك بأبيها
لازالت جميلته حتى رغم دخلت الاربعون قبل اشهر قليله لكنها لازالت رائعه كـ شابه يافعه
شعر بطرق خفيف على الباب نهض بهدؤ حتى لا يجعلها تستيقظ
ليجد صغيرته " ريــم" تقف عند الباب تعلقت بعنقه بحب وهي تردد بفرح
- بــابــــي!!
احتضنها سيف وهو يهدأها بابتسامه
- يا قلب بابي بس وطي صوتك عشان مامي نايمه
اومات ريم وهي تضع كلتا يديها على شفتيها ليعاود حملها بعد ان اغلق الباب على حبيبته وهو يتحاور معها
- عملتي ايه انهرده في الـ school (المدرسه)
- قابلت اميرة بنت انكل معاذ
قالتها بحماس ليردف وهو يهبط بها عند الفراش الخاص بها
- طب يلا يا روحي خدي شور وتعاليلي انا تحت
- اوكيه بابي
وضع قبله على جبينها ثم اغلق الباب اتجه إلى الغرفه المجاوره لها (غرفة نوران) طرق الباب انتظر قليلاً ولكن لم يأتي الرد فتح الباب قليلاً ليحدها تقف عند البلكون الخاص بها نادى بها لتلتفت بصدمه وهي تغلق الهاتف
- كنتي بتكلمي مين؟؟
قالها سيف وهو ينظر الي ارتباكها، حبيبات العرق التي تناثرت على جبينها.
- دية نادو صحبتي أنا اتفاجات بس يا بابا مش اكتر وكنا خلاص خلصنا كلام
قالتها وهي تحاول إظهار الثبات على ملامحها ليردف هو بإتزان
- تمام حصليني على مكتبي ورايا يا نوران سامعه ورايا
- حاضر يا بابي
أدخلت هاتفها في جيبها وتبعت ابيها بهدؤ الي الأسفل
أغلقت باب المكتب خلفهم كما أمرها "سيف" وجلست امامه مباشراً
- ايوة يا بابي
- ممكن اعرف انتي مبقتيش تقعدي معانا ليه عايشه معايا فـ نفس البيت واشوفك بالصدفه ممكن اعرف ليه بقى!
- يا بابي بس مفيش حاجه انا حابه اقعد لوحدي
- انا مقولتلكيش انتي حابه ايه؟ انا بقولك اديني سبب مقنع لقعدتك فـ اوضتك بالايام مش بتخرجي منها ولا بتاكلي
شعرت انها محاصرة بسبب نظرات والدها التي تطالعها رجفه سارت بها لتردف بتوتر
- اتخانقت مع صحبتي
- وده يديلك سبب تعملي كده؟
قالها باستنكار وهو يرفع حاجبيه باستغراب لتردف
- اصل هي يا بابي من اعز اصحابي انا كنت بحبها اوي واتخدعت منها جامد كذبت عليا وبعدتني عن اقرب الناس ليا وخانتني فـ ضهري
كانت تردف كل حرف وهي تصك على شفتيها وترا صورة " رومـــــا" امامها كأن الانتقام يعمي بصيرتها
فاقت من شرودها على والدها وهو يضع يده على كتفها بابتسامه
- يبقي انا كده فشلت فـ تربيتك!
وقفت بصدمه وهي تنظر له باستغراب لتردف
- ازاي؟
- مش بنت سيف الاحمدي اللي تقول كده ده انتي بنت الـقـيــصـر هقولك حاجه يا حبيبتي وتخليها معاكي طول عمرك اللي يبيعك متدوريش عليه ولا حتى تفكري فيه واللي يخونك اقتليه بسكينه ابتسامتك واعرفي ان لو حد راح ربنا هيعوضك عنو بحد لحسن منو ١٠٠ مرة
ابتسمت لحديث والدها ثم ضمته بهدؤ ليبادلها وهو يردد
- الزعل مش لايق عليكي يا نـــوري
- شكراً يا بابي
- متشكرنيش يا قلبي اشكري مامتك عشان هي اللي قالتلي اقنعك عشان متتعبيش
صمتت قليلاً لتردف بغموض
- هشكرها هشكرها اوي
..........................................
خرج إياد من غرفه استاذته و بدأت عيناه تبحث عنها في كل مكان وهو يشعر بالغضب العارم وقعت عيناه عليها في احد اطراف المدرسه وهي تجلس تتحدث والابتسامه تشق وجهها مع حسام
اتجه بخطوات مسرعه إليهم وهو عاقد على تلقينها درساً مُهماً
انتبهت حواسها لهذا الطوفان القادم شعرت بأنفاسها تهرب منها وازداد صدرها في الصعود والهبوط بخوف، أشارت إلى حسام بعينها حتى ينظر خلفه ولكن كان إياد اسرع منهما واقترب منها ممسكاً عضدها بعنف وهو يردف
- انتي اتجننتي صح؟ ردي عليــا
وضع حسام كفه فوقه وهو يحاول ان يخلص روما من قبضته
- استني يا إياد سيبها
- إياد ايدي بتوجعني!
قالتها والدموع أوشكت على السقوط لتقترب رحمه مسرعه وهي تردف
- إياد سيبها الناس هتتفرج علينا
ازداد تنفس إياد الغاضب ليردف وهو يصك اسنانه و ازداد تمسكاً بعضدها
- اللي حصل انهرده لو اتكرر تاني يا روما متلوميش غير نفسك ومتنسيش خالو مروان قال ايه "انتي جيتي المدرسه ديه عشان حسام و إياد معاكي"
حاولت سحب ذراعها بعنف وهي تردف وقد بدأت مقلتاها تهبط الدموع
- ولو انت كملت الجمله قال " وعشان انا كمان واثق فـ بنتي اللي ربيتها وعارف ان هي اكيد مش هتعمل حاجه غلط"
نجح حسام في فك قبضه إياد لتحتضن روما ذراعها التي وشمت عليها قبضتها
وقف حسام في المنتصف حتى يمنع إياد من التقدم ليرفع سبابته محذراً بعنف
- ايهـاب لو شوفــ......
قاطعه وهي تردف بحده وقد بدأت نبرات صوتها في العلو
- الموضوع ميخصكش مش انت قولت ان احنا هنا منعرفش بعض مدايق ليه احنا هنا مجرد زمــــايــــل بــــس!!!!!
بدأ تنفسه في تسرع وهو يردف
- انتي صح الموضوع ميخصنيش بس يخص خالو مروان ومنك ليه
- يا إيـــ....
كادت تقولها رحمه ولكن ذهب إياد وتركهم لتمسك روما ذراع حسام بخوف كادت ان تتحدث ولكن قاطعها ليطمئنها
- متخافيش مش هيقول لـ خالو مروان حاجه وانا هقنعو انا هلحقو دلوقت
مشى حسام بخطوات سريعه لاحقاً بـ إياد
ساعدت رحمه روما على الجلوس وهي تردف
- متخافيش مش هيقول لـ عمو حاجه
- انا عارفه ان هو مش هيقولو بس مشوفتيش زعقلي ازاي وانا زعقتلو ازاي اكيد زعل مني انا لازم لازم اعتذر منو
فتحت رحمه فمها بصدمه وكادت حدقتيها ان تغادر عينيها لتردف بذهول
- نعم يا روح امك!!!!
....................................
جلس إيهاب بجانب اصدقائه شارداً يعترف بشده لقد اعجب بها من اول لحظه بساطتها ابتسامتها حيائها الذي وجد قله في هذا الزمن ابتسم وهو يتذكر ملامحها التي حفظها.
فاق من شروده علي لكز صديقه وهو يردف بخبث
- ايه مزة جديده ولا ايه!
قطب حاجبيه باستياء وهو يردف
- فكك مني دلوقت يا شادي
- الله!! ما تقول يا عم لو معصلجه معاك قولي وانا اخليها هي اللي تجري عليك هي اول مرة
ابتسم ايهاب بشرود وهو يردف
- ايوة اول مرة اشوف واحده زيها اول مرة اشوف خدود بتكسف عشان فضلت ماسك ايدها
رفع نظره وهو ينظر الي الفتيات الذي يجلسون معهم على نفس الطاوله ويضحكون بمياعه بقرف
- مش واحده من دول
- اوبــااااا ديه عايزة تخطيط على كبير بس وريهالي
نظر له إيهاب بطرف عينه وهو يردد بتهرب
- ان شاء الله
....................................
- يا إياد استني بس
وقف إياد وهو يحاول استرداد انفاسه بهدوء مردفاً
- نعم !!
- ممكن تهدا روما قالتلي على اللي حصل مع إيهاب و كـمـ...
قاطعه وهو يردف بحزم
- كل ده مش مهم انا المهم عندي ان هي تبعد عنو فـــاهـــم!!!
قالها إياد وهو يحاول ظبط تحكماته ليرد حسام مسرعاً
- وانا فهمتها وقولتلها وهي وافقت
صمت ثوان معدودة ثم نطق بتساؤل
- هو انت هتقول لـ أونكل مروان!!
ابتسم إياد بخبث و اردف
- انا بهوشها بس عشان تخاف
صمت هو الأخر ولكن اردف بـ شر
- لكن لو حصل حاجه زي النهارده تاني مش هيحصل كويس!!!!
.................................
استيقظت وهي تشعر بالدوار يداهمها وضعت يدها على رأسها وهي تحاول الصمود بدأت بالنهوض من فراشها بكسل لتتجه الي مرحاض لكي تأخذ حماماً يريح أعصابها
ارتدت ثيابها وبدأت بالهبوط وقفت عند نهايه اعتاب الدرج وهي تنظر الي عائلتها
كان سيف يجلس وبجانبه إياد وحمزة ويتنافسون على جهاز "البلايستيشن" بينما نوران و ريم يلعبن على هواتفهم
عاد الدوار مرة اخرى ليصفع راسها بقوة كادت ان تسقط ولكن تمسكت بـ دربزين الدرج وهي تحاول الاستناد والوقوف.
لم تعي لما حدث سوا صوت طفلها وهو يركض اتجاهها مردفاً
- مــــــامــــي!!!!!
لف الباقيين وجههم نحو روما بينما احتضن "حمزة" قدمها فـ هو طفل والدته المدلل ولكن مع اندفاعه ناحيتها اختل توازنها ولم تعد تستطيع الصمود اكثر من ذلك لتسقط على الارض هاويه
الفصل الرابع4
اندفع كأن قلبه هو من هوى أرضاً وليس جسدها
حملها بين يديه واتجه الي الاريكه.
ليردف بحده وهو يصرخ في أطفاله
- اجرو جيبو برفيوم
كان إياد هو الأسرع بينهما بينما وقفت نوران ترمقها من بعيد ثوان وشعرت بقلبها يرق لها ولكن أجبرته على الجمود
شعرت بهمساته وهو يردد بأسمها لتضغط على يده وهي تحرك رأسها بالإيجاب
طبع قبله على جبينها وهو يردد
- انتي كويسه يا روحي!!
اومأت بخفوت ليتقدم إياد وهو ممسك بكأس الماء مناولاً والدته وهو يربت على كتفيها
- سلامتك يا ماما
ساعدها سيف في شرب المياه ثم ضمها الي صدره وهو يطبع عده قبلات على رأسها
- الحمد لله انك بخير يا روحي
تقدم حمزة وهو يبكي ليجلس بجانب والدته بنحيب مردفاً
- سوري يا مامي انا السبب انا اللي وقعتك على الأرض
فتحت ذراعيها وهي تضمه، ثم بدأت تمسح دموعه باصبعيها مردفه
- متعيطش يا حبيبي انا دوخت بس مفيش حاجه
- قومي البسي يلا عشان نروح المستشفى
قالها سيف وهو يملس على شعيراتها ثم مد يده الي خصرها كي يعاونها على النهوض لتتمسك بكفه وهي تطمئنه
- متقلقش انا كويسه يا سيف مفيش حاجه
- سلامتك يا مامي
قالتها ريم وهي تقبل وجنتيها بحب
- اهو شوفت بقى يا حج عايزة تعرف غلاوتها عندنا
احتضن كفها ليلثمه بحب وهو يؤكد على كلامه
- هي غاليه عندي و عارفه
وضع إياد يداً على عينه والاخرى على قلبه مردفاً بحزن ممثل
- ارحمو قلبي السنجل البرئ مش قدامي انا طاهر نقي
- حمد لله على سلامتك يا مامي
قالتها نوران وهي تطبع قبله على رأسها بإبتسامة مجامله لتربت روما على يدها بحب وهي تردف
- ربنا يخليكي ليا انتي واخواتك
- وابو أخواتها ملوش من الحب جانب
قالها إياد وهو يغمز لوالدته بعبث ليقطب سيف حاجبيه وهو يردف
- اديكي خليتي العيال تشمت فيا
وضعت يدها على ذقنه ثم طبعت قبله عل٢ى وجنته مردفه
- ده انت الحب كلو!
- مامي بتسبت بابي
قالتها ريم وهي تضحك ليشاركها الجميع قهقهاتها عدا نوران التي صعدت إلى غرفتها دون ان ينتبه لها أحد.
ليمسح حمزة آثار الدموع العالقه بين حاجبيه وهو يردف
- انا هنام انهرده مع مامي عشان لو تعبت بليل
- وانا كمان يا مامي عشان متتعبيش بليل
قالتها ريم وهي تقفز بحماس ليردف إياد وهو يبتسم باتساع
- وانا يا مامي
ظل سيف ينظر لهم بزهول ليردف بسخريه
- و ابات انا بقى عند الجيران، اللي هشوفو يخطي الاوضه هعلقو على الباب برة
قالها بلهجه تحذيريه مهدداً ثم تابع وهو يردف لـ إياد
- يلا اطلب لينا غدا خلينا ناكول عشان مامتك
اومأ إياد وهو يخرج هاتفه من جيبه ليضم سيف روما اكثر وهو يهمس لها بكلمات محببه
.......................................
- انتي مجنونه يا نــــادو!!!
قالتها "نوران" بأنفعال وهي تصرخ في صديقتها عبر الهاتف
لتردف " نادين" بجديه
- لا مش مجنونه يا نانو بس فكري معايا ايه اللي هيخلي طنط روما تعاملك كل ده كويس وكان بشهاده منك انتي قولتي ان هي بتعاملك زي صاحبتها مش كـ أم وبنتها وكان نفسك ان كل الناس عندها ام زي مامتك
صمتت ثوان لتردف بسخريه مكمله
- والست اللي جت بتقول انها امك ليه افتكرتك دلوقت و كانت سيباكي كل السنين ديه لـ طنط روما.الحوار واضح اوي يا نانو انتي اللي غبيه بدأت أنفاسها في التسارع وهي تردف حوار ايه يا نادين حوار ايه ها انتي بنفسك شوفتي نتيجه التحليل اللي عملناها و الـ DNA طلع نفس الشئ انا مكسورة اوي يا نادو حاسه اني كنت عايشه فـ حلم كبير
رأفت بحالها صديقتها لتردف بحنان
- طب خلاص يا نانو متعيطيش ان شاء الله ربنا هيحلها، بصي هكلمك بعد شوية عشان مامي عيزاني
اومأت نوران وهي تمسح بعض الدموع التي هبطت من عينها
ثوان وجدت قرعات خفيفه على باب الغرفه لتأذن بالدخول وهي تهندم شكلها
دلف إياد وهو يردف بهدؤ
- نور طلبنا اكل و وصل يلا عشان تاكلي
- مش عايزة اطفح اطلع برة!
صدم إياد بحديثها الفظ ليرفع حاجبه واردف بلهجه شبيه بالأمر
- طب اتكلمي عدل
صكت على أسنانها وهي تردف
- ملكش دعوة انت مش هتيجي تعلمني اتكلم ازاي واطلع بره قولت
- عنك ما اكلتي اولعي !
قالها إياد بنبرة عنيفه ومرتفعه نسبيه ثم خرج وهو يصك الباب بعنف صدمها ولكن صمتت وهي تحاول كتم غيظها لتتجه الي خزانتها وتاخذ احد ملابسها وهي تدلف الي الحمام كي تأخذ حماماً هادئاً يزيل هذا التشنج عن وجهها
بينما هبط إياد وهو يهذي بحديث مبهم ليقابله والده وقد لاحظ الضيق على وجهه ليردف متسائلاً
- في ايه؟
- مش عايزة تاكول وعماله تقل ادبها يا بابا
- طب خلاص سيبها وشويه وهطلعلها انا وانت
اومأ إياد وهو ينزل من الدرج بصحبة والده يتسامران
...............................
جلست في غرفتها وترتسم على وجهها ابتسامه عقب ان انتهت من محادثة صديقتها "رحــمـه" وهي تخبرها عن ردة فعل "إياد" بعد هبوطها من الباص
فــــلاش بــــاك
بعد انتهاء يومها الدراسي الأول وقد جلست في ساحه المدرسه تتعرف على مرافقها - و لقد علمت من احد المعلمات انهم سوف يبدؤن بالدراسه في اليوم الثالث حتى يكون حضر عددٍ لا بأس به من الطلاب -
صعدت الحافله مع رحمه ليعودو الي مقعدهم الصباحي لتتفاجئ بـ إيهاب يجلس في المقعد المجاور لها ابتلعت ريقها بتوجس لتردف
- بقولك ايه يا رحمه تعالي نقعد فـ مكان تاني
سحبتها رحمه الي المكان وهي تردف بحزم
- هنقعد هنا يا روما محدش ليه عندنا حاجه
جلست روما وبجانبها رحمه ليبتسم لها إيهاب ردت له تلك الابتسامه مجامله.
وقع كل هذا تحت انظار إياد الذي اقسم بداخله ألف مرة انه لم يتدخل في اي شوؤن لها واردف في سره
- انا قولتلها وهي حره مش هقعد اجري وراها واقولها تعمل ايه ومتعملش ايه انا نصحتها وبعدين هي كبيره
وقف إياد مع عدة شبان من عمرة في منتصف الباص وهم يتحدثون
وقف الباص امام ڤله روما لتودعها رحمه ثم هبطت بعد ان هبطت من الباص نظرت رحمه بجانبها لتجد سترة روما قد نستها حملتها وهي تردف
- يا رومــ.....
قاطعت كلامها وهي تجد إيهاب تقدم مسرعاً وهو يسحب السترة من بين يديها ويركض الي مقدمه الباص وهو يأمره بانتظاره دقيقتين فقط. سمعت احد الأصوات مناديه لها وقفت لتجد إيهاب. يحدث السائق طالباً منه ان يقف ابتلعت روما ريقها بتوتر ونظرت الي رحمه عبر الزجاج لتطمئنها.
هبط إيهاب وهو يناولها سترتها بابتسامه
- نسيتي چاكيتك
اخذته منه وهي تردف بابتسامة
- مرسي يا إيهاب
- العفو
قالها بابتسامه ثم ركض الي الباص وقف على مقدمته وتذكر شئ لف وجهه مرة اخرى وهو يردف
- الفيس ولا الانستا بتاعك ايه
قالها بطريقه كوميديه نوعاً ما لتضحك وهي تردف
- اسال رحمه
ابتسم لها واكمل دخوله الي الباص وهو يسمع جمل الشباب الذي معه وهم يتهامزون ويتغامزون
اتجه إيهاب وهو يتجاهل نظرات إياد التي كانت تفتك به جلس في المقعد أمام رحمه وهو يردف بابتسامه
- اديني حسابها لو سمحتي
- هه
قالتها رحمه وهي تفتح عينيها وتغلقها تكراراً حرك إيهاب يده في الهواء وهو يردف
- انتي سمعاني عايز حساب روما!
- اه اه حاضر
أخرجت احد الاوراق الصغيرة (نوت) وبدأت تكتب حسابها ثم أعطته ليطبقها في جيب سترته بابتسامه
- شكرا يا رحمه
اومأت رحمه بابتسامه مجامله ثم انتقلت نظراته لتلتقي بتظرات إياد التي كانت عبارة عن حده و وعيد
عــوده..
ضمت هاتفها الي صدرها بحب وهي تردف
- يا لهوي عليه وهو متعصب
فزعت عندما وجدت صوت والدها يردد من خلفها
- مين ده؟
وضعت يدها على صدرها وهي تحاول تهدئت نبضات قلبها المرتعبه
- حرام عليك يا بابي خضتني
عادت الي توترها لتردف بتردد
- دة ممثل يا بابي كان بيغار على البطله و اتعصب عليها وشكلو كيوت اووي
- ويا ترى بيغير عليكي زي مـ انا بغير عليكي
قالها مروان وهو يرفع احد حاجبيه لتقترب وهي تقبل وجنته بحب
- انت عارف يا بابي اني مش بحب حد غيرك وبغير عليك اوي اوي اوي
لف "مروان" كلتا يديه حولها وهو يضمها اكثر برحب
ليلتفت وجد رفيقه دربه وحبيبة عمره "شهد" تقف على الباب وتمثل معالم الانزعاج ليترك صغيرته فوراً وهو يردف
- الحكومه جت!!
ازدادت روما تشبثاً بوالدها وهي تنظر لوالدتها وترفع حاجبيها بمرح لتصرخ شهد بانزعاج مضحك
- وانا اقول مروان فين مروان فين اتاريه عندك يا ضرتي!
وقفت روما امام والدها وهي تحجبه عن والدتها وترد بتمثيل
- لا انهرده يومي يا حبيبتي انتي عارفه
- بس بس بتزعقو ليه؟
اردف بهذه الجمله "زيد" الذي يبلغ الرابعة عشر عاماً من عمره عكس طباع عائلته تماماً فـ هو جدي الي حد كبير ويتميز بطوله وجسده العريض فقد اهتم بـ لياقته البدنيه لطموحه بدخوله "القوات الخاصه"
وضعت شهد يدها على كتف صغيرها وهي تردد
- يرضيك كده يا زيزو اللي اختك وابوك بيعملوه فيا ده؟
ظل زيد ينظر إليها بضع ثوان ثم اردف
- بيعملو ايه يعني يا ماما بيغظوكي وانتي بتصدقي علطول انا مالي
فتحت شهد عينيها بصدمه وهي تردف
- قصدك انا هبله يا زيد؟؟
كبتت روما ضحكتها فـ لو فلتت منها لأصبحت هي ضحيه الليله ثم عادت بجانب والدها وهي تنظر امامها
- انا مقولتش انك هبله يا ماما انتي اللي بتقولي
قالها زيد بمنتهى العقلانيه والثقه لترد والدته بحده
- بس قصدك ايه بكلامك ده اتفضل قولي!
استنشق زيد كميه من الهواء وزفرة بهدوء واردف
- لا يا حبيبتي قصدي فكك من روما عشان هي متخلفه وانتي عارفه ان بابا بيحبك انتي يا حلوة
- انت صح يا حبيب امك
قالتها شهد وهي تضمه اكثر الي صدرها وتطبع قبله على رأسه بينما نظرت روما بسخريه لهم وهمست لوالدها
- لو انا مكانو كان الفون اتسحب واتهزقت واتعاقبت خليه هو فرخه بكشك عند ماما
- بس انتي حبيبتي يا روح ابوكي انتي
ازدادت تعلقاً فـ والدها، وهي تدعو الله داخلها ان يديم لها سندها الأول والأخير
...................
صمتت بحزن لا تعرف كيف سوف تصبح حياتها مستقبلاً هل سوف تحظى بنفس ما حدث لوالدتها وتموت...! ام سوف يلعب القدر لعبةً معها
تنبهت لـ سيف الذي كان يراقبها ويحاول فهم ما بها من تعابير وجهها لتبتسم له بحب بينما اقترب هو منها مردفاً
- مالك يا روما عمرك ما خبيتي حاجه حاسك بتخبي عليا حاجه
لم تعرف بما تجيبة هل تخبره ما تشعر به هي تعلم لو اخبرته لأقام هو الحرب العالمية الثالثة عليها كأن الله عرف ما بها فـ ألقي تلك الفكره في رأسها لتردف بحزن
- مريم وضحى وحشوني اوي يا سيف هما مش ناويين يرجعوا؟؟
- هو ده اللي مزعلك يا حياة الروح؟
سألها وهو يمسح على وجنتها لتهز رأسها بالتأكيد تابع بهدؤ مازحاً
- هيجو يا حبيبتي حتى لو مش ناويين اخطفهم وارجعهملك ولا إنك تزعلي
ابتسمت وهي تتشبث بيده اكثر لتفكر في شقيقته التي ربتها كأنها ابنتها منذ ان فتح سيف احد فروع شركاته في الخارج أصروا على الذهاب والاستقرار هناك ولا يأتون إلا قليلاً
دق جرس الباب لينهض إياد بهدوء وهو يفتحه ليجد "نادين" صديقه اخته تقف مبتسمه ليردف مازحاً
- مش عايزين لبن انهرده
دفعته بمزاح وهي تردف بتكبر
- يابني بطل هزارك ده وبعدين يعني ده انا ادخل واطردك من البيت، البيت بيتي يا حبيبي ولا ايه يا طنط؟
قالتها وهي تميل بجسدها لتقبل وجنتيها ليوافقها سيف بسرعه وهو يردف
- ده تبقي عملتي فيا جميل يا نادين والله
فتح إياد فمه بصدمه وهو يردف
- بتبعني بسهوله يا والدي؟
- اتقبل الفكره يا إياد محدش عايزك
قالتها نادين وهي تضحك ليردف بغيظ
- لا ياختي عايزني بس اطلعي انتي منها
ضحك سيف بخفوت ثم تابع بجديه خفيفه
- روح وصل نادين لأوضه اختك
اومأ بالموافقه ثم انحني بتمثيل محبب
- اتفضلي قدامي برنسيس زفت
- ولـــــــد!
قالتها روما بحده قليله ليردف مصححاً
- سوري برنسيس نادو
اتجهت الي الدرج وهي تضحك بينما تبعها هو ليردف في منتصف الدرج بصوت منخفض
- مش عارف ازاي مستحمله نوران ده انا اخوها وشوية وهجبها من شعرها
- معلش يا إياد هي الفتره ديه مخنوقه
- يا بنتي طب تيجي معايا نتكلم نحكي مش تتعامل بالأسلوب الزفت ده
صمت قليلاً وهو ينظر الي نادين ليردف بتساؤل
- هو ايه سبب التغيير اللي حصلها ده يا نادين اكيد انتي عارفه
- هتبقي كويسه متقلقش
قالتها نادين وهي تبتسم له بلطف ليتنهد وهو يردف اتمني عشان بابا ميتخانقش معاها