رواية فاتنتي الحزينه وردهَ الأدهم
*الفصل الثالث عشر:-
بقلم مريم صلاح
خرج أدهم والغضب يتملكه فلاحظت بروز عروق رقبته دلاله علي غضبه الشديد فأمسك يدها برفق ودلف بها الي القصر ولكن قبل دخوله توقف عندما سمعت رجل من الداخل يردف:انا مس تحيل اقبل بواحده نصّابه زوجه لحفيدي
اغمض أدهم عينه بغضب ليردف محاولا كتم غضبه :يلا نمشي
التفت ليذهب فاوقفته
ورد :مينفعش تمشي دلوقتي
ادهم :انا وعدت مهاب اني مش هسمح لحد يضايقك يلا نمشي
اومأت له بالنفي لتردف :احنا لو مشينا هنبقي بنثبت كلامهم انه صح ممكن تسيبني انا اتصرف
ادهم :لا مش هندخل
ورد بهدوء :لو سمحت ثق فيا
نظر الي خُضريتها فرأي ذلك البريق بهما وقد سحره برائتهما، أي جمال هذا؟ لقد أبدع الخالق برسم عينيها والتي غلفتهم الحياه بالحزن لكن رغم ذلك لا تزال تحمل برائه الطفله
ترك أدهم يدها لتدلف للداخل وخلفها أدهم يدعو الله ان لا يزعجها احد لانه اذا فعل سيقتله فورا
ورد :السلام عليكم
تعلقت كل الأعين عليها ليتفحصوها بتمعن فتعالت الدهشه علي وجوهم بمجرد ان وقعت عينهم علي تلك الحسناء كانت ترتدي فستانا أزرق بلون السماء بأكمام واسعه من الشيفون بنتهي بأسفله دوائر بيضاء وحزام يحدد خصرها بالونين معا وحجاب ابيض
اصيبت بالرهبه من العدد الهائل حولها فهي لم تتوقع ان عائلته كبيره هكذا
لم يرد أحدا السلام لذهاب عقولهم بسبب تلك الحسناء فاتجه أدهم حيث يجلس الشباب ووقف امامهم كانوا ينظروا لها ما عادا باسل و عمار وزياد وبالطبع يوسف (لانه كفيف)
أدهم :عنيكم
وعوا علي انفسهم ليغضوا بصرهم سريعا بينما ظل ريان بنظر اليها
أدهم بحده :ريان
دفعه باسل لينتبه ريان لوقوف أدهم فأشاح بنظره بعيدا
بينما تقدمت تلك الصغيره من الجد
ورد بهدوء :السلام عليكم
لن ينكر حسين انه قد رق قلبه قليلا بعدما رأي تلك الصغيره الحسناء وخاصتا بنبرتها الحانيه ليرد عليها السلام فأمسكت ورد يده وقبّلتها للتعالي الدهشه علي وجوه الجميع اولهم أدهم لانه لم يتوقع ان تفعل ذلك
ثم جلست بجانب الجد لتردف :حضرتك طبعا زعلان مني
حسين بغضب طفيف :دلوقتي اللي افتكر يجيبك من شهر مش كفايه اتجوز من غير علمنا
ورد بنبرتها الحاميه :انا آسفه والله اني مجتش لحضرتك بدري عن كدا اما بالنسبه للجواز فكل حاجه جت بسرعه
حسين :ازاي يعني بسرعه لو كانوا اهلك مكانا كانوا هيعملوا ايه
كان سيتحدث أدهم لتمسك ريهام يده فنظر لها
ريهام بخفوت :سيبها هي تتصرف يا أدهم
ورد :انا يتيمه يا جدو
نظر لها حسين بدهشه لتردف :انا اتربيت في ملجأ وبابا اللي اتبناني اتوفي من خمس سنين
نظر لها الكبار بتعاطف كبير فلم يتوقعوا هذا بيننا رقت قلوب الفتيات وبالأخص نهله
ورد :ممكن بقا تسامحني يا جدو
لن ينكر حسين انه تعاطف معها كثيرا وبالأخص بعدما رأي حجابها الكامل والذي يدل علي تدينها وكلامها الهادئ والذي يدل علي نقاء قلبها
اومأ لها حسين لتردف :لا عايزه اسمعها
حسين :ربنا يرضي عليكي يا بنتي
مازالت الدهشه تتعالي اكثر علي وجوه الجميع فلم يتوقعوا ان يتقبلها بالأساس ليسامحها بتلك السرعه وتعالت اكثر لفعله ورد حيننا قبّلت جبينه
ابتسمت بخفه لتردف بخفوت :ايه رأيك فيا بقا يا جدو
صمت لتردف بحزن طفولي :دنا حتي عيني ملونه مش وحشه للدرجادي
حسين بإبتسامه :زي القمر ما شاء الله
قبّلت يده مره أخري لتردف :يعني حضرتك بتعتبرني دلوقتي حفيدتك
حسين :واكتر كمان يا بنتي
ابتسمت بخفه لتنظر حولها فاقتربت من حسين تهمس
ورد بهمس :جدو هما مالهم مبلمين كدا ليه لكونش لابسه لبس خليع ولا حاجه ولا يكونش فاكرني اجنبيه دنا عيني ملونه بس
ضحك الجد عاليا لتتدلي افواهم بصدمه
ورد :ايه لبسي خليه
حسين بضحك :يخرب عقلك مجنونه
ابتسمت بخجل لتنظر لأدهم
حسين :واقف كدا ليه يا ادهم تعال هنا
جلس أدهم بجانب جده
حسين بتحذير :ورحمه الغاليه لو زعلتها ما هسامحك انا بقولك من دلوقتي ورد تبقي في عنيك ، ثم علي صوته قليلا :والكلام دا للكل اللي هيزعل ورد حسابه هيبقي معايا
نهله :متقلقش يا جدو محدش هيزعلها
ثم اقتربت نهله منها لتعانقها
نهله بإبتسامة :اهلا بيكي في العيله يا ورد انا يا ستي نهله وابقي اخت أدهم في الرضاعه
ابتسمت ورد بخفه لتأخذها نهله لتتعرف علي الفتيات
نهله :اما دي بقا يا ستي فهمي ماما
اقتربت مني منها لتقبّل مني جبينها بحنان
مني :بسم الله ما شاء الله أدهم عرف يختار كويس
ابتسمت ورد لتردف :ربنا يخليكي يا طنط
مني :لا طنط ايه انا ماما انا من انهارده ماما واياكي تقوليلي غير كدا فاهمه
فَاتَنَتِي الْحَزِينِهْ(وردهَ الأدهم) بقلم مريم صلاح
ترقرقت الدموع بعيونها لتذكرها لأمها وأخيها أسر فلاحظتها مني لتعانقها بحمان مُربطه علي ظهرها
مني :ربنا يخليكي ليا يا بنتي ويحفظك من كل سوء
بادلتها ورد وقد شعرت بحنانها الذي افتقدته طوال حياتها
ايمان :ايه يا مني مش هتسيبني اسلم علي مرات ابني
تركتها مني لتقترب منها ايمان
ايمان :انا بقا ابقي ايمان عمه ادهم وقبل ما تقولي اي حاجه زي ما هتقوللها ماما هتقوليلي انا كمان مفهوم
ورد بإبتسامه :مفهوم
ثم عرفتها ايمان علي اعمام أدهم اما والده فلم يكن موجود فهو يعلم ان ابنه يكرهه ولا يحب وجوده
ريان :وبعدين بقا هتتعرف عليكوا انتوا بس
أدهم :ريان
ريان بفزع :انا مش قصدي حاجه اقصد انهاتعرف اسمئنا يعني
نهض أدهم ليقف بجانبها فأخبرها اسمائهم وهو يأشر علي كل واحد منهم فلفت نظرها يوسف فاستنتجت سريعا انه كفيف من نظارته السوداء
أدهم :خلاص ارتحت
ذهب ريان الي الشباب يتمتم :ماله دا؟
باسل :اقعد بدل ما يفرمك
ريان :والله دي ليها الجنه انها هتستحمله
وائل :هنقضيها تعارف بقا ومش هنأكل الناس
عمار :انا هموت من الجوع
ايمان :حالا يكون الأكل جاهز قوليلي بقا يا ورد انتي بتحبي ايه
ورد :اي حاجه يا طنط
نظرت لها ايمان شرزا لتردف ورد بإبتسامه :قصدي ماما
قرصت ايمان وجنتيها لتردف :احلي ماما في الدنيا
ياسمين :ايه دا دي ماما طلعت بتعرف تدلع
ريان :شفتي الوليه دي الا عمرها ما باستني حتي
ريهام بضحك :انتوا هتبدؤا تغيرو منها من دلوقتي
وائل بضحك :خدوا بالكوا انا متأكد ان ماما هتحبها اكتر مننا
ياسمين بإبتسامه :هي الصراحه تتحب دي مزه اوي
ريان بخوف مصطنع :مزه؟ لاحظي انك بنت ها لو مش أخده بالك
باسل :انتوا هتفضلوا ترغوا كثير
ذهبوا ليجلسوا علي الطاوله ليبقي باسل وريهام فقط
باسل :ادهم عرف حاجه عن رضوان
لم تتعجب ريهام من معرفه باسل لسبب زواجهم فهي تعلم كم يحب أدهم ويخاف عليه
ريهام :لسه بس نفسي ميعرفوش يوصلوله
نظر لها باسل بتعجب لتُكمل :ورد الوحيده اللي هتقدر تغير أدهم
باسل :ليه متأكده كدا
ريهام بإبتسامه :بص علي ادهم بيبصلها ازاي
نظر باسل فكانت ورد تتحدث مع الفتيات وادهم يقف خلفها بالمرصاد وكانه يتأكد بأن لا يزعجها أحد
باسل :بس دا مش معناه انه هيحبها يمكن بيعمل كدا عشان مهاب
نظرت له ريهام لتردف :ورد مش زي أمل يا باشمهندس ورد عكس امل تماما بدليل انها قدرت تهدي جدو في ثواني
اقتربت ورد من ريهام لتنزل لمستواها
ورد :اخدتي دواكي؟
ريهام :نسيت اجيبه
اخرجت ورد الدواء من حقيبتها لتردف :كنت عارفه
(اعطتها الدواء لتنظر ريهام الي باسل وكانها تقول(ألم اخبرك
اخذت ورد ريهام الي الطاوله فجلس الشباب والفتيات بالجهه الأخري وعلي رأس الطاوله كان الجد
كانت ورد تجاس بجانب ريهام وبالجهه الاخري بجانب ريهام كانت نهله
ريهام هامسه لنهله:ها طلعت زي أمل
نظرت لها نهله متصنعه عدم الفهم :امل؟ مين امل؟انا معرفش حد بإسم دا
ابتسمت ريهام ليبدؤا بتناول الطعام بمجرد ان ارتشفت ورد الحساء بدأت بالسعال وارتجف جسدها
نهض أدهم سريعا يربط علي ظهرها ليلاحظ اختناقها واحمرار وجهها
ادهم بقلق :ايه اللي حصل
ايمان بقلق :معرفش والله يابني فجأه بقت كدا
سقطت ارضا علي ركبتها تحاول التقاط انفاسها بصعوبه واضعه يدها علي صدرها ويدها الاخريمستنده بها علي الارض
ريهام ببكاء :ادهم اعمل حاجه
حسين :اتصلوا بالدكتور بسرعه
ادهم غاضبا :الاكل كان فيه ايه
مني :ولا حاجه يابني
ورد :ش شطه
ادهم سريعا :عندك حساسيه من الشطه
اومات له لتفقد قواها فأمسكها بين زراعيه لتقول أسم دواء معين فركض كلا من باسل وسامر الي اقرب صيدليه
أدهم بقلق: حاولي تتنفسي
ورد بإختناق:م.. مش قادره
أدهم صارخا :اخرجوا برا
فهم الشباب انه يريد نزع حجابها ليخرجوا بينما نزع أدهم حجابها
هبط جفنيها علي عيونها فقد آبت جميع محاولتها في الصمود بالفشل ليرتخي رأسها علي صدر أدهم فشعر بذهاب أنفاسها
حملها أدهم سريعا ليأخذها للمشفي ولكن باسل حضر ركضا واعطي الدواء لوالدته لتعطيه لأدهم وضع أدهم الدواء بمها
أدهم بخفوت :ارجوكي ابلعي
ابتلعت ورد بصعوبه فأحضر البخاخ ووضعه بفمها ليضغط عليه فاستنشقت
دقائق لتفتع ورد عيونها بصعوبه واغلقتها مجددا
ريهام بقلق:فوقي يا حبيبتي
بلل ادهم يده بالماء ليمسح به علي وجهها برفق ففتحت عينيها وهي تشعر بألم شديد بمعدتها
اعدل أدهم جلستها ليمسك كأس الماء وساعدها بإرتشافه ويده الأخري علي ظهرها
أدهم :انتي كويسه؟ نروح المستشفي؟
اومأت له ورد بالنفي لتردف بخفوت :عندي حساسيه من الشطه
ريهام :يلا نرجع البيت عشان ترتاحي
ورد :انا كويسه
ساعدها أدهم بالنهوض ليُجلسها علي الأريكه
مني :والله يابنتي ما كنت اعرف ان عندك حساسيه حقك عليا
ورد :ولا يهمك يا ماما
أدهم :نمشي؟
اومأت له ورد بالنفي ليردف :اعدلي حجابك
ساعدتها ريهام بإرتداء حجابها
ريهام :كدا تخضيني عليكي
ورد مبتسمه بخفه :حقك عليا
مني :ثواني يا حببتي احضرلك اكل تاني
ورد :لا لا متتعبش نفسك انا مش جعانه
أدهم :لازم تأكلي انتي لسه اخده دواء
نهله :عشر دقائق ويبقي الاكل جاهز
بقي الفتيات بجانبها يمرحون معها ليخرج أدهم الي الحديقه
ريان سريعا :ورد كويسه
نظر له أدهم ليردف بتحذير: الدكتوره لكن اسمها مسمعهوش علي لسان راجل
فَاتَنَتِي الْحَزِينِهْ(وردهَ الأدهم) بقلم مريم صلاح
باسل :الدكتوره كويسه؟ اخدت الدواء ؟
ادهم :كويسه
عمار :ايه اللي حصلها
أدهم :حساسيه من الشطه
ثم رن هاتف أدهم فنظر الي المتصل فكان مهاب ابتعد قليلا ليجيب
مهاب :السلام عليكم
أدهم :وعليكم السلام
مهاب :ايه الأخبار عيلتك قالوا ايه
ادهم :كسبتهم في صفها
مهاب بتعجب:مين؟ ورد؟
أدهم :اه
ابتسم مهاب بفخر ليردف :مش قلتلك اي حد بيشوفها هيحبها طالعه لأخوها
انهي أدهم الاتصال متمتا :هي لو زي أخوها كان زماني قلتهم هما الاثنين
__________________
نظر مهاب الي الهاتف ثم نظر الي جاسر
مهاب بغيظ :قسما بالله الواد دا ما شاف الزوق في حياته
جاسر بعدم أهتمام:ليه؟
مهاب :بقوله ان اختي طالعالي قفل في وشي
نظر به جاسر بإشمئزاز :ومتضايق
مهاب بمرح :ايه يا جماعه هو للدرجادي انا احلي من اختي
جاسر :مهاب إخفي من قدامي
مهاب :ايه ياربي عديمين الزوق دول
__________________
فَاتَنَتِي الْحَزِينِهْ(وردهَ الأدهم) بقلم مريم صلاح
حل الليل ليخرج الفتيات والشباب للجلوس بحديقه القصر كان الشباب ؤجلسون سويا بجهه والفتيات بجهه اخري فنهضت ورد لتقف بعيدا قليلا عن الضوضاء تنظر للسماء بشرود
باسل :ممكن ازعجك شويه؟
ورد بهدوء :اتفضل
ريان بمرح :ممكن ازعجك انا كمان
باسل :امشي بدل ما أدهم يضربك
ريان :ايه يا عم هو انا هعمل حاجه غلط انا عايز اسئلها بس
ثم نظر الي ورد ليردف :اتجوزتيه ازاي دا دنتي ليكي الجنه والله
ابتسمت بخفه ليدفعه باسل :ممكن تتكل علي الله
ريان بإنزعاج :حسبي الله في كل ظالم ومفتري واي حد اسمه باسل
ابتسمت ورد علي مرحه ليردف باسل: اهو اللي شفتيه دا نموذج بسيط من الجنان بس احب اقولك
ثم اومأ باسل برأسه بأسي مصطنع :انك لسه مشفتيش حاجه لأن مفيش حد من العيال اللي شيفاهم دول عاقل كلهم زي ما شفتي النموذج كدا
ابتسمت بهدوء لتنظر لأدهم فكان يتحدث علي الهاتف ويقق بعيجا عن الجميع لاحظها باسل ليردف
باسل :اما بقا المُتمرد فهو زي ما حضرتك شايفه كدا بيجي يفضل طول الوقت مشغول علي التلفون او يقعد علي جنب
ورد بتساؤل :مُتمرد؟
باسل:عشان مبيسمعش كلام حد من العيله مهما كان بيعمل اللي في دماغه
ورد :ليه بيعمل كدا
باسل :والله هو مكنش كدا بس الوقت غيره اللي يشوف أدهم وهو صغير ١٢ سنه ميعرفهوش دلوقتي
ورد :ايه اللي حصل؟
تنهد باسل ليردف :صدقيني المفروض دا هو اللي يقولخولك بنفسه
ورد بخفوت :انا مش من حقي اني اسئل
نظر بها باسل :دكتوره ورد
نظرت له ليردف :انا عارف كل حاجه وعارف عن جوازكم
نظرت له بتعجب يم نظرت الي العائله ليردف :محدش عارف غيري وانا مش هقول لحد ، انا حاسس ان اللي بيحصل دا غلط لان انتي شكلك بنت كويسه ومحترمه وصدقيني أدهم مش وحش هو بيبين كدا للناس لكن والله مفيش اطيي منه انا ابن عمه وزي اخوه وفي مقام اخوكي كمان متزعليش منه لو قالك حاجه واتأكدي انه مش من قلبه وهو لو ضايقك قوليلي وانا هقطعهولك
ابتسمت بخفه لتردف :شكرا يا باشمهندس
التفت أدهم ليراها فراها تقف مع باسل وتبتسم له فاغلق الهاتف واتجه لهم