أنتهت من درس التانجو وهي تحاول التقاط انفاسها متحمسه لتسمع تصفيقاً حاراً من " رحمه" التي شجعتها لتبتسم " روما" بخجل ممزوج بحماس وهي تردف
- ايه رايك يا رورو
- تجنني يا روحي
اتجهت إليها وهي تحمل حقيبتها حتى تبدل ثيابها مردفه
- طب مش ناويه تشتكري معايا فـ التانجو ؟ بليز يا رحمه بليز
- تؤتؤ قولتلك مبحبش الرقص اصلا يلا عشان تلحقي تغيري قبل ما البريك يخلص
- اوكيه
اتجهت روما الي دورة المياة الملحقه بـ غرفه التدريبات الموجوده في مدرستها لتبدل ثيابها ثوان وخرجت وهي تعيد ملابسها الي دولابها الخاص بها ثم امسكت يد رفيقتها واتجهتا الي الخارج.
- عرفتي مين كلمني امبارح؟
قالتها روما وهي تنظر الي رحمه لتحرك رأسها نافيه لتردف بغيظ
- يا بنتي انتي مش معاكي الباسوورد بتاع الاكونت بتاع الانستا
- اه معايا بس مفتحتش انستا امبارح ليه؟
- إيهاب كلمني!
- اه طيب فيها ايــ.... نــــــعـــــم؟؟؟ كلمك ازاي يعني مش فاهمه؟
ضحكت روما وهي تردف
- مانتي غبيه لو فتحتي امبارح كنتي قرأتي كل الشات وبعدين إيهاب طلع دمو خفيف على فكره
- مش عارفه يا روما انا مش بحب احكم على الناس لا بخير ولا بشر طب وقالك ايه
ابتسمت روما وهي تتذكر محادثته واردفت
- مفيش تصدقي قعدنا نتكلم يمكن ساعه ونص ومش عارفه قولنا ايه جملــــ..... اااه
اطلقت تأوه نتيجة لأرتطامها بأحد الفتيات لتنظر لها روما وهي تعقد حاجبيها مردفه
- مش تاخدي بالك يا بنتي ؟
التفت " مايا" لتطالعها بنظرات مقززة وهي تردف
- بنتك؟ انتي غبيه صح؟
نظرت لها رحمه بذهول وهي تردف
- لا والله انتي اللي خبطاها وجايه بتشتمي والله مفيش غبيه غيـ....
قاطعها وجود إيهاب في تلك اللحظه وهو يردف
- في ايه يا بنات مالكوا؟
التفتت روما إليه لتردف بتبرير
- خبطتني وجايه بتقول عليا غبيه معرفش ايه التخلف ده
- احترمي نفسك مبقاش غيرك ياللي لسه مكملتيش اسبوع تكلميني كده؟
قالتها مايا بعنف وهي ترفع نبرات صوتها في الرواق كان يسير كل من حسام وإياد ليسمعوا صوت " مايا" ليردف حسام بحماس
- الله شكل في خناقه تعالا نروح نتفرج
- يابني اعقل بقى بطل هطل
قالها إياد بنفاذ صبر ليردف حسام بإصرار
- بالله بالله
انصت إياد له وهو يزفر بضيق واتجهو الي الداخل ليتفاجئ بـ روما تقف في مواجهة مايا وذاك البغيض يقف بجانبها اقترب مسرعاً وهو يتخطى حسام ليردف
- في ايه؟
- إيـــــاد!
قالتها مايا لتتجه مسرعه وتطبع قبله على وجنته وهي تردف بـرقه مبالغه
- وحشتني اوي
أقسمت روما ورحمه انها تعاني من (الشيزوفرينيا) هل هي كانت تصرخ قبل قليل لكن صدمه روما اكبر وهي تراها تتعلق به وتقبل وجنته وهي التي حبيبته وقريبتة لا تفعل هذا مطلقاً.
- ايه اللي بيحصل هنا
قالها حسام وهو يتساؤل ثم نظر الي روما الشارده لتتحدث مايا بقرف وهي تردف
- مفيش دفعه أولى السنادي محدش مالي عينهم وعمالين يقلو أدبهم
- بقولك ايه يا بتاعه انتي، انتي اللي خبطتني وغلطي فيا الاول واحترمي نفسك وانتي بتتكلمي.
قالتها روما بغيظ اطلقته في كلماتها لتردف مايا بغضب
- بتاعــ....
- خلاص يا مايا انتي اللي غلطانه اصلا وانا كنت واقف شايف ايه اللي بيحصل روما مغلطتش انتي اللي خبطي كتفها واضح انك ماشيه مش مركزة
قالها إيهاب بحزم دليلاً على انتهاء الحوار لتردف روما بابتسامه وغيظ عامده عن كل كلمة تردفها
- مرسي ليك يا إيهاب جدا بس انا معنديش وقت اضيعو مع اشكال أمثالها يلا يا رحمه عشان الجو قلب خنقه.
- تعالي يا روما عايزك في موضوع
قالها إيهاب ليذهبن معه لتردف مايا بغيظ
- هي لحقت تلف على إيهاب وهو زي الخروف مشي وراها وبيدافعلها
نظر لها حسام وهو يردف باستغراب
- مش حضرتك اللي خبطتيها عن اذنكم
قالها حسام وهو يلحق بـ روما ورحمه فهو لا يطيق التواجد معها في نفس المكان لثوان قليله
ما ان خرج حتى وجد رحمه تقف بالجانب مستنده على الجدار وهي تنظر الي اظافرها بملل ليقترب بتساؤل
- هي روما فين يا رحمه؟
رفعت عينها وهي تشير بعينها الي احد الأماكن
- اهي واقفه مع إيهاب اهي
نظر ليجدها تستمع لحديث إيهاب بجديه ليلوي فمه بسخريه
- مصرة تخلي إياد يتخانق معاها
اعتدلت في وقفتها مسرعه وهي تردف
- حسام هي ايه سر العداوة اللي بينكم وبين إيهاب
..........
- مدام روما
رفعت روما رأسها بتلقائيه لتقترب الممرضه منها وهي تعطيها هذا الظرف لتردف روما بتساؤل
- النتيجه؟
اومأت الممرضه ليقترب "معاذ" وهو يلتقف الظرف من كف روما وهو يردف
- نفتحو في المكتب يا روما احسن!
اومأت روما وهي تتبعه بهدوء وهي تدعو الله سراً ان تعود قبل عودة احد اطفالها او قبل عودة زوجها وهذا سوف يسبب لها عده مصائب متلاحقه دلفت الي المكتب واغلقت الباب خلفها ليردف معاذ بهدوء
- اول حاجه مهما حصل في نتيجه التحليل لازم سيف يعرف
- سيف اهم واحد ميعرفش سيف لو عرف هيقلب الدنيا مش هيقعدها المهم شوف نتيجة التحليل
اومأ معاذ بهدوء وبدأ يفتح الظرف ثوان وتبدلت معالم وجهه الي ذهول لتصل الإجابه الي روما وهي تردف
- الحمد لله على كل حال الحمد لله في السراء والضراء
- روما انتي عارفه ان الطب اتطور خلاص ونقدر بعمليه نشيل الكانسر وهو وهو فـ مرحله مبتدئة
- يسير خير ان شاء الله المهم متقولش لـ سيف
- روما لو فضلتي على عنادك هقول لـ سيف
- تمام
- تحبي اوصلك؟
- لا لا شكرا سلام
اومأ معاذ بهدؤ فهو يعلم كم تحتاج وقت حتى تراجع حساباتها وتعلم ماذا سوف تفعل في مستقبلها المجهول....
...................................
صدم من جملتها فـ حقاً لا تتكون اي عداوة بينهما ربما بعض المشاحنات ولكن ليست بالعداوة ولم يعتب على حديثها فـ حقاً من ينظر لهم لا يرا سوا انهم اعداء.
- مفيش بينا عداوة يا رحمه انتي فاهمه غلط هو مش بيحبنا والشعور متبادل زي ما بيقولوا من القلب للقلب رسول
قالها حسام بسخريه لتنظر له باستخفاف وهي تردف بسخريه
- على اساس انو هيكرهكم من الباب للطاق
لف حسام وجهه وهو ينظر لها عن كثب مردفاً
- بتقولي ايه؟
- سلامتك!
قالتها رحمه بابتسامه لم تبرز انيابها ثم أعادت النظر الي صديقتها التي كانت تستمع الي حديث إيهاب بتركيز
- حاولي متحتكيش بيها كتير ديه بنت بتاعت مشاكل و مغرورة ومناخيرها فـ السما فـ ابعدي عنها بكل جهدك ولا حتى صباح الخير ولا مساء الخير
قالها إيهاب وهو يحذر روما من التعامل مع مايا لتومئ بصمت ثم أردفت وهي تضيق بعينها
- وهي تعرف إياد منين؟
تعجب إيهاب من تساؤلها ليردف مجيباً
- هي بتحبو
- نــــعـــــم!!!
اومأ إيهاب وهو يردد
- ايوة ده اللي سمعتو واللي واضح ممكن مش حب بس إعجاب
اومأت روما بغيظ لتقع عينها عليهما وهم يخرجان معاً ثم وقفا بالقرب من حسام ورحمه لفت بجسدها لتعود الي صديقتها مع إيهاب الذي اردف
- بس اتمنى مكونش دايقتك امبارح في الشات او تقلت عليكي؟؟
ابتسمت بود وهي تردف بعفويه
- لا عادي مش اتدايقت واظنك مقولتش حاجه تدايق بالعكس الشات كان لطيف!
وضع إيهاب كفيه الاثنان في چيبه وهو يبتسم لينضمو إليهم ثم اتبعها إيهاب بابتسامه محبه
- ماهو اصل انا لقيتك قفلتي فجأه امبارح خوفت
ضحكت بخفه وهي تردف
- لا الفون فصل شحن وانا واخويا عملنا حرب عليه
انطلقت ضحكة إيهاب وهو يردد
- عارف انا المشاكل ديه حافظها
وقفت مايا وهي تنظر لهم بدناءة وخبث
- اول مرة يا إيهاب اشوفك بتضحك مع بنات أولى!! دايماً تقيل زي ايدو
- انا اتقل مع الكل لكن عند روما معرفش!
قالها إيهاب بتلقائيه وابتسامه لتقابله روما باستحياء ورحمه وحسام اللذان تقاسما نظرات الصدمه اما إياد فـ كانت نظراته تعبر عن اجيج غضبه ومشاعره الداخليه.
..........................
دلفت الي "الكافيه" مع صديقتها وهم يبحثون عن احد الأماكن الشاغرة لتجد طاولة بالزوايه اشارت لصديقتها بعينها إليها ليتقدمو لها
- تحبو تشربوا حاجه؟
قالها النادل وهو ينظر لهم لتردف نادين بابتسامه
- شوية مستنين حد
- تحت امرك يا فندم
قالها النادل بعمليه ثم غادر ادارت " نوران" وجهها وهي تنظر لها بابتسامة
- شكراً يا نادو انك جيتي معايا
- انا جيت معاكي بس مش قابله اللي بتعمليه خالص يا نور حطي تحتها مية خط! وافتكري ان طنط روما مش تستاهل كده
ابتسمت نوران باستهزاء وهي تتذكر موجز ما حدث في الأسابيع الماضيه
فــــلاش بـــاك
انهت اخر اختبار لها في تلك المرحله لتخرج مسرعه وهي تجد صديقتها ممسكه بكتاب تلك الماده تراجع اجابتها ركضت نوران إليها وهي تردف
- الحمد لله الــExam (الامتحان) جه سهل اوي وريني الإجابات كده
بدأ الاثنان بمراجعه اجابتهم وهم يتأكدون من اجابتهم.
في تلك اللحظه جائت سيدة تسير بهدؤ وهي تبحث بعينها حتى وقعتا على "نوران" وهي تبتسم أعادت نظارتها الشمسيه الي شعرها ذو اللون الأشقر المصبوغ ثم تقدمت لها بخطوات ثابته حتى وقفت أمامها لتردف بابتسامة
- انتي نوران؟
رفعت نوران وجهه لتتفاجئ بالملامح الشبيه قليلاً بها لتردف بهدؤ وابتسامتها المعتاده
- ايوة انا حضرتك مين؟
- كنت متوقعه اكيد سيف مش هيجبلك سيرة عني
قالتها "نرمين" بسخريه وهي تقلب عينها لتنظر الفتاتان الي بعضهم باستغراب
- هو حضرتك تعرفي بابايا؟
- شوور يا حبيبتي مين ميعرفش باباكي
عقب ان انهت نرمين جملتها توقعت نوران معرفتها بسبب شهرة والدها الواسعه في مجال "البيزنس" ولكن لم تدع "نرمين" تفكيرها يحوم كثيراً لتجيبها بقطع جازمه
- ايوة يا حبيبتي انا ابقي مامتك مرات سيف او طليقتو!
اقسمت ان فمها كاد ان يصل الي الارض بسبب تلك الصدمة لتردف بابتسامه بلهاء
- مرات بابا ازاي ومامتي منين؟. انتي بتقولي ايه
- ايوة يا حبيبتي مرات باباكي وامك اللي خطفك من حضنها عشان مراتو التانيه اللي فضلت تلعب فـ دماغو لحد ما خلتو يطلقني ويسجلك بأسمها
- انتي بتقولي ايه يا ست انتي؟
قالتها نادين بصوت مرتفع اشبه بالصراخ لتتجاهلها نرمين وهي تكمل
- طب مسألتيش نفسك ازاي الفرق بينك وبين اخوكي التاني سنه بس! ازاي فيه شبه بينا للدرجادي ولو مش مصدقاني في دلوقتي البصمه الچينيه والـ DNA نروح نعمل وتشــ....
قاطع حديثهم هاتف "نوران" شعرت برجفه تسير في جسدها اغمضت عينها وهي تحاول استيعاب ما يقال امامها اخذت هاتفها وهي ترا من المتصل.
دفع نرمين الفضول لتلقي بعينها في الهاتف وهي تراها تسجل "روما" تحت مسمى (Dear mom) "امي العزيزة" ابتسمت نرمين بسخريه وهي تقلب وجهها.
لترفع نوران الهاتف بأصابع مرتعشه وهي تردف بخفوت.
- ايوة يا مامي
قابلها صوت روما الملئ باللهفه والخوف
- طمنيني عملتي ايه يا روح مامي
- الحمد لله حليت كويس
تنهدت روما بارتياح وهي تردف
- ياه ده انا قلبي كان واجعني بشكل عليكي وحاسه ان فيكي حاجه ما صدقت المعاد بتاعك جه واتصلت بيكي
صمتت قليلاً لتردف نوران بهدؤ
- مامي ممكن اروح مع نادين واتغدا معاها انهرده؟
- طيب يا روحي سلميلي عليها وخدي بالك من نفسك وطمنيني عنك اوكيه!
قالتها روما بابتسامه لتردف نوران بهدؤ
- حاضر يا مامي سلام
- سلام يا روحي.
اغلقت معها لتنظر الي نرمين التي نظراتها كلها حنقه وغيظ لتردف بتحذير
- انا هاجي معاكي المستشفى واشــ...
قاطعتها نادين بنبرة منفعله صارخه
- انتي بتقولي ايه يا نوران انتي مصدقه؟
- لو سمحتي يا نادو سبيني
قالتها نوران بجزم وهي تنظر الي نادين التي القت نظرات غيظ الي نرمين بينما نقلت نوران وجهها لنرمين وهي تردف
- ولو عرفت ان كلامك غلط الكلام هيوصل لبابي
أومات نرمين بوثوق لتردف نادين برفض
- خلاص يبقي اجي معاكي
- تمام يلاا
ذهب الثلاثه الي المشفى وجلسوا في الاستقبال مطالبين بالنتيجه باقصى سرعة حتى اخبرتها الممرضة بأقصى شئ هو خمس ساعات
خمس ساعات قضتهم نورات بخوف وتوتر وبدأت نرمين تلقي العديد من السموم في اذنها قائله
- والدك قرر يشتري المستشفي روما كانت شغاله هناك قعدت تلف وتدور عليه لحد ما حبها وطلقني ومش اكتفت بكده لا كمان خليتو يكتبك بأسمها ويدخلني السجن
صدمتها الاخرى كانت عندما خرجت نتيجه التحليل وهي تؤكد حديث نرمين الذي جعلت نوران تشعر بالأرض تدور من حولها حتى كادت ان تهوي من صدمتها
عـــودة
فاقت من ذكرياتها على صوت نادين وهي تلكزها في كتفها مشيرة الي الباب
- خدي بالك اهي جت
- ازيك يا مامي وحشتيني
قالتها نوران وهي تركض الي احضانها لتحتضنها نرمين بحزن متقن تمثيله
- وانتي اكتر يا روح مامي
جلس الاثنان بينما ابتعدت نادين عنهم تاركه لهم خصوصيه.
كانت تتحدث مع والدتها وهي تحكي لها عن تمنياتها بالقدوم للعيش معها لتشهق بخوف وهي تتمني ان تنشق الارض وتبتلعها في جوفها وهي تسمع صراخ والدها بأسمها
- نــــــــــــــــــوووررااان
رواية زوجة القيصر
بقلم رهف سيد
الفـــصـل الــســادس
هبطت أمام قبر والدتها وبدات تتذكر مواقفهم القليله المشوشه و اخر زيارة كانت قبل ولادتها لـ حمزة باسبوعين ابتسمت بألم ثم اردفت
- وحشتيني اوي يا امي
اكملت بسخريه وبدأت دموعها تهبط وهي تردد
- مكنتش اعرف اني وحشتك انا كمان
بدأت تتحدث مع والدتها ولم تتوقف دموعها عن الهبوط
...........
دلف إياد الي المنزل وهو يحمد ربه على مرور اليوم بدون ان تحدث مضاربه بينه وبين إيهاب وتصرفات. روما الحمقاء كم للحظات اراد ان يطرق رأسها في الجدار ويخبرها ان ما تفعله لن يضر غيرها.
وصل صوت بكاء اخيه وهو يجلس في "الصاله" وضع حقيبته على السفره وهو يتجه بتساؤل
- في ايه يا حمزة بتعيط ليه؟
- عايز مامي
قالها حمزة ببكاء واعين حمراء ليردف إياد وهو ينظر الي المربيه التي احضرها سيف لتساعد روما في بعض الأعمال البسيطه
- هي ماما مش هنا
هزت المربيه رأسه برفض ليميل بنصف جسده وهو يحمل حمزة ويحاول إيقافه عن البكاء مردداً عبارات عن قدوم والدته السريع
.......................
بدأت دقات قلبها المرتفعه بإعلان خوفها تقدم سيف بخطوات سريعه وهو يسحبها من يدها بعنف وهو يهزها
- انــتــي بــتــعــمـلي ايـه هـنـا وقـاعـده معاها ليه ها؟ ردي علياا
هبطت دموعها بخوف وهي ترا والدها بهذا العنفوان لأول مرة.
نقل نظره الي نرمين التي بدأت متوترة واردف
- انتي ايه يا شيخه لسه محرمتيش من الماضي اخر مرة هقولك يا نرمين ابعدي عني وعن ولادي عشان متندميش فـــاهــمه!!!!
سحب صغيرته من ذراعها واتجه الي السيارة التي كانت تقف امام " الكافيه" فتح الحارس الباب سريعاً ليقوم بإلقاء "نوران" بداخله واتجه هو الي الجانب. الاخر وهو يشعر بالدماء تفور بعروقه عندما يتذكر محادثته مع خالد "قائد حرسه" عندما اخبره بدخولها الي هذا الكافيه و ان هناك سيده تشبة "نرمين" دلفت خلفها
- انا كنت عارف ان في حاجه مانتي مش هتتغيري بالسهوله ديه
قالها سيف بسخريه ثم اعقبها بحزم و وعيد
- بس ورحمه امي يا نوران لاوريكي التقلبه الصح مش انتي عماله تتقلبي علينا انا هعرفك تتقلبي ازاي
.......................
ما إن وقفت السيارة أمام الڤله حتى هبطت نوران بصورة شبه سريعه ولحق بها سيف ورأسه تدور في الألاف من الافكار قطع سيل أفكاره بكاء حمزة وهو يركض اتجاهه مال سيف وهو يحمله.
مد يده ليمسح دموعها وهو يحضتنه برفق وحنان محاولاً كتم غيظه من فعلة اخته
- مالك يا حبيبي بتعيط ليه
تقدم إياد وريم ليقفو في مواجهة والده ليردف سيف بتساؤل معنف
- حد منكو دايقو!
- لا لا يا بابي مش احنا
قالتها ريم وهي تعود للخلف بخوف بسيط ليردف إياد بهدؤ
- بيعيط عشان عايز ماما
قطب سيف حاجبيه بتهجم وهو يردف
- وامك فين؟
- جـ جـيت و و ملقتهاش
قالها حمزة وهو يمسح دموعه ليحتضنه سيف وهو يفكر في اين قد ذهبت زوجته؟
بدأت الافكار السيئه بالقدوم في رأسه خاصةً عقب ظهور نرمين مرة اخرى في حياته
استغلت نوران هذا الموقف وغادرت الي غرفتها مختبئه من بطش والدها
...................
دقت الساعه الواحده والنصف كانت روما تدلف الي المنزل معتقده مغيب زوجها وضعت يدها على رأسها كي تزيل حجابها بهدؤ لتقفز في مكانها بخوف وهي ترا سيف يقف أمامها عاقداً ساعديه
عم الصمت لثوان ليردف سيف بحزم وهو يشير الي المربية
- خدي حمزة طلعيه فوق يكمل نوم وخدي بالك ليصحى وانت يا إياد خد اختك نيمها فوق
مال إياد مع المربيه وهما يحملان اخوته بعد أن غفو على الاريكه ما ان صعدو الي اعلى الدرج لينظر لها سيف بحده قائلا
- كنتي فين؟
ارتجف جسدها بخوف لتردف بتوتر
- انا انـ...
- انــــطـــقــي ومن امتى بتخرجي من غير ما تقولي؟؟؟؟
أمالت رأسها بحزن وهي تحاول منع دموعها ثم أردفت
- اصل اصل فريده كانت تعبانه ومحتجاني اضطريت اروح بسرعه وبعدها بعدها افتكرت ان انهرده سنوية ماما روحت زورتها بسرعه وجيت
- اومال الزفت التليفون ده اخترعوه ليه ها
قالها بصراخ حتى اهتزت جدران البيت من شده حدته
هبطت دمعه سريعه مسحتها بأناملها ولم تعرف ماذا تجيب اتخبره ما بها وتنهي تلك المسأله ام ماذا؟
- اطلعي دلوقتي يا روما وسبيني اطلعي عشان مطلعش عصبيتي كلها عليكي
قالها وهو يعطي لها ظهره بغضب وبدأ يمسح على وجهه حتى يهدأ بينما تقدمت هي بحزن لترفع كفها على كتفه بحزن
- ســـيـف
اغمض عينيه بألم وهو يسمع لهمسات اسمه بين شفتيها مقطوعه من الموسيقي العذبه.
اتجهت لتقف امامه ثم أردفت بنبرة مختنقة
- سيف انا اسفه
عقب جملتها القت نفسها بين أحضانه كي تشعر بالأمان بأن كل شئ سوف يصبح بخير
- انا آسفه
بدأت تقولها وشفتيها تتنقل على وجنته وصدغه حتى استقرت على شفتيه ابتعدت قليلاً ونظرت الي عينيه مردده
- آســـفــــه
نظر الي عينيها الحمراوتان بشده ليستكشف بكائها المسبق نظر الي عينها بتساؤل
- انتي بتعيطي ليه؟
- عــ عشان انـ انت زعلان مني
- مقدرش
عقب ان قالها مالت شفتيه تضم شفتيها بخوف غلفه التملك بينما تعلقت هي به كالغريق الذي وجد طوق النجاه.
ثوان وابتعدت عنه لتدفن وجهها في عنقه وهي تشدد في ضمه ليردف بقلق
- روما في حاجه؟
اردف تلك الجمله بخوف وهو يرا دموعها التي اصبحت كالسيول لتردف بضيق تملك صدرها فجأةً
- مفيش يا حبيبي قولي جيت بدري ليه؟
غيمة سوداء خيمت عليه وهو يتذكر ما حدث لإبنته ومقابلتها لـ "نرمين" تسللت يديه من بين احضان حبيبته ليردف بجمود
- مفيش حاجه دقيقه
قالها وهو يتجه الي الدرج بخطوات مسرعه صاعداً الي الاعلى.
لا تعلم لما سيطر الخوف عليها فجأةً وصعدت خلفه
قابل "إياد" وهو يخرج من غرفة اخيه الصغير ليتجاهله متجهاً الي غرفه ابنته
نظر إياد الي والدته وهو يهز رأسه بتساؤل لتحركه بعدم معرفتها لما حدث ولكن قرر الاثنان اللحاق به
كانت تجلس في غرفتها تقطم اظافرها بخوف من هذا المستقبل المجهول
لتتفاجأ بوالدها يقتحم غرفتها بقوة حتى صدم الباب بالجدار خلفه لتنتصب واقفه بذعر خائفه بينما وقف إياد و روما في الخلف لا يعلمون ما يحدث
بينما كانت نظرات سيف ونوران جميعها عبارة عن عتاب متبادل وخوف وغضب قطعهم سيف وهو يردف بحده وصوت مرتفع
- هاتي الزفت بتاعك
- هاه؟
قالتها نوران بخوف ليردف سيف بصوت اعلى
- بقولك هاتي التليفون
ناولته هاتفها بخوف ليقبض عليه بعنف وفي ثوان ألقى به في الجدار خلفها ليسقط ضحيه غضبه شهقت روما وهي تضع يدها على فمها بينما حملق إياد بصدمه فـيما حدث
- هاتي اللاب توب
اتجهت بخوف وجسدٍ يرتعش إليه لتحضر جهازها من علي المكتب لتناوله إياه بخوف بينما سحبه هو منها بعنف مردفاً
- الشارع مش هتشوفيه غير معانا لا تليفون ولا لاب توب ومفيش زفت جامعه واشوف رجلك برا البيت يا نوران وقتها ما هتخرجي من البيت ده نهائي مــفـهـوم!!!!
نطق بجملته بعنف بينما كان إياد في أقصي صدماته فـ لم يرا والده في تلك العصبيه من قبل ولتلك الدرجه.
التف سيف الي روما وإياد اللذان كانا يتابعان الحوار ليردف سيف بتهديد
- اللي هيديها تليفون ولا اي حاجه وقتها ميلومش إلا نفسو فـــاهــمــين! يلاا اتفضلو قدامي
قالها بعنف واضح وهو يشير لهم إلي الخارج لتردف روما محاولةً تهدئته
- سيف طب حصل ايـ...
- قولت الكل بــــرة
- يلا يا ماما
قالها إياد وهو يحاوط والدته متجهاً بها الي الخارج بينما خرج سيف هو الآخر صافكاً الباب خلفه بقوه جلعتها تنتفض بقوة تبعها صوت المفتاح وهو يغلق الباب دليلاً على حبستها المؤكده لتكمل انهيارها ارضاً محاولةً التحكم في شهقاتها التي خرجت بغير إراده
دلف إياد هو و والدته الي الغرفه وهم يحاولون فهم ما حدث ليردف إياد وهو يتناقش مع والدته
- شكل في مصيبه يا ماما بابا مش متعصب منها بالشكل ده كلو من فراغ
- مش عارفه يا إياد والله
اطلقت تنهيده يائسه تعبر عن ضجيج الذي بداخلها لتردف
- لازم اسألو او اسأل نوران
اومأ وهو يمط شفتيه بتوتر ليردف بتساؤل
- صحيح يا ماما انتي كنتي فين؟
- كنت بزور والدتي يا حبيبي
- ربنا يرحمها
قالها إياد بابتسامه لتسمع صوت إطارات السيارة مصدره احتكاك كبير دليلاً على مغادره زوجها ثم عقبها دلوف حمزة وهو يمسح عينيه التي تشوشت بسبب الدموع مردفاً
- مامي جيتي؟
- ايوة يا روحي
ركض ليحتضنها بكل ما اؤتي من قوه ليردف
- متسبنيش تاني يا مامي ابقي خديني معاكي فـ كل مكان
- حاضر يا روحي
قالتها روما وهي تحتضنه وتطبع قبلتها على رأسها ليمط إياد يديه بتعب وهو يتثآب بإرهاق
- طب انا هروح اغير هدومي وانام بقي تصبحو على خير
اومأت بابتسامه لتحمل صغيرها وتضعه على الفراش بحذر ثم ذهبت كي تبدل ثيابها بأخرى خفيفه منزليه لتتسطح بجانبه وهي تنظر له.
كم يشبه طفلها اباه لتبتسم بحزن وهي تقربه إليها اكثر
- هتعمل ايه من غيري يا روحي
طبعت قبله عميقه على وجنته وكفيه ثم رأسه لتغط هي الاخره بنوم عميق
...............................
- مالك يا سيف؟
قالها مروان عقب استدعاء سيف له ليدلف الي المكتب ليتفاجأ بسيف وهو يعيد رأسه الي الخلف بتعب وإرهاق
ليتفاجأ برد سيف الذي كان عبارة عن جمله واحده فقط
- رجعت!
عقد ما بين حاجبيه ليردف بتساؤل
- مين ديه؟
- نــيــرمــين
كاد لتوه ان يسأله عن هويتها لتقتحم ذاكرته فجأه وهو يتذكرها ليحل في وجهه علامات الصدمه
- وهي ايه اللي رجعها تاني؟ وعرفت منين
- هي اللي غيرت نوران هي السبب راجعه تخرب حياتي.
- روما تعرف؟
- لا ومش لازم تعرف
تنهد مروان وهو يحك جبينه بقوة مردداً
- طب هتعمل ايه؟
- مش عارف لسه بس اللي اعرفو اني لازم ابعدها عننا كلنا
دقات خفيفه على الباب ليأمر سيف الدخول دلفت " السكرتيرة" ليردف سيف بتساؤل
- في حاجه؟
- في واحد برة اسمو عز يا فندم
عقد حاجبيه باستغراب ليردف
- وعز بيعمل ايه هنا؟ دخليه وهاتي حاجه نشربها
اومأت "السكرتيرة" لتفتح الباب وهي تنظر إليه بابتسامه
- اتفضل يا استاذ عز
دلف عزالدين الي المكتب وهو يبتسم مردفاً
- صباح الخير يا أونكل
ابتسم سيف فوراً لينهض وهو يقوم بسحبه بين أحضانه
- ازيك يا عز عامل ايه وصلت امتى؟
ابتسم عز وهو يردف بهدؤ
- انا الحمد لله كويس لسه اهو يدوب واصل امبارح
- حمدلله على السلامه اقعد
- ازيك يا عز ليك وحشه والله
قالها مروان وهو يضمه هو الآخر ليبتسم بـ ود
- وحضرتك اكتر والله
جلس عز الدين على الكرسي المقابل لـ سيف وهو يبتسم لا يعرف كيف يبدأ حديثه ليردف سيف بعتاب
- مكنش ينفع توصل من انجلترا ومتقولش يا عز مش ديه الأصول صح ولا ايه
- ولا تزعل نفسك يا أونكل انا جيت بنفسي اهو ازي طنط روما
- الحمد لله وعلى فكره هتفرح اوي انك جيت
- ربنا يعلم يا أونكل ان طنط روما زي والدتي بالضبط
ليردف بنبرة ضاحكه وهو يبدأ بالعد
- وإياد ونوران و روما و ريم وحمــ....
قاطعه سيف بابتسامه
- كلهم كويسين الحمد لله
صمت قليلاً ليردف بابتسامه
- خلصت الجامعه؟
اومأ عز الدين بفخر عقب ان انهى دراسته في مجاله المفضل ليردف سيف بأمر و جديه
- يبقي زي ما وعدتك تعينك هيبقي عندي فـ الشركه
ابتسم عز الدين بحب له ليردف بهدؤ
- انا كنت بشتغل فـ إنجلترا كمان عندي خبره بس كنت عايز اطلب حاجه منك بس يعني
وضح التوتر عليه في جملته الأخيره ليحرك سيف رأسه بتساؤل
- في ايه يا عز محتاج حاجه
اخذ نفساً عميقاً وبدأ يخرجه مهدأً نفسه ليردف بثبات
- حضرتك تعرفني من زمان من ايام ما كنت لسه بدرس وكمان عارف اني مليش حد غير عمي اللي فـ انجلترا والظروف اللي اهلي اتوفوا فيها يعني انت عارف كل حاجه فـ حياتي وانا مش هخبي عليك انا انا
نظر سيف ومروان الي بعضهم باستغراب فـ كلاهما يعرفان عز الدين و والديه "رحمهم الله" صميم المعرفه ليردف عز بهدؤ
- انا كنت عايز أتقدم واطلب ايد نوران بنت حضرتك