رواية #انسان سافل بس محترم #
الحلقه السابعه
بقلم #رانيا محمود #
. في قصر آل ترك بالرياض حيث يقام عزاء جد مروان وكبير عائله آل ترك
(المشهد ميسون ترتدي الاسود ،منعزله عن الجميع في جانب مظلم من حجره مظلمه لا تكف عن البكاء و في بعض الاحيان تقوم بضرب نفسها بالايدي علي وجهها في حاله هستريا
من البكاء والنحيب من يراها يعتقد انها تبكي جدها لكن في واقع الامر هي تبكي وتنتحب من اجل نفسها
تجلس و تتذكر حواراتها معه ،حقا كم كان رجلا حكيم يعرفها جيدا ويعلم ما تخفيه من نظره واحده ،يعلم مايدور في عقلها،لقد جاهد معها كثيرا ان يثنيها عما كانت تفعله لقد كان صادقا في نصائحه وارشاده لها لكن العناد هو سيد الموقف
تنتبه ميسون من شرودها مع احزانها علي صوت مروان ذلك الجلاد الذي تركه لها جدها ولكن هي لم تكن ابدا تغضب منه حتي لوكان قاسيا عليها فهو بالنسبه لها الاخ الاكبر علي الرغم من صغر سنه،فميسون كانت فتاه وحيده ومروان هو ابن العم الاقرب لديها من الجميع
مروان :لحد امتي هتفضلي علي الحال ده من يوم الجنازه من اسبوع و انتي حابسه نفسك في غرفتك من غير اكل ولا شرب ولا حتي نوم بجد انتي بتموتي بالبطئ
ميسون بدون ان ترفع وجهها :لو ينفع كنت عملتها وارتحت لكن انا عارفه ان مافيش راحه
بمروان : ليه بتقولي كده احنا مسلمين موحدين بالله سيبنا ايه بقي للملحدين و لا علشان من كتر معاشرتك للغرب الملحد تبنيتي افكاره ( ميسون تنظر الي مروان بعيون مليئه بالدموع ثم تنظر الي الارض في خجل )
مروان :الخير من عند الله والشر من انفسنا
ميسون : انا عاوزه ارتااااح
مروان وهو يقف استعدادا للخروج من غرفتها : شوفي انتي غلطتي في ايه وخلي بينك وبين ربك عمار وانتي هتلاقي الراحه
ميسون :مروانانت هتسبني ورايح فين
مروان : انا نازل تحت عندي شويه امور لازم اسويها قبل ما اسافر
ميسون : انت مسافر امتي😥
مروان :بكره انشاءالله انتي عارفه مقدرش اتاخر اكتر من كده عندي اتباطات شغل و كمان مريان ابحمل تاعبها
ميسون :هي مريان حامل ماشاءالله🙂
مروان :ايوه حامل في شهرين تصوري اليوم اللي عرفت فيه خبر حملها هو نفس اليوم اللي عرفت فيه خبر وفاه جدي وبالصدفه
ميسون ؛ ازاي
مروان :بعد ماعرفت ان مريان حامل كان اول اتصال عملته كان لجدي علشان افرحه لاني عارف قد ايه كان عاوزني اتجوز ويكون عنجي عيله، زي اخواتي واهلي اتصلت بيه لكن
مردش عليا و بعدها اتصلت بوالدي لكن للاسف صدمني بخبر وفاه جدي حسيت بجد ان ظهري اتكسر علي الرغم ان ربنا يطول في عمر والدي بس حقيقي جدي كان ليه وضع خاص
ميسون :انت اكتر حفيد كان قريب جدا من جدي ويمكمن اقرب من ولاده كمان الله يرحمه
مروان:و مش بس كده انا لازم اسافر علشان ندي قربت تولد و انتي عارفه هي لوحدها في لندن(و نظر لها نظره غضب لم تستطع ميسون ان تتنفس شعرت انها تحترق و كادت عروقها ان تنفجر من ارتفاع ضغط الدم لديها لكنها تماسكت علي اخر لحظه
ميسون : هي خلاص هتولد
مروان :ايوه في خلال الشهر ده و كانت مريان هي اللي بتاخد بالها منها لكن دلوقتي هي مش قادره تهتم بندي حقيقي ندي ماشتكتش ولا حتي طلبت من مريان انها تساعدها بس لازم حد يكون معاها (فتره صمت بين ميسون ومروان)
مروان :صحيح يا ميسون ممكن اسالك هو انتي ليه ماحضرتيش فرحي في لندن انا كلمتك بنفسي بعد محاولات كتير جدا علشان نعرف نوصلك كنت عاوزك بجد معايا انتي اختي وانتي عارفه كويس ده و لو انا زعلان منك في شئ فده مالهوش ابدا علاقه باننا اخوات
ميسون تبكي بمراره :
مروان :كنت عاوزك تتجمعي مع عيلتك اللي سبتيها شهور طويله انا عارف الازمه النفسيه اللي انتي بتمري بيها بس حقيقي وجودنا هيفرق معاكي الوحده اللي انتي معيشه نفسك فيها مش حل ياميسون
) وبياخدها في حضنه ويطبطب عليها ولازالت ميسون تبكي بانهيار
وعلي الجانب الاخر من الكره الارضيه في ارض الضباب لندن تجلس ندي في شرفه منزلها تنظر لابنتها ليلي وهي ترسم ولديها معرض في مدرستها ليلي موهوبه في الرسم
ندي تضع يدها علي بطنها تتحسس نبض الجنين وتمسك بيدها الاخري اخر صوره اشعه لطفلها فهي تحتفظ بصور الاشعه لاحمد فعندما تذهب لزياره احمد يطلب منها اخر صوره اشعه لابنه ليعيش تفاصيل نمو ابنه ويشعر معها ببعض لحظات السعاده
فلاش باك
ندي :حبيبي وحشتني
احمد :(وندي بين احضانه ويقبل راسها ) واناي كمان ياعمري وحشتيني اويبستني يوم زيارتك ليا جدا جدا ،قوليلي عامله ايه طمنيني عليكم
ندي: احنا الحمج لله كلنا بخير احنا بس محتاجينك معانا وانشاءالله الحزن هينتهي بس الصبر
احمد :الصبر كلمه جميله بس احساسها صعب اوي ياندي اللي بره غير اللي جوه (ندي بتحاول تحبس دموعها بابتسامه تحاول فيها تخفيف الاجواء)
انت هتنسيني اهم حاجه جايباها معايا ،،،وبتفتح شنطتها وبتخرج ملف ،،احمد اول ماشاف الملف كان مبسوط جدا جدا لما فتحه وشاف صور الاشعه لابنه
احمد :ياالله ملامحه صغيره اوى بس جميله اوي
ندي: طبعا لازم تكون ملامحه جميله مش ابن احمد حبيبي
أحمد : لا ياقلبي ده علشان انتي امه اجمل و احن ندي في الكون كله ،،،ا
ستني هنا انتي بتقولي ابني يعني هو ولد
ندي بابتسامه بتهز راسها بنعم 😊احمد باسعاده الدنيا كلها في عنيه
قرب من ندي وباس راسها وحط ايده علي بطنها وابتدي يكلم ابنه :مروان حبيبي انا بابا خالي بالك من ماما واختك ليلي اوعي تزعل ماما اوعي توجعها عاوزك راجل من صغرك في غيابي ،،،
تيجي ياحبيبي بالف سلامه (
ندي كانت تسمع حوار احمد مع ابنه وتبكي في صمت وبعد ما خلص كلامه رمت نفسها في حضنه ومقدرتش تخبي دموعها اكتر من كده لكن احمد رفع وشها علشان يمسح دموعها و كان بيبكي هو كمان
احمد : ليه كده بس ياحبيبتي كده غلط عليكي وعلي ابننا ندي حبيبتي انتي لازم تكوني قويه
ندي: حبيبي انت اللي بتصبرني
أحمد :ياستي خليها عليا المره دي انا اللي ديما بترمي في حضنك وانتي اللي بتصبريني و تقويني كنان ربنا يخليكي ليا حقيقي مش عارف من غير وجودك جنبي كنت هكمل حياتي ازاي مش بس وجودك معايا في ازمتي دي لا كمان وجودك في حياتي كلها اناي غكبر نعمه ربنا انعم عليا بيها ندي بابتسامه حبيبي يا احمد
ليلي : بتقولي حاجه يا ماما
ندي : لا ياحبيبتي مافيش حاجه قوليلي خالصتي الرسمه بتاعتك
ليلي :قربت يا مامي بليز ادعيلي
ندي :ربنا يوفقك يا عمري واشوفك اكبر رسامه في العالم
في السعوديه
مروان يقف امام منزل جمال اخو ندي يفكر هل ماسيفعله صحيح هل ستغضب ندي ،تذكر عندما أعلن عن رغباته في التوسط بينها وبين اخيها وحل سوء التفاهم بينهم وذلك بعد
تعبها اول مره واخبرته مريان ان ندي تشعر بالوحده الشديده ،ولكن اجابتها كانت الرفض و لكنه الان لايستطيع ان يقف مكتوف الايدي ،ف ندي ستلد قريبا ومريان لا تستطيع مساعدتها مثلما في السابق وبالتاكيد مروان لن يستطيع مرافقتها طوال الوقت و ليلي لازالت صغيره للعنايه بامها كما ان ندي لاتحتاج خادمه هي ليست في حاجه للخدمه بل في امس الحاجه لونيس وحدتها لاهله لاهصدقائها يكونوا حولها باستمرار لتشعر بالامان
قاوم مروان كل الافكار السلبيه بخصوص غضب ندي
رن جرس الباب فتح الباب لبن جمال و كان يعرف مروان و ايضا مروان كان يعرفه جيدا منذ حفل زفاف احمد وندي
مروان : اذيك يا عمر فاكرني
عمر : طبعا اذيك ياعمو مروان اتفضل حضرتك
مروان : بابا فين يا عمر
عمر :بابا
نايم يا عمو تعبان شويه
مروان مالك يا عمر و بابا تعبان من امتي
عمر : بابا عمل حادثه من 6شهور اثرت عي دراعه اليمين تاثير جامد جدا تقريبا مش بيقدر يحركها نهائيا
روان :لا حول ولا قوه الا بالله
عمر : لحظه واحده اشوفه لحضرتك عن اذنك
بعد قليل
عمر :اتفضل بابا في انتظارك
مروان دخل غرفه جمال و عندما رأه لم يكن يتوقع نهائيا ان تكون هذه حاله جمال فاثار الحادث واضحه جدا عليه يده اليمني مشلوله بشكل كامل و كانه أكبر من عمره ب 20سنه .
حتى زوجته تغيرت ملامحها بعض الشئ من كثره البكاء الذي كان أثاره لازالت على وجهها البيت أصبح حزين
مروان :أستاذ جمال ألف سلامه عليك انا معرفش غير دلوقتي حالا من عمر انا أساسا جاي بالصدفه طيب ليه ماحدش بلغني وكل ارقامي معاكم
( جمال يتحدث بصعوبه )
امال: اولا البقاء لله انا اسف مقدرتش اجي بنفسي اقدم واجب العزاء
مروان: الدوام لله يا استاذ جمال انا مقدر ظروف حضرتك
جمال :اخبار ندي ايه يا مروان (و ترقرقت من عينيه ابدموع شعر مروان ان الله وفقه للوقت المناسب لان جمال وندي كلا منهما يحتاج للاخر وبشده
مروان : ندي بخير و هتولد قريب جدا وليلي كمان كويسه جدا
جمال بلهفه : هي ندي حامل ليه ماقلتليش
روان : اظن حضرتك عارف ليه ندي خبت خبر حملها عنك ،،بص يا استاذ
جمال انا بالتاكيد مش جاي اتكلم بالسانها كل مافي الموضوع ان ندي محتاجه لوجودك في حياتها وخصوصا الفتره دي ، احمد لسه في السجن وفات فتره مش
قليله علي وجوده في السجن لكن ابنه هيتولد وهو مش مع ندي وليلي صغيره مش هتكون قد المسؤليه ندي محتاجه عليتها معها واللي انا شايفه ان حضرتك كمان محتاج لها ولو بشكل معنوي
جمال : نفسي اشوفها واعتذر منها ربنا اخدلها حقها بس ياريت ترضي تسامحني وترضي تيجي هنا علشان مش هينفع اروح لها
مروان : ندي مستحيل تسيب انجلترا طالما احمد هناك وكمان علشان حملها صعب عليها جدا الطيران وبعدين مين قال ان حضرتك ماينفعش تروحلها اسمحلي اناكنت هسافر النهارده هأجل سفري لبكره ونسافر كلنا انا وحضرتك وكمان الاسره كلها واكيد في لندن فيه دكاتر ممتازين نقدر نعرض عليهم الحاله وانشاءالله ترجع زي الاول
جمال:اشكرك جدا بس انا مش هقدر لسه فيه اجراءات سفر طويله ليا وكمان للولاد
مروان مقاطعا : احنا هنسافر بطيارتي الخاصه مافيش اي حجه او اعذار بكره الساعه 10 الصبح فيه سياره اسعاف هتيجي علشان تاخد حضرتك وانا هاجي بسيارتي علشان اخد الاولاد وياريت تحضر كل الاوراق والاشعات بتاعت حضرتك وانشاءالله ترجع زي الأول ،،استاذن لاني مرتبط بمواعيد كتير وعلي فكره انا مش هقول حاجه خالص لندي هتكون مفاجاه حلوه ليها هتشوفكم قدامها بكره انشاالله
مروان قام وسلم علي جمال لكن جمال شد علي ايديه وبكي بشده ولم يخجل ان يظهر دموعه امام شخص غريب عنه وكان يتمني من قلبه ان تكون دموعه توبه وان يسامحه الله علي تركه لاخته وايضا انه لم يكن سند لها وخصوصا انه بمثابه الاب
في اليوم التالي
جلست ندي كعادتها في شرفه من لها تنظر الي صور ها مع احمد وتسترجع ذكرياتها معه الي ان دق جرس الباب
ندي :مش معقول اذيك يا حبيبتي وحشتيني
ونرشح لكم رواية
وايضا رواية عشقي لك تخطي الحدود من هنا
وايضاء رواية ونسيت اني زوجة من هنا
وايضاء رواية احببته بالخطاءمن هنا