رواية سهر الفهد الفصل الثالث عشر13بقلم داليا السيد

رواية سهر الفهد


الفصل الثالث عشر

بقلم داليا السيد




سباق
ما أن ألقاها بالماء حتى غطست إلى الأسفل كما 






تعلمت بالغطس وظلت أسفل الماء ثم رأته يغطس خلفها فابتعدت






 ولكنه كان قد رآها فأسرع خلفها وأمسكها من قدمها وجذبها إليه كان نفسها قد بدء ينفد فحاولت


 أن تتخلص منه وهو يمسكها من ذراعيها رافضا أن يفلتها ولكن النفس بدء يضيق بها وبدأت


 ملامح وجهها تتغير وعلاماتها تشير إلى النفس فأدرك الأمر وجذبها إلى الأعلى بقوة 







ما أن صعدت حتى سعلت بقوة لتخرج الماء الذي ابتلعته وظل يتابعها 





ولم يتركها حتى استعادت نفسها ثم نظرت إليه 




فقال بقلق "أنت بخير؟"
هزت رأسها فقال "أتعلمين أنك مجنونة لقد ظننت أنك.." 








ضحكت وهي تتنفس بصعوبة وقالت "إنها خدعة تعلمناها من المدرب"


ابتسم وقد زال قلقه ولم يبعدها وهو يبعد شعرها المبلل عن وجهها وقال "لأول مرة أشعر بالخوف"






لم تبعد عيونها عن عيونه ولم تبعد يده عن ذراعيها وقالت "ولماذا؟"
ربما كانت المياه تدفعهم لبعضهم فيزدادوا قربا أو ربما أراد كلا منهما القرب أو اتفقت المشاعر على أن تتحكم فيهم رغم أنفهم 
قال "ظننت للحظة أني سأفقدك"
أخفضت عيونها وكادت تبتعد لولا أن جذبها إليه مرة أخرأخرأحاطها من خصرها فقالت "فهد اتركني من فضلك"
نظر بعيونها وقال "لم أعاقبك على ما فعلتِ"
حاولت أن تخلص نفسها منه ولكنها تعلم أنها لن تضاهيه قوة فقالت "وكيف يكون العقاب؟"
كان قد اقترب منها أكثر وعيونه تلتهم شفتيها فهمس "ربما تخبريني أنت"
كاد يلمس شفتيها لولا أن دفعته مرة أخرى بأقصى قوة لديها وانفلتت إلى الأسفل في الماء وسبحت بعيدة ثم عادت إلى سطح الماء ورأته ينظر إليها فابتسمت وقالت








 "لن يمكنك أن تفعل لست بخصم سهل"
ابتسم ورفع ذراعيه وقال "هذا واضح ولكني لن استسلم سنقوم بسباق لو أمسكتك سأقبلك ولو وصلتِ للشاطئ قبلي سأتنازل عن حقي، توافقين"
قالت "لا، لا"
ولكنه لم يمنحها فرصة لترد وانطلق إليها، ارتبكت لحظة قبل أن تسبح بعيدا عنه وقاربت على الوصول إلى الشاطئ وكادت تفعل لولا أن شعرت بيده تقبض على قدمها بقوة ويجذبها إليه فتعثرت وابتلعت مرة أخرى بعض المياة .. ولكنها لم تتوقف وظلت تدفعه وهي تسعل بشدة والمياه تغطيها لأنها تحاول ألا تستسلم له وهو يقول 
“ سهر توقفى أنت تبتلعين المياه، سهر كفى"
ولكنها لم تتوقف وبدأت تفقد القدرة على التنفس وفقدت الاكسجين وبدأت تشعر بالاختناق والدوار فتوقفت عن المقاومة وشعرت أنها تسقط في دوامة كبيرة ليس بها نهاية 
كان يعلم أن ذلك سيحدث فحملها إلى الشاطئ ووضعها على الرمال وأخذ يضغط على صدرها ثم قبلة الحياة مرة وراء الأخرى إلى أن شهقت بقوة لتلقي بالماء خارج صدرها بقوة فتجده يجلس بجانبها 
استوعبت الأمر وأدركت أنأنأعادها إلى الحياة، ابتسم وهو يلهث وقال 
“ أنا تعبت من كثرة إنقاذك، على فكرة أنتِ مدينة لي بالكثير وأولها قبلة"
لم تتحرك لأن الدوار لم يذهب وقالت بضعف "لن تفعل"










قال وهو ينحني عليها "امنعيني"
قالت بنفس الضعف "فهد ابتعد لن تستغل ضعفي"
ابتسم وهو يزداد قربا وقد أعجبته اللعبة وقال "من الغباء عدم اقتناص الفرص قطتي"
ولكنها استجمعت ما تبقى لها من قوة ورفعت قدمها بقوة لتركله بها بجانبه ثم تدحرجت على الرمال من بين يديه ثم نهضت بصعوبة إلى الرمال وقالت
"أنا الآن على الرمال قبلك أنت خسرت"
أمسك جانبه وقال وهو ينظر إليها "على فكرة أنت تغشين"
ضحكت وهي تقاوم الدوار وقالت "في الحرب كل شيء متاح أيها الفهد"
نهض ونظر إليها وقال "ولكن الحرب لم تنتهي قطتي"
تراجعت وهب تترنح من الدوار الذي لم يذهب وقالت "على الأقل انتهت الآن "
ثم سقطت مرة أخرى ولكنه تلقاها بسرعة بين ذراعيه وقال بلهفة 
“ سهر أنتِ بخير؟"
ولكنها لم ترد، كانت تسمعه ولكن الدوار كان أقوى، حملها إلى حيث كانا يجلسان وأسرع لإحضار ورقة شجر كبيرة وعاد وأمسك بثمرة المانجو وثقبها ثم اعتصر المانجو بيده بقوة فوق ورقة الشجرة التي ثبتها على شفتيها فابتلعت العصير المسكر استمر لحظات ثم توقف وهو يناديها 
“ سهر اجيبي، سهر اجيبي"
وأخيرا فتحت عيونها بصعوبة فوجدت نفسها تستند على صدره وعيونه تنظر إليها بفزع، لم تقو على البعد عنه وأخيرا قال 











“ ابتلعتِ الكثير من المياه ولم تمنحي صدرك فرصة للانتظام"
شعرت بصداع واحتراق بصدرها فهزت رأسها وقالت بصعوبة "أشعر بصداع وأتنفس بصعوبة"
قال "لابد أن نعود للقارب كي ترتاحي، هل تساعديني لنعود"
أغمضت عيونها فهتف "سهر؟"
فتحت عيونها وقالت "أنا بخير يمكنني أن أفعلها"
قال وهو يساعدها على النهوض "أعترف أنكِ خصم صعب" 
حملها فقالت وهي تتعلق به "وأنت لا بأس بك" 
نظر إليها فابتسمت وابتسم هو الآخر ولم يرد حتى وضعها على القارب المطاطي وانطلق عائدا واستطاعت بصعوبة أن تصعد على متن اليخت ولحق بها ليساعدها إلى الغرفة قال 
“ غيري ملابسك والا ستتجمدين، الليل يأت بالبرودة"
جلست على طرف الفراش وقالت "ليس معي ملابس أخرى "
ذهب وعاد ومد لها بتي شيرت وشورت خاص به وقال "ربما يؤدي الغرض حتى تجف ملابسك، سأعد لكِ شيء دافئ حتى تستبدلين ملابسك" 
أخذ حمام سريع وغير









 ملابسه وصنع قهوة لهما وعاد إليها ولكنها كانت قد غيرت ملابسها وذهبت في النوم دون أن تشعر ..أبعد شعرها عن وجهها وقال 
"كدت تموتين من أجل ألا أحصل على قبلة، والآن يمكنني أن أحصل على ما أشاء بسهولة قطتي" 
استيقظت بصعوبة وهي تحاول أن ترفع رأسها ولكن الصداع كان قوي، اعتدلت في الفراش ولكنها كادت تصرخ عندما رأته ينام على الفراش الذي بجانبها لم تقو على الحركة فجسدها كان يؤلمها ظلت جالسة برهة قبل أن يتحرك هو ويفتح عيونه فرآها تنظر إليه اعتدل وقال 
“ أمطرت في الليل فلم أجد خيار آخر، تبدين شاحبة"
قالت "أشعر بصداع وجسدي يؤلمني بشدة لا أقوى على الحركة" 
نهض برشاقة حسدته عليها وقال "سأحضر لك بعض الاقراص بعد الإفطار، لست معتادة على كل ما حدث"
تحرك فقالت "متى ستنتهي الإصلاحات؟"
قال "أمامي اليوم تعطلنا أمس"
ثم نظر إليها فأخفضت عيونها عندما تذكرت الأمس .. 
تحرك فنادته "فهد"
نظر إليها فقالت "ربما أنا مدينة لك بحياتي فشكرا"
قال بجدية "ومدينة بشيء آخر، لم أنس بعد" 
قذفته بالوسادة فتفاداها بمهارة وضحك وهو يذهب وهي تموت من الغيظ 
تناولت الطعام ثم أخذت الحبوب وظلت بالفراش فترة ليست قليلة، نامت مرة أخرى ومر عليها فلم تشعر به وأخيرا استيقظت





 بعد الظهيرة فنهضت إلى الحمام وقد شعرت أنها أفضل بكثير، أخذت حمام وارتدت التي شيرت خاصته وكان طويل إلى ما قبل ركبتها فلم ترتدي الشورت إلى أن تحصل على ملابسها وخرجت من الحمام لتراه واقفا أمامها فتوقفت دون حركة 
توقف عندما رآها أمامه بشعرها المبلل المتساقط على كتفيها ووجهها وقوامها الفاتن في ملابسه فتحرك إليها وكأنه ينجذب إليها بفعل مغناطيس جمالها، تراجعت إلى أن اصطدمت بباب الحمام وهو يتقدم وعيونه تأكلها من أعلاها لأسفلها إلى أن توقف أمامها وعيونه تعود إلى عيونها سر ضعفه 
لم تكن هناك أي كلمات يمكن أن تقال فقد فقدت قدرتها على الكلام أو الحركة لضيق المكان رفع يده وتخلل بها شعرها المبلل واقترب من وجهها وهمس 
"وقت سداد الدين فاتنتي"
قالت "فهد"
أكمل "اتركني، لا لن أفعل"
رفعت قدمها لتركله بها ولكنه كان أسرع وصدها بيده وقال "لا ليس مرة أخرى، لا فائدة استسلمي قطتي"
قالت وهب ترفع المنشفة "أبداً"
ألقت المنشفة على وجهه وشدتها بقوة إلى الخلف لتبعده ثم تزلجت إلى الأسفل لتنساب من جانبه إلى الخارج وهي تضحك، أمسك المنشفة بقوة وقذفها وقال بغضب 
“ والآن أنا غاضب"
تحركت إلى الخارج وقالت "القطة تغضب الفهد" 
تقدم تجاهها وهي تتراجع وقال "لو أردت الغش لحصلت على ما اريد وانت غائبة عن الوعي فافعليها الآن"






قالت "الشرف صفة أهنئك عليها أيها الفهد فأكمل للنهاية وتنازل"
قال بقوة "أبداً اعترفي بالهزيمة أولا"
ظلت تتراجع وهو يتقدم وهي تحاول أن تجد مخرج لنفسها ولكن القارب كان أملس وأي حركة خطأ ربما تؤذيها ظلت تتراجع وهو يتقدم وبعيونه غضب واضح لن تهزمه انتبه إلى أنها اقتربت من سور القارب، هتف وهو يقفز تجاهها 
“ سهر توقفي"
كانت تتراجع ولم تشعر أنها وصلت إلى سور القارب وما أن التصقت به حتى فقدت توازنها وكادت تسقط بالمياه ولكنه كان كالعادة منقذها وهو يقفز ليلتقطها جاذبا إياها تجاهه بقوة وهي لم تقاوم وهي تنظر إليه بفزع ولكنه لم يمهلها اي فرصة حيث قبض على شفتيها بسرعة وبقوة قاومته لحظة ولكنها لم تعد تشعر بالدنيا وهي تضيع بين ذراعيه وتسبح في قبلته واستقرت يداها على صدره والتفت يداه بقوة على خصرها دون تفكير في تركها وقد أخذته شفتاها إلى عالم لم يراه ولم يشعر به من قبل شعور لا مثيل له وكأنه لا يريد أن يتركها ودقات قلبه القوية تحذره مما يندفع إليه 
انتهت الأنفاس فأبعد شفتيه فالتقطت أنفاسها دون أن تفتح عيونها أو تبتعد وكأنها كانت في حلم ولم تستيقظ منه، ظل ينظر إليها وقد احمر وجهها وتورمت شفتاها 
همس "تزوجيني"
فتحت عيونها لتنظر إليه في دهشة وعدم تصديق ولم يبعدها وهي لم تبتعد ثم عاد وهمس "تزوجيني سهر وإلا لن أستطيع أن أعدك بالشرف إلى النهاية"
ارتفع صدرها وانخفض مع تسارع أنفاسها وتوقفت عيونها على عيونه وقد صدمها كلامه ولم تعرف ماذا تقول أو تفعل هل تريده أم لا؟ هل توافق أم ترفض؟
أبعدها وقد شعر بارتباكها فقالت "أنت لا تعرفني ولا أنا أعرفك"






لم يتحرك وقال "لا أحتاج الكثير لأعرفه عنك عرفت ما يكفيني"
نظرت إليه فقال "ماذا تريدين أن تعرفي عني؟ يمكنني أن أخبرك بأي شيء"
ابتعدت وقالت "فهد أنا.."
تحرك إليها ووقف خلفها وقال "لا تجيبي الآن عندما نعود أخبريني رأيك "
نظرت إليه وقالت "لماذا؟ لماذا تريد أن تتزوجني"
حدق بعيونها وقال "لا أعلم، فقط لا أستطيع مقاومة أن أجذبك إلى أحضاني أو أن أقبل تلك الشفاه"
ابتعدت وقالت بغضب "لم أخطأ عندما أخبرتك أنك همجي والآن شهواني، لا لن أفعل"
تراجع من كلماتها






 وشعر بالغضب كاد يرد ولكنه ابتعد دون أن يرد عليها بينما أغمضت عيونها بألم، إنه لم يفكر إلا بالشهوة والرغبة، لو أخبرها أنه أراد قلبها لوافقت 





من أول مرة ولكنه لم يفعل، مازال هو الهمجي الذي عرفته من أول يوم لقد كانت على حق ..
تعليقات



<>