رواية سهر الفهد الفصل الرابع عشر14 بقلم داليا السيد

رواية سهر الفهد

الفصل الرابع عشر

بقلم داليا السيد


وابتعدت المسافات




انطلق مبتعدا في غضب ما زال بالنسبة لها همج وشهواني، الآن هو هكذا







 بالنسبة لها أهو كذلك حقا؟ انقض على العمل بقوة وبغضب ربما يصل لإجابة لسؤاله؛ هل حقا أرادها 






من أجل حضنها وقبلتها؟ إذن لماذا لم يأخذها في وقت ضعفها؟ لماذا أخبرها بذلك؟ لماذا لم يخبرها






 أنه يريدهاهىي؟ وما الفارق لقد طلب زواجها، لم يفعلها مع أي امرأة رغم أن هناك الكثيرات تمنوه 






من قبل وحلمن به ولكنه لم يفعل ولم يرغب إلا بها والآن ترفضه، لابد أن تندم وستكون له رغما عنها ...









لم يعد إلى الأعلى طوال النهار ولم تخرج هي إلى السطح جلست طوال اليوم تحاول أن تستوعب ما حدث ربما ارتجف 






جسدها من قبلته ودق قلبها لقربه أو ربما، ربما ماذا؟ لا لم تفعل، لا بل فعلت نعم أحبته هىي تحبه وتريده، أمسكت رأسها بيديها وهمست 
"خطأ كل هذا خطأ"
رفعت راسها لتراه يحدق بها وقد سمعها وهي تهمس بتلك الكلمات فاشتعلت عيونه غضبا وظل يحدق بها وهي بالمثل إلى أن قال بقو











“ سنرحل مع الفجر"
ثم دخل إلى الحمام وصفع الباب بقوة أفزعتها وانطلقت الدموع من عيونها كم كانت سعيدة باليومين فلماذا انتهى الأمر هكذا؟ لماذا لم يتركها تكمل سعادتها؟ لماذا منذ أن أتت هنا والحظ يخالفها؟ عادت تخفي رأسها بين قدميها دون أن تتحرك 
لم يتناول أيا منهما أي طعام أو يتبادلان أي كلمات وقد قررت أنها راحلة كما كانت تخطط لن تتراجع الآن رغم أن قلبها أصبح هنا مع ذلك الفهد الذي سرقه وهرب به وسط غابات هذه الجزيرة وتعلق عقلها بذلك البيت الخيالي على نبع الماء الصافي وسط زهوره الخيالية الملونة بكل الألوان. 
لم تنم ولا هو كلا منهما ظل بعيد قدر الإمكان عن الآخر إلى أن انطلق بالقارب مع الفجر غيرت ملابسها ولملمت أشياءها ورفعت أوراقها ورسمت ذلك البيت على نبع الماء وسط الجبال ورسمت امرأة بين ذراعي رجل يتابعان الماء وهو يرحل مخلفا وراءه عاشقان يعيشان على عبير الزهور ..
دمعت عيونها لحظة ولكنها أخفت الصورة عندما سمعته يقول "لقد وصلنا، دقيقة وندخل المرفأ"
لم تنظر إليه وهو ابتعد، لملمت أشيائها وصعدت إلى السطح ورأت المرفأ واستقر القارب في هدوء تحركت دون أن تنتظره إلى الممر الخشبي وانطلقت إلى البيت وهو يتابعها بنظراته الصامتة دون أي كلمات، يكفيه ما سمعه 






كانت الظهيرة عندما ألقت نفسها على فراشها بألم وحزن لماذا قلبها يؤلمها؟ لمن يمكنها أن تتحدث أو تخرج ما بصدرها تذكرت هاتفها أخرجته واتصلت بجدها وما أن سمعت صوته حتى انسابت الدموع دافئة لحظة قبل أن ترد على نداؤه 
“ جدو افتقدك جدا"
قال "سهر حبيبتي أنت بخير؟ هل تبكين هل أصابك شيء؟"
وضعت يدها على فمها وهي تكتم دموعها ثم عادت إليه "لا أنا بخير كيف حالك؟"
لحظة صمت مرت قبل أن يقول "حبيبتي أنا بخير فقط أشعر بالقلق عليكِ متى ستعودين؟"
أغمضت عيونها لحظة ثم قالت "لا أعلم نحن في أيم أعياد وعطلات بمجرد أن تنتهي سأعود"
ولكنه قال "سهر أنت تكذبين، ماذا تخفين عني؟"
أبعدت الهاتف وهي تزداد بكاء ثم عادت إليه وقالت "لا شيء حبيبي لا شيشيءأشعر فقط بالغربة"
قال "حبيبتى هل آت إليك ؟"
قالت بألم "لا حبيبي أنا سأعود لا تقلق أنا بخير"
أغلقت الهاتف وسقطت على الفراش وسط دموعها وألم قلبها وضعف عقلها 
نامت يوما كاملا دون طعام أو شراب إلى أن استعادت نفسها ونزلت في اليوم التالي، بالطبع لم يكن موجود قابلتها جاكلين المرأة التي تدير البيت وقال














 "الإفطار يا آنسة"
هزت رأسها وتحركت إلى غرفة الطعام لم تتمنى أن تراه وتمنت أن تراه،  لم تعد تفهم نفسها بل تخشى من أن تراه وتتمنى أن تراه 
خرجت إلى الشاطئ وسارت كثيرا إلى أن رأت سيرينا تتجه إليها فابتسمت للطفل الذي كان يسرع باتجاهها ابتسمت وهي تحمله داعبته وقالت 
“ أهلا سيرينا" 
رحبت بها الفتاة وقالت "أهلا سهر اكتسبت لونا رائعا زادك جمالا"
تحركت مع الفتاة وقالت "شكرا ماذا تفعلين هنا؟"
قالت سيرينا "تونى يحب اللهو على الرمال وربما يقابل فهد فهو يحبه"
لم ترد فتوقفت سيرينا ونظرت إليها وقالت "لا تصدقين أنه ابنه أليس كذلك؟"
تفاجأت من السؤال ولم تعرف كيف ترد فابتسمت سيرينا وقالت "هو يحميني فقط من الجميع يعلم أنه لو أنكر الأمر سأصبح مطمع للجميع لا أنكر أني أحبه ولكني أعلم أنه لا يحبني إلا كأخت كما قال أو ربما يشفق علي كما كان يفعل مستر خليل في كل الأحوال هو أفضل رجل قابلته بحياتي"
حدقت بها ولم ترد فتحركت سيرينا وتبعتها وعادا إلى الأحاديث العادية وأخيرا عادت إلى البيت، ما أن دخلت حتى رأته ينزل من الأعلى بملابسه









 الأنيقة توقف عندما رآها كانا كلاهما مرهقا إلى أقصى حد هو الآخر لم يكف عن التفكير بها وبما حدث لهما لحظة واحدة وابتعد ربما ذلك أفضل لهما ولكنه لم يستطع كان يريد أن يراها، يرى عيونها ويسمع صوتها ..وبالأخر ستكون زوجته شاءت أم أبت 






أخفضت عيونها وتحركت من جانبه فقال "لدينا حفل راقص وعشاء اليوم عند هالينا وبيل، لم أستطع أن أرفض الدعوة سنذهب في السادسة"
كاد يذهب لولا أن قالت "من فضلك أريد أن أعود مصر"







توقف دون أن يرد لحظة ثم قال "اعتبريه حلم ولن يتحقق"
كاد يتحرك لولا أن قالت بقوة "لن يمكنك احتجازي هنا ليس من حقك"
لم ينظر إليها وقال "لو أمكنك امنعيني"
تحركت إليه ووقفت أمامه وقالت "لماذا؟"
نظر إليها بقوة وقال "لأني أريد ذلك وما أريده أنفذه، اليوم سأعلن أنني خطبتك وأنك توافقين وبنهاية الاجازات سنتزوج"
تراجعت بفزع وهي لا تصدق أنه يفعل ذلك فقالت بقوة وغضب "أنت أكيد مجنون لأني لن أفعل لن أتزوجك"
أمسكها من ذراعها بقوة وقال "ستفعلين وإلا أقسم أن لا أتركك تتهنين بيوم واحد دون أن آخذك إلى الفراش وأحصل على ما أريد كيفما أريد، بالزواج أفضل أم بالهمجية والشهوانية؟ القرار قرارك"
تركها وتحرك فقالت بغضب "لا هذا ولا ذاك وأنا سأذهب شأت أم أبيت لا تظن اني لا يمكنني أن أفعل"
نظر إليها وقال "وكيف سيكون ذلك؟ بدون هذا لن يمكنك الذهاب لأي مكان يا ..قطتي"
كان يمسك جواز السفر الخاص بها، تراجعت بذهول، اقترب منها مرة أخرى وقال وهو ينظر بعيونها بقوة "أعلم أنك لا تستسلمين فهيا اخرجي ما لديك هذا إذا كان لديك شيء"





ظلت لحظة تحدق بعيونه وفي لحظة كانت تصفعه بقوة على وجهه وهي تصرخ "لدي الكثير أيها الندل الحقير" 





أمسكها من ذراعها بقوة واحمرت عيناه من الغضب ورفع يده كي يصفعها فأبعدت وجهها وأغلقت عيونها وذراعها يؤلمها 






من يده ولكن ظلت يده معلقة بالهواء ثم قبض أصابعه بقوة وتركها لتتراجع إلى الخلف ثم اتجه إلى







 المكتب وصفع الباب بقوة خلفه وتحرك إلى المكتب وقذف بكل ما عليه على الأرض بقوة وضرب







 على المكتب بقوة مرة وراء الأخرى إلى أن شعر بألم قبضتيه فتوقف وقد شدت عضلاته بقوة فاستند على المكتب بذراعيه ثم قال بقوة 







"اللعنة عليك أيتها المرأة، اللعنة عليك اتركيني، اخرجي من رأسي، اخرجي من حياتي، ولكن لا، لا أستطيع إخراجك 









 لماذا لا يمكننب إخراجك من حياتي؟ لماذا أحبسك هنا؟ لماذا أفعل ذلك؟ لماذا؟ لماذا؟"




أغلقت عليها غرفتها وهي تحاول أن تتمالك أنفاسها وتهدء دموعها وتوقف الخوف الذي اندفع إلى كل جزء من كيانها. الآن









 تتباعد بينهم المسافات الآن لم يعد هذا هو الرجل الذي أحبته وعاد الوحش الهمجي يتلاعب بها
سقطت على طرف الفراش وسقطت معها الدموع




 وهى لا تعرف ماذا يمكنها أن تفعل وكيف تهرب من سجنه؟ 



توقفت لحظة ستتصل بجدها نعم سيأتي ليأخذها




 بحثت عن هاتفها أين وضعته بحثت بكل مكان ثم توقفت بالتأكيد أخذه مثلما أخذ جواز السفر يا لها





 من غبية، لقد انتصر وهزمها ماذا ستفعل الآن؟ أصبحت بلا حول ولا قوة حبسها هنا إلى الأبد.  






دق الباب فانتفضت من على الفراش، لم ترد فدق مرة أخرى لم ترد أيضا، سمعته يقول "لا تدفعيني إلى الهمجية الأصلية، افتحي هذا الباب الآن"








ارتجف جسدها ولكنها استعادت نفسها واتجهت إلى الباب بقوة الغضب الذي بداخلها وفتحت الباب لتواجهه بقوة وقالت 
“ والآن ماذا هل حان موعد العقاب؟ ها أنا جاهزة تفضل"








كان يعلم أنها خصم صعب المنال فقد عرفها من قبل، حدق بعيونها الباكية وقال "أمامك نصف





 ساعة لتغيري ملابسك وافعلي شيء بعيونك هذه"
كاد يذهب لولا أن قالت بقوة "لن أفعل لن أذهب معك لأي مكان هل تفهم"






أخفض رأسه قبل أن يرتد إليها ونظر بعيونها وقال بهدوء مرعب "أتمنى أن تفعلي لأني عندما تنتهي الثلاثون دقيقة دون أن تنتهي أنتِ، سأصعد إلى هنا وانتقي أنا ملابسك وأقوم بنفسي بمساعدتك على ارتداءها لذا من الأفضل أن تذهبي الآن وتستعدي وحدك، هيا"







ارتجف جسدها فقالت بقوة "أنا أكرهك، أنت وحش همجي شهواني، أكرهك"
ثم صفعت الباب بوجهه بقوة واستندت إليه وهي تشهق من دموعها التي لم تعد تستطيع إيقافها. 
ابتسم رغم كلامها، الآن لن تفوزي بأي جولة يا سهري وإنما كل الجولات ستكون لي ..
عندما نزلت كان ينتظرها أمام نفس النافذة المشؤومة، رائحة عطرها جعلته يلتفت إليها وتستقر عيونه عليها بفستانها الأحمر الطويل المفتوح من الجانين وصدره المفتوح يعلن عن أكتاف تلونت بلون الشمس الساحر وارتفع شعرها الأحمر الناري تاج فوق رأسها يتماوج مع فستانها فبدت وكأنها شمس تتوهج بمنتصف السماء بعيونها التي كحلتها بالسواد فازدادت فتنة وشفاهها باللون الأحمر الجذاب وكأنها تزيده ضعفا فوق ضعفه، والآن ماذا؟ من أين لي بالقوة على مقاومة جمالك هذا؟ كيف يمكنني أن أوقف قلبي عن دقاته لرؤيتك هكذا؟ أوأمنع عيوني عن أن تقتلك بنظراتها؟ كيف أقتل رغبتي في أن أجذبك إلى صدري والتهم شفاهك هذه بقوة ..
اتجهت إلى الباب دون أن تنتظره أو تنظر إليه أو إلى وسامته وجاذبيته في ملابسه الانيقة .. تحرك خلفها اللعنة على قوتك أيتها المرأة من أين لكِ بها؟ لم تردعك أفعالي فإلى متى ستقاومين؟
فتحت الباب وتحركت دون أن تنتظره، سار بجانبها في صمت ثم قال "هناك بعض الأصدقاء أعتقد أن قطتي ستحسن التصرف الليلة"










لم ترد عليه فأوقفها وأدارها إليه، نظرت إليه بقوة تلألأت عيونها تحت ضوء القمر الفضي وسقطت خصلة من شعرها على عينها التي نظرت إليه بغضب فقال 





"أنا لا أكون مسؤول عن تصرفاتي عندما أغضب، فلا تدفعيني لذلك لن يهمني من موجود ومن أنت وماذا سأفعل بك هل تفهمين؟"




نزعت ذراعها من يده وقال بقوة "متى ستتوقف عن طريقتك هذه؟ العنف ليس مع المرأة وخاصة أنا أيها الهمجي"





ثم تحركت وتركته وهو يحاول أن يوقف غضبه المتصاعد منها ..

تعليقات



<>