أخر الاخبار

رواية سهر الفهد الفصل الحادي عشر11بقلم داليا السيد


رواية سهر الفهد 

الفصل الحادي عشر

بقلم داليا السيد

اصطدام

قاد اليخت بمهارة اعترفت بها واشتدت الحرارة 


رغم ملابسها الخفيفة



كانت سعيدة وهي تقف على سور اليخت تنتظر 




أي نسمة خفيفة مارة وما أن انتصف النهار حتى 





قال بصوت مرتفع "ألن نأكل شيء؟ أنا جائع يا قطتي" 





استدارت فاستدار معها شعرها فقتله مظهرها وهي تقول بابتسامة زادتها فتنة "ترجاني قليلا ربما أشفق عليك أيها المسكين"








أوقف القارب وقفز من مكانه اإلى مكانها برشاقة أذهلتها وصرخت لها فقال وهو يتقدم منها "والآن يمكننا أن نعرف من سيترجى الآخر ومن سينقذك مني قطتي"

ضحكت وقالت "لن يمكنك أبداً"

ثم أسرعت من مكانها لتهرب منه، كاد يمسكها لولا أن مرت من أسفل يده وهي تضحك وتقول 

“ أبدا"

دخلت إلى الصالة فتبعها وقال "الفهد لا يخطئ فريسته"

 أسرعت إلى الداخل كانت هناك مائدة فاستدارت لتراه قد وصل راوغته وهو يقول "لنرى من سيترجى الآخر الآن؟"

مد يده ليمسكها ولكنها تراجعت فسقط نصف جسده على المائدة فضحكت وأسرعت مرة أخرى إلى الخارج ولكنه كان أسرع وانقض عليها من الخلف ولكنه لم يجيد التوازن فسقط بها على الأرض وهو يحيطها بذراعه وهما يسقطان على الأرض ثم تدحرجا عدة مرات نتيجة الاندفاع إلى أن اصطدما بالباب بقوة ولكن هو قد تلقى الصدمة بجسده عنها ثم نظر إليها وهي الأخرى ثم بدأ الاثنان يضحكان بقوة إلى أن انتبها إلى وضعهما 

فقد كان فوقها ويحيطها بذراعه بقوة وهي تلف يداها حول عنقه دون أن تعرف متى وكيف حدث ذلك؟ وتوقفت الضحكات ولفهما الصمت ولم يتبق سوى النظرات وهمس العيون 

"قطتي الشرسة ما أجملك"

“ أيها الفهد كم أنت وسيم حقا"

همسات لم ينطق بها اللسان فقط العيون ودقات القلوب، الضعف تسرب إليه وارتخت عضلاته واقترب بوجهه منها وصمتت كل أجراس التحذير وزالت من عقله فهو لا يريد إلا تلك الشفتان الورديتان أنفاسه








 خدرتها أوقفت عقلها عن التفكير أخرست أي اعتراض على قربه، فقط قلبها هو الذي ظل يدق بكل قوة وعنفوان يضاهي قوة وجاذبية ذلك الرجل الذي لم يجرؤ سواه على القرب منها

أغمضت عيونها قبل أن تصل شفتاه لشفتيها لتبدء أول قبلة رحلتها إليها، ما طعمها؟ وكيف تكون قبلة العشاق؟ إنها تضيع من الدنيا يداه تعتصرها بقوة أفاقتها من دوامة القبلة فدفعته بعيد ثم نهضت إلى الحمام وأغلقت الباب عليها وابتعدت تنظر إلى الباب، هل يمكن أن يتهجم عليها؟ هل قصد ذلك؟ وكيف تركته يفعل ذلك؟ كيف يجرؤ؟ 

مر وقت قبل أن تهدء عاصفة الخجل والخوف داخلها ثم قررت أن تخرج لم تبحث عنه فقد لاحظت أن القارب عاد للإبحار 

أعدت الطعام عليها أن تتجاهل ما حدث وإلا كيف ستكمل يومها معه ما كان عليها أن تفعل من البداية.

سقط على الأرض بعد أن دفعته بقوة ابتسم وهو يتابعها وهي تسرع إلى الحمام، تحسس شفتيه كم جميل طعم قبلتك سهري..







 

اتجهت إليه بخطا غير ثابته ودخلت غرفة القيادة ووضعت الطعام أمامه ثم التفتت لتذهب ولكنه أمسكها وقال "لا يمكن أن أتناول الطعام وحدي هنا أيضا"

أبعدت يدها عنه وقالت "لا أريد، متى سنصل؟"

قال وهو يتناول بعض الطعام ومد لها بالبعض "ساعة، هيا سهر لا يمكن أن أحملك كل يوم بسبب حوادثك"

ابتسم فابتسمت وقد حاول أن يلطف من الجو بالمزاح وأخذت منه الطعام وعاد جو المرح بينهما مرة أخرى ولكن أيا منهما لم ينس ما كان. 

مضت نصف ساعة هادئة بين الأحاديث العادية ولكن سرعان ما لاحت سحابة سوداء بالسماء فقال بقلق "لا ..ليس مرة أخرى"

نظرت إلى السماء وشعرت بالخوف وقالت "يا الله أنا لا أصدق، متى لا تمطر هنا؟"

وبدأت تشعر بالريح تتلاعب بالقارب فقال "إذا كنا محظوظين سنصل قبل أن تشتد العاصفة، أمامنا أقل من عشر دقائق ها هي الجزيرة أمامنا"

كانت بالفعل قد لاحظتها وازدادت الريح ولكنه كان ملاح ماهر أتقن 






التحكم بالقارب وارتفعت بعض الأمواج معلنة التحدي لذلك القارب الذي يخترق الأمواج، قالت بخوف 

“ وإن لم نفعل؟"

لم ينظر إليها وقد اقترب كثيرا من الجزيرة فقال "لابد أن أقلل السرعة المرسى هنا ليس معد لرسو القوارب به صخور بارزة، ها نحن اقتربنا منها"

وبالفعل رأت هي الصخور وقد اقتربا تماما من شاطئ الجزيرة وذهب ضوء الشمس وبدت تطمئن إلى أنه سيرسو بالقارب ولكن ارتفع صوت الرعد فجأة فصرخت من الفزع وانتفضت لتصطدم به فيختل توازنه على الدفة فاصطدم بالصخرة الكبرى فهتف هو بغضب 

“ سهر احترسي اللعنة لقد اصطدمنا لابد أن نتوقف هنا" 

شعرت بالخوف لأنها السبب، ارتج القارب بقوة من الاصطدام فسقطت هي على الأرض واصطدمت رأسها بشيء صلب فتألمت وهي تضع يدها على رأسها وتحاول أن تنهض، بينما تمسك هو بالدفة متلافيا اصطدام آخر حتى أوقف القارب بصعوبة 

عاد البرق وتبعه الرعد بنفس القوة وانسابت الأمطار ككل مرة، لاحظ سقوطها فاتجه إليها وساعدها على النهوض وهي تمسك برأسها 

قال "دعيني أراها"

رفعت يدها فقال "إنها كدمة سأحضر لكِ بعض الثلج ثم أنظر إلى الخسائر






كاد يتحرك ولكنها قالت "أنا آسفة لم أقصد"

نظر إليها وقال بجدية "أعلم"

وتحرك مبتعدا، لم تخرج وعاد وقد تبللت ملابسه من المطر والتصق القميص الصيفي بجسده، وضع لها الثلج وقال "انتظري هنا حتى أنظر لجانب القارب"

أمسكت الثلج وهي تشعر بالخوف والذنب لقد أفسدت الأمر بغبائها، رأته يعود وخلع قميصه وألقاه بعيدا وقال وهو يتجه إلى اللاسلكي 

"لن يمكننا التحرك به لو تحركنا سيمتلأ القارب بالماء"

حاول الاتصال ولكنه لم يتلقى أي استجابة فقالت "ماذا حدث؟"

ترك اللاسلكي وقال "أحيانا العاصفة تتسبب في بعض الخسائر والجزيرة ليست على أحدث طراز وأجازات الأعياد، نحتاج بعض الوقت حتى يكتشف بيل غيابنا"

نظرت إليه وقالت "ألم تخبره عن رحلتنا؟"

قال وهو ينظر إلى إصابتها "لا أحتاج إلى الإذن من أحد"

نزلا إلى الصالة الصغيرة التي سقطا بها من قبل بمقاعدها ومائدتها قال "لا أعلم كم من الوقت سنبقى لكن لو لم نتلق







 اتصال اليوم يمكنني إصلاح العطل لكنه سيأخذ وقت لأني وحدي"

نظرت إليه وقالت "يمكنني أن أساعدك ولكن أين هواتفنا؟ ألا تعمل؟"

ابتعد إلى المطبخ وقال "يمكنك المحاولة هاتفي سقط في الماء وأنا أنظر إلى العطل"

عندما وصلت لهاتفها وجدت أن لا إشارة به فألقته بعيد وقالت "يا الله أكيد أنا المصابة بسوء الحظ ليحدث لي كل ذلك"

خرج وبيده قدحين من القهوة أعطاها واحدا وقال "إنها تحدث لكل الناس فلا تعقدي الأمر"

جلس على المائدة فجلست أمامه وقالت "كيف ستصلحه؟" 

نظر إليها وقال "ربما أحتاج بعض الأشياء من على الجزيرة لذا سأنتظر أن تذهب العاصفة لأذهب" 

ارتفع الرعد مرة أخرى فانتفضت مرة ثانية، شعرت بالخجل وقالت "آسفة لم أعتد عليه بعد" 

تناول القهوة وقال







 "أعلم ولكن عليك أن تعتادي فنحن لا نعلم متى تأتي العاصفة ومتى تذهب، ربما تبقى ساعة وربما تدوم ساعات" 

تراجعت وقالت "هل تعني أننا يمكن أن نبيت هنا؟" 

ضاقت عيونه وقد كان لابد أن يخبرها بذلك فقال "للأسف في كل الأحوال لابد أن نفعل، كما أخبرتك لا نعلم متى تتوقف العاصفة، وإصلاح القارب سيأخذ وقت ربما يوم أو أكثر" 

نهضت وقالت بفزع "لن نبيت سويا هنا لا يمكن" 

تناول آخر قطرة من القهوة وقال بهدوء "لا داع لهذ الفزع أخبرتك من قبل أني لست همجي ولا حيوان" 

ثم نهض وتركها وابتعد، شعرت بأنها كانت سخيفة وربما أساءت الكلمات ولكنها على حق، لن تبيت معه بمكان






 واحد ولكن كيف أصلا ستبيت وحدها بمكان كهذا وسط هذا الرعد المفزع؟ 

مضى الوقت بصعوبة ولسوء الحظ طالت العاصفة إلى العاشرة مساء وهب تتحرك قليلا وتجلس قليلا وهو بغرفة المقود لا يريد أن يبق معها ارتدى قميصه المبلل وتركه مفتوح وما أن توقف المطر حتى نزل نظرت إليه فشعر بالخوف بعيونها ليس منه وإنما من الجو فتضايق ربما كان عليه أن يبق معها ولكن هي لا تثق به 

دخل وقال "سأعد شيئا نأكله من الجيد أني أحضرت الكثير من المعلبات معي" 

لم ترد وانكمشت على المقعد في صمت وقد شعرت بالإرهاق والصداع، وضع الأطباق فقالت "تجيد تحضيرها" 

لم ينظر إليها وقال "أخبرتك أني كنت أدرس في برازيليا وكنت أقيم وحدي مع بيل" 

عبثت بالطعام بدون شهية وقالت "يبدو أن العاصفة قد ذهبت" 






قال "نعم تناولي شيء، أنت لم تأكلي جيدا وهذا ليس بجيد، في الصباح سأذهب على القارب المطاطي إلى الجزيرة لأحضر ما أحتاج إليه" 

نظرت إليه وقالت "لن تتركني هنا وحدي" 

نظر إليها وقال "والآن أصبحت مصدر أمان لك؟ لم أعد أفهمك حقا" 

أخفضت عيونها ولم ترد فترك الطعام وتراجع في مقعده وقال "سهر" 







نظرت إليه فقال "من المفترض أنك أتيت معي لأنك تثقين بي، فتأكدي أنني محل تلك الثقة وأنني لن أضرك مهما






 حدث، ليس فقط من أجل هدى ولكن لأنني كما أخبرتك لست بهمجي ولا حيوان" 

هزت رأسها وقالت "أنا لم أقصد ذلك ولكن أنت تعلم أنا فقط أرتبك






 مما حدث ولا أجيد التفكير وكنت أرفض من البداية أن نذهب وحدنا" 

نظر إليها بقوة ثم نهض وقال "أعلم والآن هيا ادخلي ونامي تبدين متعبة"





 

نظرت إلى الغرفة ولم تعرف بماذا ترد فقال "سأنام بالخارج فقط 







اعطيني بعض الغطاء ووسادة، لن تمطر مرة أخرى وإلا ستضطرين أن تتحملي وجودي بالداخل، فقط اتركي الباب" 







لم تعارضه وإنما دخلت وأحضرت له ما طلب فقال "نامي ولا تفكري كثيرا" 

هزت رأسها فتحرك فوجدت نفسها تقول "فهد" 






نظر إليها، هو متأكد أنها لم تناديه باسمه من قبل 





وكم كان اسمه جميلا من بين شفتيها، قالت برقة لم تقصدها "أنا آسفة" 

حدق بعيونها لحظات قبل أن يهز رأسه ويتجه 




إلى الخارج حيث السماء التي عادت إلى طبيعتها والنجوم التي توسطتها 




ونصف القمر الشاحب الذي أضاء الليل، تمدد على نصف الغطاء وظل ينظر إلى السماء ولكنها لم تكن السماء وإنما كانت عيونها، نعم هي





 أغمض عيونه ربما تبتعد ولكنها طاردته حتى وهو مغمض، فتح عيونه مرة أخرى وأدرك أنه منذ




 عرفها والسهر كاسمها أصبح حليفه أما هي فظلت تتقلب في الفراش وهي تراه أمامها ثم تذكرت 






قبلته لأول مرة يفعلها رجل بها، دق قلبها عند ذكر القبلة وظلت عيونه أمامها، وعاودها التفكير الآن لا تعرف ماذا يمكن أن يحدث لها؟ وكيف





 أصلا حدث كل ذلك؟ الآن هي وهو بمكان كهذا وحدهما؟ وماذا!؟ ألم تكن تعرف أنها ذاهبة معه 







وحدها منذ البداية ووافقت على ذلك؟ فلماذا 



تعترض الآن؟ عليها أن تتحمل نتيجة قرارتها الخاطئة ..

 لقراة باقي الفصول اضغط هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-