أخر الاخبار

رواية الباسمة الفصل الحادي عشر 11بقلم روتيلا حسان


 رواية الباسمة 

الفصل الحادي عشر 

بقلم روتيلا حسان 

.

بعد سماعها لكلماته الصادمة تجنبته تماماً وقضت ليلتها بشقة والدها بحجة ضعفه واحتياجه لها ومع اصرارها بخدمة والدها وافق هارون مرغماً وتركها تؤدي دورها ..

كانت بغرفته تحيطه بالعناية  بضعفها الملفت بعيونها الغائرة وبشرتها الشاحبة حتى شعرها فاقد لمعانه ..

هو ادعى الراحة وعينه عليها وهي ادعت قراءتها بكتاب يحمل عنوان التاريخ الذي تعشقه لا  ارتاح هو ولا  فهمت هي كلمة مما تقرأ ليخترق صوته السكون

: ما بكِ

نظرت له بحيرة : ما بي

: لا تتذاكي على أبيكِ ..ومع ذلك تريدين إجابتي ..أين ابنتي

تركت كتابها جانياً مرددة بتنهيدة : معك يا أبي لم تتركك لحظة

: التي أمامي ليست ابنتي .. ابنتي كانت مرحة نشيطة باسمة أما التي أمامي فهي شبح لابنتي جسد بلا روح ..

هل أرهقتك بمرضي أم هارون فعل ما يسئ لك

: لا هذا ولا ذاك أنت تتخيل

: لا أتخيل يا باسمة أنا أعرفك جيداً ..صمتك لا يعجبني .. اختفاء ابتسامتك يصدمني..أبحث عن السبب لكل تلك التغيرات ولا أراها .. عندما أتخيل إني بمكاني هنا محبوس بين أربع جدران وأنتِ خارجاً تعاني أكاد أجن ..

جلست بجانبه قبلت يديه بحب وهي تبتسم بوجهه : هاي ..إهدأ ..كل هذه تخيلات ..سوف أقر بالحقيقة ..

أنا لا أنام جيداً  ..هذه هي المشكلة يومي العطلة  الأسبوعية سأنام وستجدني إن شاء الله مستقبلاً أفضل ..هل توعدني أن تركز على صحتك ودعني أنا أتولى شئوني و كما تعلم أنا أجيد التعامل معها وتنظيمها

: هل أنتِ واثقة من قدرتك على تنظيمها

نامت على كتفه وهو يقربها أكثر منه و ربت على ظهرها بمساندة تحتاجها : أكيدة جداً

قبلها على رأسها بتفهم لأحوال ابنته التي لا تخفى عنه : أريدك أن تتأكدي من أمر واحد وهو أن أبيكِ يؤيدك بأي قرار تتخذيه لأنه يعلم قوتك ويعلم أنكِ لا تتخذي أي قرار إلا إذا كان بعد تفكير و دراسة

نظرت لعمق عينيه وهي تبتسم من قلبها أخيراً : أشكرك يا أبي..  هذا ما احتاجت باسمتك سماعه

باليوم التالي أعتبر ما حدث منها ومبيتها مع أبيها  أمر طبيعي احتمال حدوثه وخاصة مع حالة عمه الحرجة ..لم يوجه لها كلمة عن قصد واكتفى بما صرح به قبلاً لكي تفهم جيداً ممن تزوجت  ..

كما تعود منها بعد عودتهم من العمل تهرول على والدها تطمئن عليه ثم تصعد لشقتها تبدل ملابسها بملابس أكثر راحة وتهبط لشقة والده حيث يظل بانتظارها لتحضر الغذاء الذي تعد معظمه بمساء اليوم السابق ..روتين ونظام لا ينكر أنها تجيده..

جلس بغرفة المعيشة عندما دخلت اعتماد ووقفت أمامه تشير بأربعة أصابع  قائلة : الرابع

هارون يضيق بين عينيه بتوجس  : لا أفهم

تضحك اعتماد : الشهر الرابع من اتفاقنا أمامك شهرين

انتفض هارون بغضب : ما هذا الكلام يا أمي ثم كيف عرفتي

: لله الحمد زوجتك لا تفوت ركعة وهي لم تقربها من يومين ..لن أعيد كلامي

ظل يدور حول نفسه رافعاً رأسه للسماء : يا ربي إلهمني الصبر ...

وبتنهيدة لم يستطع مداراتها

: أه يا أمي مع كل ما تفعله الباسمة لترضيكِ ومع كل صمتي طوال الشهور الماضية على تصرفاتك مع زوجتي لازلتِ تعاني من الغيرة من دخول إمرأة أخرى حياتي

اعتماد بغضب : ليست غيرة ..إنهن اختيارك السيئ من يردن السيطرة على ابني الوحيد ..ابني الشرطي العظيم ..الجبل مثل جده ...وأنا لن أسمح أبداً بذلك ..يكفي ما حدث بزيجتك السابقة ..إذا لم تحمل الباسمة بعد شهرين من الأن أوعدك لن أطلب منك تطليقها ولكنك لن تعارضني بالزيجة الثانية والتي ستكون من اختياري

هارون بغضب وهو يجز على اسنانه :ابنك التي تقفي أمامه الأن وتعامليه كطفل مرتاح مع زوجته أليس لتلك الجملة صدى بقلبك .. لا تفكري بأني سأوافقك على جنون ارتباطي بأخرى ..ولا تتخيلي أن صمتي سيطول أنا أعطيكي الفرصة الكاملة لمراجعة نفسك .. أظن كلامي واضح

تركته دون أن ترد عليه وهي تردد لنفسها أن الباسمة استولت على قلب ابنها  ..نجلاء بكل جمالها لم تفعل ذلك حتى وهو يضع بين يديها تقبله للحياة المشتركة وتقبله لتسلطها على زوجته  كما لم يفعل مع زيجته السابقة فهو يبدو أنه كان يفعل ذلك حتى يمنعها من التفكير بأخرى ...و ها هو بدأ التغير والغضب  لصالح زوجته التي سرقت عقله وقلبه..

لا ابداً .. لن أسمح لأي إمرأة  أن تأخذ قلب وعقل ابني ...

لن تتعب وتسهر وبالنهاية تأتي من تتخيل إنها ميلكته والمسيطرة على حياته...

أما هو فاحمرار وجهه لا يعبر عن مشكلة تقابله دائماً مع أمه من يوم  زواجه بالباسمة وخاصة مع حمل رباب من الشهر الأول لزواجها ..

ولا برجل يهتم حتى بما تثيره من أقاويل وأفعال ولكنه موضوع واحد ينغص عليه حياته


ليصعد لشقته وفي باله تصرف واحد يريح قلبه ...


: السلام عليكم

أكملت جمع شعرها أمام المرآة في جديلة طويلة : وعليكم السلام ..لماذا صعدت دقيقة وكنت انتهيت

جلس على طرف الفراش ينظر لها بهدوء  : هناك أمر أردت رأيك فيه

اتجهت لتقف أمامه : تفضل

:  ما رأيك ان نذهب لطبيبة متخصصة بأمور الحمل

جلست بجانبه وهي تنظر للأرض بخجل وهي تعض على شفتيها كيف تقول له ما تفكر به هامسة : لا داعي الوقت لازال مبكر

أمسك يدها بلطف :و ما الداعي للتأجيل..  أنا شخصياً غير متعجل لكن ما المانع أن نطمئن

أخذت نفس عميق وبضيق : خالتي من تتعجلك أليس كذلك

رفع رأسها ينظر لها بابتسامة : ألا تريدي أطفال

: بالطبع أريد

: أذن ما المهم إذا كانت أمي من تتعجلني أو لا إذا كان هدفنا واحد

عضت على شفتها بقلق أمام أنظاره

: باسمتي  لما القلق  الأن

رفعت يديها لتحدثه بلغة الإشارة فأمسكهم كلتاهما بيده اليسار وبأنامل يده اليمين لمس ثغرها يرسمها بلطف : لا داعي للقلق معي حدثيني  بما تفكري به

همست : أنا أفكر إنك تزوجت من قبل و..

قاطعها أخذاً إياها بحضنه وهو يقبل عنقها أسفل أذنها التي تحمل السماعة الطبية هامساً : باسمتي من أجلك  وقبل زواجنا حتى لا أظلمك معي تأكدت من قدرتي على الإنجاب

ابتعدت قليلاً تنظر بعينيه تتأكد مما سمعت وبحيرة : ولكن كيف..

استقام واقفاً ينظر لها من علو عابساً : لا تصدقيني

أمسكت يديه : لالا تفهمني خطأ ..انا أقصد هي..

قاطع استرسالها بإصرار : لا يهم ..أنا أسألك الأن هل توافقي على زيارة الطبيبة

وقفت أمامه ضاحكة تجنبه وتجنب نفسها الحديث عن نجلاء  : طبعاً ..أنا في لهفة للاطمئنان والحصول على طفل لا تتصور سعادة  أبي لو حدث ذلك أكاد أقرأ بعينيه سؤاله الصامت

وضع يديه على كتفيها وقربها منه يقبل  جبينها

: إن شاء الله نحقق له أمنيته وأحصل أنا على ابنه جميلة تشبهك

...

بعد أسبوع من اتفاقهم كانوا عند الطبيبة...

 كان هارون يجلس أمام مكتبها في حين الباسمة مع الطبيبة خلف ستارة حاجبة تقوم بإجراء الأشعة فوق الصوتية سمع بوضوح الطبيبة بعد فترة تسألها

: هل تتناولي حبوب منع الحمل

الباسمة بفزع : لا بالطبع

وقفت الطبيبة وتركت الممرضة تساعد الباسمة على الوقوف : هل تتناولي أي أدوية من أي نوع

صمتت قليلاً الباسمة تفكر بحيرة : فقط حبوب فاتحة للشهية

: ما نوعها

: لا أدري لم انتبه لنوعها

: حتى ولو كان لا أظن هي السبب فيما أرى .. عموماً هناك تحاليل أريدك أن تجريها سأكون رأي نهائي بعدها ..

عادت الطبيبة  لمكانها خلف المكتب تكتب على ورقة التحاليل المطلوبة بينما عادت الباسمة تجلس شاحبة الوجه أمام هارون الذي كان يكتم غضبه وهو قابض على يديه حتى ابيضت مفاصلها ..

قالت الباسمة : أريد أن أطمئن

سلمتها الطبيبة الورقة وهي تبتسم بوجهها : لا تقلقي الأمر بسيط قد يكون عندك بعض الاضطرابات في الهرمونات بعد التحاليل سنحدد خطة العلاج

حركت الباسمة رأسها يمين ويسار : لكن أنا فعلاً لا أتناول ...

قاطعتها الطبيبة : سنتحدث بعد التحاليل ومن هنا لوقتها حتى الحبوب فاتحة الشهية أوقفيها

غادر هارون الصامت تبعته الباسمة هامسةً : إن شاء الله

...

بالسيارة لم تستطع كبح دموعها التي سمعها هارون كأنها حافز لثوران أفكاره ليصرخ بها

: لا اريد أن اسمع صوتك

: صدقني يا هارون أنا لم ..

رمقها بحدة : ماذا  قلت ..

أخفت وجهها بين كفيها تكتم صوت بكائها لماذا يفعل ذلك الطبيبة قالت قد يكون اضطراب هرموني لماذا يصدق عني أنني قد أتناول ما يمنع حملي وبجرأة أيضاً ..

ثم كيف يا ربي وهو حلمي ..

أما عنده فلم يفكر سوى بمحاولتها التمنع للذهاب للطبية بحجة أن العيب منه..

وأنا الذي صدقت حبها ولهفتها على الأطفال ولو من أجل أبيها ..

وتذهب معي عند الطبيبة متصورة إنها كذبة لن تُكشف..

ماذا تعتقد أني لازلت حل مؤقت بالنسبة لها مثلاً وأننا قد ننفصل ومن الممكن أن تعود لذلك اللزج أحمد مستقبلا ..

عند تلك النقطة من تفكيره ضرب المقود بعنف


ورعد بصوته حتى كاد جسدها ينهار خوفاً فهارون عندما يغضب تتلاشى الحدود  بين سلوك متطلبات وظيفته  مع حياته الخاصة

: حسابي معك بالمنزل

وبالمنزل كانت تتبعه بتوجس ورعب من منظره الإجرامي حتى دخلا غرفتهما فتحت عينيها بدهشة

لا تستطيع يقيناً التأكد لكنه فعلاً يفعلها نعم أنه يبحث بأشيائها بطريقة واضحة يفتح الجوارير ويلقي ما بداخلها يبحث بين طيات الأغطية حتى تحت الفراش

سالتة بخوف : ماذا تفعل ؟

نظر لها فجأة عابساً وكأنه فوجئ بوجودها  : لا شيء

: هارون أنك تبحث بأشيائي

كان رده ابتسامة لم تصل لعينة وبجمود شديد أصابها بالرعب : لماذا أنت خائفة ..هل تخبئي شيئاً لا تريدي مني الاطلاع عليه مثلاً

نقلت عينيها بينه وبين خزانتها التي كان يقف أمامها ثم اسقطت كل محتوايات الأرفف بحركة سريعة على الأرض

واقتربت منه وهي تحاول أن تكون هادئة : هارون أنت تصدق إني تناولت حبوب لمنع الحمل

: أنا لا أصدق إلا الحقائق ..وأنا الأن أبحث عن الحقيقة

: تبحث عنها في أشيائي ..ألا توجد ثقة أنا مرعوبة من فكرة تأخري بالإنجاب وبدلاً أن تواسيني تبحث عن حقيقة خيالية ..

مدت يدها تمسك ساعده وهي تديره ليواجهها

: انظر لي هنا وواجهني إسألني وأنا أجيبك ..

وقف أمامها بطوله الفارع واضعا يديه على خاصرته

: جيد ..هل تتناولي دواء لمنع الحمل

نظرت لها بثبات : لا

: حسناً صدقتك ..لكن بعد نتيجة التحاليل إذا اكتشفت إنك كاذبة 

قاطعته بثقة وهي رافعة الرأس : لم اكذب 

نظر لوقفتها أمامه وهو يضيق بين عينيه هنية ثم هتف بجمود : إذا حدث العكس ستري هارون أخر لن يعجبك

وتركها و غادر الغرفة بل البيت كله..

لا تصدق ما يحدث معها ..

هل جن هارون ليتصور ذلك ...

نظرت لأشيائها بالأرض فلمحت شالها الوردي الحريري فحملته بيدها وبكت وهي تكاد تمزقة

: حتى أنت لن تنجح بجعل عالمي وردي فصاحبك وسر قوتك السحرية أفقدني البصر  ...

مر أسبوع بعدها تحاول أن تجري حديث عقلاني معه وهو يقاومها ويرفض..

كل ما يدور بباله  فقط  نتيجة التحاليل التي ينتظرها وكأنها ترياق حياة..

 حتى ظهرت وليتها ما ظهرت لتتحول حتى لحظاتهم التي كانا يسرقوها من بين أنياب أمه إلى عذاب خالص..

بحث لا يتوقف داخل شقتهم وتطاولت يديه للبحث بغرفتها بشقة والدها نظرات مؤنبة وتسامح مبالغ فيه مع أمه التي زادت بجبروتها وأعمال المنزل الشاقة ..

لازالت صامدة ولا زالت تحاول أن تصل معه لسبب لكل ذلك ..

همس لها مرة إنه يصدقها مرة واحدة ولكنه لم يصدقها كفاية لدرجة إنه يتوقف عن البحث  ..

الدواء الذي أوصت به الطبيبة أشرف بنفسه عليها بتناوله..أصبح لديه وسوسة ناحية كل شيء يخصها حتى ولو علاج للصداع الذي كثيراً ما يصيبها بسبب سماعة الأذن يحضره بنفسه بعد أن يشاور الطبيبة عنه إذا كان مسموح أم لا  ..

وهي تقابل كل ذلك بصبر غارقة بين أبيها وبين المطلوب منها من واجبات دون أن تحاول أن تتوقف لحظة للتفكير بهارون وتصرفاته لأنها تعلم نفسها لو توقفت لحظة ستكون النهاية ..

تجلس بغرفة المعيشة تتحدث بالهاتف وهي ترفع قدميها عن الأرض التي كانت تمسحها الباسمة التي كانت تضحك بداخلها متصورة نفسها سندريلا وتنتظر الأمير الذي سينتشلها من بين أنياب زوجة الأب ..

ووسط غيمة أفكارها فوجئت باعتماد تهتف بصوت عالي

: وهل هناك مثل نجلاء يا أختي .... حبيبي هارون كان لا يقبل كلمة في حقها فما بالك بمد اليد أو الصوت العالي ..لكن ماذا أقول عين هي ما أصابتهم فحبهم وصورتهم البراقة للناظرين كان سبب في افتراقهم ..لقد أكد لي هارون العديد من المرات إنه لازال يحلم بها ويتخيلها ..حتى إنه قال لي من قريب إنها لولا زواجها من أخر كان أعادها لعصمته ملبياً لها كل طلباتها  ...

وقفت الباسمة فجأة قائلة بحدة : كاذبة ..

أغلقت اعتماد الهاتف وهي تصرخ بها : هل تنعتيني بالكذب هل هكذا ربتك أمال

صرخت بها الباسمة بالمقابل : إنك تتعدي حدودك وتكذبي وبالأخير تتجرأي وتأتي بسيرة أمي على لسانك

دخل هارون ووالده على أصواتهم العالية

: تعال يا هارون اسمعك زوجتك وتطاولها على أمك

لم يسأل فقط سمع صراخ الباسمة وهو كافي له ليعاقبها فأمسكها من عضدها  بقسوة دافعاً إياها أمام والدته : اعتذري ..حالا

ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تحاول تمالك نفسها أمامهم  : هارون اسمعني أولاً

علي بحدة : يكفي لهنا  اصعدي يا ابنتي لوالدك

قاطعهم بنبرة قاسية وأمر قاطع دون الإلتفات لكلام والده وهو يقرص بيده الثقيلة عضدها : حالاً ولا تعيديها مرة أخرى وترفعي صوتك على أمي ..كم مرة كررت على مسامعك إن أمي أولا

لمحت الباسمة بسمة ساخرة من حماتها التي وقفت تهز رجلها وهي عاقدة ذراعيها أمام صدرها ..

 فنظرت له بثبات رافعة الرأس دون حتى أن تتلكئ بحرف : عندك حق

ثم نظرت لاعتماد : أعتذر خالتي ...أتمنى أن لا تحزني او تغضبي مني فأنا أعتبرك كأمي تماماً وأتمنى أن تعتبريني كرباب أو على أقل تقدير كنجلاء زوجة هارون السابقة التي لا تكُفي عن تعديد محاسنها أمامي ...

ثم تركتهم وهرولت على والدها بداخلها قرار واحد لن تحيد عنه فالصبر عليهم انتهى ...

جلست اعتماد وهي تداري توترها الواضح أمام انظار ابنها وزوجها الحادة

: هل أنتِ راضية عني يا أمي

: قلبي راضي عنك يا ابني

اقترب وقبل يديها بعمق ثم رأسها مغمغماً برضا : الحمد لله ...

صمت للحظة وهو ينظر لأمه بتركيز يستعيد سيطرته الواجبة أمامها

ثم استقام بضحكة لم تصل لعينيه وهو يدخل يديه بجيبي بنطاله  : يبدو أنكِ لا زلتِ تحبي إبداء النصائح لكنتك بصورة ملتوية بذكر محاسن الأخريات ...لكن أعتقد ان الباسمة لا تحتاج لكل تلك المراوغة الأسلوب المباشر أفضل لها ولي ...فأنا متأكد إن هناك ما تعرفه باسمة عن نجلاء قد تسيئ فهمه فتعتقد بذكائها المحدود كما دائماً ما ترددي لها أن ترك البيت وعدم مراعاتك ووالدي .... وأيضا التقليل من احترامي بعدم تنفيذها لأوامري هو ما تفضليه بالكنة ... وهو طبعاً عكس ما تتمنيه لأبنك ..

أليس كذلك...

ثم تركهم وصعد لشقته دون أن يبدي أي رد فعل على سلوكه القاسي نحو زوجته أو تأنيب ضمير فعقابه لها لازال مستمر

عقاب لشيء لم تفعله ..


رفعت نظرها لأعلى بعد سماعها لتأنيب هارون العنيف فوجدت علي يقف وجسده كأنه مشدود على وتر

: إتقِ الله يا إمرأة ..لقد تماديتي ..ألم يُخلق بالدنيا رجل سوى ابنك ..كنتِ خجولة رقيقة لا يكاد يُسمع لكِ حس أصبحتِ متحكمة بغيضة لقد أصبحت أكره التواجد معكِ بمكان واحد ..

تكادِ تشعريني بالغثيان من أفكارك وأنتِ تدبري وترسمي الخطط  لتفرقي بين هارون و زوجته..هل نسيتي إنك امرأة كتلك التي تتأمري عليها ..

واجهته بقوة تقاطعه  وهي تكاد تجن أن كل تعبها بالسنين الماضية يلخصها زوجها الأن بأفعال غير مسئولة

: هذا رأيك بي بعد كل هذه السنين أنا متحكمة وبغيضة لتلك الدرجة ..

تراجعت للخلف وببرود

: لكن أتعرف إذا كنت تراني كذلك فأنا أفخر بذلك..

من ترك البيت ومسئوليته على عاتقي لدرجة تحولي من إمرأة كاملة الإنوثة الى ذكر بشارب كما تحاول أن تقول  أليس أنت ..

من كان يخشى إغضاب أمه المتسلطة فيستسلم لأوامرها المتجبرة ويأتي يشتكي لي ..

هل بعد شكوة الزوج من عدم قدرته على المواجهة مع أمه و الحياة وصعابها تستطيع المرأة الحرة ان تترك المركب ان يغرق ..

نعم أخطأت لكن أخطات ليستقيم هذا البيت ليصبح البكري رجل شرطة والبنت جامعية يقسم بأخلاقها  ...

نعم جعلت هارون على ما عليه من جبروت حتى يعوض نقص إحساسي بوجود الرجل المسئول بالبيت فتشبثت برجلي الصغير ليصبح الرجل الذي نتكئ  بسنوات غيابك أنا وأخته عليه فلا يصيبنا من الزمان الغدر ومن الناس الشماتة ..

نعم أصبح متجبرة متسلطة سليطة اللسان وأفخر بذلك  يا علي ...

لتتحرك من أمامة متماسكة ظاهريا فقط حتى تختلي القوية بنفسها ..

تركت رجل يؤنب نفسه عن تغاضيه عن أفعال زوجته ..

أمه صباح كانت لا تملك من القسوة إلا لسان توبخ به ابنيها الذكور ليصلب عودهم وأبداً لم تفعل أكثر من ذلك بينما زوجته الباهرة الجمال التي خطفت عينيه و قلبه عندما رأها أول مرة تدليله لها جعلها تعتقد أنه ضعف منه  لتأخذ دور المتحكم دون رادع ..

لكن إلا الباسمة يا اعتماد فإن لم يحميها هارون سيكون عليكِ ملاقاتي أنا   ..


مر الوقت سريعاً وحمل سكون الليل الأفكار وأرجل غاضب نحو شقة عمه باحثاً عن زوجته التي تحتجب من يومين بشقة والدها

دخل غرفتها فوجدها تغطي وجهها بشال حريري وردي اللون فيرفعه عن وجهها فتقابل لمعان عينيها البنية بسبب دموع محبوسة عينيه

: ما حكاية شالك الحريري

كان يعلوها مستنداً على كفيه

: تقصد شالك الوردي

نظر له وهو يفكر : ماذا تعني

تقبل دفعتها الرقيقة وابتعد عنها ليقابلها بمجلسه فوق الفراش مجلسها

: هديتك لي يوم عزا أمي هل تتذكره

حرك رأسه بنعم وهو يأخذ نفس عميق ونظرة مع الشال بيده

شعرت بالذهول لتغمغم : غريبة أن تتذكره بعد مرور تلك السنين

ابتسم وهو يرفع الشال ويضعه على رأسيهما معاً ليكون فوقهم كخيمة رقيقة : أنا لا أنسى أي شيء يخصك

ضحكت بسخرية : أكاد أتخيل أن تقول بعد ذلك أنك تحبني

نظر لها بقوة بعمق عينيها : نعم

غابت السخرية  وجذبت الشال ولمته بحضنها وسألته بتوجس  : ماذا قلت

: لماذا لا تصدقيني

: هل تحدثني عن حبك لي ..هل ما يصلني من سماعة الأذن صحيح أم أصابها ما أصاب أذناي العطب ...

: صدقيني أحبك بل أهيم بحبك

تقاطعة باسمة بمرارة : متى يا ابن عمي .. يمكن عندما سمحت لخالتي اعتماد أن تهيني أو تضغط عليك للزواج من أخرى وتنهي زواجنا ..  زواجنا الذي وإن كنت أخطأت بطلبه منك من أجل والدي ولكنك ارتضيته... ارتضيته ووثقته بحمية بعهود حماية لم أجدها منك..

كنت استعطف فيك يوم بعد يوم عدلك فأجدها تتسرب بين يدي كالثلج أشعر به ويترك أثره ولكن بلحظة يختفي ..

للحق شهر واحد من السعادة ورفرفة فوق السحاب ثم اسقطتني من عليائي للواقع ...

لماذا تقول كلمة لا تستطيع الوفاء بها أنا  لا أستحق كل تلك القسوة منك..

حاول أن يقربها منه ولكنها دفعته واستقامت واقفة بعيد عنه فهتف : صدقيني

: أسأل نفسي الأن متى ..متى أحببتني حقا هل عندما كنت تذكرني كل ليلة إني كنت أقل من اي أمرأة كنت تلتقيها بشقة المرح أو تحادثها أمامي دون خجل

انتفض ووقف بمقابلها وبحدة : أنا لم أقابل اي واحدة من يوم زواجنا

: نعم ..نعم يا زوجي لم تقابل أي واحدة ولكنك لم توقف اتصالاتهم بك حتى وأنت تتمنع أحياناً أو ترد بعنجهية أحيانا كنت أسمعك كنت أقرأ حركة شفتيك كخنجر مسموم بصدري

مرر يديه بعنف على رأسه وصرخ بها : لم أفعلها وأنا قاصد إهانتك كنت فقط أعاند نفسي كنت أحاول أن أذكر نفسي بتلك المحادثات إنه ليس هناك من يقيد حريتي

هبطت بيديها التي كانت تشير بهم مرددة بإحباط : لكني زوجتك ..وأبداً الزوجة تكون قيد ..الزوجة سكن يا هارون ..الزوجة أمانك أن لا تقع بالمحرمات ..أنا زوجتك يا هارون زوجتك ..أم لأنني أقل من كل من عرفتهم هل تؤذيك أعاقتي لهذه الدرجة

عاد للخلف بدهشة : لهذا لم تواجهيني وتدافعي عن حقك بي . ..لهذا تنازلتي عن حقك أمام أمي ..

تركتيني أتصور أني أمر مؤقت بحياتك وأنتِ تتنازلي لإعاقتك

تراجعت وبغصة : ليس إعاقتي فقط بل طلبي منك الزواج ..أمران أهونهما مر

ضحك بسخرية وبقسوة فاجأتها : تفكيرك هو المعوق يا باسمة وليس أنا ..أنتِ من أجل أبيكِ وصحته دوستي على كرامتك وطلبتي مني الزواج ...

أليس من حقي أن أشعر بنفس درجة الأهمية بقلبك فتدافعي عن زواجنا

أنتِ من استسلم لجعل من حولك يشعروكي بالنقص بالرغم أني من بداية الزواج نبهتك إنه زواج أبدي كل منا له دور فيه لاستمراره..

مد يده يشدها من جديلتها فيؤلمها لتشعر بألمه منها وهو يجز على أسنانه : تنازلتي عزيزتي عن حقوقك فلا تطالبيني أنا أن أبحث لكي عنها أو استرجعها لكِ فما ان تنازلتي أصبحتي بدون حق ..

كان يشدها حتى التصقت بصدره فرفعت له رأسها تغرق بقسوة حديثه وغضبه المكتوم منها

:من البداية كنت أمرر لكي بعض الأمور حتى يكون جوابك هو المانع لأي تدخل بحياتنا أعطيتك كامل الصلاحية أن تبني بيتك خيرتك بكل أمورنا لكن ببساطة رفضتي تحمل المسئولية وتركتي لي الأمر هل كنتي تتصوري عندما تطلب مني أمي أمراً كنت سأرفضه إذا كنتي أنتِ منحتيني مباركتك فلماذا أرفض وأنا بينكم أكون هارون الرشيد في زمانه ...

ترك جديلتها ونقر بسبابته جبينها

: شعورك بالنقص هو خطأك وحدك فأنا لم أشعرك يوما بالنقص بل كل استناج يخص هذا الموضوع أنتِ من زرعتيه برأسك وتغذيه حتى كبر وتعاظم ...

تراجعت صارخه به وهي تنهت  : طبعاً سيكون هذا تفكيرك ..وتفكير أي رجل يريد الراحة ببيته دون النظر لشريكة حياته ...

نعم بالظاهر أعطيتني حرية الأختيار لكن في باطنه رفض لأي محاولة لتخطيك أو تخطي تحكمات والدتك ...

لا تسألني عن كمية اللاءات التي خرجت من جوفي ولم تجد الصدى عندك لإنها ببساطة لم تخرج من فمي فقط حتى لا أشعرك بالضيق وأجعل رجوعك لمنزلك راحة تتطلع لها وتهفو إليها ..

يا زوجي الزوجة تريد من زوجها القيادة بكل أمورها بالحياة تريد تفهمه تريده يعرف ويعالج مشاكلها دون ان تنبهه أو توجهه لا تريد منصب كفله للرجل بالشرع والقانون والتقاليد ..

أشارت له بسبابتها لصدره

: لست أنا من أعقت نفسي بل أنت من أعقتها

أمسك يدها التي تلمس صدره وضغط عليها :  أنا أحببت من أرادتني بقوة لدرجة إنها أخذتني بطلبها على حين غرة ليست تلك الضعيفة التي توارت بعدها بخزي ..أنتِ يا حياتي من سحبت يدها بعد أن كانت تقودني وسط الأمواج العالية لتتركيني وتكتفي بنفسك عني أنا أحببت قوتك وليست تلك الضعيفة التي تتوارى وراء خجل وعاهة لا أحد يراها سواها ..

تحرري من عقدتك فتكسبيني ..تحرري منها وأمنحيني الحياة ببسمتك ...

رفعت رأسها بقوة وتراجعت بعيد عنه :لا تطالب بشيء لن تستطيع مواجهته لا تطالب بقوتي يا ابن عمي فأنا أحميك منها

وقف هارون ينظر لها بتوجس : ماذا تقصدي

فتحت باب غرفتها : أقصد ما فهمته يا هارون

انا عدت قوية ..عدت للباسمة التي تعجبك وأول قرار لي هو كما طلبت منك الزواج سابقاً  أطلب منك الان ..أه

اندفع بيده على ثغرها يحبس الكلمات داخله غير منتبه لتألمها الواضح  وبصوت خفيض حاد  : لا تقوليها لو خرجت تلك الحروف منكِ الأن لن أتفهم وجود عمي مريض بالداخل ..بل سأجعلك تندمي على لحظة تجرؤك وفكرتي بها ...

ثم غرس أصابع يده على جانبي وجنتيها بعنف

: ليس أنا من يقول أحب فتقابلني حبيبتي بالرفض ..خافي من غضبي ..

هذه نصيحة من ابن عمك ..


دفعت يده عن وجهها وهي تتوجع : ابتعد إنك تؤلمني هل جننت 

: بل أنتِ يا باسمة التي جُنت حتى نسيتي  مع من تتعاملي معه 

هتفت وهي تملس موضع اصابعه على وجهها : ألا يوجد نهاية لعنجهيتك  هل يدرسوكم بكلية الشرطة  قلة الحيا وطولة اليد واللسان 

: بل يعلمونا عدم الثقة إلا بمن يستحق ولا نعطي وجه لمن هم أقل منا فيتتطلعوا للعلى ولا يحترموا موقعهم الحقيقي 

تكسر داخلها فشعورها بالنقص أمامه لا زال يسيطر عليها فعقدت بين عينيها 

فأخذها بأحضانه عندما أدرك زلة لسانه والتي لابد أن تفهمها خطأ 

همس بعاطفة : أتعبتيني ..تلك طبيعتي التي لن استطيع تغيرها بيوم وليلة وأنتِ عليكِ بعض الذنب 

همست بين ضلوعه : أنا 

: نعم حبيبتي أنتِ من تنازلتي عن تقويمي ومحاولة تغيري 

ضحكت بغصة وهي تحرك رأسها بصدرة فابتسم لحركتها : أه يا هارون لا مجال لتغيرك ستظل هكذا يا ابن عمي جلف 

صفعها بيده الحرة : أنا جلف 

دفعته وتراجعت للخلف وهي تلمس مكان صفعته وهو يضحك محركاً حاجبيه بمرح 

هتفت بغضب :ألن تتوقف عن وقاحتك وجرأتك

أشار لنفسه : أنا أمامك ربيني 

لكمته على صدره وهو يضحك ويمسك معصميها ويحاول تقبيلها فتوقفا وابتعدا عن بعضهما كاتمين ضحكهم عندما سمع نداء والدها الذي سمع جلبتهم ليساعداه على الوضوء عندما حمل سكون الليل صوت قرآن الفجر من المساجد المحيطة 

ساعداه على الوضوء والصلاة ثم استكانا بغرفتها على فراشها الصغير قليل من الوقت المتاح  قبل ذهابهما لدوامهما 

كان يتقلب  بصعوبة وهو يحاول ألا يزعجها 

: سأغيره اليوم  

همست وهي مغلقة العينين : ما هو 

: هذا الفراش 

فتحت عينيها  وهمهمت :لماذا 

همس بغيظ : إذا كنتِ بعد استردادك لقوتك على حسابي  كل يومين ستأتي لتنامي هنا فلابد أن أغيره فأنا لم أعد أطيق النوم في شقتنا بدونك 

ضحكت بضحكتها الرقراقة التي تخطف قلبه: تعرف نفسك وتعرف إنك دوماً ستغضبني 

أخذها بحضنه هامساً بصوت أجش : بل أعرف أمي 

تنهدت بصمت ثم همست : لابد أن تجد حل يا هارون 

:سامحيني 

نظرت لعينه بقوة ثم همهمت  : سامحتك ثم بعد 

أغمض عينه بضعف للحظة : دعيني أفكر بحل 

:لازلنا لم ننهي شكك في تناولي مانع الحمل وهذا أهم عندي من أمر خالتي 

حرك رأسه برفض : أنا لم أشك 

: بل شككت لا تختبر ذكائي 

نفخ بغضب من نفسه : نعم شككت 

فتحت عينيها باتساع متحركة من حضنه بعيد عنه 

جلس محولقاً ثم أراح رأسه للخلف : لا تغضبي ..أنتِ من أصرت بالسؤال وأنا أجبت بالحقيقة 

: إجابتك ليست كافية  لابد وأن يكون هناك تبرير حتى أجد لك مخرجاً بقلبي وأسامحك فعلاً 

: عندي تبرير أحب ان احتفظ به لنفسي 

هتفت غاضبة : ليس من حقك يا هارون أن تخفي حقائق تريح قلبي وتجعلني أتقبل شكك بأمري ...

شدها لحضنه للحظة وقد قرر أن يبرر لها ولكنهما توقفا مرددين 

: لا حول ولا قوة إلا بالله ..ماذا يحدث 

 عندما سمع صوت جلبة خارجاً ثم صوت شيء قاسي أحدث صوت عنيف في سكون الصباح انتفض هارون من على الفراش تتبعه الباسمة وفتح نافذتها المطلة على الحديقة الصغيرة ليفاجأوا بمنظر الصفصافة و فروعها قد قطعت والشجرة نفسها تقبع كجثة هامدة بجانبهم ..

تراجعت الباسمة حتى جلست بضعف على طرف فراشها ودموعها تغرق وجهها بصمت 

لينادي عليها هارون الذي هاله ما حدث : باسمة 

لم تستمع له بل تحركت خارجاً مرددة : حسبي الله ونعم الوكيل ,, حسبي الله ونعم الوكيل  وصلت لغرفة والدها الذي أزاح الغطاء جانبه واحتضن دموع ابنته وهو ينظر بلوم لهارون الذي تبعها صامتاً وهو يحرك رأسه بأسف 

وهتف بأسى : لم أعلم يا عمي صدقني 

: أحيانا من واجبنا كرجال التوقف عن تبرير أخطاء المقربين لنا بحجة أن الدين لم يسمح لنا بتوبيخهم متغافلين عن أن الساكت عن الحق شيطان أخرس ..

أنا لن أطالبك ان تمنع برك بأمك ولكني لن أسمح بظلم ابنتي ..أنا أكتفيت بحياتي من ظلم آحبائي .. ولا تقول إني لا أتفهم موقفك فأنت أدرى الناس بي ..

أغلق الباب خلفك الباسمة ستبقى بالمنزل اليوم فأنا أحتاجها 

 وهكذا بفعلة جديدة من أمه تراجعت محاولاته  لمراضاة زوجته وأصبح حتى بنظر عمه متخاذل ..

كيف يكون متخاذل وهو يحاول إرضاء رب العباد ..

هل يجوز عقاب الأم وتوبيخها على تصرفاتها ..

هل يجوز ..

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالميين 


                  الفصل الثاني عشر من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-