أخر الاخبار

رواية صرخت عذراء الجزء الثاني الفصل التاسع9 بقلم صاحبة السعاده


 رواية صرخت عذراء 

الجزء الثاني الفصل التاسع9

 بقلم صاحبة السعاده

محمد:  انت مش شاكك في حد طيب! حد اذيته او كان ما بينكم بيزنس وحصل خلاف عليه!

رافت:لا لا مفتكرش.


بعد اسبوعين..

كانت جميله تجلس مع زين وهو يرسم احدى الرسومات ثم قال:حلوه!

زين : ايه رايك يا جوجو 

جميله : حلوه اوي يا زين!

نهض زين بسعاده قائلاً:هروح لبابي يشوفها.

جميله:ماشي بس بسرعه.


ركض زين الي والده في الحديقه الذي كان يتابع أخبار الاستيراد في ميناء الاسكندريه واسعار الجمارك الدوليه..وتجلس أمامه ندى بضيق...


قفز زين علي قدميه فترك رافت هاتفه قائلاً:اي يا وحش جاي ليه دلوقتي؟

زين : رسمتك شوف يا بابي الرسمه دي حلوه؟؟

رأي رافت تلك الرسمه وابتسم قائلاً:هو انا سوبر مان دا؟


زين:ايوا.

رافت:ومين دي!

زين:دي جميله هي كمان سوبر مان عشان انقذتني.

احتقن وجه ندى ثم تناولت هاتفها وانشغلت به..

فقال زين:مامي شوفي الرسمه كدا؟

ندى وهي تنظر لهاتفها:حلوه حلوه.


تهكم وجه رافت ثم قال بلطف الي زين:روح جوا يا زين دلوقتي.

نزل زين من علي قدم والده ثم ركض للداخل فقال رافت بتهكم:دا منظر ام بتتعامل مع ابنها.


ندى ببرود:دا مش ابني وانا مش امه وانت عارف كدا كويس يا رافت .

نهض رافت بغضب قائلاً:طببب و شيكتك منعت امامتك يا هانم.

نظرت ندى اليه وقالت: رافت متتعصبش عليا اكتر

فجذبها رافت من شعرها بقوه قائلاً:انتتت انتت واحده مهمله عديمت الاحساس..وانا قرفت منك وفي أقرب فرصه هطلقك.


ثم دفعها علي الكرسي وغادر..فحملت هاتفها بتوتر واتصلت برقم ثم انتظرت الرد..

ندى بتوتر:الحقني بسرعه رافت عاوز يطلقني! 


مر يومان ولم بظهر رافت فقلقت جميله وكذلك محمد  الذي اخذ يبحث عنه في جميع الملاهي الليليه..ولكن لم يكن له اثر مما زاد من خوف جميله..


وفي احدى الليالي دخل رافت متدهور الحال وهو يتكلم معه حاله فقابلته جميله بغضب..


جميله بعصبيه:كنتتتت فيين كل الايام دي!

رافت:كنت فين كنت فيين اه كنت برا.

جذبته جميله ونطرت حولها ثم ادخلته الي غرفتها وصرخت به..


جميله بصراخ:كفاايه يا راااافت كفاايه قرف وعككك كفايه نسوان كفايه خمررره..عشاان ززين حبيبك.


نظر رافت اليها قائلا:زين!

جميله بانفعال:ايوووا زيين زييين ابنك يا رافت ثم اخفضت صوتها وقالت ببكاء:زين ابننا يا رافت فوق من اللي انت فيه دا.


ثم قالت برجاء:كنت فين يا رافت هاه..كنت مع ست صح!

نظر رافت مطولا اليها وقال:انا ماليش في الستات والقرف دا يا جميله..

والدليل انكم لما دورتم عليا محدش لاقاني في اي مكان مشبوه.

جميله وهي تحضتن وجهه بيدها:ط..طب كنت فين هاه قولي يا رافت ريحني.


رافت بهدوء:عاوزه تعرفي كنت فين!

هزت راسها بموافقه فجذبها من يدها وخرج بها الي سيارته فقالت بخوف رافت انت سكران مش هتقدر...فقاطعها قائلاً:انا عمري ما كنت فايق قد اللحظه دي.


ثم ركبوا السياره واتجه رافت الي هدفه ثم بعد مده توقف امام المقابر..

رافت:انزلي.

جميله بخوف: احنا بنعمل اي هنا.

نزل رافت وفتح بابها وسحبها من يدها يلطف قائلاً:مش انت عاوزه تعرفي انا كنت فين!


فهزت رأسها بنعم فقال:يبقي تيجي معايا تعرفي وتشوفي بنفسك...

سارت جميله وهي متشبثه في زراعه من فرط خوفها..

يا فانز لو اى  شخص مكانها كان توقف قلبه..انت في المقابر وفي منتصف الليل وان لم تكن تخشى الاشباح فلابد ان تخشى الأفعى او حتي اللصوص..او لنقول الكلاب المفترسه!! 

 الموقف ليس بهين علي الاطلاق..


توقف مراد امام غرفه ثم فتح بابها بالمفتاح الذي معه..واستدار الي جميله قائلاً بصوت مرتجف:مستعده!


هزت رأسها بتوتر فتشابكت كفوفهم ودخل بها واغلق الباب..

ثم انار الاضواء..

فنظرت جميله حولها بذعر..فهي تقف امام مقبره وحولها الكثير من زجاجات الخمر وهذا يأكد لها ان رافت هو من كان يشربها..


ووجدت ايضا الكثير من الالعاب التي تخص الاطفال فعقدت ما بين حاجبيها بتعجب فاستدارات الي رافت وجدته يبكي..

جميله: رافت في أيه!


رافت بنبره مرتعشه:من حوال١٠ سنين كان ساعتها عندي ٢٥ سنه كنت فى اخر سنه فى كليةالطب.. واجبورت ان اتجوز ساره..عشان صفقه وسخه جدي عملها مع ابوها.


ثم اكمل صوت مختنق من كتم البكاء:قولت عادي انا طول اليوم برا..في الجامعه الصبح وبليل في الشركه ومش هشوفها غير علي النوم هما ساعتين تلاته وهنام..ولو طلبت حقها الشرعي..هبقي اتحجج باي حاجه وعلي واني وااثق انها مش هتطلب بس حطيت الاحتمال دا.


ثم مسح دموعه بظهر كفه وأكمل:بس كان كل اللي في نفسي..هو طفل يملى عليا الفراغ اللي كنت فيه..حته مني احبها بجد..بعد جوازنا بشهرين عرضت عليها الفكره..فكان ردها...


**فلاش بااك**

ندى بضيق:وابوظ جسمي عشان اخلف! لالا يا  استحاله.

رافت بغضب:اومال الجواز اتعمل لييي مش عشان يكون في نسل يحفظ اسمنااا؟؟


ندى:هو دا اللي عندي ومش هخلف روح شوف هتعرف تجيب العيل دا منين!

**باااك**


مسحت جميله دموعه ووقفته امامه فوضع يده علي كفها الصغير الموضوع علي صدغه واكمل وهو ينظر لعيناها:بعدها بشهر كنت هطلقها ويولع الاتفاق علي جدي بس ساعتها جدها انقذ الموقف واجبرها علي الحمل.


دخل رافت في حاله هستريه من البكاء فاحضتنته جميله بقوه وقالت: رافت اهدي مفيش حاجه تستاهل الانهيار اللي انت فيه دا. 


ابتعد عنها وقال:لاا فيي ثم اكمل:بعدها بتلات شهور اكتشفنا الحمل وكنت طاير من الفرحه علي عكسها تماماً..كنت بعد الايام بالساعات كمان واللي خلاني مش قادر استني معاد الولاده انه طلع ولد بقيت علي ناار وانا منتظر ابني بفااارغ الصبر  لحد ما جات معاد الولاده.


ثم مسح دموعه بقوه وأكمل:اول ما شيلت ابني في ايدي نسيت كل حاجه..نسيت اني اتجوزت واحده مبحبهاش..نسيت اني قرفان من حياتي كلها..حضنته جامد..كانت اول مره دموعي تنزل فيها..دخلتلها عشان ترضعه رفضت وقالت..


**فلاش باااك**

ندى بحنق:مش خلفته خلااص بقي كفايه عاوزني ارضعه كمان!

رافت بغضب:دا ابنك زي ماهو ابنيي لازم يرضع.

ندى:جبله مرضعه او لبن صناعي مش كفايه بطني بقي فيها ديفوهات كمان عاوزني ابوظ صدري!! 

**باااك**


تحولت نظراته الي الغضب الجامح وقال:ماكنتش حاسس بمشاعر الامومه من نحيتها علي عكسك..مع انك حملتي غصبن عنك اتجوزتي واحد اغتص*بك حتي ولو تحت شعار الجواز..


بس ماكنش بإرادك..طلعتي تجري وانت بطنك مفتوحه وجيتيلي عشان بس تشوفيه..هنتك وعملتك معامله مستحملهش ست في الكون كله..قاطعته جميله وهي تضع اصباعها علي شفتيه قائله: رافت..ان قاطعها هو قائلا:سبيني  سبيني اتكلم واحكي اللي في قلبي كله..


هزت رأسها بالموافقه فأكمل بينما دموعه تنهمر علي  بقوه:عدت اربع سنين..كانت بتعمله اكنها مرات ابوه..ابني كبر وبقي يشوف معاملتها ليه كرهها..وفي اليوم المشؤم كان عندي في المكتب بيقولي انه عاوز شكولاته بالبندق..حضنته 


ثم انهار رافت فالبكاء وقال بين شهقاته:ماكنتش اعررررف انه اخر حضن ماكنتش اعررف..وبعدهاا باسني وقالي بحبك اوي يا بابي وخرج للجنينه..روحت بنفسي واشتريت الشكولاته ورجعت ادور عليه بس.. بسس..ملاقتهووش..قلبت الفيلا عليه سألت ندى قالتلي معرفش..

خرجت للجنينه اللي ورا وبعدها..


فانهار رافت علي الارض قائلا بصراخ:لاقيته غرقققاان في البسيين غرقااااان جريت عليه وطلعته من المايه..كان جسمه متلج ووشه مفهوش نقطه دمم..عملتله تنفس صناعي بس..بس مردش عليا يا جميله..كان مااات ماااات يا جميله ابني ماااات..ثم اخذ يصرخ ويقول مااات..ويضرب في الارض بيديه..


فجلست جميله امامه وهي تبكي علي حاله واحضتنته بقوه فقال بتنهديه حاره:ااااااه يا جميله محدش حس بيا ساعتها وانا شايله بجري بيه في المستشفى واتقالي انه مااات..عاارفه احساس لما تحس ان كل الاكسجين اللي حواليكي اختفي..احساس صعب اوي يا جميله صعببببب.


ظلت جميله تستمع اليه فقال:بايدي الاتنين دووول لابسته  كفنه بدل ما البسه هدوم مدرسته..نزلته قبره بدل ما انزله من باص المدرسه..دفنته ودفنت معااه قلبي..كل حاجه ماتت في عيني بعدها..انا موووجووع يا جميله موجوع وجع محدش هيحس بيه.


ابعد عن جميله ومسح دموعها قائلا:عديت سنه مستحملتش فيهم بعده..كان نفسي اعوض ولو جزء منه في حياتي والحظ رماكي قدامي.

ابتسمت جميله من بين دموعها قائله:اول مره الحظ يبقي جميل كدا.


نظر رافت لها وقال برعشه:جميل بعد كللل اللي عملته معاكي.

مسحت جميله دموعه قائله:اه جميل وجميل اوي كمان..بس هو كان اسمه اي! 

مراد:كان اسمه زين.

نظرت جميله بصدمه اليه ثم ابتسمت  .

و نظروا الي بعضهم فقال هو:مسمحاني!

جميله بنظرة حب:من زمان يا رافت.

ثم نهضت وساعدته علي الوقوف واستدارات الي مكان المقبره وقالت بمزاح:علي فكره بقي يا زين بابي دا اسمه الحيوان.


ابتسم رافت بحزن قائلاً:نفسي يرجع..أحضنه بس..حضن واحد..حضن واااحد بس واقوله انه واحشني اووي.

تنهدت جميله بحزن ثم احضتنته قائله:اكيد هو حاسس بيك يا رافت..اقراله الفاتحه ثم ابتعدت عنه وقالت بعتاب:بس اللي انت عامله دا غلط وغلط جامد كمان.


نظر رافت لها بعدم فهم فاشارة الي زجاجات الخمر قائله:الميت له حرمه وانت كدا بنتهكها..اي رأيك ننضف كل الكلام دا ونبقي نجي بكرا معانا ورد وصبار ونزرعه حواليه بدل التراب الكتير دا.


ابتسم رافت بحب وبدءوا في تنظيف المقبره حتي انتهوا ففتح رافت باب اخرى في الغرفه فوجدت جميله اريكه صغيره وتلفاز صغير..فسحبها رافت للداخل واغلق الباب..


جميله وهي تتفحص الاريكه:انت كنت بتنام هنا صح!

هز رافت رأسه بفتور ثم تقدم الي الاريكه وفتحها علي هيئة سرير وجلس عليها وجميله بجانبه..

رافت:محدش يعرف المكان دا غيرك.

جميله:ومحدش هيعرف أصلا غيري.

                   الفصل العاشر من هنا

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا 

لقراءة الجزء الاول ضغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-