الفصل السابع7
بقلم هاجر محمود
في عصر اليوم التالي تقابل رقية وسليم في مقهى على البحر حيث كان يبدو على رقية الخوف والقلق من
خبر سفر سليم المفاجئ، فجلست رقية امام سليم واضعة كفيها على وجهها دون اي حديث وسليم ينظر اليها بتعجب، وبعد مرور
عدة دقائق قطع سليم صمتهم وقال مناديا: رقية، حبيبتي!!
فأنزلت رقية كفيها بسرعه وقالت بقلق: مسافر فين وليه؟
سليم بهدوء: مسافر تبع الشغل ف مناوره لروسيا كمان ٣ ايام ومش هعرف اكلمك كتير وانا هناك
رقية بخوف: مناورة !!!
سليم: اه مناورة... متقلقيش
رقية بقلق: مقلقش ازاي بس
سليم: اهدي، انا طلعت مناورات كتير قبل كده والحمدلله عدت على خير
بدأ سليم في التحدث عن عمله وعن المناورات التي خاضها في مصر وفي الدول الاخرى ليطمئنها وبعد ان اطمئنت رقية قالت: خلي بالك من نفسك وابقا طمني عليك
سليم: حاضر هحاول يا حبيبتي
رقية: ربنا معاك يا حبيبي
ثم استمرا في الحديث معا الى ان اتصل احد اصدقاء سليم به ليؤكد على جاهزيته للمناوره وبعد ان انهى سليم مكالمته مع صديقه نظر الى رقية وقال: طيب يلا عشان نمشي والحق اروح عشان اجهز نفسي
رقية: يلا يا حبيبي
ودعته رقية بإبتسامه على وجهها بينما قلبها حزين لفراقه، وطلبت منه الا يوصلها لبيتها لكي لا يراها وهي تبكي، فصمم على توصيلها ولكنها رفضت بشده، فنزل سليم عند رغبتها وذهب لبيته استعدادا للسفر
****************
وبعد مرور ثلاثة ايام سافر سليم الى روسيا ومرت بضعة أيام اخرى على سفره وقلق رقية يزداد يوما عن يوم وتشعر بأن قلبها سينفجر بسبب شوقها وخوفها عليه وهي لا تستطيع
التواصل معه، فقررت ارسال رسالة له عسى ان يرد عليها كي تطمئن عليه ولكنه لم يرد فازداد قلقها عليه اكثر، فتضرعت الى الله وبدأت في البكاء والدعاء له عسى ان يخفف عنها ما تشعر به من قلق وخوف، اثناء ذلك دخلت والدتها عليها غرفتها فوجدتها تبكي فسألتها: مالك يا بنتي؟
رقية وهي تمسح دموعها: ابدا يا امي
عالية: هتخبي على ماما
رقية: لا طبعا
عالية: خناقه مع سليم؟
رقية: لا بس هو سافر وانا...
ضمتها عالية وقالت: قلقانه عليه؟!
رقية بخجل: ايوه
عالية: متقلقيش، هو كويس
رقية بلهفه: عرفتي ازاي؟
ابتسمت عالية وقالت: لسه مكلمه مامته من شويه
رقية: مامته؟! هو انتي....
عالية: ايوه سألت عنه، وكلمت مامته، طلعت معرفه قديمه ولقيتها عارفه كل حاجه، وقالتي انهم هيجوا البيت بعد ما يرجع بالسلامه
رقية بفرحه: بجد؟!
عالية: طبعا بجد، قومي بقا عشان نتغدا يلا ونكمل كلامنا
رقية بأبتسامه: حاضر
ثم تركتها عالية وذهبت للمطبخ لغرف الطعام ووضعه على المائده، فرن هاتفها برقم زوجها أحمد فردت عليه وطمئنته عليهم
أحمد: يعني انتو كويسين؟
عالية: اه يا حبيبي
أحمد: طيب انا نازل اجازه بكره
عالية بفرحه: عارفه
أحمد: عرفتي منين؟
عالية: انا بحسبها بالايام يا حبيبي، واليوم اللي انت معانا فيه بيبقا عيد
رقية من خلفها بمرح: يعيني عالرومانسيه
عالية: بس يا بت
خطفت رقية الهاتف من والدتها وقالت لوالدها: حبيبي مينسانيش وهو نازل
أحمد: عيوني ليكي يا قلب ابوكي
عالية بغيرة: وانا يا باشا
ضحك احمد عليهما وقال: انا مليش غيركم والاجازه دي مليانه فسح وخروجات
رقية: ايوه كده
اخذت عالية الهاتف منها وقالت بفرحه: توصل بالسلامه يا حبيبي
أحمد: الله يسلمك
واغلقت عالية الهاتف ووضعته في جيبها ثم نظرت الى رقية وهي تناولها الاطباق: يلا يا لمضه قدامي عالسفره
رقية بمزاح: تمام يا فندم
وضعت رُقيّة اطباق الطعام على المائده وجلست هي ووالدتها اليها وبدأوا بتناول
الطعام والحديث معا عن سليم ووالدته
****************
على الجانب الاخر في ڤيلا ليلي حبيبة سليم السابقه، حيث رن جرس الباب فذهبت احدى الخادمات لفتح الباب بعد ان نادتها ليلي
بسرعة لتفتحه لصديقتها سيلين، وبعد ان دخلت سيلين الى غرفة الضيوف نزلت اليها ليلي وهي ترتدي ملابس مكشوفه لا تواري الا شيئا بسيطا من جسدها وتشرب كأسا من
النبيذ فنظرت اليها سيلين وقالت: صباح الخير، شكلك كنتي سهرانه امبارح
فقالت ليلي وهي تضع كأس النبيذ على الطاوله: صباح النور، اه لحد الصبح
سيلين بسرعه: طيب سمعتي الاخبار
فقالت ليلي وهي تدلك رأسها بسبب الصداع: اخبار ايه؟
سيلين: سليم
ليلي وهي تجلس على الاريكة: ماله؟
سيلين: ارتبط وهيخطبها بعد ما يرجع من روسيا
ليلي بدهشه: انتي بتهزري صح ؟! وروسيا ايه؟
سيلين: لا طبعا واهزر ليه انا عرفت من واحد صاحبه انه ف مناوره وهيرجع يخطبها
ليلي: ممممم واسمها ايه
سيلين: رقية وده البروفايل بتاعها
واعطتها الهاتف بعد ان فتحته على صفحة رُقيّة الشخصيه على موقع التواصل
سيلين: الصراحه حلوه
ليلي بحقد: حلوة ايه دي فلاحة، ايه القرف اللي هي لابساه على دماغها ده
سيلين: اسمه حجاب
ليلي: اكيد مغطيه شعرها عشان وحش
سيلين: ما علينا، كده مش هيرجعلك تاني
ليلي: ليه بقا؟
سيلين: لاني عرفت انه بيحبها اوي
فكرت ليلي قليلا وقالت: سليم ملكي، ومش واحده زي دي اللي تاخده مني
سيلين: ملكك ايه؟، انتي ناسيه انكم سايبين بعض بقالكم كتير اوي وكمان هو مش عاوزك
ليلي: بس انا عاوزاه وناويه على حاجه ارجعه بيها
سيلين: هتعملي ايه؟
ليلي بغل: اصبري وهتشوفي بس انتي هتساعديني
سيلين: ازاي؟
ليلي: هقولك دلوقتي، بس هفتح اشوف الشغل ماشي ازاي
وقامت بفتح الجهاز الحاسوبي الخاص بها وبدأت تتابع عمل شركة والدها وبعد ان انتهت قالت بابتسامة: يا محاسن الصُدف
سيلين بتعجب: في ايه؟
ليلي: جاتلنا سفرية لروسيا
سيلين: انتي ناوية على ايه؟
همست ليلي ببعض الكلمات لسيلين واتفقت معها على ما سيفعلونه، سيلين بتعجب: ما بلاش وسيبيهم في حالهم
ليلي: قولتلك سليم ملكي
سيلين: طيب انتي لسه معاكم صوركم القديمة؟
ليلي: اه بس شكلنا متغير فيهم
سيلين: وافرضي مصدقتش؟
ليلي: لا هتصدق متنسيش انهم لسه ف اول العلاقه وهي لسه متعرفش سليم كويس
وهتصدق اي حاجه وبعدين اكيد هو مجبلهاش سيره عن ماضيه معايا
سيلين: طيب ماهو كده هيربط مقابلتك له بالصور اللي هتتبعت
ليلي: قبلها هبقا حطيت في دماغه اني لسه بحبه، وساعتها مش هيشك فيا
سيلين بعدم ارتياح: لا برضه مش مقتنعه باللي هتعمليه
ليلي: ملكيش دعوه انتي اللي هتعمليه انك هتصورينا وبس
سيلين: زي ما انتي عاوزه.......
