أخر الاخبار

رواية حياة احيت لي قلبي الفصل الرابع والخامس بقلم اية العربي


 نبدأ بسم الله 

 رواية #حياة_احيت_لي_قلبي

الفصل الرابع والخامس 

 بقلم آية العربي 


بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم 


اردفت ثريا بتساؤل _ حياة ! ... مش دى البنت اللى فى الميتم يا يوسف اللى انت دايما بتحكيلي عنها .


اومأ يوسف مردفاً بتأكيد _ ايوة هى يا ثريا ... هي حياة اسم على مسمى ... انا طول الفترة اللى فاتت كنت بخلص اوراقها لانها مينفعش تخرج من الدار غير لما تتجوز بس مرتضى قدر يحلها ... هجيبها هنا تعيش وسطنا وتراعي رحيم ... وهتكون هي نفسها تحت راعيتك فى غيابي يا ثريا .


ترقب ثريا قائلة بحذر _ انت واثق فيها يا يوسف ... يعنى متنساش انها ..


قاطعها قائلا بتأكيد _ لا يا ثريا ... حياة غير ... وهتشوفي بنفسك .


اومأت له بثقة مردفة _ انا واثقة فى اختياراتك يا يوسف ... بس هتقول لعمران ولا هتعمل ايه ؟


اردف يوسف بحزن _ عمران ؟ .. وهو فين عمران من حياة ابنه ... ده حتى مبيسألش عليه ... انا هجيب حياة هنا وبعدين ابقى ابلغه .


《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》


فى الدار


ذهبت حياة الى غرفة المشرفة بترقب مردفة وهى تقف عند الباب _ خير يا ابلة عفاف حضرتك عيزانى ؟ 


نظرت لها عفاف ثم تحدثت بجدية _ ايوة يا حياة تعالى اعدى .


دلفت حياة تجلس على المقعد الجانبي للمكتب بتساؤل فاستكملت عفاف وهى تشبك كفيها مع بعضهم وتتطلع لحياة من تحت نظارتها _ جهزى نفسك يا حياة علشان هتخرجى من الدار .


ارتعبت حياة من فكرة خروجها بالرغم من ان هذا ما كانت تريده منذ زمن ولكنها تفاجئت مردفة بخوف وتلعثم_ ااا اخرج فين يا ابلة عفاف ... انتوا هتجوزوني .


هزت عفاف رأسها بنفي مردفة _ لاء مش كدة خالص ... بس يوسف بيه الكومى هياخدك عنده وهتكونى تحت رعايته هو ومراته وهيتكفل بيكي .


اتسعت عين حياة ناطقة بفرحة عارمة _ بجد يا ابلة عفاف ... يعنى انا هعيش عند عمى يوسف ؟ .


اومأت عفاف مبتسمة مردفة _ايوة يا حياة ... يوسف بيه كان بيحضر الاوراق الخاصة بكفالتك وهو هييجي بعد شوية ياخدك ... يعنى يادوب تلحقي تجمعى حاجتك وتودعى الاطفال .


وقفت حياة تشكرها بامتنان ثم خرجت تجرى كالطفل الصغير متجهة الى مكانها واخرجت هاتفها الذى احضره لها يوسف الكومى وهاتفت رفيقتها مروة التى اجابت بعد فترة مردفة _ ايه يا حياة ابلة عفاف كانت عيزاكى في ايه ؟ 


نطقت حياة بفرحة وحماس _ مش هتصدقي يا مروة ... عمى يوسف هياخدنى عنده الفيلا اعيش معاه ... انا مش مصدقة يا مروة ... اخيرا هخرج من هنا ... بالرغم من ان الولاد هيوحشونى اوووى بس انا هبقى أجي اشوفهم ومش هبعد عنهم ... بس اخرج من هنا بقى ... اخيراا .


تعجبت مروة ناطقة بتفكير _ طب اشمعنى الوقتى يا حياة ... مانتى طلبتى الطلب ده منه من خمس سنين ... ايه اللى اتغير دلوقتى ؟ ... حياة خدى بالك ...اتكلمى معاه الاول وشوفى ايه اللى اتغير .


شغل كلام مروة عقل حياة قائلة بتفكير _ تصدقى معاكى حق يابت يا مروة .... انا الفرحة مخلتنيش افكر ... اشمعنى الوقتى ؟ ... لاء انا لازم اتكلم معاه .


شجعتها مروة مردفة _ ايوة يا حياة ... قبل ما تجهزى حاجتك اتكلمى معاه الاول لما ييجي .


اغلقت معها وشردت تفكر فجاءها طفل صغير ينادى بفرحة _ مس حياة ...عمو يوسف جه .


احتضنته حياة وظلت تقبله قبلاً متفرقة وهى تقف مردفة _ ماشى يا عمار تعالى يالا لما نخرج نقابله .


خرجت مع الصغير الذى تحمله لتستقبل عمها يوسف الذى لم تراه منذ اكثر من شهر ..

وقفت مكانها تتطلع له وهو ينزل من سيارته يبتسم لها بحنان حتى اقترب من الباب الداخلى للدار وتقدم من عفاف التى خرجت تستقبله مردفة برتابة _ اهلا يا يوسف بيه ... تعازيا لحضرتك .


اومأ لها متفهماً ثم نظر لتلك التى تحمل عمار مردفاً _ ازيك يا حياة .


ابتسمت حياة مردفة بفرحة _ ازيك يا عمى يوسف ... عامل ايه ؟


اومأ لها مردفاً _ الحمد لله يا بنتى ... مين العسل ده .


قالها وهو يشير الى عمار فقالت حياة وهى تقبله على وجنته بقوة _ ده عمار ... حبيب قلبي .


اومأ لها متفهما وبداخله يؤكد لنفسه انه احسن الاختيار والقرار .


تحدثت عفاف وهى تتطلع الى حياة _ انا بلغت حياة بان حضرتك جاي تاخدها معاك ... وهى فرحت جداً .


نظر يوسف الى حياة مبتسماً ولكنه رأى القلق في عيناها فاردف مستأذناً _ هو انا ينفع اتكلم مع حياة الاول ؟ 


اومأت له المشرفة ناطقة بتأكيد _ ايوة طبعا اتفضل .


دلفت بعدما اخذت عمار الصغير من حياة تاركة لهم المكان كي يتحدثوا ..


جلس يوسف على احدى مقاعد الحديقة واتجهت حياة تجلس امامه وبدأت فى فرك اصابعها بتوتر لاحظه يوسف فاردف بذكاء _ قولي ايه اللى مخوفك يا حياة .


نظرت له قليلا ثم اردفت بتلقائية_ عمى يوسف ... انا من خمس سنين طلبت منك تاخدنى معاك بيتك بس انت رفضت وقتها ... ايه اللى اتغير دلوقتى وطلبت تاخدنى ..


تنهد يوسف مردفاً بصدق _ هقولك يا حياة ... انا فى الاول كنت رافض لان ظروف عيلتى وقتها كانت مختلفة ... ده غير انك كنتى صغيرة ومكنتش هبقى مطمن عليكي فى الفيلا عندى ... فأنا فضلت انك تبقى هنا علشان مصلحتك اولاً وقررت ان انا اللى اجيلك كل اسبوع اشوفك ..


تنهد مردفاً وهو ينظر ارضاً _ لكن دلوقتى انا محتاجك جدااا ... وان صح القول فهو حفيدي اللى محتاجك ... انتى تعرفي ان مرات ابني وبنته اتوفوا من شهر ... بس فيه طفل صغير عمره سنة ... رحيم ابن ابنى ... الطفل اللى حالته تصعب ع الكافر ... عمران ابنى اتغير تماما من وقت الحادثة ومبقاش يهتم لا بابنه ولا بنفسه حتى ... فأنا ملقتش غيرك يا حياة تراعى رحيم وتهتم به ... وبصراحة عمرى ما هثق فى حد تانى ... علشان كدة قررت اخدك تعيشي معايا ... وقبل ما تفكرى انا عارف انها انانية منى ... بس صدقيني يا بنتى انا جوايا فرحة اب بيستقبل بنته بعد سفر طويل ... انا حاسس انك بتنتميلي يا حياة ومش بعمل كدة علشان حفيدي بس ... لاء انا اخترتك انتى لانى كان نفسى فى ده من زمان .


ظلت تتطلع عليه بحيرة ... لقد احزنها حال الصغير وبشدة ... هذا الطفل الذى فقد امه واخته وحتى اباه تخلى عنه ... ولكنها ستذهب هناك كمربية ليست كأبنه ... وهذا ما يؤلمها ... هل ترفض ؟ ... لا ستقبل بالوضع لسببين ... اولهما لخاطر تلك الصغير المسكين ... والثانى لان ليوسف عليها فضل كبير وهى تريد تسديد هذا الدين .


اردفت بعد تفكير بصوت هادئ حزين _ وانا موافقة اجي معاك يا عمى يوسف .


~~~~~

فى سيارة يوسف كانت حياة تبكى بشدة ... فهى ودعت الاطفال فى الدار والذى كان وداعاً صعباً عليها ... وعدتهم ان تأتى لهم بين فترة واخرى وها هى تذهب لحياة جديدة لا تعلم خباياها ..


حاول يوسف تهدأتها مردفاً بحنان _ خلاص بقى يا حياة ... اوعدك ان انا بنفسى هاخدك معايا كل اسبوع نروح نشوفهم ونعد معاهم ... روقي بقى ومتبكيش .


مسحت دموعها بكف يدها الصغير مردفة بشهقات _ هه انا هه هه صعبان عليا عمار هه وسادن هه هما متعلقين بيا اوى وانا كمان ..


هدأها مجددا يردف بمرح _ طب دانتى هتشوفي رحيم بقى ... هتنسى اى حد ... وانا واثق انك هتتعلقي بيه جداا ... بس انتى متبكيش لان عيونك بتقلب حمرا وانا بحبها لونها دخانى زى ماهي ..


جففت دموعها باحدى المناديل واردفت _ حاضر يا عمى يوسف ... حاضر .


اومأ لها مردفاً _ ايوة برافو عليكي يا حياة ... ودلوقتى قبل ما نروح الفيلا هنروح انا وانتى محل نشترى شوية هدوم جديدة ليكي واي حاجة انتى محتجاها .


تطلعت عليه بحرج فقال بحنان _ مش انتى بتعتبريني مسئول عنك يا حياة ؟ 


اومأت له فاستكمل _ يبقى بلاش تتحرجى منى ابدا ... انتى عندى كأنك بنتى وربنا اللى يعلم .


اراحتها كلماته وبالفعل اتجها الى احد المحلات التى ابتاع منها بعض قطع الملابس المناسبة لحياة كذلك الاحذية والحقائب وعادا الى الفيلا .


وصلت السيارة ودلفت من الباب الرئيسي للفيلا الذى يحرسه رجلان ذو بنية ضخمة ..


دلفت السيارة امام باب الفيلا الداخلى ...توقف يوسف مردفاً وهو يفتح بابه وينزل _ يالا يا حياة وصلنا ..


فتحت حياة بابها ونزلت تتطلع الى المكان بانبهار فقد كان كلوحة فنية بتلك الازهار والاشجار وحمام السباحة والارجوحة التى تمنت ان تركض اليها وتجربها ولكنها فضلت الانتظار ..


مشت خلفه ففتح الباب ودلف ينادى زوجته مردفا _ ثريا ... يا ثريا .


اتت ثريا من المطبخ تطالع حياة باعجاب واضح مردفة _ هي دى حياة ؟ 


اومأ لها وهى يشير الي حياة بالتقدم مردفاً _ ايوة يا ستى دي حياة .


اقتربت منها ثريا تتطلع عليها بابتسامة حنونة واعجاب مردفة _ لاء ظلمتها يا يوسف ... دي اجمل من اللى وصفته .


ابتسمت لها حياة مردفة بخجل _ شكراً يا ثريا هانم عيونك الحلوين .


اردفت ثريا باعجاب _ لاء يا حياة عيونك انتى الحلوين ... اللهم بارك .


نظر يوسف الى حياة مردفاً بمرح _ اهو مش انا لوحدى اللى بقول كدة ... يالا تعالى لما اعرفك على رحيم ..


اومأت له بحماس فاردف يوسف موجهاً حديثه لثريا _ ثريا لو سمحتى قولي لعفاف تعمل حساب حياة معانا ع الغدا .


التفت الى حياة يسألها بلطف _ تحبي تأكلى ايه يا حياة .


نظرت له بامتنان مردفة بشكر _ شكرا يا عمى يوسف ... اي حاجة نعمة .


اومأ متفهماً ثم غمز لثريا وصعد الدرج برفقة حياة حيث غرفة الصغير ..


وصل يوسف امام الغرفة وادار مقبض الباب بهدوء يشير لحياة بأن تدلف خلفه وبالفعل اطاعته ..


وصل امام المهد الخاص بحفيده ووقف يتطلع لذلك الملاك النائم ... اقتربت منه حياة تتطلع له بحب ولهفة ... ياله من صغير مسكين ... يبدو الحزن على ملامحه كأنه يعلم بفقدان امه وشقيقته ..


اردف يوسف بصوت هامس _ هو ده رحيم يا حياة ... شوفتى ياخد القلب ازاي .


نطقت حياة وعيناها لامعة اثر دموع العاطفة مردفة _ معاك حق يا عمي يوسف ... هو فعلا ياخد القلب ... ياحبيب قلبي ده صغير خالص .


اومأ لها حتى ان الصغير بدأ يتململ فى نومه تحت انظارهم ... استيقظ الصغير ينظر حوله تلك العيون هناك عيون يعرفها واخرى غريبة ... نظر لجده واردف بتلعثم طفولي _ ددّو .


ابتسم له يوسف وهو يحمله ويقبله بحب والصغير يداعب انف جده بمشاغبة ومن انفه الى فمه يستكشفه باصابعه الصغيرة مما جعل يوسف يضحك مردفاً بمرح _ ايه يا عم رحيم بتعمل ايه ؟ 


نطق الطفل بنفس الجملة مجدداً وهو يشير على حياة _ ددا .


وكأنه يسأل عن هويتها فاتجهت ذراعي حياة له مردفة بابتسامة وفرحة _ تعالى يا قلبي ... تعالى .


اسرع الصغير يرتمى بحضنها وحتى انه استكان به كأنه بحاجته ... مما جعل حياة تشهق بتعجب من فعلته وبدأت تملس على شعره الناعم الذى يشبه والده بحب ... بدأت تلف به الغرفة وهى تدندن له بكلمات تحت انظار يوسف الذى يبتسم برضا وراحة مردفاً _ انا هنزل تحت وهطلع تانى ... وانتى اعدى مع رحيم شوية لوحدكوا .


اومأت له مبتسمة وبالفعل غادر يوسف الغرفة وتركهم لحالهم ونزل للاسفل قاصداً ترك مساحة لحياة حتى تعتاد على الصغير بشكل سريع ..


وقفت حياة تتطلع على الغرفة بشغف ... بدأت تستكشف معالمها واثاثها ... اتجهت وهى تحمل الصغير الى تلك الرف الموضوع عليه بعض الالعاب وتناولت احداهم وهى تقربها من رحيم مردفة بمرح _ ايه رأيك نلعب بدي .


اومأ الصغير بحماس مردفاً وهى يتلوى بين يدها بمرح _ هاااي ..


قبلته على وجنته وانزلته ارضا على تلك البافات المكدسة وجلست بجانبه وبدأت تلعب معه بتلك اللعبة البلاستيكية وهو كذلك يأخذ بعض القطع ويلقيها بعيداً مما يجعلها تنظر له بغضب مصطنع وتمثل البكاء والصغير يضحك بصخب وهكذا يتكرر المشهد والصغير يضحك حتى ان صوت ضحكاته وصل الى مسامع جده وثريا الذين تعجبوا بسعادة من هذا التغيير السريع فى حالة حفيدهم ..


《》《》《》《》《》《》《》《》


فى النادى الرياضى الخاص بعمران 

يخرج هو من غرفة الملاكمة بعدما افرغ غضبه وذكرياته فى تلك الكيس الرملي حتى انه لم يعد يشعر لا بقدمه ولا ذراعيه ... خرج مردياً ملابسه الرياضية ويلف حول رقبته منشفة تلتقط قطرات العرق المتساقطة منه ..


اقترب من جهاز شد البطن وجلس عليه ممسكاً بتلك القنينة يفتحها ويرتشف منها الماء باهمال ..


كانت جميع العيون عليه فهو بطلته الساحرة له من المعجبات الكثير والكثير وخصوصاً بعد علمهم بوفاة زوجته ولكنه لا يبالي بواحدة منهن .


اقترب منه شخصاً جديداً فى هذه الصالة مردفاً وهو يمد يده _ عمران باشا ... انا المقدم صالح شاهين ...طبعا لو حابب نتعرف على بعض .


بادله عمران السلام مردفاً بهدوء _ اهلا يا صالح بيه ... طبعا ده شرف ليا .


جلس صالح بجواره يردف بمرح _ ربنا يعزك الشرف ليا انا ... بس ليه ياعم الوش الخشب ده ... انا بقالى هنا حوالى اسبوعين وكل مرة بشوفك فيها بنفس المنظر ... انت عليك ديون ولا ايه .


نظر له عمران بتعجب من شخصيته فاردف صالح مستكملاً _ لا متستغربش انا كدة اجتماعي جداً على فكرة ... بس مع اللى قلبي يرتاحلهم ... وانا طبعا لقيت ده فيك وقررت اكون صاحبك .


لوى عمران فمه مردفاً بسخرية مؤلمة _ قلبك ارتاحلى ازاي وانا قلبي يعتبر ميت ... يعنى انا واحد روحه ميتة ... معنديش اي مشاعر اقدمها لحد .


استغرب صالح من هذا العمران مردفاً بعفوية _ايه  يا عم كل ده ... ايه اللى حصل يعنى لدرجة ان قلبك يموت .


نظر له عمران مردفاً بنبرة تحمل ألم الدنيا كلها _ مراتى وبنتى اتوفوا من شهر ... تفتكر هيكون ايه حالى ؟ 


انصدم صالح من كلماته ولا يعرف بماذا ينطق ولكنه اردف بعد فترة بهدوء وجدية _ البقاء لله يا عمران ... طبعا صعب جدا ربنا يصبر قلبك ... بس هنعمل ايه ... الحياة مستمرة ولازم نعيشها بأي شكل ... حاول تخرج نفسك من حزنك لانه هينهيك من غير ما تحس ..


اومأ له عمران الذى ينظر ارضاً بصمت بينما استكمل صالح حديثه فى التعريف عن نفسه ومعلومات عامة عنه وحبه للرياضة حتى انشغل عقل عمران معه قليلاً .


《》《》《》《》《》《》《》《》


في الفيلا 

اجتمعت العائلة حول طاولة الطعام لتناول الغداء ... يوسف يترأس المائدة كعادته واسماء تضع اصناف الطعام باحترام ... اردف يوسف موجهاً حديثه لاسماء _ اسماء لو سمحتى نادى على حياة من اوضة رحيم ... قوللها تنزل تتغدا معانا .


اومأت له اسماء بطاعة فهى علمت بوجودها من السيدة ثريا ... نظرت عبير التى كانت تجلس بغرور الى زوجها تتكلم بهمس متسائلة _ مين حياة دى يا يحيى .


نطق يحيى بقلة معرفة وصوت هامس _ معرفش يا عبير انا زيي زيك اهو .


اومأت له بصمت عكس ضجيجها الداخلى فى معرفة هوية تلك الحياة ..


صعدت اسماء الى غرفة الصغير تنادى حياة ... فتحت باب الغرفة ببطء تتطلع داخلها بحذر عندما اشارت لها حياة بوضع سبابتها على شفاها علامة الصمت ..


اومأت اسماء مبتسمة واردفت بهدوء _ حياة هانم ... يوسف بيه بيقولك انزلى علشان تتغدى .


اومأت لها حياة مردفة بهمس _ حاضر هنيم رحيم واجي حالا .


اطاعتها اسماء وخرجت مجدداً بينما انامت حياة الصغير فى مهده بهدوء ونزلت الى الاسفل حيث تجمع العائلة ..


دلفت الغرفة التى تأتى منها الاصوات مردفة بحرج وهى تتطلع على تلك العيون المتسائلة _ سلام عليكم .


اومأ لها يوسف مبتسماً يردف وهو يشير الى المقعد المجاور لثريا _ تعالى يا حياة اقعدى جنب ثريا .


اومأت له واتجهت تجلس بينما اردفت عبير بتساؤل _ مين الامورة دى ياعمى .


نطق يوسف وهو يرتشف الحساء _ دي حياة هتكون مسئولة عن رحيم وهتعيش وسطنا هنا كأنها واحدة مننا .


اغتاظت عبير مردفة وقد فقدت هدوءها _ ازاى يا عمى ... يعنى مربية ؟ ... وهتعد معانا ع السفرة كدة عادى ... بما انها مربية يبقى تاكل مع الخدم .


اشتعل وجه حياة حرجاً ووقفت لتغادر فنظر لها يوسف مردفاً بهدوء _ اعدى يا حياة زى مانتى ... عبير متعرفكيش يا بنتى معلش حقك عليا ... متعرفش انك زى بنتى وان مافيش حاجة اسمها خدم دول ناس بيسعدونا ولازم نحترمهم ... يا اما نمشيهم ونعمل طلباتنا بنفسنا .. ولا ايه يا عبير ... واظن انك تعرفى كويس تقضى طلباتك بنفسك زى ما كنتى بتعملى في بيتكوا .


احمر وجهها غضباً ونظرت الى زوجها وجدته صامتا يتناول طعامه كأن شيئا لم يكن فاردفت بهدوء عكس ثورتها _ فيه ايه يا عمى لكل ده انا مقصدتش حاجة ... انا فكرتها متعينة جديد يعنى فاستغربت ... لكن طبعا ضيوفك على راسي .


اومأ لها واشار لحياة بأن تاكل ولكن حياة قد فقدت شهيتها ولم تستطع تناول اي شئ بعد تلك الحوار ... يبدو انها ستكون ايأم صعبة وعليها معرفة من المريح ومن عكس ذلك ... وها هي تضع عبير فى اول خانة الغير مريحين ..


انتهى الطعام وخرج يوسف الى الحديقة بصحبه حياة وثريا يتناولون الشاي ويدردش قليلاً مع حياة فهو رأى تغيير ملامحها بعد كلام كنته ..


اردف يوسف بهدوء _ اسمعيني يا حياة ... عبير مرات ابنى حاولى تتجنبيها .. هى دايما بتحب تخلق جو توتر ... وخصوصا فى غيابي ... انا عارف انك قدها بس لو سمحتى حاولى تتجاهلى وجودها ... ولو قالتلك اى كلام يزعلك تعالى قوليلي وانا هتصرف ... تمام ؟ 


اومأت له بقلق فأردفت ثريا _ متقلقش على حياة يا يوسف ... انا وحياة شكلنا هنكون صحاب ده غير انها زى بنتى ..


ابتسمت لها حياة بحب بينما رأت سيارة احدهم تدلف الفيلا ... كانت تلك سيارة عمران الذى صفها ونزل يتطلع لتلك العينان بغموض ولكنه تجاهلها واردف وهو يغادر للداخل _ مساء الخير .


اوقفه يوسف مردفاً _ عمران استنى .


وقف عمران يلف جسده يتطلع الى والده بتساؤل مردفا_ خير يا بابا ؟ 


اشار له يوسف بأن يقترب مردفاً _ تعالى يا عمران لما اعرفك على حياة .


اقترب عمران منه ينظر لتلك الواقفة تفرك اصابعها بحرج فهى تتذكره جيداً منذ تلك اليوم من خمس سنوات ..


اردف يوسف يشير الى حياة _ دى حياة يا عمران ... هتكون مسئولة عن رحيم وهتعيش معانا هنا .


اردفت حياة بعفوية _ البقاء لله يا عمران بيه .


تجاهلها عمران تماما مردفاً بحدة لاذعة يوجه حديثه لوالده _ ازاى يعنى ... انت جايب وحدة من الميتم تراعي ابني ؟ 


انسحب قلب تلك المسكينة الى قدماها حتى انها تمنت ان تختفى فى تلك اللحظة او ان الارض تنشق وتبتلعها من هذه الاهانة التى تتعرض لها ..






البارت الخامس من رواية #حياة_احيت_لي_قلبي بقلم آية العربي 


بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 


احمرت وجنتى حياة دليل على غضبها من هذا الوقح ... كيف له ان يهينها هكذا ... من يظن نفسه هذا الابله .


اقتربت منه مردفة وهى تربع ذراعيها امام صدرها وتضيق عيناها بتساؤل عجيب _ مالها البنت اللى من الميتم يا عمران بيه ممكن اعرف ؟ 


نظر داخل عيناها يردف يهدوء ضاغطاً على احرفه _ مش مؤهلة انها تربي اطفال .


آلمتها كلماته القاسية ... ايحاسبها على ذنب اقترفه ابوان عديمان شرف ونخوة ...


اقتربت منه خطوة اخرى حتى وقفت امام وجهه ناطقة بكبرياء _ لو كنت حضرتك قدمت ساعتين كنت هتسمع ضحكة ابنك مالية المكان ... ابنك مش محتاج دراسات عليا علشان نفهمه ... ابنك محتاج حنان ودفئ مش موجودين عندك ..


التفتت الى عمها يوسف الذى يقف معجب بها مردفة باستئذان _ عن اذنكوا يا عمى انا هطلع اشوف رحيم .


غادرت وتركت ذلك الغاضب من نفسه قبلها فهو لم يستطيع الرد عليها بما يناسبها ...


اقترب منه والده يقول بتحذير _ تانى مرة تاخد بالك من كلامك كويس ... حياة بنت محترمة وجدعة وحنينة وانا عندى ثقة ان هى اللى هتراعي ابنك اللى انت ناسيه ... واللى انا عملت المستحيل علشان ميبعدش عن حضنك ويروح يعيش عند اهل امه ... وهما قدروك لانهم بيحبوك وسابوه يعيش معاك ... بس انت اهملته وبتنجرف لطريق جديد عليك ... حياة محدش هيزعلها يا عمران ... ماشى ؟ 


نظر لوالده بتعجب لثوانى ثم اندفع للداخل ومنه الى جناحه صافعاً الباب خلفه بعنف وغضب ..


تنهدت ثريا مردفة _ لامتى يا يوسف ... عمران اتغير اوى .... بس البت حياة طلعت جدعة وردت عليه ..


ابتسم يوسف على ذكرها مردفاً بشرود _ اومال انا اخترتها ليه يا ثريا .


《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》


فى غرفة الصغير صعدت حياة ودلفتها واغلقت على نفسها وسمحت لدموعها بالسقوط ... فهى لن تسقطها امام تلك الفظ ... كلماته كانت مؤلمة نزلت على قلبها كالحجارة .


ارتمت فى احد اركان الغرفة تبكى بصمت ... ما ذنبها فى تلك الحياة ... هل هى من اختارت تلك المصير ... لقد كبرت وجدت نفسها داخل دار رعاية وهى لا تمّت للرعاية بصلة لا من قريب ولا من بعيد ... 


كبرت على اهمال وسط حياة اقل من القليل مع اطفال مثلها منهم من مات ابويهم ومنهم من لم يكن لهم اهل من الاساس ...


هل يظن الامر سهل عليها ... لقد تمنت ان ترى هذا الاب اللعين وتنتزع احشاؤه وتلك الام القاسية ... كيف لهم ان يلقوا بثمرتهم هكذا دون رحمة او شفقة ... كم تمنت ان تعثر عليهم بأي شكل ولكن كيف ذلك ... كيف تفعلها وهى تعلم ان لا جدوى من ذلك ... ولكن لله القدرة فى تغيير مسار الامور ..


كفكفت دموعها بكفها عندما سمعت تململ الصغير وقامت ترسم ابتسامة باهتة على ثغرها مردفة بحب وهى تتطلع اليه _ ايه يا روحى انت صحيت ... انت جعان ؟ 


اومأ الصغير مردفاً وهو يبتسم لها _ ممّما .


نظرت له بفرحة وقد تناست حزنها وحملته تقبله على وجنته مردفة وهى تنطلق للاسفل _ يا روحى ده القمر جعان خالص ... يالا نحضرله الممّما .


نزلت تحمله بحب على الدرج قابلتها عبير تصعده وتنظر لها بنفور مردفة اثناء مرورها بهمس سمعته حياة _ اووف المكان بقى ملوث .


تجاهلتها حياة وكأن شيئا لم يكن ومرت من جانبها للأسفل مما جعل تلك الواقفة تستشيط غضباً مردفة بفحيح _ ماشى ... ان ماخليت ايامك سودا ... هو انا نقصاكى انتى كمان يا بتاعة انتى .


صعدت جناحها تفكر وتحيك المكائد فهذا هو عملها المحبب ..


《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》


فى جناح عمران يزرع الغرفة ذهاباً واياباً بغضب ... يشدد على خصلاته بجنون ... كيف لها ان ترد عليه تلك اللق** ... بأي حق ومن تظن نفسها ... لن يسمح لها حتى بلمس طفله ... ولما والده يثق بها هكذا ... لا لن يسمح بذلك..


خرج من غرفته كالاعصار متجهاً الى غرفة صغيره وفتحها دون استئذان ولكنه تفاجأ بها فارغة ..


غضب اكثر ونزل الدرج بسرعة فائقة يبحث بعيناه عنهما ..


اسمتع الى صوت صغيره يأتى من المطبخ فتتبع الصوت ودلف وجده يجلس فى المقعد الخاص به وامامه حياة تطعمه تارة وتشاغله تارة اخرى واصوات ضحكات الصغير تملأ المكان ..


وقف على باب المطبخ ينظر لهما لثوانى حتى لاحظه الصغير فأردف مشاراً اليه بفرحة _ بابا .


تحمحم عمران واتجه اليه واخرجه من مقعده يحمله بين يده مردفاً بحدة لتلك الواقفة غير عابءٍ بحزن طفله وبِدأ بكاؤه _ ملكيش دعوة بأبنى ... قلتلك ان مش مؤهلة لتربية طفل ... لو عايزة تفضلي هنا او بابا مصمم يخليكي هنا يبقى تبعدى عن ابني .


كانت عيناها على الصغير الذى بدأ يبكى ويشير اليها كي تأخده من هذا الأب المتعجرف ..


لم تعطى لكلماته اهمية بل اقتربت من الصغير تحت انظار ذلك الغاضب وبدأت تهدأه بابتسامة وبعض الكلمات التى بثت فى الصغير الامان مما جعله يهدأ ولكنه كان يميل عليها كي تلتطقته وبالفعل اخذته بهدوء من بين يدى والده الذى يقف مصدوماً من افعال صغيره ..


قبلت الصغير برقة على وجنته وبطريقة ما هي تعلمها جيداً استطاعت تهدأته حتى سكن فى احضانها ..


ذلك المشهد جعل من هذا الواقف مندهشاً فحقاً لديها القدرة على جعل صغيره يهدأ ... كيف لها ان تكون هكذا وهى تربت على يد غرباء وفى ظروف قاسية ..


افاق على اقترابها من اذنه حتى انها رفعت قدماها كي تصل لمستواه مردفة بهدوء وغضب منه _ يحقلك تحاسبنى فى حالة واحدة بس ... لو كنت انت اختارت اهلك ... وبالنسبة لقرار ان اقدر افيد ابنك او لاء ... فبيتهيألي رحيم حكم فيه .... عن اذنك يا ابن الاكابر .


تركته وغادرت حاملة الصغير ومنه الى الحديقة الخارجية كي تفضفض عن نفسها فيبدو ان وجودها هنا لن يكون هنيئا مثلما توقعت ... لقد توقعت انها ستترك نار الدار متجهة لجنة عائلة الكوفى ولكن يبدو ان الامر على عكس توقعاتها ... فها هو لم يترك فرصة الا ويهينها ... كيف كانت تحتمله تلك المسكينة التى توفاها الله ... كيف كانت تعيش مع تلك سليط اللسان ..


جلست على العشب الاخضر واجلست الصغير الذى بدأ فى الحبو وهى خلفه تراقبه ... رأتها ثريا من نافذة غرفتها فخرجت متجهة اليها ..


اقتربت منها مردفة _ بتعملوا ايه يا حلوين ..


ولكنها انصدمت حينما رأت الدموع فى عين حياة وجلست بجوارها مردفة بحنان وتساؤل _ حياة ! ... بتعيطي ليه ؟ 


كفكفت حياة دموعها مردفة باختناق _ ثريا هانم ... يظهر انى اتسرعت لما وافقت اجي مع عمي يوسف لهنا ... عمران بيه مش قابل وجودى فى حياة ابنه وده حقه ... بس اللى مش من حقه انى يهينني ويقلل منى ... انا بجد مش متخيلة ده ابن عمى يوسف ازاى ؟ 


اومأت ثريا بتفهم مردفة بهدوء _ متزعليش يا حياة ... حقك عليا انا .... بس لعلمك عمران ابني مافيش فى حنيته وطيبة قلبه ... عمران كان هو سبب الضحكة فى البيت هنا ... على عكس يحيى اللى دايما متحفظ ... بس عمران من يوم موت مراته وبنته هو بقى على الحال اللى انتى شوفتيه ده ... لا قادر يخرج برة حزنه ... ولا قادر يرجع لطبيعته ... اتغير كتير اوى عن الاول ... علشان خاطرى متزعليش منه ... هو محتاج وقت علشان يتأقلم مع الوضع الجديد ده ... خصوصاً انه كان بيحب ولاء جدااا ولوجى كانت كل حياته .


استمعت لها حياة بتفهم ... فهى لم تكن تعلم حقيقة الامر ... ولكن حقاً ما مر به ليس بهين ... اردفت بعد تفكير _ حاضر يا ثريا هانم ... انا على قد ما اقدر هحاول اتجنب وجوده ... وربنا يقدم اللى فيه الخير ..


اومأت له مبتسمة وهى تربت على ظهرها بحنان وتلك الصغير يجلس بجوارها يداعب تلك الحشائش الارضية وتلك الفراشات الراقصة .


《》《》《》《》《》《》《》《》


فى الجناح الخاص بعبير ويحيى تجلس على احد الارائك تضع ساق فوق الاخرى وتضع على اظافرها طلاء الاظافر مردفة وهى تضع الهاتف على اذنها وتميل عليه كي تحجزه بين اذنيها وكتفيها _ ايوة يا بت يا صفاء زى ما بقولك ... بس انا يعنى هسيبها ؟ ... دى وقعت تحت ايدي خلاص ... هههه واهى تسلية جديدة ... بس عايزة اعرف جبها منين دي ..


اردفت الاخرى عبر الهاتف بتساؤل _ مسألتيش يحيى ليه ممكن يكون عارف .


اردفت عبير وهى مازالت على تلك الوضعية _ هسأله طبعا ... ومين غير ما اسأله هو هييجي يحكيلي على كل حاجة .


ضحكت الاخرى مردفة باعجاب _ بيعجبنى فيكي انك مسيطرة وعندك طموح ... وده اللى خلاكى تدخلى وسط عيلة الكوفي .


نظرت الاخرى للامام بشرود كأنها تتذكر شيئا مردفة بحقد دفين _ ومش كدة بس ... دانا طموحى اكبر من كدة بكتير اوى ... وقريب اوى هتكون كل املاك عيلة الكوفي فى ايدي وليا ولاولادى وبس ... دول خيرهم علينا من زمان اوى .


《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》


فى المملكة المتحدة انجلترا فى لندن تحديداً تجلس هذه السيدة ذو الملامح المتجمدة يغطى رأسها الشعر الرمادي تنظر لذلك الجالس يناقشها مردفة بحدة _ يعنى ايه هتاخد الاولاد وتنزل مصر ... ولا انت مبقاش يهمك رأيي ؟ 


اردف احمد بهدوء وهو يطالعها _ اسمعى يا الفت ... الاولاد لازم يشوفوا بلدهم ... بقالهم سنين كتير بعيد عنها وانا من الاول اتفاقي معاكى اننا هنبعد كذا سنة علشان اللى حصل بس انتى خالفتى الاتفاق ده وادينا اهو بقالنا هنا اكتر من ٢٠ سنة ... انا حابب ارجع مصر ومش فاهم انتى معترضة ليه ... وبعدين املاكك اللى فى مصر دى من حق اولادك انهم يتمتعوا بيها .


نظرت له بشك مردفة بغضب وغيرة _ انت مصمم اوى كدة ليه .. قسماً بالله يا احمد لو لسة بتفكر فى الماضى لكون جايبة عليها واطيها .


قاطعها وهو يقف مستعداً للمغادرة مردفاً بألم _ خلاص بقى ... كفاية بقى يا الفت ... هفكر ازاي وانتى خلتيني اعمل اللى هعيش وهموت شايل ذنبه .... الماضى خلاص اندفن مع اصحابه ... وانا هرجع مصر يا الفت انا والولاد وده قرار نهائي ... انتى حابة تيجي معانا ماشى ...مش حابة براحتك ... واكيد انتى عارفة انى مبقاش فارق معايا فلوسك زى الاول يا الفت هانم ..


تركها وغادر بينما هى شردت تفكر فى ماضى جاهدت لدفنه ولكنها دفنت معه قلب هذا الرجل ..


《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》


بعد مرور اربع ايام تجنبت فيهم حياة هذا العمران تماماً فقد اصبحت تمتلك غرفة جميلة ملتصقة فى غرفة الصغير حتى تكون قريبة منه وكانت تقضى اغلب وقتها فى التنقل بين الغرفتين والحديقة وتجتمع مع الجميع فقط عند تناول الطعام ولكن عمران لم يكن موجود ... كانت تحاول جاهدة ان تتجنب ايضا تلك الكنة فهى دائما تحاول استفزازها والسخرية منها ولكن حياة تلتزم الصمت فقط لخاطر عمها يوسف وزوجته هذه السيدة الحنونة التى لم ترى منها سوا الحب منذ ان دلفت الفيلا ... وتخرج طاقتها السلبية مع رفيقتها مروة التى تهاتفها يومياً وتهدأها ببعض الكلمات .


عمران يقضى معظم اوقاته فى الصالة الرياضية مع المقدم صالح الذى اصبح فى وقت قصير مقرباً منه وحتى ان عمران وجد معه التفاهم والأذان الصاغية التى يحتاجها للبوح بألمه ومدى صعوبة الحياة فى بُعد ملاذه وروح قلبه عنه ..

كان يخرج من البيت صباحاً و يعود فى الليل متجنباً الاحتكاك مع اي شخص خصوصاً تلك الحياة ..


عبير التى علمت بطرقها الخبيثة ان حياة هي فتاة يتيمة لا تعرف لها اهل وتربت فى ميتم وتكفل بها يوسف الكوفي وها هي تحيك اول مكيدة لهذه المسكينة ..


صعدت الدرج تتلفت حولها الا ان دلفت الجناح الخاص بعمران دون انتباه احد ... اتجهت الى خزانة الملابس وفتحت الخزنة المخصصة لملابس ولاء زوجة عمران المرحومة واختارت منها فستاناً ملفتاً تحبه العين ثم اغلقت الحزنة وخرجت تتسحب الى غرفة حياة بعدما تأكدت من وجودها فى الحديقة ..


فتحت باب غرفتها ودلفت ووضعت تلك الفستان على فراش حياة واردفت بابتسامة حاقدة _ لو اللى فى دماغى حصل ... يبقى باي باي يا سنيورة .


خرجت مسرعة واغلقت الباب خلفها ونزلت للاسفل كأنها لم تفعل شئ ..


كانت حياة جالسة على العشب كعادتها منذ ان اتت الى ذلك المكان ... فهى مسبقاً كانت تعشق حديقة الدار والان هي تعشق هذه الحديقة وهذه الورود ...


يلعب حولها اطفال يحيى ورحيم الصغير وعيناها منصبة عليه باهتمام ... لقد خرج الصغير من حالته التى كان عليها منذ ان رأته ... الجميع يعترف بأنها افادته كثيراً ... حتى انه احياناً يرفض النوم بعيداً عنها ..


اتت ثريا مع يوسف الذى اتى حديثاً من سفره حيث كان يبتاع المعدات الرياضية اللازمة لصالات الرياضة الخاصة به .


اردف بعدما اقترب منها _ ازيك يا حياة .


وقفت حياة تتطلع له بفرحة مردفة بحماس _ عمى يوسف .. حمدالله عل  السلامة ... هو حضرتك رجعت امتى .


خطى يوسف باتجاه الصغير وحمله وقبل وجنته وهو يردف بفرحة _ لسة واصل دلوقتى ... بس ماشاء الله انا شايف انك افادتى رحيم جدا ... ولا ايه يا ثريا ؟ 


اومأت ثريا وهى تتطلع الى حياة بحب وحنين _ هى بصراحة افادتنى انا كمان مش رحيم بس ... عوضتنى عن غياب ولاء ولوجى الف رحمة عليهم ... حياة وهى حياة فعلا يا يوسف .


نظر يوسف الى حياة بفخر وفرحة مردفا_ كنت متأكد انك مش هتخيبي ظنى ... بس احب اعرف انتى مبسوطة هنا ولا في حد زعلك ؟


اجابته باطمئنان _ لا خالص كله تمام ومتقلقش عليا يا عمى يوسف انا بعرف اتصرف كويس .


اومأ مبتسما وهو ينظر لحفيده  مردفاً _المفروض ان النهاردة رحيم تم سنة .... وانا كنت ناوي اعمله عيد ميلاد كبير بس طبعا بعد اللى حصل مينفعش نحتفل ... علشان كدة انا وصيت عفاف تعمل اكل حلو واتصلت بعمران علشان نتجمع سوا ونحسس رحيم اننا حواليه .


اردفت حياة بحماس _ حلو اوى يا عمى يوسف ... وانا اللى هتولى امر رومي .


اردف يوسف باستنكار _ رومى ! .


اومأت مبتسمة _ ايوة انا بدلعه ب رومى اختصار رحيم .


اومأ لها متعجباً واتجوا جميعا للداخل للاستعداد لتناول الغداء كعائلة  ..


《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》


فى الجيم 

يجلس عمران مع صالح يتناولان وجبة قد ابتاعها صالح من احد المطاعم القريبة  وها هو يتناول مع صديقه ويرغمه على الاكل .


اردف عمران بضيق _ خلاص بقى يا صالح مش هاكل احمد ربنا انى اصلا مديت ايدي ... انا المفروض كنت اكل مع العيلة بس محبتش ازعلك .


ضحك صالح مردفاً بمرح _ ياعم كُل ... على رأى ستى الله يرحمها ( ان حلالك زادك كله كلّه ) ... والاكل حلو بصراحة ... مهو لا انت راضى تاخدنى تعزمنى عندك ولا راضى تيجي ادوقك اكل امى .


اردف عمران وهو يلملم اشياؤه ويستعد للمغادرة _ معلش يا صالح ... سبنى براحتى ... انا بس عايز اشكرك على وقفتك معايا ... بالرغم من انى اعرفك من ايام قليلة بس انا فعلا حاسس اننا اصدقاء من سنين ... عن اذنك انا لازم اروح النهاردة بدرى علشان عيد ميلاد رحيم ... وانا لازم اكون مسئول اكتر من كدة لانى فعلا بعدت اوى عنه ..


اومأ له صالح يشجعه بينما غادر عمران وظل صالح يتناول وجبته بشهية .


《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》


اتجهت حياة الى غرفتها بعدما غفى الصغير وادارت مقبض الباب ولكنها وجدت فستاناً رائعا على الفراش ... اقتربت منه تنظر له بانبهار ... تلمسه وهى واضعة كفها على ثغرها بدهشة ... لقد كان لونه ازرق رائع ... تسائلت من اتى به الى هنا ... ايمكن ان يكون ابتاعه يوسف من اجلها كي ترتديه الان ... نعم بكل تأكيد فهو دائما كان يأتى لها بالملابس الجديدة كل اسبوع فى الدار ... حسناً ستتجهز سريعاً وترتدى هذا الثوب ..


فى الاسفل وصل عمران بسيارته التى صفها ونزل منها متجهاً للداخل ... دلف ينادى عفاف يسألها عن صغيره فأجابته ان حياة قد انامته فى غرفته وستنزل معه بعد قليل الى هنا حيث ستتجمع العائلة ..


تأفأف بضيق واتجه صاعداً الى غرفته ... فتحها ودلف يحضر لنفسه حلة سوداء وقميص اسود ... نظر للمرآة فوجد انعكاس وجهه ... يبدو على ملامحه الذبول ... ذقنه نامية بشكل كثيف ... عيناه متورمة لبكاؤه يومياً عند النوم ... نظر لنفسه مطولاً ... لقد كانت حياته منذ شهر بحال والان هي بالحال المعاكس تماماً ... لقد كانت تقف هنا زوجته وعشقه ... تقف امام تلك المرآة تتزين له ... تقف بين يده يحتضنها ويشم عبيرها ... اغمض عينه يسحب شهيقاً طويلاً حابساً انفاسه كأنه يشم رائحتها .... ظل مغمض العينين ... لو فتحهما ستسقط دموعه ... لقد رأها عندما اغلقهم وهو لا يريد لصورتها ان تغادر خياله ... 


اخرج زفيراً حاداً كاد ان يصل لسعال بسبب حبسه ... فتح عينه ونزلت دموعه الحبيسة ... لن ينساها ابداً ... لا هى ولا طفلته الحبيبة ... كيف له ان يكمل ... يسأل نفسه دائما ذلك السؤال ولكن لا جواب ... عليه العيش الى ان يلقاهم ... عليه التحلى بالصبر لاجل صغيره .


كفكف دموعه واتجه الى المرحاض يبدل ثيابه وخرج بعد عدة دقائق ... مشط شعره باهمال وخرج من غرفته اثناء خروج حياة من غرفتها وهى ترتدى ذلك الفستان متجهة الى غرفة الصغير كي تصطحبه ..


تجمد الدم فى عروقه من هيأتها ... للحظة ظنها هى ... ما هذا الذى ترتديه وكيف جاءت به ؟... كانت نظراته قاتلة ارعبت تلك الواقفة فجعلتها تتسمر مكانها لا تقوى على الحركة .... 


اقترب منها بسرعة البرق وصرخ بصوت رج المكان _ انتى ازااااي تتجرأي تلمسيه؟ 


هزت رأسها يميناً ويساراً برعب من هيئته مردفة بخوف _ انا معملتش حاجة ..


حضر كل من فى القصر على صوته وعبير التى تنظر من الاسفل بشماته لقد نجحت خطتها ..


لم يتمالك عمران نفسه وقد اعمى الغضب عينه وهو يمد يده لينزع تلك الفستان بقسوة من على جسد حياة المرتجف ادي الى تمزقه من منطقة الكتف مما جعله يجن اكثر وهذه المسكينة تقف تحاول منعه بضعف حتى كادت ان تفقد وعيها الى ان صدح صوت حاد فى المكان جعله يبتعد من ثم صفعة قوية  كانت تلك من يد يوسف تسقط على وجه عمران جعلته يتجمد مكانه وعيونه عبارة عن براكين نار ينظر لتلك التى ترتعش بشدة خافضة رأسها للاسفل ..


اردف يوسف بغضب عارم _ انت بقيت حيوان ... انا غلطان انى جبتها وسطكوا يا زبالة ...


ثم سحب تلك المرتعشة وهو ينادى على زوجته بحدة مردفاً _ ثرياااا ... خدى حياة خليها تبدل ملابسها وتحضر شنطتها ... مش هتفضل هنا ثانية واحدة ..


افاق هذا المجنون على جملة ابيه فنظر لها وجد يدها تتمسك بالفستان حتى لا يسقط من على جسدها الذى يرتعش بعنف حتى اختفت داخل تلك الغرفة  .


بينما فى الاسفل تقف عبير مزهولة من ما حدث فهى توقعت ان يوبخها او يطردها ولكن ما فعله كان كثيراً ولكن المهم هو النتيجة الاخيرة وها هى حياة تغادر القصر بلا عودة ..


لقراة الرواية كامله من الفصل الاول من هنا

                 الفصل السادس من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-