أخر الاخبار

رواية حبيبتي الكاذبة الفصل الثامن عشر والتاسع عشر


 رواية حبيبتي الكاذبة

الفصل الثامن عشر 
والتاسع عشر

(ما بين الحب والكبرياء ) 

ظـل يسير ذهاباً وإياباً ، ... وتمـر الساعات ساعة تلو الأخـري لم يعرف أي شيئاً




 عن أروي أهي حية أم.... عند هذه اللحظة يتوقف تفكيـره رافضاً رحيلهـا ويُريدها تفيق بأي طريقة أيا كانـت .. 





إتجه إليه زياد رابتاً علي كتفه وهو يقول مُستغربا لهذه الحالة التي هو عليهـا : 



- إهدي يا أميـر ، إن شاء الله هتبقي كويسة بس أنت إقعد كده وصل علي النبي .. 





مسح أميـر علي رأسه وقـال هامساً : عليه الصلاة والسلام .. أنا خلاص مش قادر أتحمل دي بقالها كتير أوي نفسي أعرف مفقتش ليه !! 









أجابه زياد بهـدوء : يا أمير ده ضرب بالرصاص هي موقعتش ولا عندها شوية سخونية ، إدعيلها ربنا يخفف عنها... 


تنهد قائلاً : يــارب . 
سـار أميـر إلي النافذة الموجودة في آخر الرواق ليقف ينظر منهـا بشـرود ، بينما قال زياد موجهاً حديثه لـ سهيلة : هي أختك كان ليهـا أعداء ؟؟ 










رفعت رأسها لتنظر إليه وهي تكفف دموعها بأناملها ، ثم قالت بصوتٍ مُرتجف : لأ ، أنا معرفش ايه الي حصل ومين ده الي كان عاوز يقتلها ، أختي عمرهـا ما أذت حد ... 







رد زياد بهدوء : ربنا يشفيها ، أنهي كلامه وإتجه إلي أمير ليقف جواره قائلاً في تساؤل : هي دي أروي ؟؟ 
أومأ أمير برأسه ولازال 










ناظرا من النافذة بشـرود ، فيما إبتسـم زياد وقال : ممم عشان كده أنت خايف وقلقان كده وملهوف كأن روحك مش فيك ! 
قطب أمير ما بين حاجباه ، ثم قال بجدية : أنا مش ناقصك يا زياد ! 
زياد متنهدا : والله أول مرة أشوفك كده ، أنت بتحبها يا أميـر ؟؟؟ 
مسح علي وجهـه بكف يده ، وفضّل الصمـت !! وزاغت أنظاره بتوتـر ، ثم قال أخيرا بخفوت : معرفش ، معرفش يا زياد ، أنا عاوزها تفوق وبس 
ربت زياد علي كتفه وقال : تعرف أخر مرة شوفتك فيها كده كانت أمتي ؟ 
أجابه أميـر مُبتسماً بحـزن : من ١٥ سنة ، من وفاة أمي وأبويا ، نفس الإحساس أنا حاسه دلوقتي ، ساعتها كان ١٥ سنة ، وكنت خايف أعيش لوحدي ، وفعلا عشت لوحدي ومشيوا وسابوني ، حاسس ان شايف اليوم ده دلوقتي وخايف بردو لهي كمان تمشي و..... 
صمت فجأة وإنتبه إلي حديثه الذي خرج منه دون وعي ، ليردف زياد مبتسما : ياه ، لدرجة دي يا أمير ، وتقولي معرفش !! 
إزدرد ريقه ، ثم إلتفت له قائلاً بحيرة : زياد أروي ضحت بنفسها عشاني !! .. أنا الي كنت مقصود مش هي ، ... يعني المفروض أنا الي أكون مكانها دلوقتي .. 
عاود النظر إلي النافذة وصدره يعلو ويهبط بعنف ، ثم قال حائراً : الي هيجنني ، هي إزاي عملت كده !!! إزاي تضحي بعمرها في لحظة !! أنا مش قادر أستوعب الي هي عملته أبدا 
زياد بدهشة : معقولة !! .. عشان كده قلقان بالطريقة دي ، عموما هي شكلها بتحبك جدا ، بس قولي أنت ليك أعداء لدرجة دي ! إنها توصل للقتل ! 
أجابه بإنفعال خفيف : أكيد ليا منافسين وفي منهم أعداء ، بس مش متخيل أن حد منهم يفكر كده لمجرد إني بنافسه في الشغل ، أنا مش قادر أستوعب أي حاجه أصلا .. ! 
تنهد زياد وقال متساءلا : طب هما فين أهل البنت دي ، أنا مش شايف غير أختها بس 
أجابه أمير هادئا : ملهاش أهل غير أختها ، بس هي كانت قيلالي أنها مسافرة ، معرفش ازاي هي موجودة دلوقتي 
نظر لها زياد من بعيد وهو يقول : يمكن جات من السفر عادي 
- ممكن ... قالها أمير بإيجاز .. ليردف بعد ذلك بتساؤل : أومال فين عمتي ماجتش معاكم ليه ؟؟ 
إبتسم وقال : هتحصلنا كمان أسبوع عشان بابا عنده شغل لسه ، هيخلص وهينزلوا مع بعض 
أومأ أمير برأسه وهو يتنهد بعمق ... 







..................

جلس خالـد في غرفته دافنا وجهه بين كفيه بحـزن ، لقد شقيّ ليلا ونهارا في سبيل إجماع حق الذهب الذي فرطت فيه سلمي بهذه السهولة ، لقد كافح من أجل الوصـول إليها ، في حين كانت أمها ترفض الزواج حاليا ، هو أصـر وتمسك بهـا ليتفاجئ بهـا تخزله بعد ذلك .. 
عقله رافضا الإقتراب منها ولكن قلبه .. قلبه يـُريدها وبشـدة .. 
تفاجئ بـأمه تدلف إلي الداخل وهي تقول بغيظ : قوم يابني يلا عشان تطلقها أنا خلاص معنتش قابله الناس دي ! 
رد عليها خالد بهدوء : سبيني لوحدي يا ماما من فضلك أنا مش طايق نفسي 
نعـمة بحدة : ما هو أنت لازم تطلقها عشان ترتاح ، وأنا أجوزك شروق بنت خالتك وتعيش حياتك ودي تنساها خالص ، مش كفاية تبيع الشبكة من وراك دي بت ملهاش أمان قوم يابني قوم .. 
خالد بإنفعال : سبيني بقي يا ماما حرام عليكي بجد إرحميني .. 
تفاجئا بطرقات خافتة علي باب الشقة لتتوجه نعمـة وتفتح لتجد سلمي .. 
صاحت بها قائلة : أنتي عاوزة ايه ؟؟ أمشي من هنا بقي وسيبي إبني في حاله 
خرج خالـد ليقف خلف والدته ناظرا إلي سلمي بغضب .. 
بادلته النظرة بنظرة توسل وإعتذار فأردفت ببكاء : خالد أنا أسفة أرجوك سامحني .. 
نعمة بحدة : بقولك إيه بلاش المسكنة دي ، خلاص إبني هيطلقك يعني هيطلقك ، ياريت تغوري من هنا بقي 
إزدادت سلمي بكاءا علي بكاؤها ، ثم إقتربت من زوجها قائلة بضعف : هطلقني يا خالد 
أومأ برأسه وقال بصرامة : أيوة 
تنهدت نعمة بإرتياح وإبتسمت بإتساع .. 
أغلقت سلمـي عينيها بألم ، وتعالت شهقاتها ثم إستدارت لتخرج من المنزل وما أن خطت بقدمها حتي تفاجئت بمن يجذبها ويحتضنها بقوة .. 
عانقها خالـد بكُل قوته وهو يغلق عينيه متنهدا بعمق .. 
بينما إتسعت عيني نعمة بصدمة لما فعله ولدها ، وكذلك كانت سلمي مذهولة .. لم تصدق أنها في أحضانه ومنذ قليل قال لها سأتركك .!!! 
همس في آذنها قائلا بعمق : بحبك ، ومش هسيبك مهما عملتي 








إيتعدت عنه وهي تمسح دموعها ببراءة : بجد 
أومأ لها برأسه ومد يديه يمسح دموعها من وجنتها قائلاً بحزم : بجد ، بس ده ميمنعش إني لسه زعلان ولسه هعاقبك 
أومأت رأسها بسعادة : عاقبني بس متسبنيش 
تنهد وقال : ماشي ، يلا إنزلي نامي دلوقتي وبكرة نتكلم 
تنفست الصعـداء بإرتياح وقالت : تصبح على خير 
- وأنتي من أهـله ... 
أغلق الباب لتردف نعمة بغيظ : هو ده الي ربنا قدرك عليه ؟؟؟ 
تحدث بهدوء وهو يتجه إلي غرفته : تصبحي علي خير يا ماما ! 
..................









- ها إيه الأخبـار ؟؟ 
أردف ماجد بتلك الكلمـات في تساؤل .. 
ليتحدث ذاك المُجرم بخفوت : للأسف مجتش فيه والعيال إتحولت ! 
ماجد بذعر : أومال في مين ؟؟ 
- بيقولوا في بت كانت معاه جريت عليه وخدتها مكانه .. 
ماجد بإندهاش : خدتها مكانه ! ياتري مين دي ، معقولة تكون هي !!! 
- هي مين ؟ 
شرد ماجد وهو يضيق عينيه : لو فيها ده يكون أحلي إنتقام ، يارب تكون هي ! 
- أنا مش فاهم حاجه ، عموما أنت خلاص هتخرج إبقي إنتقم أنت بقي لأن احنا مهمتنا خلصت كده ! 
إبتسم ماجد بإنتصار وقال بتوعد : ماشي يا أمير ، دورك لسه مجاش !! 
............. 

خرج الطبيب ليركض أمير نحوه قائلاً بلهـفه : خير ، يا دكتور ؟؟؟؟ 
تنهد الطبيب بإرهاق وهو يمسح حبات عرقه : الحمدلله الحالة مستقرة جدا ، خرجنا الرصاصة بصعوبة نحمد ربنا إنها بخير وإنها كانت بضهرها وبالقرب من كتفها قدر الله وماشاء الله 
أمير بتساؤل: يعني هي فاقت ؟؟ 
الطبيب بنفي : لا في خلال الخمس ساعات الجايين هتكون فاقت إن شاء الله ، بس خلاص عدينا مرحلة الخطـر وهي دلوقتي في غرفة بعيدا عن العناية فمتقلقش خير .. 








أخذ أمير يتنفس بإرتياح وهو يقول : الحمدلله .. 
أسرعت سهيلة تقول : ينفع أدخل أشوفها .. 
الطبيب بجدية : الأفضل لما تفوق ، عن اذنكم .. 
جلس أمير بإرهاق ولقد ظهر شبح الإبتسامة علي محياه ، بينما إبتسم زياد له فهو يعرفه جيدا ومتيقن أنه يحبها ولكنه يُكابــر !! 
بينما زفـرت ماهيتاب بضيق وأصابها الفضول لرؤية تلك التي قلبت كيانه لتجعله خائفا عليها إلي هذه الدرجة !!! 
......................

مر ساعتان ، لقد قارب الوقت علي الفجر .. لاحظ أمير إرهاق الجميع فقال موجها حديثه لـ زياد : 
- زياد ، خد مفتاح الشقه اهو وخد ماهيتاب وروح ارتاح أنتوا جايين من سفر ، يلا 
زياد نافياً : لا يا أمير مينفعش أسيبك لوحدك 
أمير بتصميم : أسمع الكلام ، أختك ذنبها ايه تتذنب كده ، الفجر هيأذن يلا بس وأنا هفضل لحد ما تفوق .. ثم قال بخفوت : وشوف اختها ساكنة فين ووصلها في طريقك 
أوما زياد برأسه وقال : ماشي ، .. يلا يا ماهيتاب ، ... توجه إلى سهيلة وهو يقول : إتفضلي معايا هوصلك لان الوقت إتأخر جدا دلوقتي وبعدين قعدتك هنا مش هتفيد بحاجة .. 
سهيلة وقد هزت رأسها بعـلامة النفي : لأ طبعا مش هسيب أختي وأمشي 
زياد بإصرار: مينفعش ، عموما أنا هاجي تاني قوليلي بس أنتي علي بيتك وأنا هوصلك وأجيبك ، وبعدين قعدتك مش هتعمل حاجة .. 








أمير بتأكيد : بالظبط ، قعدتك مش هتعمل حاجة ، روحي أنتي وأنا موجود متخافيش عليها .. 
أنهي حديثه وهو يتمني أن تنصرف حتي حين تفيق أروي يكون بمفرده معها حتي يعرف لماذا فعلت هذا من أجله !! 
أومأت سهيلة بيأس ثم قالت بتساؤل : طيب فين شنطة أروي أنا عاوزة حاجتها .. 
أشار أمير إلي زياد وهو يقول : مفتاح العربية مع مفتاح الشقة يا زياد ، هتلاقي حاجة أروي فيها .. 
زياد بإيجاب : ماشي .... ثم إنصرف بصحبة شقيقته و سهيلـة . 
...............................

بعد قليل إستمع أميـر إلي آذان الفجر يعلو ، فنهض وهو يهمس بالشهـادة ، ثم توجه إلي الأسفل حيث توجه إلي المسجد الملاصق للمشفي ، ثم قام بالوضوء وهو يزيل أثار الدماء من يديه متنهدا بحزن ، أنهي وضوئه ، ثم قام بتأدية فريضـة الفجر وما أن إنتهـي ختم الصلاة ودعي أن تفيق وتكون بخير ... ثم صعد مرة ثانية متوجها إلي الغرفة 






... ما هي إلا ساعة مرت وقد عـلم أنها بدأت تستعيد وعيها ... 
ليدلف سريعا إلي داخل الغرفة وقلبه يخفق بعنف مُجرد أن رأها بعينيه ... 
خرج صوته هامساً : أروي ، حمد لله على سلامتك ...  
لم تستوعب المكان ولا شيئا حولها حتي أغمضت عينيها مرة ثانية محاوله أن تستوعب 
سمعت صوته : أروي سمعاني ، ردي عليا 
فتحت عينيها ونظرت له وهي تومئ رأسها بتعب .. إبتسم قائلاً : خضتيني عليكي 
تحدثت بإرهاق : ايه الي حصل 
أجابها بمرح : أنا الي عاوزك تقوليلي ايه الي حصل ده أنا مستنيكي تفوقي من بدري 





تذكرت أروي الذي حدث أمس ، وما فعلته ، ليردف 



أمير بجدية وهو يقترب منها : قوليلي يا أروي ليه عملتي كده ، عرفيني إزاي ضحيتي بنفسك ، ليه وعشان إيه ؟؟؟؟ 




صمتت لبرهه وهي تحملق به ، فتحدثت بصوت خافت جدا : عشانك .. 



ضيق عينيه وقال بتساؤل : ليه ؟؟ ليه عشاني ، أنتي مجنونة أكيد مجنونة يا أروي 




تنهدت بتعب وإرهاق : عشان أنت حمتني وانقذتني ، 



عشان انت متستاهلش الغدر ، عشان ..... عشان أنت أنضف حد قابلته في حياته 




هزت كلماتها قلبه ، فظل ينظر إليها بصمت ، لكنه قال 




بعد ذلك : تقومي تضحي بنفسك عشاني أنا مش قادر أستوعب لحد دلوقتي ! 



إبتسمت وقالت : عندك إعتراض ! 
رفع أحد حاجبيه وتابع مشدوها : بجد مجنونة ...





الفصل التاسع عشر 

 


(عُشقتك أميري) 

مبروك ألف مبـروك 
هتف بتلك الكلمات ذاك الرجل جليس ماجد في السجن ، ليبتسم ماجد بسعادة ويردف : 
- الله يبارك فيك 
ضيق عينيه ليقول بمكر : متنساش الي إتفقنا عليه يا ماجد ، عشان تصطاد عدوك لازم تخش عليه بالحنين ، وتتمسكن لحد ما تتمكن وساعتـها ، إديله الضربة القاضية ! 
كز ماجد علي أسنانه بتوعد : مش ناسي ، يا أنا يا هو !!! ... 
..........

أوصـل زياد سهيـلة إلي منزل شقيقتها أروي ، فالبـطبع لم تخبره منزلهـا الأساسي وإلا ستكـون كارثة !! 
ترجلت من السيارة وهي تشكرهُ بإمتنان ، ليرد زياد بإبتسامة : 
- العفو ، أنا خلاص عرفـت البيت لو تحبي ممكن أبقي أوصلك المستشفي تاني 
حركت رأسها نافية : لأ شكرا جدا ، أنا هبقي أروح لوحدي تعبتك معايا عن إذنك 
أنهت كلامها وإتجهت نحو مدخل البناية لتصعد سريعاً .. 
بينما قاد زياد السيارة وتحرك به ، لتقول ماهيتـاب بتأفف : 
- أنت غريب جدا يا زياد إحنا مالنا ومالها بتوصلها ليه هي من بقية عيلتنا يعني !! 



زيـاد رافعا أحد حاجبيه : ايه يا ماهيتاب ، عادي يعني ده عمل إنساني مش أكتر ! ومالك مضايقة ليه ؟ 
رمقته بإغتياظ وتابعت : عشان أنا مش عارفه مين دول أصلا وليه أنتوا مهتمين بيهم كده ! 
زيـاد بهدوء : أنتوا مين يا ماهيتاب 
ماهيتاب بتلعثم : آآ .. أنت وأمير ، أنا أول مرة أشوف مدير شركة قلقان علي سكرتيرته بالطريقه دي 
تابع زياد بنفس الهـدوء : لأن هو قالي إنها خدت الطلقة دي مكانه فـ بالتالي يعني ، هيكون قلقان كده ، والله أعلـم ممكن يكون في بينهم حاجة ! 
قطبت ماهيتاب حاجبيها بضيق ثم تابعت بتساؤل وإختناق : بينهم حاجة ازاي يعني .. ؟ 
نظر لها زياد وتابع بجدية : خطوبة مثلا ، ممكن يكونوا متفقين يتخطبوا وهيفاجئونا ولا حاجة ! 
كزت علي أسنانها ونظرت من نافذة السيارة ، ثم قالت بتهكـم : خطوبة !! ... والله عشنا وشوفنا ، ايه كلام الافلام الهابطة ده في صاحب شركة يتجوز حتت سكرتيرة اوف حاجة تقرف 
تعجب لهـا زياد ، ونظر لها بإستغراب قائلاً : طب وأنتي مالك يا ماهيتاب ، مالك مضايقة كده ليه يعني .. ؟؟ 







نظرت من النافذة ولم تجيبه ، مما جعله يخمن ، أنهـا تكن لـ أمير مشاعر ربما تكـون حُب ! 
................

لماذا إقتحمتيني فجأةً 
دون حتي سابق إنذار 
وكيف أوقعتيني في فخك 
نعم أنه فخ الحب الذي لم أشعر به يوما 
وها قد جاء علي يدك ، .. جاء اليوم الذي أشعر بقلبي يخفق ، هل أحببتك ؟؟ .. لا ... لا أصدق ، ولكن ... لكن ماذا عن دقات قلبي عندما أراكي ؟؟؟ 

عدلـت الممرضة من وضعية أروي حيث أسندت ظهرها برفقٍ شديد إلي ظهـر الوسادة ، لترتفع قليلا وتجلس بأريحة أكثر ، بينما وضعت لها عصائر مُعلبة وأبلغت أمير أن لابد من تناول ثمـرات الفاكهـة .. 
تركتـهما وخرجت ليمد أميـر يده لها بالعصير ، فتناولته منه بإستحياء ... 
حاول أميـر تحاشـي النظر إليها ، ... حاول محاربة الشعور الذي بداخلـه !! أنه يشـعر بقلبه يخفق عندما يري إبتسامتها ، يبادلهـا الإبتسامة تلقائيا ، وأصبح يطيل النظر إليها فما هذا ؟؟ أنه الحب ... عند هذه الكلمة ينفض تلك الأفكار من رأسه ، أيعقل أنه أحبـها !؟ شيئاً هو لم يصدقه إذا فماذا عن دقات قلبه ؟؟؟؟ 
هذا ما كان يفكر به في شـرود ، حتي أفاق علي صوتها وهي تسأله : سرحان في ايه ؟ 
إنتبه علي صوتـها ليتنهد بعمق ، ثم أردف : ولا حاجة ، أنتي أخبارك ايه دلوقتي ؟؟ 
أجابته بخفوت : الحمدلله 
-تعبانة ... قالها بحنان بعض الشئ 
فأجابته بإرهاق واضحا في نبرة صوتها : يعني 
قال بجدية : لحد الآن مش لاقي تفسير للي عملتيه ومحتاج إجابة مُقنعة عشان أقدر أصدقك ، جاوبيني يا أروي وريحيني 
تنهدت أروي بنفاذ صبر : أنت سألتني السؤال ده أكتر من عشر مرات وأنا جاوبتك برضو اكتر من عشر مرات ، فـ ليه بقي مش قادر تقتنع أنا بجد قولت الحقيقة 
مسح علي وجهه بإرهاق ، ثم تابع بجدية : ماشي يا أروي ، بس بالي أنتي عملتيه عذبتيني أكتر ، يعني أنا السبب في الي أنتي فيه ده دلوقتي ودي حاجة مش كويسه بالنسبالي 
فضلت الصمت وهي تغلق عينيها بتعب ، بينما تابع هو بمـرح : زهقتي من أسألتي صح ؟ 
فتحت عينيها ، وهي تطالعه بضيق ، فقال مرددا : ما هي حاجة تجنن بصراحة ، أنا مشفتش حد بيفدي حد كده بالسهولة دي ... 
ردت بغيظ : طيب أنا أعمل إيه دلوقتي . 
حك صدغه بإبهامه وتابع مازحاً : متعمليش حاجة يا ملاك 
عقدت حاجباها وقالت بتعجب : ملاك ؟ 
تابع بمرح : اها ، هسميكي ملاك ماهو مفيش بني آدم طبيعي يعمل الي عملتيه .. فهتبقي الملاك 
تنهدت وهي تقول : متشكرة علي التريقة ! 
نهض قائلاً بإبتسامة : دي مش تريقة ، أنا رايح أجيب الفاكهة .. ! 







أنهي جملته وإتجه صوب الباب ليخرج تاركا لها تضحك بعفـوية وهي تحدث نفسها : ايه الجنان ده ، وبيقول عليا أنا الي مجنـونة ! 
.......................

ما إن خرج ماجـد من مركز الشرطة (القسم) .. 
حتي وجد مايـا تنتظره وهي تبتسـم ، عبس بوجه وهو يكز علي أسنانه مُجرد أن رأها ... 
لتتجه نحوه قائلة بإشتياق : ماجد وحشتني أوي حمدلله على سلامتك يا حبيبي 
دفعها ماجد بعنف : إبعدي عني ، أنتي السبب في كل ده وجاية تقوليلي حبيبي ، حبك برص يا شيخة ! 
زفرت مايا بحنق وتابعت بضجر : ايه يا ماجد وأنا يعني ذنبي ايه ، ما أنا مكنتش أعرف الي أمير هيعمله ده كله ، أنا قلت هتنتقم من البت دي وخلصت الحكاية ، سامحني يا حبيبي والله ما كان قصدي ! 
قال بحدة : طب أنتي عاوزة ايه دلوقتي ؟ 
مايا بصدمة : ايه يا ماجد أنا كنت بعِد الأيام عشان أشوفك وأول ما عرفت إنك خلاص هتخرج جيت عشان أستناك صدقني 








سألهـا بفضول : هو أنتي عرفتي إزاي إني خرجت أصلا ؟؟ 
أجابته سريعا : أنا كنت بسأل عليك وبجيلك علي طول ، بس مكنوش بيرضوا يدخلوني ليك ولما جيت أخر مرة عرفت انك هتخرج من العسكري .. 
صمتت قليلا ثم تابعت بتساؤل : طيب أنت هتعمل ايه دلوقتي ؟ 
حك فروة رأسه وهو يقول بضجر : معرفش ، أنا خلاص بقيت عاطل ومعنديش شغل .. 
لمعت عينيها بمكر وقالت بخبث : ممم طيب تعالي نقعد في أي حتة ونخطط هنعمل ايه مع بعض !
.............................

عاد أميـر بعد أن جلب لها بعض الفاكهة الطازجة ، مثل ثمرات التفاح والموز ... 
جلس قبالتها علي المقعد ، ثم أخذ يناولـها ، فتحدثت هي بإمتعـاض : 






- مش هقدر أكُل حاجة بجد مليش نفس 
أمير بجدية : دي تعليمات الدكتور ، وفري علي نفسك وكلي ، لأن أنا تعبان ومش حمل مُناهدة ، بقالي يومين صاحي ، عارفة ده معناه ايه ؟؟ 
عقدت حاجباها بتساؤل: معناه ايه ! 
إبتسم قائلاً : ولا أي حاجه
ضحكت.. ثم تألمت فور ضحكاتها ، ليقول بقلق : مالك يا أروي 
ردت بخفوت : مفيش بس الجرح بيشد عليا عشان ضحكت 
- طيب بطلي ضحك وكلي 
- أوك .. قالتها وهي تضغط علي نفسـها لتأكل .. 
ساد الصمت بينهما لعدة دقائق ، ثم قطعه أميـر حين قال : 
- صحيح أختك جات و..... 
لم يكمل جملته حتي سعلت بشدة فور سماعها جملته ، فإنتابه القلق ونهض مسرعا ، ليناولها كوب الماء الموضوع علي الطاولة الصغيرة 
هدأت بعض قليل وهي تتناول المياه ... ثم إزدردت ريقها بصعوبة وتابعت : هي عرفت منين ؟ 
مط أمير شفتيه وقال : مش عارف ، يمكن راحت الشركة وعرفت الي حصل ، هي رجعت من السفر امتي ؟ 
أجابته بتوتر : يعني من يومين ، طب هي فين دلوقتي ؟ 
- روحت مع زياد .. قالها أمير بإيجاز 
فقالت هي بصدمة : زياد مين ؟؟ 
ضحك قائلاً : متخافيش ، ده زياد إبن عمتي رجع من أمريكا النهارده ، فخدها وصلها في طريقه 
طغي الإرتباك علي ملامـح وجهها سريعا ، وبدأ صدرها يعلو ويهبط بخوف ... 
عقد أمير حاجباه وهو ينظر لها بقلق : في ايه يا أروي مالك ؟؟ 
خرج صوتها مُتحشرج ؛: م مـ مفيش 
تنهد أمير وقال : أنتي زعلتي أن زياد وصلها ؟ معلش ما الوقت كان متأخر جدا وكنا قربنا علي الفجر ، هو صحيح غلط تروح في الوقت ده مع واحد غريب بس للضرورة أحكـام 
أومأت برأسها وهي تقول بخفوت : أيوة معاك حق 
دعت ربها سرا أن لا يكون أوصلها إلي منزل أمها ، فهـي الآن تخشي أن تنكشف اللعبة ويزداد الأمر سوءا 
........................

بعد قليل... 

دلفت سهيلة وهي تركض إليهـا بلهفة ، قائلة بإشتياق : أروي حبيبتي انتي كويسة ؟؟ طمنيني عليكي 
إبتسمت لها أروي واومأت قائلة : أنا كويسة أوي الحمدلله متخافيش 
تنهـدت سهيلة بإرتياح ، ثم قالت بخفوت : الحمدلله .. 
تركهما أمير وخرج مغلقا الباب خلفـه ، لتقول سهيلة بتساؤل : ايه الي حصل يا أروي إحكيلي 
أروي بهدوء: أنا معرفش مين الي عمل كده يا سهيلة 
سهيلة بجدية : أنا مش متخيلة الي حصل إزاي في حد بيكرهك لدرجة دي ؟؟ 
نظرت لها طويلا وأردفت : مش بيكرهني أنا يا سهيلة ، بيكره أمير 
إتسعت عيني سهيلة وهي تتابع : يعني ايه ؟؟ الرصاصة دي كانت لأمير !! 
أومأت أروي ، لتنفعل سهيلة قائلة : وأنتي الي خدتيها مكانه بقصدك ؟؟؟ 
أروي بنبرة هادئة : أيوة 
هبت سهيلة واقفة قائلة بصرامة : أنتي مجنونة ؟؟ بتضحي بعمرك عشان خاطر واحد متعرفهوش ؟؟ ازاي تعملي كده ازاااي !! 
زفرت أروي أنفاسهـا بحنق ، وصمتت .. 
لم تصدق سهيلة الذي فعلته شقيقتها ... فأردفت بعدم إستيعاب : 
- طب ليه ، هانت عليكي نفسك ده مجرد واحد هتشتغلي عنده وتمشي 
لأ ... قالتها بإنفعال .. ثم تابعت بعصبية : 
- مش همشي أنا بحبه ، أنا بحب أمير ، مش هقدر أذيه أو أضره وكان لازم أفديه لأني لأول مرة في حياتي بقابل حد نضيف 
ذُهلت سهيلة وهي تعقد ما بين حاجباها ، ... تابعت بصدمة : بتحبيه !! 
هزت رأسها عدة مرات ، ثم تابعت وقد ترقرقت العبرات في عينيها : أعمل إيه مش بإيدي ، حاولت أحارب شعوري مقدرتش ولا هو أنا يعني مش من حقي أحب زي كل البنات ؟؟؟ 
جلست سهيلة مرة ثانية ولا تزال مصدومة ، همست قائلة : طب إزاي يا أروي أنتي نسيتي سامي والي هو عايزو !! 
إنفعلت أروي مرة ثانية وهي تمسح دموعها : يولع سامي ، ويغور في ستين داهيه ، أنا مش هنفذ الي قاله مهما عمل ! 
سهيلة بخـوف : طب والشيك الي مضيتي عليه ؟ وسيبك من ده كله ، لما يعرف أمير باللعبة دي هيعمل ايه ؟؟ 
إزدردت ريقها بخوف ، ثم قالت من بين بكاؤها : 
أنا نفسي أحكيله ، وأقوله كل حاجة ، بس ... بس خايفة ... خايفة يسيبني بعد ما صدقت لقيته ، خايفة لما يعرف أن أمي فاتحة بيتها للرجالة ، لما يعرف إني عايشة في دعارة ... دعارة يا سهيلة ، تفتكري هيصدق إني بريئة ؟؟ ..... حركت رأسها بعنف وهي تنفجر باكية : مستحيل هيصدق إني نضيفة وصونت نفسي رغم القرف ده ! 
أشفقت سهيلة علي حال شقيقتها لتقوم بمعانقتها وهي تمسد علي شعرها ، ثم إبتعدت عنها قائلة في تساؤل : والعمل ايه يا أروي ، أنتي كده هتورطي نفسك أكتر .. 
هدأ بكائها لتردف بثبات : العمل إني حبيت الشخص الي وقف جنبي ، وكان طوق نجاتي ، مش هسيبه مهما حصل وأكيد ربنا هيوفقني ... أنا عشقته يا سهيلة .. 

عُشقتك أميري ... فأنت من شفيت عليلي ... خدعتك وأنت تشكرني علي جميلي ... اه لو تعلم حبيبي ... كيف عانيت سنوات دون أن يشعر أحد بـ لهيبي ... 
هل ستغفر كذبتي ؟؟ 
أم ستتركني أعاني وأحترق من جديد .. مهما فعلت فـ أنا عُشقتك ... عُشقتك أميري ...






            الفصل العشرون من هنا                     



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-