أخر الاخبار

رواية ما بين الحلو والمر الفصل الحادي والعشرون

رواية ما بين الحلو والمر الفصل الحادي والعشرون


 رواية ما بين الحلو والمر

 
الحلقة  الواحدة  و العشرون 
 

بقلم نورا محمد علي 

كانت رابعة تنظر إلي فج النور باستغراب و هي لا تعرف  معني قولها







 ماذا تعني بأن البيضة  فيها كتكوت   هل هناك أحد  من زوجات ابنائها حامل 






ام  أن  ايمان حامل   ام ماذا  تعني  هذه العجوز التي تحمل علي





 وجهها معالم الايام و السنين  و كأن الزمن اكل علي جسدها و شرب 







 انها في منتصف السابعون   بل تجاوزتها  و لكنها  إلي وقت قريب كانت قوية عفية فما الذي حدث لتتغير في  أيام  










رابعة و هي تخلع عنها    الطرحة و تجلس جوارها و تقول مالك بس يا حاجة في ايه بس يا حبيبتي 

فج النور   بعين  يملئها الدمع الذي يأبي أن   ينزل  و لن ينزل  فهي الابية التي لم  تهدها الظروف و لا المصائب 





هي من تحملت قلة المال و قلة الحيلة و التشرد  في بلاد الناس  أيام الحرب 










و العمل   مع اولادها من أجل أن تربيتهم ليصيرو  رجال  تتباها  بهم  فلقد صبرت  علي الكثير 

و لن تبكي علي عجزها  و رقدتها في الفراش 

رابعة و هي  تحاول ان تجعلها تتكلم   قالت   

رابعة طيب  مش اكلتي ليه 

نظرت لها دون أن ترد 







رابعة و هي تقرب منها الطعام  و تقول طيب   في ايه الاكل حلو اهو    كلي اي حاجة علي قد نفسك 

هزت  فج النور رأسها برفض كأنها لا تستسيغ  فكرة الطعام من الأساس 

رابعة طيب اسلق ليكي بيضتين انت بتحبي البيض 









جزع وجه فج النور برفض و هي تقول لا   لا  مش عاوزة  مش عاوزة بيض 









و تسطحت علي الفراش  كأنها لا تريد أن تتكلم  حتي لا تذكر 






حملت رابعة الطعام  إلي المطبخ هي الأخري   لا تحب أن تاكل إلا من صنع يدها 








ولكن  يبدو أن لفرضها الطعام   سبب  هل قالت لها  أحدهن شئ  وجعها إلي هذا الحد  






 

ان رابعة تعرف جيدا  ما الذي مرت  به حماتها و ما الذي عانته و  تعرف أكثر  أن أولادها  يحبونها و يقدسوتها  و لن يقبلوا







 بزعلها او   تعبها او أن تقول  لها  احد الزوجات  شئ يغضبها






وضعت الطعام علي تلك الطاولة  القريبة نسبيا من النملية المعدنية التي كانت تعد مطبخ  









واقتربت لتفتح تلك الثلاجة  الضخمة التي اشتراها  زوجها و اخوه  لأمهم من ابو ظبي   لتضع فيها الطعام 







و لكن عينها  اتت علي مشنت البيض   

وضرب في عقلها    قول الحاجة   البيضة فيها كتكوت 

خبطت صدرها بيدها  و اقتربت من المشنة لتنظر إلي البيض  








جزع نفسها من رائحته   فهي ابنت فلاحين و تعرف جيد أن هذا البيض تم الرقد عليه من الدجاجة 

أمسكت واحدة تنظر  لها في ضوء الشمس   وجدتها  مموح 









اقتربت من الخوض  لتكسرها  فقلبت بطنها من الرائحة  الكريه  الابيض ممشش  او بالأصح تكون بداخلى  كتكوت صغير 









 افرغت المشنة من البيض  وجدتها  كله علي هذه الصور 

خرجت من المطبخ تغلي من الغضب   وقفت امام البيت    تبحث بعينها عن أحد  من الصغار الذين تعرفهم 

رابعة  تعالي ام اقولك يا   عسل   عارفة عمك  محمد 







الطفلة اه يا خالتي   عاوزني انديه ليكي 

رابعة يا ريت  و ما ان ذهبت الطفلة  حتي دخلت رابعة و اخذت تنادي  بصوت مرتفع   حتي ان  فج النور    فزعت










 منه  فمن المعروف عن رابعة أن نبرة صوتها عالية فهي محفظة للقران  و مجودة له  و ذات حسي قوي النبرات  حتي انها تغني بصوت عذب  قوي ك  ام كلثوم 








ولكنها الآن غاضبة من الجميع    

رابعة   يا ليلي  يا ليلي  يا  ام عبد الغفار  يا  عزة    يا  عزة  يا ام   عبد الله  يا  كريمة   يا كريمة   يا ام  خالد يا   خيرية   يا خيرية   يا ام حسن يا ام هاشم   انت يا ام هاشم  يا ام  علي    يا ليلي 

كان  الكل ينزل مسرعا ظننا منهم   أن الحاجة حدث لها شئ 









علي  دخلت محمد من باب  البيت  و هو ملهوف هو الآخر  

محمد. في ايه يا ام ايمان في ايه امي فيها حاجة    و اسرع إلي غرفة امه  و لكن  رابعة أشارت له ليتوقف

اخذت  رابعة تخرج أنفاسها  بغضب  و هي تنظر لهم   

 كاد محمد ان يسرع محمد إلي امه  مرة اخري 

ولكن رابعة أوقفته و هي تقول امك كويسة 

ليلي  لأنها زوجة الكبير و تعد صعيدية مثلهم قالت ولما هي كويسة  ع تنادي علينا كده  ليه يا فلاحة .








وهذه ليست  سبه  فهي اعتادت أن تقول لها ذلك   منذ أن تزوجت محمود  ولأن ليلي زوجة محمد الكبير   لم يكن بحق 









 ل رابعة أن  ترد  فهذه آداب العائلة ف ليلي أكبر منها و زوجها أكبر من زوج رابعة 

رابعة و عشان انا فلاحة  عاوز اعرف مين اللي اكلت الحاجة بيض  امبارح 













ليلي  كل الغاغة  دي عشان مين اللي اكلت الحاجة بيض  انا اللي اكلتها 

رابعة  ليه   ترضي تاكلي انت من البيض ده  

كانوا علي باب  الحاجة التي تستمع  إلي كل شئ   و ابتسامة ترسم علي وجهها 

ليلي وفيها ايه مالو البيض 

رابعة تعالي معايا يا ابو  عبد الغفار   و تحرك معها إلي المطبخ  و جدتها تضع كل البيض في  طبق بلاستيك  و  قالت البيض كله مموح  امك ما  أكلتش من امبارح  










محمد ع تجولي ايه  كيف ما كلتش 

رابعة زي ما انت سامع  البيض كله مموح  يعني  فيه  كتكيت  و من اول ما وصلت   الحاجة رافضى الاكل و بقول ليها طيب أسلق ليكي بيض كانت هتعيط

نظر محمد إلي ليلي  بغضب 









رابعة لو مراتك ترضي تاكل من البيض ده   او تأكل ولاداك او تأكل انت   انا مرضاش أن الحاجة تاكل منه  و كمان  عيب اوي   ولا عشان رقدت 

اقترب محمد من  ليلي  كاد أن يرفع يده عليها و هذا لم يحدث في  ربع قرن   مدة زواجهم   فوقفت رابعة في النص 










ولكن  بجاحة ليلي جعلتها تقول البيض مفيش فيه حاجة 

أمسكت رابعة  ببضة و هي تقول يبقي كلي منه  و كسرتها فقلبت الرائحة المطبخ 

محمد يا بنت  المركوب  هو دا اللي ع خلي بالي منها  امال  لو ع توكليها من بيت ابوكي كنت عملتي ايه   طيب و رحمت ابوي  ما انت..  فقاطعته رابعة  و هي تقول 

رابعة و رحمة ابوك ما تحلف   ولا تقول حاجة   انا 












 حلفتك  ب الغالي  و انت  يا  ام عبد الغفار خدي البيض  ده أرميه كله  و انت يا عزة   تعالي    شوف  اللي في الثلاجة دي   طلعي كل الاكل اللي فيها الحاجة عمرها ما كلت اكل بايت  ولا ايه يا حاج محمد 

رغم انه لازال غاضب إلا أنه أكد كلامها 

 ام رابعة  ذهبت إلي الحاجة  و قالت 








د

رابعة   ماما  فج النور انا هطلع ادبح كل اللي علي السطح  و احطه في للتلاجة 

فج النور  اعملي اللي تشوفيه صح يا بنتي 

وقد كانت نادت رابعة علي أحد الجارات و اسمها ام عبد آله  و  صعدت معها إلي السطح      حيث يوجد ماء  و وبور  جاز من النحاس   و قاموا بذبح  الطيور  جميعا سوء كانت بط او  دجاج  و تظفتهم علي السطح 












و نظفوا السطح  

و نزلت رابعة لتنظر إلي الثلاجة التي نظفتها عزة   و  بعد أن غسلت الطيور   بالماء و الدقيق و اليمون و الخل   و القطع الطماطم  حتي لا  تظهر منها رائحة زفرة  فهي تعرف أن حماتها    تقرف من اقل شئ 








اخذت  ديك  و  تبلته  و قامت بحشوه  روز  و أشعلت  عليه النار  الفرن  ليستوي في عرقه  

 و  وضعت الباقي في الفرايز  

 بعد وقت كانت  قد بدأت ملابسها إلي اخري نظيفة و هي كذلك في العادة لا تحب أن تظل في الملابس التي تعمل فيها   حتي لا تقرف  

كانت تدخل الي حيث حماتها التي تسبح علي السبحة وهي تقول 

فج النور  ربنا يسترك دنيا و اخري يا رابعة  يا بنتي 










  ابتسمت لها رابعة وهي تقول   يا سلام علي الدعوة الحلوة دي  و دخلت  لها  و هي تحمل  صنية  عليها   الديك  و قليل من الملح و  الفلفل  

رابعة ياله بقي نشوف مين اللي هياكل الديك ده كله 

فج النور مليش نفس 

 رابعة لا  دا انا اللي طابخة و مش همشي من هنا اللي لما أخليهم كلهم يمشوا زي الساعة

ضحكت فج النور  و قالت  

تصدقي انا نفسي خوفت 

رابعة هههههه

ام هناك في الشرقية  أغلقت  ايمان الهاتف بعد أن ردت علي امها التي  أخبرتها بما حدث و انها باقية حتي تطمئن علي  جدتهم  

و طمئنها  ايمان انها    سوف تهتم بأخوتها  و تطمئن عليهم 

كانت  تعد بعض الأشياء   عندما اقترب منها محمد   ك كل ليلة 

اخذت يده تتحسس معالمها و   هو يقترب منها     ليأخذ ما هو له بكل سرعة  تتركها كالعادة تشعر بأن هناك شئ خاطئ  بأن هناك شئ ناقص

و ما ام انتهي حتي قال    بقولك 

 ايمان   التي لازالت تشعر بالتوتر  قالت قول و هي ترجع شعرها إلي الخلف 









محمد  انا  عازم صاحبي   امير  علي الغدا بكرة  

ايمان ايه و بتقولي الوقتي 

محمد امال المفروض اقولك امتي    انا بقولك اهوه علي بيات 

كادت أن  تثور   او تغضب  و لكنها  أثرت الصمت 

محمد هتعملي  ايه حلو  

ايمان مش عارفة 

محمد   هو  هيحي لوحده  يعني اعملي بطة و شوية محشي   و بس 

ايمان   ممم  و  تحركت إلي الحمام   و بعد دوش سريع تحركت إلي المطبخ لتخرج البط  من الثلاجة  و  كيس  كرنب  و كيس  ورق عنب   و وضعته علي الرخامة     ولفتين من الجلاش و  كيس لحمة مفرومة  









ثم نظرت إلي الثلاجة  وجدت  كل ما تريد   قالت 

ايمان  قال ايه محشي وبط بس  يا امي العيبة

قررت أن تنام لتستيقظ باكرا   لتعد طعام لائق 

اتي الصباح  كان ينام بينما هي تعمل  منذ السادسة    كانت عين  عليها البط و الأخري تعضج عليها اللحم  و الأخري تسبك عليها   التخديعة 

استيقظ كانت هي تلف   السطر الأخير  من الحلة الثانية    فلقد انتهت من لف الكرنب و ها هي تلف ورق العنب   











و عندنا وجدت  أن هناك أرز تبقي   عملت حلة  من المحشي المشكل   كويسة   و بتنجان و فلفل وحسيت عدت  حبات من البطاطس  بالجنة المعصجة

محمد الله  الله علي الروايح الحلوة 

ابتسمت له  و هي تكمل ما تعمله 

محمد لو طلبت لافطار الوقتي  يبقي بعطلك

ايمان و الله كلك نظر  

  اقترب من طبق الكعك  و البسكوت و اعد له كوب شاي   و وقف يشربه في  البلكونة  بينما هي مطحونة في المطبخ 

 محمد   طيب انا نازل تحت هظبط الجنينة شوية 

همهمت و هي تتزوق الملح قالت  مم 














و لكنها لم تنتبه  اصلا لما يقوله 

بعد وقت كانت  تفتح حنفية  الماء  فوجدتها  قاطعة 

ايمان هو يوم باين من اوله 

 و جربت  مرة اخري و أشعلت المطور   ولكن الماء لم يأتي 

اخذت تطفئ المطور   و تعيد تشغيله و أسرعت لتحضر ماء بارد من الثلاجة لوضعه علي البط  قبل أن يحترق 

وما أن  انتهت  شمت نفسها   بستنكار    ف البيجامة التي تلبسها أصبح رائحتها  بصل و ثوم و لحم و فانياليا  و كل ما تعمله في المطبخ   رغم وجود شفاط 

كانت تتحرك إلي حمام  عندما سمعت  صوت الماء في الجنينة   نظرت من الشباك بعيد و هي تراه يمسك الخرطوم  و يرش الماء علي العشب بينما هي لا تعرف كيف تغسل يدها 

وعقلها  يقول ماذا يفعل هذا الأحمق إلا يعرف اتي احتاج إلي الماء   الم يسمع صوت المطور  مرة واثنين وثلاثة 












وقفت  في شباك الحمام تقول  

ايمان  بغضب  طفي المياة يا محمد 

ولكنه لم يستمع  فصرخت به

ايمان   محمد  بقولك طفي المياة يعني انت مش عارف اني محتاجها 

محمد  وطي صوتك 

ايمان ايه وطي صوتك  انا مش عليته اصلا  ياله طفي المياة  خليني  اخلص  اللي  واراي بقولك 

نظر لها بغضب و القي الخرطوم من يده و اسرع لها و هو يغلي حتي ان امه رأته و نادت والده  ليلحق ابنه الذي جن جنونة و ما ان دخل من الشقة حتي امسك ايمان من شعرها  حتي كاد ان  يمزقه في يده و أخذ بصفعها و هو يقول   

محمد انت بتعلي صوتك عليا  يا وس*خة يا بنت الك*لب 










صفاء  يا نهارك اسود انت بتقول ايه و  بتضربها كده ليه سيبها   وشها ورم   يا حيوان  سيبها منك لله  يا غبي  سببها  دفعها  لترتطم بالارض و ابوه  يمسكه  ام امه اخذتها إلي الغرفة 

ايمان لا  اما هروح انا هروح بيتنا مش هقعد معاه  انا عاوزة اطلق  دا مش بني آدم  

ما أن سمع الكلمة حتي  ثار و جار و كاد يكسر الشقة لولا والده الذي جذبت إلي الخارج 

صفاء استهدي بالله بس  

ايمان انا عاوزة اطلق انا بكرهه 

ام هو كان يحاول أن يمسك شعرها   مرة اخري   يحاول أن بصفعها   غير عابئ بوجود ابوه و امه

نظرت له انه بغضب  و هي تقول  أقسم بالله  لو مديت ايدك عليها  ل واخدها   و هروحها بنفسي 

اوقف قول امه ك صنم 

صفاء  دا امها  لو هنا  كانت  طلقتها  منك  انت ما بتفهم دي بنت ناسي 











فاروق  ياله معايا  بدل ما لطش ليك 

تحرك مع ابوه ام امه  ظلت معها 

ولكن ايمان كانت  تأخذ أنفاسها بصعوبة و هي  الآن تفكر انه الحل الأمثل  أن   تكبر الموضوع و أن تتركه  

فمن مثله صعب أن تكمل معه  يكفيها منه ما حدث 

ولكن من  سيقف جوارها  من س يساندها في هذه البيئة الريفية الاي لا تطلق فيها النساء   فكلمة مطلقة وصمة عار 

فهل  رجل مثله   هو امامنها 












هل لمعة مثله  من يجب  ان تصبر من أجل  أن يتغير 

و هل يتغير يوما  و المثل يقول الطبع يغلب التطبع 


   


    👇لقراة باقي الفصول اضغط هنا

 🌹 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

🍁🍁🍁🍁مرحبا بكم. ضيوفنا الكرام 
هنا نقدم لكم كل. ما هوا حصري وجديد
اترك ١٠ تعليقات ليصلك. الفصل الجديد فور نشره

عندنا  ستجد كل. ما هوا جديد حصري. ورومانسى وشيق فقط ابحث من جوجل  باسم المدوانة .

    وايضاء. اشتركو على

 قناتنا        علي التليجرام من هنا

ليصلك اشعار بكل. ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك

  🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-