أخر الاخبار

رواية الفهد الاسود الفصل الثالث بقلم تسنيم المرشدي

رواية الفهد الاسود الفصل الثانى


 رواية | الفهد الاسود |

( الباشا ) 

بقلم تسنيم المرشدي 

الفصل الثالث ..


* بصت له بخوف كبير لما ذكر اسم أكرم ، معقولة يكون عارفه ؟ معقول يكون صاحبه ويسلمها ليه تاني بعد ما قدرت تهرب ، فضلت تتخبط في أفكارها شوية وبعدين سألته بخوف :- هو انت تعرفه ؟

_ ضحك بطريقة هيستريا رعبتها ورد عليها بإبتسامة انتصار :- ده حبيبي 




* وقع قلبها أول لما أكد اللي كانت خايفة منه ، خدت نفسها براحة ووقفت إستعدادا للهروب في أي وقت ..

_ وقف قدامها وهز رأسه وسألها بغموض :- وقفتي ليه ؟ 




* بلعت ريقها بصعوبة وردت عليه والخوف ماليها :- أنت هترجعني عنده تاني صح ؟ ...

* حس بوخزة في صدره لما شاف خوفها بالطريقة دي ، أخد نفسه وحاول يهديها :- لا طبعا مش هوديكي ليه ولا يمكن اسيبك ابدا 




رفعت عينها في عينه اللي حست فيهم بأمان متعرفش سببه إيه وازاي حست بيه بس نبرة صوته طمنتها ، وسألته بتوتر :- اومال هتعمل فيا ايه ؟ أنا مش عايزة حاجة منك سيبني أمشي وأروح لحالي ..




_ حط مية في كوباية وناولها تشرب وقالها :- خدي اشربي واهدي ، وياريت متخافيش مني أنا مش هأذيكي 

_ خدت منه الكوباية وايدها بتترعش جامد من كتر الخوف والتوتر اللي هي فيه ، وفي لحظة ايدها خانتها وقعت الكوباية اتكسرت ميت حتة ، رجعت كام خطوة برجليها وخوفها كبر وقالت :- انا اسفة بجد آسفة ايدي ات.....




* قاطعها وبصلها بتعاطف :- مفيش حاجة حصل خير ..

_ بصتله بإنكسار وردت عليه :- خير ايه بس انا آسفة بجد 

* نزلت علي الأرض تلم بإيدها بواقي الإزاز ، وهو نزل بسرعة لمستواها واخد الازاز من ايدها ، اتقابلت عيونهم في نظرة طويلة اتمنت فيها سديم أنها كانت




 تقابله من زمان ، بس ليه يعني هو عمل ايه ده السبب في حالتها دي وممكن بسهولة يرجعها لأكرم ، حست بقشرة في جسمها من لمسته لإيدها ، سحبتها من بين إيديه بسرعة ووقفت بعيد عنه 

_ عمران كمل لم الازاز وكنس مكانه بالمكنسة الكهربائية ، ودخل المطبخ يحضر عصير ..

* لف بدماغه عليها وسألها بهدوء :- تحبي تشربي إيه ؟ 




_ بصتله كتير وهي مش فاهمة هو بيعمل ايه وليه اتحول لشخص هادي بالطريقة دي ده كان لسه صوته بيهز البيت من قوته ايه اللي حصل فجاءة وغيرله كده ؟!



_ خرجت من أفكارها علي صوته وهو بيقول :- تشربي عصير فراولة الصراحة مش عندي غيره بلاش تحرجيني بقا !

* سرحت في ابتسامته الغريبة اللي خطفت قلبها ، شكلها غريب وتجذب اي حد ليها ، بلعت ريقها وردت عليه بصوت واطي :- مش عايزة شكراً 




_ غمز لها وكمل صب العصير في الكاسات وهو بيقول بمرح :-  يبقي تشربي عصير فراولة ..

* عقدت حواجبها بغيظ وردت عليه بلهجة حادة :- قولتلك مش عايزة هتشربني غصب ؟

_ حط الكاسات في صنينة تقديم وخرج برة وقعد علي الكنبة ، مسك كاس وقربه منها وهو بيقول :- اتفضلي 




_ نفخت بضيق وطولت في بصتها عليه عايزة تفهمه اكتر لكن مش فاهمة اي حاجة ، ابتسم علي سرحانها فيه وقال :- مكنتش اعرف اني حلو اوي لدرجة أنك تسرحي في ملامحي كده ..

_ وسعت عينها علي آخرها مش مصدقة جرأته أو بالاكتر وقاحته وردت عليه بإندفاع :- انت مغرور اوي وبجح و ووقح وااا 

* سكتت وهي بتفكر في كلام تاني توصفه بيه لكن ملقتش ، رد عليها بهزار :- ومتكبر وبارد عارف ,  اقعدي بقا اشربي العصير 




_ لفتت دماغها بعيد عنه وفضلت تبرطم بكلام كانت فاكرة أنه مش سامعه :- يعني فوق ما انت حلو ومز كده كمان جرئ في الكلام لا كده مش قادرة أقاوم

_ اتفاجئت بيه وهو يقول :- محدش قالك تقاومي أنا قدامك اهو

* بصتله بإحراج كبير ووشها احمر بطريقة مش عادية ، وهو انفجر في الضحك علي شكلها وحاول يسيطر علي ضحكه اللي بيزيد من توترها وإحراجها ،،



_ عدت ثواني بسيطة عليهم علي نفس الوضع ، كان عمران هدي شوية وقرب العصير منها تاني وقالها :- خلاص بقا اشربي عشان خاطري 

_ استغربت اوي الثقة اللي بيتكلم بيها كأنه متأكد أنها هتوافق ، بس هي فعلا عايزة تقعد وتشرب العصير لأنها عطشانة لكن لا لازم تثبت علي موقفها وتكسر غروره وثقته دي .. 




* هزت دماغها برفض وقالت بنبرة جدية :- قلت مش عايزة يعني مش عايزة 

_ عمران بصلها كتير وهو واثق أنها عطشانة بس محبش يضغط عليها، وشرب عصيره كله من غير ما يوجه لها كلام وقام دخل أوضته يغير هدومه ..

_ تابعته لحد ما دخل الاوضة وقفل الباب ، استنت شوية تتأكد أنه مش هيخرج الوقتي وجرت علي العصير شربته كله تروي عطشها ..




_ فتح الباب وخرج واتفاجئ بيها بتشرب العصير ، حاول يكتم ضحكه عشان ميسببش لها الاحراج لكن مقدرش لازم يحط التاتش بتاعه :- ما انا قلتلك اشربيه من الاول عملتيلي فيها مش عايزة وبتاع 

_ سديم اتحرجت ولعنت غباءها أنه خانها وحطها في موقف زي ده ، حطت الكاس بهدوء علي الطرابيزة وهربت بعنيها بعيد عنه ، 




* عمران دخل المطبخ وجاب بقيت العصير وحطه قدامها وخد مفاتيحه من علي الطرابيزة ومشي نحية الباب ..

_ سديم وقفت وسألته بإستغراب :- انت رايح فين وسايبني لوحدي ؟

_ رد عليها من غير ما يبصلها :- هجيب كام حاجة للبيت محتاجها ومش هتأخر 

_ قربت منه وهمست بترجي :- طيب أنا عايزة أمشي واسفة لو سببتلك إزعاج 




_ كانت هتمشي قبل ما يرد عليها لكنه سبقها ووقف قدامها شكل حاجز بينها وبين الباب :- تمشي تروحي فين مش هتتحركي من هنا ..

_ رفعت انظارها عليه واتكلمت بخوف :- حضرتك عايز مني ايه انا لازم ا..

* قاطعها بحدة :- قولتلك مش هتمشي يبقي متتكرريش الكلام لاني مش بحب اعيد كلامي كتير 

_ اتحولت ملامح وشها للغضب وحطت إيدها في



 وسطها وقالت بغضب :- انت بتؤمرني كده ليه كأني مراتك انت ملكش حكم عليا أنا أعمل اللي انا عايزاه 

_ابتسم بمكر ومال برأسه نحوها وقال :- انتي تطولي تبقي مراتي 

_ شهقت بصدمة وبصتله جامد :- ده انت لو أخر راجل في الكون ..

* ظهرت شبه ابتسامة عليه وعدل وقفته وقالها بحدة :- طب روحي يا شاطرة اقعدي هناك علي لما اجي ، 





* فتح الباب ورجع بصلها تاني :- عندك دولابي البسي اللي انتي عايزاه وغيري هدومك المتبهدلة دي ، واه هقفل الباب من برا عشان متتعبيش نفسك وتضيعي وقتك علي الفاضي .. 

_ قفل الباب قبل ما يسمع لهرائتها وقفل الباب بالمفتاح عشان متعرفش تخرج ...

* فضلت واقفة تبص عليه لغاية ما اختفي ورا الباب ، استغربت ازاي بيتعامل معاها كده وهو ميعرفهاش ، ابتسمت بفرحة وهي بتتخيل ملامحه الوسيمة وعنيه الواسعة اللي من اول ما شافتهم وحست أن في




 حاجة بتجذبها ليهم ، ده غير طوله وجسمه الرياضي اللي تقريبا اول مرة تشوف حد بالهيئة الجذابة دي ، ولا شفايفه ال ....... ، 

هزت راسها تطرد أفكارها اللي وصلت بيها للنقطة دي واستنكرت نفسها اوي ازاي تفكر فيه كده فضلت تتمتم :- استغفر الله العظيم ايه اللي أنا بفكر فيه ده ؟!




_ بصت حواليها تستكشف البيت ، كانت الصالة بسيطة جدا لكن ذوقها عالي مكونة من انتريه أبيض وعليه مخدات مشجرة فيها جميع الالوان ، اغلبية الحيطان كانت حجر علي شكل طوب ونفس لونه ، عجبها جدا المكتبة اللي كانت عبارة عن جبس ابيض وفيها شاشة كبيرة جدا اول مرة تشوف شاشة بالحجم ده ..





_ كان البيت مكون من أوضتين ، دخلت اول اوضة وكانت فاضية تماما وفيها أثاثها مركون في زاية لوحده ، دخلت الاوضة التانية اللي كانت نايمة فيها لكن مركزتش في تفاصيلها كويس ، انبهرت بأثاثها




 الكلاسيكي اللي بيميل لطراز زمان ، الدولاب عالي وتحته فراغ والسرير بنفس الوضعية  ، كانت الاوضة برده باللون الابيض بيكسره الفرش والستائر بلون نبيتي غامق ، كانت الاوضة فيها حمام صغير عكس الاوضة الفاضية مفيش فيها أي ملامح لحمام نهائي ..




_ لقيته مطلع ترنج وحاطه علي السرير ، فضلت تبص عليه وهي مش مصدقة أد ايه حجمه كبير أكيد هتغوص فيه بحجمها اللي أد العروسة ده ..

_ مكنش قدامها غير أنها تلبسه وتغير هدومها اللي متبهدلة خالص واكيد هتغسلها وترجع تلبسها تاني وتمشي لحالها ، 




حست بضيقة في صدرها مجرد التفكير أنها ترجع لحياتها من تاني ، هترجع تاني للراجل اللي بيتسغلها ويهد حيلها وبيديها مرتب زاهد يدوب بتدفع إيجار الاوضة بالعافية ، ومصاريف الجامعة هتعمل فيها ايه ده مديرها قالها لو مدفعتش مش هتدخل الامتحانات ودي آخر سنة ليها ولازم تخلصها ، 





* اتنهدت بوجع وحست بسخونة دموعها اللي اتسابقت في النزول علي خدها ، مسحتهم بإيدها وبصت لفوق :- يارب أنا مش عارفة اعمل ايه كل حاجة خرجت عن ايدي ، اقف معايا يارب 




_ قامت دخلت الحمام واخدت شاور سريع بعد ما لفت إيدها المتجبسة  بعازل ، ولبست الترنج بتاعه بصعوبة كبيرة بسبب إيدها وشهقت بصدمة لما شافت نفسها تايهة فيه متوقعتش أنه يكون كبير اوي




 كده ، حاولت تتني البنطلون لكن معرفتش بإيد واحدة ، نفخت بضيق وقامت جرجرت رجليها ببطئ عشان متقعش ودخلت المطبخ ( اللي كان عبارة عن مطبخ أمريكاني مفتوح علي الصالة ، كان لون السيراميك عبارة عن حجر لونه اوف وايت



 والالوميتال كان عبارة عن إزاز شبه النيش ظاهر كل حاجة جواه ورخامة طويلة هي الحاجز اللي بين المطبخ والصالة ) تدور علي حاجة تاكلها ، اتفاجئت بالتلاجة فاضية تماماً ..





عقدت حاجبها وقالت بسخرية :-  صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء 

* ضحكت علي نفسها وخرجت قعدت علي الكنبة مكان عمران وتخيلته وهو قاعد ، ابتسمت تلقائي أول لما اقتحم تفكيرها ، تمنت أنه يكون انسان كويس ويساعدها لأنها محتاجة فعلا حد يقف جمبها ، بس هيقف جمبها إزاي هو يعرفها منين أصلا عشان يساعدها ..





_ لوت شفايفها بحزن وضربت رأسها بإيدها  :-  اوف بقا بطلي بقا تفكري فيه بطلي ..

* سندت راسها علي الكنبة وفي دقايق كانت راحة في النوم ...

_________________________________________________

_ نزل عمران من البيت والف سؤال بيدور في عقله ، أولهم ازاي قعد واحدة ميعرفهاش في بيته ويديها الامان كده ، مكنش بسهولة حد بيعرف يدخل بيته غير محمد وحسن لأنهم أقرب أصحابه ، طب ازاي صدقها بسهولة من غير إثبات  مش ده أبدا اللي اتعلمه في شغل نهائي ، وده مش من طبيعته ده ديما بيتحري عن أتفه الأسباب  عشان يكون في الأمان طب ليه دلوقتي ؟ السؤال اللي متأكد منه أنه هيعمل المستحيل عشان يقهر أكرم أبو اليسر ، دي ضربة معلم أن عروسته اللي هربت بقت بين إيديه الوقتي ؟

_ طرد أفكاره موظف الهايبر وهو بيسأله :- حضرتك محتاج حاجة معينة أقدر أساعدك ؟

_ عمران هز راسه ورد عليه بفتور :- لا شكراً أنا هجيب حاجتي بنفسي ..

* دخل الهايبر وجاب جميع أنواع الجبن رغم أنه مش بيحب غير نوع واحد وهي الرومي ، طب ليه جاب كل الانواع دي ؟

_ دخل علي قسم الشكولاتات وجاب كذا نوع من الغالين اللي مش بيجيب غيرهم وتقريبا نادرا لما بيلاقيهم متوفرين عشان سعرهم غالي .. 

_ حاسب علي الكاشير وخرج ، قضي نص اليوم برا البيت اتعمد يتأخر عشان تاخد راحتها أكتر .. 

* رجع البيت علي الليل وفتح الباب واتفاجئ بيها نايمة علي الكنبة ، دخل المطبخ وحط الحاجة علي الرخامة بهدوء وجهز عشا خفيف وخرج بالصنية ، حمحم عشان تصحي لكن دي في سابع نومة ، ضحك علي منظرها وهي مش باينة من الترنج بتاعه ، 

قعد علي كنبة صغيرة وقال بصوت هادي :- سديم اصحي أنا جيت ، سديم !!

_ انتفضت من مكانها بخوف ، وقف هو كمان وحاول يهديها وفضلت تعيط وتقول :- أبعد عني متلمسنيش حرام عليك أبعد عني ..

_  عمران عيونه لمعت وصعبت عليه حالتها اللي أكيد أكرم كان السبب فيها ، كل مادا ما الكره بيزيد في قلبه وبيتمني يردله الصاع ألف عشان يرتاح شوية ..

_ بعد عنها عشان متخافش وكلمها بنبرة هادية :- اهدي أنا عمران 

_ رفع أيده بإستسلام في الهوا عشان تتأكد من حسن نيته ، بدأت تهدي بس حست أن قلبها هيخرج من مكانه من كتر الخوف اللي فيها ، حطت أيدها علي قلبها وعيطت بطريقة هيستريا خلعت قلب عمران من مكانه ، اول مرة يصعب عليه حد بالطريقة دي يمكن عشان اللي اتعرضت له مكنش سهل حتي هو برده أذاها حتي لو مش قاصد ؟!

_ رجعت كام خطوة وداست علي بنطلون البيجامة ، وفقدت توازنها ووقعت ، عمران جري عليها بخوف وفكر أنها أغمي عليها زي ما شاف منها من أول لما شافها ، 

_ اتفاجئ بها بتضحك وصوتها علي لما قرب منها ، ايه البت المجنونة دي ؟! 

_ رفع حاجبه وسألها بغموض :- انتي بتضحكي علي إيه ؟

_ وقفت ضحكها وردت عليه :- اصل بيجامتك كبيرة اوي إيه الحجم ده ؟

_ عمران فضل باصص عليها ومش مصدق السبب التافه اللي ضحكت عليه ، معقولة تبقي موجوعة كده وتضحك علي أتفه الأمور ؟! 

_ حاولت تعدل نفسها وتقوم لكن مش عارفة ، مسك دراعها وساعدها أنها تقوم وبعد ما قعدت علي الكنبة ، اتفاجئت به بينزل علي ركبه وبيتني البنطلون عشان تعرف تمشي فيه ..

_ خلص تني البنطلون ورفع عينه عليها اللي اتقابلت مع عيونها اللي سرحانة فيه بإعجاب ، 

_ ايه العيون دي ؟ هي حلوة كده ولا أنا بس اللي شايفهم كده ؟ رغم الرضوض اللي في وشها بس ده ممنعش أنها تكون جميلة اومال من غيرهم هتكون ازاي ؟ 

_ فضل عقله الباطني يتكلم ويسأل نفسه أسأله كتيرة ، فاق علي صوتها وهي بتقول :- شكرا أنا فعلا مكنتش عارفة أمشي فيها خالص ..

_ وقف ودخل المطبخ بسرعة يهرب من عنيها وقال وهو ماشي :- أنا جبت آكل أكيد جعانة 

_ هزت راسها وكأنه قدامها وقالت :- لا لا خالص مش جعانة شكرا 

_ عمران ضحك لما شاف باب التلاجة مش مقفول كويس ، وعرف أنها كانت بدور علي أكل ، حضر الشاي وخرج قعد علي الكنبة الخاصة بيه وبدأ يعمل سندوشات ويديها ..

_ لفت وشها بعيد عنه وقالت بإمتنان :- شكرا بجد مش جعانة 

_ عمران رجع أيده وقطم من السندوتش اللي كان عمله ليها من غير ما يتحايل عليها كتير ، كان قاصد كده ، انما هي كانت هتعيط عشان جعانة جدا هي أصلا مش فاكرة آخر مرة كلت فيها كانت امتي ، معقولة مش هيعزم عليها تاني ؟!

_ شتمت نفسها كتير فيها ايه لو كانت كلت يعني ، عمران حس بضيقتها وابتسم علي حالتها بس حاول ميظهرش أنه متابعها ، خلص أكل وشرب الشاي بتاعه وشال الصنية داخلها المطبخ ورجع تاني :- بقولك أنا هنام عشان هصحي بكرة بدري و...

* قاطعته بلامبالا :- هو انت بتقولي ليه انا مالي ؟ 

_ وقفت وقربت منه :- وبعدين أنا مش هقعد هنا أنا همشي 

_ سند علي رخامة المطبخ بدراعه وبصلها كتير ، حست بالاحراج من نظراته وهربت بعينها بعيد عنه ، 

_ مرت ثواني عليها مستنية اي رد منه لكن مفيش اي صوت خالص ، رجعت تبصله تاني وهزت رأسها بطفولة :- هتفضل ساكت مش هترد عليا ؟

_ عدل وقفته وقرب منها بطريقة خوفتها ورجعت لورا وهو مكمل مشي عندها لحد ما وقعت علي الكنبة من غير قصد ، انحني عليها وقال :- اولا معجبنيش نبرتك وانتي بتتكلمي معايا ، لازم تعرفي كويس إني ليا احترامي وده إجبار تحترميني ، ثانياً مش هتروحي في حتة طلاما انتي بالحالة دي 

قاطعته بحدة :- نفسي وأنا حرة فيها وا..

قاطعها بتحذير :- قولتلك نبرتك تتعدل معايا ، ومتقاطعنيش تاني انتي فاهمة ، وطلاما أنا السبب في حالتك دي يبقي أنا اللي ملزم بيكي لحد ما تخفي 

_ سديم ردت عليه بإستنكار طريقته اللي بيتعامل بيها :- مينفعش اقعد أنا وأنت في بيت واحد وبعدين ااا

_ قاطعها ونفخ بضيق ورد عليها بفتور :- بلاش وبعدين دي عشان أنا هنا اللي أقرر وبعدين ايه ! وموضوع اننا مينفعش نكون في بيت واحد فدي شئ مفروغ منه انا مش باجي البيت كتير عشان شغلي ببات كتير برة يعني مش هكون موجود معاكي اصلا ..

_ سديم حست بنبضات قلبها اللي بتزيد ومش قادرة تسيطر عليها من قربه منها ، دي حاسة بأنفاسه اللي بتخرج منه ، لا معدتش قادرة اكتر من كده ، قامت من مكانها مرة واحدة واتكلمت بهدوء :- بقولك ايه انا مقدرة ذوقك بس صدقني أنا لازم أمشي 

_ عمران ضرب الطرابيزة بإيده :- هو انتي مش بتفهمي ولا بتتعمدي الغباء أفهم بس 

_ ضربت الأرض برجليها زي الاطفال وبعدها إديته ضهرها ، عمران حس وقتها أنه داخل علي حاجات عمره ما وقع فيها بس لازم يستحمل دي الضربة اللي هتقضي علي أكرم أبو اليسر ...

_ دخل أوضته  بدل  هدومه لشورت قصير لبني وتيشرت بينك وجاب غطا وخرج برة فرد الكنبة اللي اتحولت لسرير ونام عليها واتغطي ..

_ أما سديم فضلت مرقباه ومش عارفة تعمل ايه ، طب هتنام فين أكيد مش هينام ويسيبها تضرب راسها في الحيط ..

* عمران فهم حيرتها واتكلم من تحت الغطا من غير ما يبصلها :- روحي نامي جوة وعندك المفتاح اقفلي علي نفسك ولو احتجتي حاجة انتي أكيد عرفتي البيت 

_ سديم استغربت ليه بيقولها كده وسألته بإستسفار :- قصدك إيه إني أقفل الباب بالمفتاح ؟

_ سحب الغطا من علي وشه وحب يشتغلها شوية ، وغمز ليها واتكلم بمكر :- وكان الشيطان ثالثهما 

_ برقت بخوف ومش مصدقة اللي سمعته أو اللي فهمته وجرت علي الاوضة وقفلت علي نفسها ، وقفت ورا الباب تاخد نفسها اللي زاد بسببه وبعدها حضنت السرير اللي كان وحشها من زمان بقالها فترة كبيرة متعرفش يعني ايه طعم نوم ولا راحة , واول ما حطت دماغها علي السرير نامت علي طول ....

_ عدت ساعة وصحت علي صوت بطنها ، كانت جعانة جدا طب تعمل ايه تفضل مكانها ولا تقوم تاكل ، حاولت تنام تاني لكن معرفتش الجوع كان اقوي منها 

_ قامت من مكانها وفتحت الباب براحة ، ومشت علي طراطيف صوابعها عشان ميصحاش ، اتأكدت أنه نام ودخلت المطبخ تدور علي حاجة تاكلها بس هتعمل سندوشات إزاي بإيد واحدة ، نفخت بضيق وكانت هتخونها دموعها وتنزل بس شافت طبق في آخر الرخامة فيه حاجة ، راحت عنده واتفاجئت بسندوشات ملفوفة بورق سولفان ، ومج حرار فيه شاي وجمبهم ورقة مرسوم عليه أيموشن غمزة ..

_ ابتسمت تلقائي وقعدت علي الكرسي الطويل اللي قدام الرخامة واكلت لما شبعت وشربت الشاي وبعدها دخلت تنام ...

              الفصل الرابع من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-