أخر الاخبار

رواية حبيبتي الكاذبة الفصل التاسع والعشرون والثلاثون


 رواية حبيبتي الكاذبة

الفصل التاسع والعشرون 

والثلاثون


بقلم فاطمة حمدي


(ما بين الحب وعذاب الضمير ) 


صعـدت داريــن خلف. ماهيتـاب الباكية وسط دهشة الجميـع .. 

إرتمت ماهيتاب علي الفراش وهي تشـهق عاليا بمـرارة .. 





لتجلس إلي جوارهـا داريـن محاولة تهدئتها وهي تقول بحنان : 

- إهدي يا ماهيتاب . وقوليلي مالك إشكيلي إيه الي مزعلك ؟ 

نهضت ماهيتاب جالسة علي الفـراش قائلة من بين بكاؤهـا : 

يعني أنتي مش عارفه ؟؟ .. آد ايه كان نفسي أنزل مصر عشانه وكنت بعد الأيام والليالي عشان أنزل وأشوفه وفي الآخر ألاقيه بيحب واحدة تانية ، ليه كده أنا عملتله ايه !! وهي أحسن مني في ايه .. 

ضحـكت دارين بخفوت علي حديثهـا الساذج ، ثم قالت بهـدوء :وهو ذنبه ايه يا ماهيتاب ، وهي كمان ذنبها ايه ؟؟ .. أنتي بتقولي أنك بتحبيه بس هو حب واحدة تانية ، وبيعتبرك أنتي زي أخته في الحالة دي مقدامكيش غير إنك تتمنلهم الخير وتعيشي حياتك عادي خالص كان شئ لم يكن .. 

ماهيتاب بحدة : بالبساطة دي !! .. هو أنا مش إنسانة وعندي مشاعر ، إزاي بتقوليلي كأن شئ لم يكن !! 

ربتت داريـن علي كتفها برفق قبل أن تتابع برزانة : 

بصي يا ماهيتاب خلينا نتكلم بصراحة ، أنتي






 معشتيش مع أمير كتير ، هو في مصر وأنتي في أمريكا بتشوفيه. كل فين وفين فإزاي حبتيه وهو بعيد كده ومتقوليش احساسي ،. عشان الأحساس ده مش بيجي من فراغ كده ، لازم يكون في مواقف خلتك تنجذبي ليه ! .. وأنا أعتقد يا ماهيتاب إنك منبهرة بس بيه مش حب .. 





قطبت ماهيتاب مابين حاجبيها ثم تابعت بإختناق : يعني ايه كلامك ده ؟؟ 

تابعت دارين متنهدة بإبتسامـة : يعني يا ماهي ، أنتي ممكن تكوني معجبة بشكله أو إستايل لبسه فعقلك صورلك إنك بتحبيه ، أو إنك شايفاه فعلا في صفات كويسة بس ممكن أوي ميكنش حب وحتي ياستي لو حب لازم تحاربي مشاعرك تجاهه طالما مش بيبادلك نفس المشاعر دي وقلبه مع واحدة تانية وده شئ ميزعلكيش ، عشان كل ده قسمة ونصيب وارزاق ربنا موزعهـا وأكيد نصيبك حد تاني غيره ويمكن يكون أفضل منه كمان يحبك وميشوفش غيرك .. 




حركت ماهيتاب رأسها والعبرات تتساقط فوق وجنتيها ، .. ثم همست بنبرة حزينة : لأ يا دارين أنا بحبه ! 

إبتسمت دارين مجددا ثم تابعت مردفة : تمام ، في ايدك تتغاضي عن الشعور ده ، متقبليش علي نفسك تحبي حد بيحب غيرك ، .. يعني الي هتحبيه ده لو مش بيحبك أكتر يبقي ميلزمكيش يا ماهي ! .. هو بيعتبرك زي أخته ولازم أنتي كمان تعتبريه زي زياد أخوكي ، يا إما كده يا إما هتكوني بترخصي نفسك يا ماهيتاب وأنتي ربنا خلقك غالية. .. ده زائد الذنوب بقي الي هتاخديها طول ما أنتي باصلهم كده وبتعاملي أروي بالطريقة دي .. 

إزداد بكاء ماهيتاب المرير فما كان من دارين إلا أنهـا عانقتهـا رابتة علي ظهرهـا برفقٍ وحنـان قائلة بصوتٍ هادئ : شليه من دماغك يا حبيبتي وربنا هيعوضك خيـر ، من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .. 

إبتدت ماهيتـاب تهدأ قليلا ، وقد إقتنعت إلي حد ما بحديث داريـن ، بينما جففت دارين دموعها بأنامل يدها وهي تقول بحمـاس : 






توعديني من النهاردة ، تعاملي أروي بطريقة كويسة وتعتبري أمير زي زياد أخوكي ؟؟ .

أومأت ماهيتاب برأسهـا وهي تقول بتنهيدة مؤلمة : أوعدك يا دارين .. 

عانقتها دارين وهي تقول بفرحـة : ربنا يرزقك الزوج الصالح يا قلب دارين ، يلا قومي بقي ٱغسلي وشك كده وأنا هنزل أطمنهم وأقولهم إنك كنتي مخنوقة شوية وكله بقي تمام 

إبتسمت ماهيتاب قائلة : ماشي .. 

توجهت دارين خارج الغرفة وأغلقت الباب بهـدوء وما أن خرجت تفاجئت بـ زياد واقفا وهو يبتسم لهـا بعذوبة .. شهقت دارين بخفـوت وهي تقول بجدية : خضتني يا زياد ، أنت واقف كده ليه ! 

غمـز لها وقال مازحاً : كنت جاي أشوف ماهيتاب بتعيط ليه بس إظاهـر إنك قومتي بالواجب يا دودو 

عقدت داريـن حاجباها وهي تتابع بغضب طفولي وقد رفعت سبابتها أمـام وجهه : أوعي تكون كنت بتتسنط علينـا يا زياد ! .. هقتلك .. 









زياد ضاحكـا : لأ والله بس سمعت أخر جملتين تلاتة كده وانا جاي 

إتسعت عيني دارين وهي تقول : جملتين تلاتة !! سمعت ايه ؟ 

تنهد زياد وقال : أنا فاهم الي بيحصل حواليا جدا وكنت متأكد من شعور ماهيتاب ناحية أمير ، بس محبتش أحرجهـا وأنا سعيد جدا بكلامك معاها واكيد هي هتفوق وتشيله من دماغهـا .. تابع بمزاح : بس ايه العقل ده يا دودو ؟ 

ضحكت دارين وقد توردت وجنتيهـا وهي تنظر إلي الأرض بخجل ، ليتابع زياد هامسا : هو أنا بحبك من شوية ، يا ..

قاطعته وهي تنظر له بحدة قائلة بجـدية : أنا كام مرة أقولك متقوليش الكلام ده ؟؟ .. عيب عيب عيب ..

أنهت كلامهـا وإنصرفت من أمامه حيث هبطت الدرج ليقف زياد مشدوها : كل ده عيب ، آه يا مجنونة ، شوية شوية هحس إني جاي من الكفار بسببك ... 

.........................





أصبحت سلمـي كحمامة بيضـاء ناعمـة بفستانهـا الأبيض الرقيق وحجابها الذي أزاده جمالا وتألـق .. 

كالفراشة الصغيـرة وسط الورود ترفرف من شدة سعادتهـا ، فها هي تنتظر حبيبها الذي أحبتـه وتمنت حياتهـا معه .. .

إتسعـت إبتسامتـها إشراق حين وجدته يدلف من باب مركـز التجميـل يبادلها الإبتسامة العاشقـة .. ليقترب منها وينظـر إلي عمق عينيها بتمعـن ، ليجـد حب صادق ينبع منهما .. 

فـ أمسك بكف يدها الصغيـر مقبلا إياه بهـدوء ثم همس في آذنها : 

شكلك زي القمـر ! 

إرتجفت ولا تزال تبتسم بسعادة ، ثم تأبطت في ذراعه ليتوجها إلي السيارة المزينة بالورود ..

إستقـلا السيارة وظل ممسكا بيدها كأنه يخشي  غيابهـا عنه .. 

سمعت صوته الرجولي يهمس لها : هو ده بجد ولا أنا بحلـم ؟؟ يعني إحنا مروحين علي بيتنا وأنتي معايا ! 

أومأت له بإبتسامة رقيقة : اه يا حبيبي 

تنهد بصوت مسموع ثم قال بغزل : يا قلب حبيبك ، ده شكله هيبقي يوم عسل .. ثم تابع بجدية : كان نفسي أعملك فرح كبير يا سلمي ، بس الظروف بتحكم 

سلمي بتفهم : أنا مش عاوزة فرح ، كفاية عليا أنت ، والفستان الابيض وزفة العربيات دي ! 

ضحك علي حديثها العفوي وهو يضمها إليه بسعادة غمـرت قلبه ، متمني أن هذه السعادة تدوم ولا يوجد ما يعكر صفو حياتهما البسيطة تلك .. 

........... 


في ڤيلا الأميـر 


إنتهوا من تناول الغداء وإحتساء الشـاي أيضا .. 

قالت نجاة بمزاح . ياه ، بجد مش قادرة أتنفس وحشني أكل سحر والأكل المصري أبو سمنة بلدي ده ! 

ضحك زياد وتابع مرددا : وأنا كمان ، بس للاسف دارين مبتعرفش تطبخ يعني علي ما تتعلم هيكون جالي تلبك معوي 

رمقته دارين بنظرات مغتاظة وتابعت : كده يا زياد ، ماشي وبعدين ماما نجاة هتعلمني اسكت بقي 

نجاة ضاحكة : طبعا إن شاء الله ، هعلمك أنتي وأروي ولا أروي بتعرف تطبخ ؟ 

أومأت أروي برأسهـا وقالت بإبتسامة : أيوة بعرف اطبخ الحمدلله .. 

نجاة بتساؤل : مامتك علمتك ؟ 

إزدردت أروي ريقها بمرارة ، ثم تابعت بثبات : لأ ، أختي سهيلة 

نجاة بحماس : أنتي ليكي أخت ؟ طب ليه مجاتش معاكي النهارده 

أروي بخفوت : هي مشغولة شوية .. 

نجاة بتفهم : ربنا معاها ، أنتي معندكيش أخوات غيرها 

أروي نافية : لأ هي دي بس الي ليا في الدنيا كلها 

نجاة بفضول : يعني ايه ، هو أنتي أهلك متوفيين ؟ 

أومأت أروي برأسهـا وقالت : أيوة 

نجاة بتأثر : يا حبيبتي ، زي أمير يعني .. 

إبتسمت وهي تطلع إلي أمير الجالس إلي جوارهـا : بس أمير عنده عمة جميلة وحنونة ، يابخته بيها 

إبتسمت نجاة بإتساع وتابعت بحنان : وعمتك أنتي كمان ومامتك تصدقي بالله والله حبيتك أوي كأني أعرفك من زمان ، أنتي زيك زي ماهيتاب بنتي متستغربيش 

ردت أروي بخجل : ربنا يخليكي ، ده شرف ليا والله .. 

تابعت نجاة بتساؤل : قولولي صحيح ، هتعلنوا الخطوبة إمتي ؟؟ 

رد أميــر ، قائلاً بجدية : إحنا مش هنتخطب أصلا ! 

نظر له الجميع بذهـول وقالت أروي بقلق : ايه ! 

حك ذقنه النابته وتابع بنفس. الجدية : إحنا هنتجوز علي طول ، أنا إتعرفت علي أروي بما فيه الكفاية ، والخطوبة ملهـاش أي لازمة بالنسبالي 

قال زياد مازحا : ممم ، تحب تخش انت في المفيد علي طول .. 

ضحك أمير وهو يقول بمرح :  ولا أنتي ايه رأيك يا أروي ؟؟ 

أروي بإبتسامة حزينة : الي تشوفه 

أردفت نجاة بحماس : علي خيـرة الله .. 

نهضت أروي قائلة بهدوء : أنا لازم أروح بقي إتأخرت أوي .. 

لينهض أمير هو الآخر قائلاً : ماشي يلا أوصلك عشان متتأخريش عن كده 

صافحت أروي نجاة التي قالت بحنان : مع السلامة يا حبيبتي ، خلي بالك من نفسك .. 

إبتسمت أروي وقالت : الله يسلمك .. 

وكذلك صافحت داريـن ، وماهيتـاب التي إبتسمت لها لاول مرة .. 

ومن ثم غادرت بصحبـة الأمير .. 

...........

 إستقلا السيارة وإنطلقت بهما ، ليسود الصمت بينهما لعدة لحظات .. 

ظلت أروي شاردة خائفة متوترة ..  أين سأذهب ، هل سأبني حياتي معه علي كذبة ؟ .. 

وهل إذا إعترفت سيسامحني ويغفر لي ؟ 

فكيف إذا لم يغفر ويعفو !! كيف سيكون مصيري حينها ، سأكون قد خسرت كل شئ ، وسأعود مجبرة إلي تلك التي تسمي أمي .. وستتحطم أحلامي جميعا .. 

هكذا راحت الأفكار تتخبط بداخلهـا حتي أنهـا سقطت دمعة حارة فوق وجنتها دون أن تشعـر بها حتي آفاقت علي صوته يتساءل بقلق : 

أروي ، مالك أنتي بتعيطي ؟؟ 

إنتبهت أروي له وقد محت هذه الدمعة وقالت بتوتر : لأ ، بس تلاقي عيني إطرفت ولا حاجة 

أمير بحسم : لا بتعيطي ، قوليلي في ايه ؟؟ مالك ، ليه علي طول شايف عينكي حزينة مهما ضحكتي؟؟ ومهما شوفتك سعيدة برضو حاسس إنك مش طبيعية وبتتألمي من حاجة ، بس ايه هي معرفش ، إحكيلي عشان ترتاحي ! 

لم تعد قادرة علي حبس عبراتها أكثر من ذلك فتدفقت من عينيها المتألمتين ، وتعالت شهاقتها بمرارة .. 

فما كان منه إلا أنه أوقف السيارة وترجل منها ثم إتجه إليها وفتح الباب ليخرجها من السيارة حيث وقفت أمامه ، فأطرقت رأسها والعبرات تتساقط بغزارة .. 

فقال وهو يرفع ذقنها برفق لتبقي في مواجهته : 

ايه الي واجعك ؟ 

نظرت إلي عينيه الواسعتين المشعتين ، وبداخلهـا صـراع ، بل بركان يهدد بالإنفجار في أي وقت .. 

كرر هو بنبرة دافئة : نفسي أعرف فيكي ايه ، نفسي تحكيلي وتريحيني وترتاحي أنتي كمان 

- وأنا كمان نفسي 

نطقت بهـا من بين دموعها الغزيرة .. لتتابع ..

نفسي أعيش مرتاحة بس أنا خايفة ، خايفة تسبني وتبعد .. 

- ليه بتقولي كده ؟ .. قالها أمير بقلق .. ليتابع بفضول لعله يستشف منها أي شئ .. 

ليه خايفة أسيبك ، أنا عمري ما هسيبك أبدا يا أروي ، أنا حبيتك بجد وعمري ما حبيت غيرك ، ايه بقي الي يخليكي تخافي إني أسيبك ؟ 

تفوهت بضعف : يمكن عشان مستكترة الفرحة الي أنا فيها علي نفسي .. أنت كتير عليا أوي 

إحتضن وجهها بين كفيه ، ثم تابع مبتسمًا بحنان : عمري ما هسيبك ده وعـد مني يا أروي ، مهما حصل هتفضلي حبيبتي .. صمت ثم تابع بحب : أنتي حبيبتي ، عارفة يعني ايه حبيبتي 

إبتسمـت له من بين بكاؤها ثم قالت بخفوت : ربنا يخليك ليا 

مسح دموعها بإبهامـه وهو يقول بمرح : كفاية دموع ، مش شايف عنيكي 

قالت تلقائياً : يعني مهما حصل ومهما عملت مش هتسبني أبدا ؟ حتي لو .. لو عملت حاجة تضرك بس غصب عني ؟ 

قطب جبينه ثم تابع ضاحكا : ايه الكلام ده ، أنا لو الدنيا كلها ضرتني أنتي لأ ، أنا متأكد من كده ، إطمني عمري ما هسيبك خلاص قاعد علي قلبك ومربع .. 

ضحكت بخفوت ورقة ليتابع مازحا : يلا نمشي ، لنتاخد في بوليس الآداب النهارده !! 

.........................


مر يومـان .. 


ذهـبت أروي إلي شركة سامــي في الصباح الباكر ، وما أن وجدها تحمل ظرفٍ ما حتـي هب واقفـًا وقد إتسعت إبتسامتـه قائلاً بسعادة : 

جبتيلي الملف صح ؟؟ 

ضحكت ساخـرة وهي تفتح ذاك الظرف الذي بيدهـا وتابعـت : لأ جبتلك حاجة أحلـي من الملف .... ثم مدت يدها له قائلة بإنتصار : شوف كده الصور دي وقولي ايه رأيك ؟؟ 

نتش منها الصور وهو يتطلع إليها بصرامة مخيفة ، ثم نظر إلي الصور واحدة تلو الأخرى وعيناه تتسع بصدمة جليـة حتي هتف بصوت هادر : ايه ده ؟؟ 

ردت عليه بحدة : دي قذارتك .. ! 

إقترب منها بخطوات سريعة وقال صائحا : يعني ايه ، مش فاهم ؟؟. 

لوت فمهـا بتهكـم ، قبل أن تقول بتشفي : يعني يا سامي بيه لو فكرت مجرد تفكير تضغط علي سهيلة أو تنشر صورها أو تقرب مني أو من أمير .. الصور دي هتروح لمراتك ، ناريمـان هانم صاحبة الأمبراطورية دي كلهـا !! 

كاد سامي أن يباغتها بصفعة إلا أنها أمسكت يده ودفعته بعنف وهي تقول بغضب عارم : أوعي تمد ايدك بدل ما أقطعهالك ، أنا اخيرا عرفت أمسك عليك ذلة وأنتقم منك علي الي عملته فيا ، يا حقير 

صر سامي علي أسنانه وهو يتابع بصرامة : بس الصور دي مش هتقدري تعملي بيها أي حاجه ومش هتعرفي توصلي لناريمان أصلا 

أجابته بتهكم : لأ ، ده أنا عرفت عنوان بيتكم وكمان معايا رقم تليفونها ، أحذر مني يا سامي ، إن لعبت بديلك هلعـب أنا كمان والشاطر الي يربح في الآخر ... سلام .. ولا أقولك من غير سلام !! 

....................


مـر اليوم بسلام وعادت أروي إلي الشقة بعد أن اوصلها أمير كعادته كل يوم .. لتصعد وتقص علي شقيقتها كل ماحدث .. 

هل تفرح سهيلة أم تحزن وشقيقتها يوما عن يوم تزداد تعلقا بأميرها .. وتُصبح تائهة بين حبها له وعذاب ضميـرها الذي يؤلمهـا بشدة .. 

قالت سهيلة بشرود : سيبك من كل ده ، إزاي هتتجوزيه وأنتي مش عارفه رد فعله إذا عرف بالكذبة دي ، وهل هيتقبل موضوع إنك كنتي عايشة في بيت مشبوه ولا لاء ؟؟ 

وكأنها ضغطت علي جرحها لتأن وجعا وهي تتخيل حين يعرف ويتركها تعاني من جديد .. 

صمتت .. صمتت طويلاً إلي أن قالت بإصرار: 

مش هقدر أضيعه من إيدي يا سهيلة ، مش هقدر ، هتمسك بيه بكل قوتي حتي لو فيها موتي مش هسيبه ومش هرجع لمعاناتي تاني ، لا أنا قادرة أحكي ولا قادرة أتخيل أنه يسبني ...

هو طوق النجاة الي ربنا بعتهولي وهحافظ عليه بأي طريقة ... 


الفصل الثـلاثـون 


(حفل الزفاف ) 


بعد مرور أسبـوع .. 


جلس أمير علي كرسيـه وهو يستند بظهره علي ظهر المقعد بأريحة ، ليقول بثبات موجها حديثه للموظف طارق : 

يعني راحله كام مرة ؟ 

أجابه طارق هادئاً : مرتين ، بس معرفتش ايه الي تم في المرتين .. 

زفر أمير وهو يقول بصوت حاد بعض الشئ : أومال مين الي يعرف يا طارق ؟؟ هو أنا مخليك تراقبه عشان تقولي معرفش 

رد طارق بجدية : والله يا أستاذ أمير حاولت أكلم أي موظف من عنده يحطلي جهاز تسجيل في مكتب سامي معرفتش إظاهر أن كل الي عنده عندهم ضمير بقي 

ضحك أمير ثم قال ساخرا : اه زي الي معينهم .. طب وماجد ؟ .. وصل لحد فين أكيد كلمه في التلفون وهو في المكتب يا طارق فين التسجيلات .. 

طارق بنفي : ماجد حريص جدا وزي ما يكون شاكك أن حد مراقبه بس أنا وراه لحد ما يقع 

أومأ أميـر برأسه وقال بجدية : ماشي ، بلغني بالجديد أول بأول وأوعي حد يحس بحاجة 

أومأ طارق برأسه ثم تابع وهو يتجه صوب الباب : تمام .. 

خرج طارق لتدلف أروي خلفه قائلة في تساؤل : في ايه ؟ 

رفع أمير أحد حاجبيه وقال بمرح : في ايه ؟ 

إبتسمت أروي وقالت : أنا الي بسألك .. ممكن اعرف بتخطط لإيه أنت وطارق ده !.

حرك أمير رأسه بنفي ثم قال غامزاً : فين قهوتي ؟ 

أروي بغيظ : معملتش 

نهض أمير ثم إرتدي سترته بينما تابعت أروي بإستغراب : رايح فين .. 

أجابها بهدوء ، وهو يمسك يدها ويتجه صوب الباب : هنروح مشوار صغنون .. 

....................


تململ خالد في فراشـه علي طرقـات الباب المُزعجة ، ليفتح عيناه ببطئ ويري زوجته نائمة فإبتسم وهو يرفع الغطاء عليها ثم نهض ليفتح الباب .. 

دلفت نعمـة وهي تقول بحدة: ايه يا خالد كل ده عشان تفتح الباب ! 

فرك خالد عينيه بتكاسل ثم قال بخفوت : معلش يا ماما مسمعتش في حاجة ولا إيه ؟ 

صرت علي أسنانها وهي ترمق سلمي الغافية بنظرات قاتلة ثم قالت بغيظ : بصيحك عشان تفطر يابني ده إحنا بقينا بعد الضهر ، نايم كل ده ليه !! 

تنهد خالد وجلس علي الفراش وهو يقول : ده يوم أجازتي يا ماما ، كمان مش عاوزاني أنام فيه ! 

ردت بنفاذ صبر : طب قوم إفطر معايا .. 

إبتسم ثم قام بإيفاق زوجته حيث مسد علي ظهرها برفق وهو يقول : قومي يا لوما عشان نفطر قومي يا حبيبي .. 

لم تدري نعمة بحالها إلا وهي تصيح غيظا : يابني ما تسيبها نايمة ولا تولع ايه الدلع الماسخ ده ، ده عيشة بقت تقرف بجد ، بدل ما تقوم هي تحضرلك الفطار كمان بتصحيها وتدلعها .. وبعدين أنا عملالك أنت الفطـار مش هي عشان تصحيها 

ذُهل خالد من حديث أمه الفظ وكذلك سلمي التي هبت جالسة علي الفراش وقد إتسعت عينيها بحنق .. 

ليقول خالد بجدية : نفسي اعرف لازمته ايه الي بتعمليه كل يوم ده يا ماما بجد حرام عليكي أنا تعبت منك 

صاحت نعمة مرة أخري . تعبت مني دي اخرتها يا خالد ، أخص عليك أخص ، وأنا الي تاعبة نفسي وقايمة أعملك فطار وفي الآخر بتزعقلي عشان المحروسه مراتك 

خالد بصدمة : أنا زعقتلك !! 

- أنا خارجة مستنياك برة اغسل وشك وحصلني مبعرفش أفطر من غيرك يابني يلا !! 

أنهت جملتها وخرجت من الغرفة صافعة الباب خلفهـا ، ليضرب خالد كفا علي كف وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله .. !! 

ثم إلتفت ليري سلمي تبكي بصمت ، فإقترب منها وقال بهدوء : متبكيش يا سلمي حقك عليا أنا 

حركت سلمي رأسها بالنفي وهي تتابع من بين بكاؤها : لا يا خالد أنا تعبت من مامتك ، ده احنا بقالنا اسبوع بس ومورياني النجوم في عز الضهر ، أومال بعد كده هتعمل فيا ايه .. ! 

جذبها خالد إلي أحضانه وضمها إليه ثم قال بحنان : مش هتعملك حاجة طول ما فيا نفس يا لوما ، لا هي ولا أي حد خلقه ربنا ، هي بكرة هترجع لطبيعتها أنا متأكد أنا عارف أمي لما بتزعل من حاجة بتاخد فترة علي ما تنسي 

سلمي ببكاء : بس أنا مليش ذنب ومزعلتهاش في أي حاجة يا خالد ، أنا مالي اذا كان ماجد غلط أنا ايه ذنبي طيب ، أنا مش مصدقه أن دي طنط نعمة الي كانت بتحبني وبتعاملني احسن معاملة ازاي اتغيرت كده ازاي . 

تنهد خالد بعمق وأردف : هترجع زي ما كانت ، بس إصبري شوية عشان خاطري يا سلمي لو ليا غلاوة عندك ، مترديش عليها وهي هتهدي واحدة واحدة .. 

سكنت سلمـي بين ذراعيه بينما هو يُهدهدها كطفلة صغيرة ، وقد أصلح ما بعثرته أمه .. 

سمعت صوته الهامس : لسه زعلانة ؟ 

رفعت وجهها ونظرت إليه مبتسمة قائلة بهمس: مش زعلانة وأنا معايا أحن راجل في الدنيا كلها 

طبع قبلة فوق جبينها ثم قال بحب : حبيبي يا لوما ، يلا قومي عشان نفطر بقي 

سلمي بخوف : لأ كده طنط نعمة هتقتلني روح أنت إفطر وأنا هستناك هنا .  

قهقه خالد ثم قال من بين ضحكاته : يا خوافة ، ما تخافيش يا عبيطة قومي إفطري معايا يلا 

نهضت سلمي معه حيث توجها إلي الخارج حيث تجلس نعمة التي رمقتهـا بغل .. 

فجلس خالد بهدوء وسلمـي إلي جواره متشبسه به كالطفلة الصغيرة... 

بينما إبتسم خالد كأن شيئا لم يكن وهو يقول : صباح الخير يا ماما ، تسلم ايدك يا ست الكل .. 

تنهدت نعمة بغيظ وأردفت : صباح النور يابني يلا كل وسمي 

أومأ خالد ولازال مبتسما ثم شرع في تناول الطعام ، ظل يأكل تارة ويطعم زوجته تارة وسط نظرات نعمة المغتاظة من افعـال ولدها الذي إحتارت كيف تفعل به وهو يبرها مهما فعلت معه ، يُعارضها بالحكمة ولا يحرجها رغم أنها مُخطئة لكنه يعلم جيدا أنه ليس من حقه أن يُحاسبها مهما فعلت .. ! 

.....................


دلف أمير بصحبة أروي إلي إحدي معارض المجوهرات الفاخـرة ذات الموديل الحديث .. 

إنبهـرت أروي حين أخرج صاحب المعرض بعض الخواتم والسلاسل الألماس ، ثم سمعت صوت أمير وهو يقول بخفوت : نقي الي يعجبك 

نظرت له مذهولة وقد إنفرجت شفتاها ثم تابعت : أنا ! 

أومأ لها بجدية وتابع : أها ، نقي شبكتك يا أروي 

إزدردت ريقها وهي تنظر إلي المجوهرات بعدم تصديق ، ثم تفوهت بخفوت : شبكتـي ! 

ظل أمير يتأملهـا بإبتسامة ، بينما هي متوترة بشدة ، ما هذا ، ألماس !! سأرتدي شبكة ألماس .. 

إبتسمت بفرحة وعينيها تلمـعتان ببريق السعادة ، ليمسك أمير أحد المحابس ويوجهه نحوها قائلاً بإبتسامة : قيسي ده كده .. ! 

أخذته منه بيد مرتجفة لتدخله في أحد أصابعهـا الرفيعـة ، لتتسع إبتسامتها السعيدة بإنبهار ، ليقول أمير بحماس : شكله حلو يا أروي علي إيدك ولا أنتي ايه رأيك ، لو مش عاجبك نقي واحد تاني .. 

حركت أروي رأسها بعلامة النفي ، وهي تبتسم له وتقول : لأ ده جميل أوي 

قال بهمس : أوك يا رورو ، ثم إنتقي لها سلسله أيضًا وكذلك خاتم شيك بجانب المحبس .. 

فقالت بصدمة : ايه دول كمان .. 

رد عليها بهدوء : باقي الشبكة 

رمشت بعينيها عدة مرات وهي تقول : بس كده كتير أوي 

عقد حاجباه ثم قال بجدية : مش كتير ولا حاجة ملكيش دعـوة أنتي .. ! 

ثم أشار لصاحب ذاك المعرض وأخرج دفتر شيكاته ليوقع له علي شيك بمبلغ وقدره حق تلك الشبكة الثمينة ليبارك لهما ويقدم التهنئة ثم ينصرف أمير بصحبة أروي التي لم تصدق أنه إشتـري لها شبكة بهذا الثمن وأوهبهـا لها بكل حب ... 

إستقلا بعد ذلك السيارة ، لتتفاجئ به يمسك يدها بين راحتي يديه ويلبسها الشبكة .. بدأ بالمحبس ثم الخاتم ... ومع لمسته كان قلبهـا يهتـز عشقا له ، وجسدها يرتجف بشدة آثر لمسته الرقيقـة ، ثم رفع رأسه وهو ينظر إلي عمق عينيها وهي يقول بصوتٍ هامس : قربي شوية .. عشان ألبسك السلسلة 

إقتربت منه ببطئ وهي تزدرد ريقها وقد تورد وجهها بحمـرة الخجـل ، وعندمـا إقتـرب شعرت وكأنهـا في عالم آخــر ، رائحـة عطره الرجولي التي إخترقت أنفهـا جعلتها تذوب فيه ، بينما أنفاسه تلفح صفحة وجهها لتغلق عينيها وقلبها يكاد أن يخرج من مكانه بسبب دقاتـه العنيفة .. 

أخيرا إنتهـي ليتراجع إلي الخلف قليلا وهو يتطلع إلي سحر عينيها الخضراوتين الجميلتين ، ٱزدرد ريقـه وهو يجاهد محاولا السيطرة علي نفسه حتي لا يغرق في سحـرها ذاك ، لكنه لم يشعر بنفسه وهو يقول هامسا : أنتي جميلة يا أروي ، جميلة جدا تعرفي كده ؟ 

تفاجئت بجملته تلك ، لتزداد توترا وإرتبـاك وهي تحرك رأسهـا نافية .. ليضحك هو قائلاً بمرح : محدش قالك قبل كده إنك جميلة ، وعنيكي تهبل ؟ .. 

إبتلعت ريقها بعد أن أخذت زفيرا قويا وقد عادت إلي وعيهـا قليلاً : آآ .. لأ ، أنت بس الي بتقول كده 

ضحك بخفـوت ثم تابع : طب يلا نمشي لحسن كده أنا بضيييييع 

أنهي جملته وأدار محرك السيارة ، بينما إبتسمت أروي وهي تطلع إليه وقالت بحنان : شكرا علي كل حاجة حلوة عملتهالي ، أنا مكنتش أحلم أني ألبس ألماس في يوم من الايام يا أميري 

قال مبتسما : أنتي أغلي من الألماس يا أروي ، أنتي خلتيني أحب واحس إن قلبي بيتنفض ، وبعدين أنا عمري ما عرفت حد ممكن يضحي بعمره عشاني ، غيرك انتي وبس يا أروي وبعدين كفاية كلمة أميري دي أصلا .. 

تفاجئ بعد ذلك بهاتفه يصدح عاليـًا ، ليجيب علي المتصل قائلاً بمـزاح : 

دايما هادم اللذات ، عاوز ايه ؟ 

رد زياد هاتفيـا بمرح : وأنا نفسي مرة تقولي ازيك عامل ايه ، زي الناس العاديين يعني ! 

أمير ضاحكا : إنجز .. 

قال زياد بتنهيدة: أنا أقنعت دارين إني هعمل فرحي معاك ويبقي في يوم واحد ايه رأيك ؟ 

أمير بجدية : فكـرة حلوة ، موافق .

زياد مازحا : اوك يا عريس مع إني هبقي أحلي منك وهقفل عليك 

رد أمير ضاحكا : مهما تعمل ، أنا الأصل يا معصعص أنت .. 

زياد بصدمة : أنت بتتريق عليا عشان عندك عضلات ؟؟ .. مع إني بلعب رياضة ياربي كل يوم اشمعنا أنت .. أنا بحقد عليك 

قهقه أمير عليه ، ثم قال من بين ضحكاته : كفاية قر يخرب عقلك ، إنزل من علي وداني بقي ..

قال زياد بمرح : ماشي ، مع السلامة 

ثم أغلق الخط ووقف ينتظر داريـن التي خرجت من إحد محلات الأحذية الحريمـي تحمل حقيبة بلاستيكية .. 

فقال زياد بنفاذ صبر : خلصتي يا دارين ؟ 

أومأت دارين برأسهـا وهي تقول مبتسمة : اه أخيرا لقيت الشوز المناسب 

تنهد زياد بإرتياح : أحمدك يااارب ، يلا نروح بقي عشان خلاص رجلي باظت ، من صباحة ربنا بنلف علي حتة جزمة ، حرام عليكي يا دارين . 

دارين بجدية : إجمد كده يا زياد مالك في ايه ؟؟ 

زياد بمزاح : أنا زعلان صالحيني طيب ، هاتي بوسة علي الطاير كده 

عقدت دارين حاجبيها ثم هتفت بحنق : لم نفسك يا زياد قولتلك عيب ميت مرة أقولك عيب وحرام !! 

ضرب زياد كفا علي كف قبل أن يردف بغضب طفولي : هموت وامسك إيدك ، يابنتي أنتي حد مسلطك عليا ولا إيه !! 

تجهمت ملامح دارين قبل أن تقول بحدة : يا زياد أنت قليل الأدب علي فكرة وأنا هصرف نظر عن الجوازة دي ! 

أنهـت جملتها وسارت بخطوات سريعة ، ليسير خلفها ضاحكا وهو يقول : إستني يا مجنوونه يا مرارك يا زياد ... 

...........


صاحت كوثر بماجد وهي تقول بنفاذ صبر : أنت إتجننت خلاص عاوز تتجوز البت دي ازاي يعني !! 

ماجد بتصميم : زي الناس يا ماما ، أنا بحب مايا وهي بتحبني في ايه بقي !! 

كوثر بحدة : ما البنات كتير اشمعنا دي بقي 

أجابها ببرود : بحبها 

صاحت بغيظ : يا اخي حبك برص وعشرة خرص جتك الارف .. ! 

ثم تابعت وهي تلتقط انفاسهـا : غور اتجوزها ، أنا حذرتك وخلاص اتفلق بعد كده !! .. 

زفـر ماجد بضيق قبل أن يتابع : وهتبيعي الأرض إمتي عشان عاوز نصيبي ، ولا هتجوز كده من الهوا .. 

قالت وهي تتجه إلي غرفتها بغضب : ربنا يسهـل !! 

..............


بعد مرور أسبـوع آخـر .. 


تحديدا في مركز التجميل الخاص بالنسـاء .. 


تزينتا كلا من أروي وداريـن حيث إرتدت كلا منهما فستانهـا الأبيض الجميل واصبحتا كفراشتـان رقيقتان وسط بستانٍ من الورود 

بينما كانت أروي كالملكة المتوجة التي تسحـر كل من ينظر إليها .. لم يكن فستانها عاري بناءا علي رغبة الأميـر فكان محتشم إلي حد ما وشعرهـا الطويـل ينسدل خلف ظهرها وتاجا بسيطا يترأس منتصف راسهـا .. 

علي عكس داريـن التي إنسدل حجابها الطويل علي فستانها الرقيق الهادئ بينما وجهها يبدو عليه براءة كبراءة الاطفـال مع لمساتٍ هادئة من مستحضرات التجميل فأصبحت حورية جميلة .. 

كذلك تزينت سهيلة التي كانت سعيدة لسعادة شقيقتهـا أروي .. 

بينما ماهيتاب تشعر بالضيق قليلاً كلما رأت السعادة في عيني أروي ، فهي من خطفت قلب الأميـر وعشقها والآن سيكون ملكا لها وحدها .. 

لكنها تحاول قدر الإمكان استبعاد ذاك الشعور عنها .. 

وصلا بعد قليل كلا من أميـر وزيـاد اللذان كانا يتألقان في البذلة السمراء الأنيقـة .. 

وإتجه كلا منهما إلي عروسه ليستقل الجميع بعد ذلك السيارات متجهين إلي القاعة التي سيقام بهـا حفل الزفاف .. 

همس أمير في آذن أروي بطيب الكلام جعلها تخجل وترتجف وهي تتخيل القادم من حياتهما .. تغاضت عن أي شئ ممكن أن يؤلمها في هذه الليلة التي لن تتعوض ... فهي سعيدة الآن .. سعيدة جدا .. 


في سيارة زيـاد .. 


حيث كانا يجلسانِ هو ودارين في المقعد الخلفي من السيارة ، ونجاة في الأمام بجانب القائد .. 

كان داريـن تلتصق بباب السيارة واضحة مسافة لا بأس منها بينها وبين زياد الذي كان سيموت غيظا منها .. 

بينما قال بحنق : علي فكرة النهارده دخلتنا قربي شوية عشان مضربكيش يا داريـن ! 

أردفت دارين بإعتراض : لسه مكتبناش الكتـاب يا زيـاد ، بليز لم نفسك .. ! 

صر زياد علي أسنانه وهو يتوعد لها قائلاً : صبرك ، صبرك عليا ده أنا هطلعه عليكي كلها ساعة من الزمن بس .. ! 

ضحكت نجاة التي كانت تجلس بالأمام عليهما ، .. 

فحاول زيـاد الإقتراب منها إلا أنها أوقفته بحدة : زياد لو قربت هرمي نفسي من العربية انت حر .. 

تراجع زياد مكانه وهو يعض علي شفته السفلي بغيظ ثم غمز لها متوعدا إياها بمرح ، وهمس بخفوت : ماشي يا دارين أن ما طلعته عليكي مبقاش أنا زياد !! 


بعد مرور نصف ساعة 


دخلوا جميعـا إلي القاعة .. فرحين وسعـداء ما إن دخلوا ، حتي جلس كلا من أمير وأروي في الكوشة وكذلك زياد ودارين التي ابتعدت عنه بمسافة قائلة بحنق : كان نفسي في فرح إسلامي ، مش عارفه أنت ليه مش بتحقق رغباتي يا زياد 

غمز لها زياد وقال مازحًا:  هحققها في البيت 

أشاحت بوجهها خجلاً ليضحك زياد مقهقها عليا قائلاً من بين ضحكاته : ليلتك زي الفل يا دارين .. ! 

.........


ظلت أروي مبتسمة ، والإبتسامة لا تفارق ثغرها وفجـأة .. فجأة تلاشت تماما وحل مكانها الصـدمة حين رأت سهـير تقف. أمامها وهي تبتسـم لها بإستفـزاز ، لتسمـع صوتهـا الذي تبغضه بشدة : 

مش تعزميني يا أروي ، ولا أنا مش قد المقام ؟؟؟


                   الفصل الحادي و الثلاثون من هنا

لقراة جميع الفصول من الاول اضغط هنا





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close